قصيدة رائعة للشيخ إدريس بن علي السناني تحت عنوان "زينب"، وجدتها منشورة بديوانه الصادر عن أكاديمية المملكة المغربية تحت عنوان ــ موسوعة الملحون ــ الرباط ــ 2012ــ الصفحة 161 وما بعدها، ولا أدعي أني قرأتها صدفة، ولكن نبهني إليها أحد الأصدقاء المولوعين بفن الملحون، عندما طلب مني أن أرسل له كلماتها، فكان من الضروري أن أرسل له نسخة سليمة من العيوب والأخطاء ومنقحة بعد عرضها على نسخ أخرى، وكان أن عدت لديوان الشيخ السابق الذكر، فهالني كثيرا ما رأيت وما قرأت، حيث النص المسكين مكسر (امهرس) على حد تعبير رجال الملحون، والكثير من كلامه غير مستقيم وفاقد الدلالة، مما عرض النص لتشويه خطير وغير مقبول من طرف أكاديمية المملكة ورئيسها وأعضائها، وكثيرا ما نبهنا أنا وجملة من الإخوان المهتمين بهذا المجال إلى مثل هذه الأخطاء الفادحة، ونشرتها غير ما مرة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
واليوم وأنا أعالج هذا النص، رغبة في نشره صحيحا منقحا، أرجو أولا من السادة أعضاء الأكاديمية الذين أشكرهم على جهدهم المبذول من أجل توثيق هذه المادة، أرجو منهم أن يضاعفوا الجهود من أجل المحافظة على هذا التراث الغالي من التشويه، وقصد إبراز مكامن الجمال والإبداع فيه، هذا الجمال الذي تقتله لا مبالاتهم بعدم الوقوف كثيرا عند النص والتدقيق في معانيه وتمحيصه، وأرجو ثانيا من كل متتبع لمنشورات أكاديمية المملكة، أن يأخذ الحيطة والحذر أثناء تعامله مع ما تنشره هذه المؤسسة، لأن الغث فيه كثير،وقلما يخلو نص من النصوص التي يوردونها من أخطاء فادحة، لذلك أعتبر كل مهتم أو مولوع أو متتبع لهذا الفن مسؤولا عن هذا الانحراف والتشويه الذي يطال هذه النصوص من خلال ما تنشره الأكاديمية، والمسؤولية تبدأ بصمته وتقبله لما ينشر، بل نجد من يملك النسخة السليمة فيخفيها أو يمزقها تحت ذريعة أن النص نشرته جهة علمية عليا، لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها، وهذا غير صحيح، وقد أثبتت بالأدلة الدامغة وسأستمر في إثبات أن منشورات هذه الأكاديمية فاقدة للأهلية، وأنها آخر من يمكن الاطمئنان إليه في هذا الباب، وأرجو ثالثا من الإخوة المنشدين أن يتدبروا ويفهموا ما ينشدون، حيث الكثير من المتتبعين لفن الملحون، لا يأخذون إلا عن المنشد، حتى أنهم ينسبون له النصالذي ينشده، دون اهتمام بصاحبه الأصلي، فإذا حفظوا الخطأ ورددوه على المسامع، فإنه يصبح هو القاعدة، وهكذا يساهمون بقوة في قتل الملحون من خلال تقديمه في صورة مشوهة.
وحتى لا أستطرد في التنظير فأتيه في دروب تقزيم عمل يشهد الكثيرون بكماله وجلاله دون أن أقدم دليلا على ذلك، أعود لتقديم أدلة على صحة ما أقول.
بداية أشير إلى أن لي ملاحظات حول (ديوان) هذا الشيخ بصورة عامة، سأعود إليها في وقت لاحق بحول الله، وتكفي الإشارة إلى أن الكثير من قصائده غير موجودة ب (ديوانه المزعوم) خاصة قصائد الذكر العيساوي، أما ما نشر فلا يخلو من أخطاء فادحة أجد أنه من العار والعيب أن يقع فيها مبتدإ في الميدان، أحرى أن تصدر عن أساتذة كبار في مجال تراث الملحون، وإذا نحن عدنا بعجالة تامة إلى هذا النص كما هو وارد في نسخة أكاديمية المملكة، فإننا نسجل حوله ما يلي:
1/ القصيدة وردت في الديوان دون إشارة إلى (امرمتها) ولا (طبعها)، وذلك شأن قصائد الديوان ككل، وكان من السهل على أعضاء اللجنة العلمية أن يشيروا إلى الهوية العروضية للنص، وأنه ينتمي إلى (امرمت لمبيت الثلاثي)، وهو في طبع قصيدة (مسعودة)، أو قصيدة (الكناوي) وكلاهما للشيخ التهامي المدغري.
2/ في البنية المعمارية للقصيدة، نجد أن كل قسم يقوم على خمسة أبيات، باستثناء القسم الأخير الذي يسمى (الزرب)، والذي وصل فيه عدد الأبيات إلى ثمانية، وذلك مسموح به بين شيوخ السجية. وكل قسم من أقسام القصيدة صدّره الشاعر ب (اسويرحات) عددها ثلاثة في كل قسم، باستثناء القسم الأول الذي اعتاد شعراء الملحون أن يجعلوه مدخلا خاليا من كل زخرف.
3/ لم يخل أي قسم من هذه القصيدة من أخطاء فادحة ندرجها كالتالي مرتبة حسب الأقسام.
ــ بالنسبة لمطلع القصيدة، ومنذ البيت الأول، ورد في نسخة الأكاديمية في الشطرة الثانية من البيت (من نار العشق المنير)، فوقفت مليا أتساءل، كيف يمكن للعشق أن يكون منيرا؟ ومن أين جاء هؤلاء بهذه الصورة الفاقدة الدلالة، والصواب قول الشاعر (من نار الخد المنير)، وهكذا عندما نصف الخد بالمنير تستقيم الصورة وتصبح الدلالة جلية.
ــ بالنسبة للقسم الثاني من القصيدة، أسجل اختلافا عاديا بيني وبين نسخة الأكاديمية، ويتمثل هذا الاختلاف في ترتيب أشطر الأبيات وتواليها، والحكم في هذه الحالة للدلالة والذوق، لكن الغير مقبول هو ما ورد في البيت الثالث من النسخة المذكورة عندما نقرأ في شطرته الثالثة (وتنوب على الشمس في ابهاها اللي عمره ما نسلب)، والغرابة تكمن أولا في أن النسخة كررت ما ورد في الشطرة الثالثة للبيت الثاني بحثا عن (الحرف) أو ما يعرف بالقافية في الفصيح، والثاني أن الكلام فاقد المعنى، لا يفهم منه القارئ شيئا، والصواب هو ( وتْنُوبْ على الشمس في اضياها سَاعَتْ تغرَبْ)، ونجد في البيت الخامس من هذا القسم دائما صورة معتمة بشكل كبير، حيث كتبت كلمات هذا البيت على الشكل التالي: ( هي مالك البهى وأهل المحاسن حجاب)، والصواب هو (هي مَلِكْ البهى وأهل المحاسن حُجَّابْ)، فتكون الصورة دالة في روعة متناهية، بل تحيلنا على البيت المشهور في مدح الملك النعمان، والذي يقول فيه الشاعر مخاطبا الملك:
كأنك شمس والملوك كواكب +++ إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ــ وفي القسم الثالث، أسجل خطأ في الشطرة الثانية من البيت الثالث، والتي وردت على الشكل التالي (قوسْ الصِّيدْ اعقول ناس الهوى ....)، فلا تفهم شيئا إلا بعد إيراد الصواب وهو (قُوسْ إِصَيَّدْ اعقول ناس الهوى...).
ــ أما القسم الرابع، فقد هالني حجم الأخطاء الواردة فيه، وأحزنني كثيرا أن أطرح سؤالا في شكل استنتاج مفاده: هل هؤلاء الأساتذة الكبار ــ الساهرين على إخراج هذه الدواوين ــ هل يفقهون حتى أبجديات الكلام أحرى أن يدركوا الصور البليغة الثاوية خلف هذه النصوص؟ إن أول ملاحظة تكمن في أن هذا القسم ورد(امْهَرَّسْ)، على حد قول اشيوخ الملحون، حيث ورد فيه فقط أربعة أبيات من أصل خمسة، دون إشارة إلى ذلك من طرف أعضاء اللجنة العلمية، والبيت المنقوص هو البيت الثاني في هذا القسم، ويقول فيه الشاعر: (والمعطس برني لطيف في سوسانه ركاب + والمبسم لعطير حايز الجوهر والتشليب + والريق احديثه انشر ارحيق فكاس مذهب)، فهذا البيت كله محذوف، أما السارحة الأولى من القسم الرابع، فقد أبانت بما لا يقبل مجالا للتردد على ضعف ملكة إدراك القول الشعري وما ينطوي عليه من فنية من طرف هؤلاء، حيث نقرأ فيها (نورالحاجب سر حاجب ++ طيف المنام عند المقلة المرصوبة)، وحاولت أن أفهم فتعذر علي أن أدرك ما لا يمكن أن يدرك لأنه غير مستقيم، ورجعت إلى الصواب فوجدت البيت على الشكل التالي (نُونْ الحاجب سر حاجبْ ++ طيف المنام عند المقلة المَوْصُوبَة)، وهكذا وصف الشاعر حاجبها بحرف النون، وأنه هو من يحجب عينيها المصابة بالسهر عن النوم وانتهى الأمر، وفي نفس القسم، كلمة (سوسانْ) كما وردت في النسخة، أفقدت النص إيقاعه الموسيقي، وكذلك كلمة (ارخامْ) في البيت الثالث، والصواب هو (سوسانة وارخامة)، أما الشطرة الثالثة في البيت الثاني والتي تقول في النسخة ( والكف أنزهى إلى اهذى ويكون امخصب)، فهي فاقدة المعنى، والصواب هو (والكف انْزاهَة إلى اهدى ويكون امخضب)، ولكم أن تلاحظوا الفرق الكبير بين الكلام الأول والصواب الذي يقدم صورة جميلة رائعة تفوق فيها شاعرنا حتى على الشاعر العربي الفصيح، ثم في البيت الأخير من هذا القسم تقول نسخة الأكاديمية (اتعاطف واقوى على الخصر حتى راق وداب)، والصواب هو (اتعَطّفْ واقوى على الخصر حتى رَقّْ ودابْ)، فهو يصف أردافها وصفا مأخوذا من الفصيح، حيث يقول الشاعر العربي في هذا المعنى.
لها ردف تعلق في ضعيف +++ وذاك الردف لي ولها ظلوم
يعذبني إذا ما فكرت فيه +++ ويتعبها إذا راحت تقوم
ــ القسم الخامس:وأقدمه منه تجنبا للإطالة نموذجا على تكسير موسيقى النص، الشطرة الثانية من السارحة الأولى تنقصها كلمة (مهما)، الشطرة الثانية من البيت الثاني (تْكسر طرف ارقيق تيه....) والأمثلة كثيرة يمكن العودة إليها من خلال النص المحقق الذي أنشره مع هذه الملاحظات.
ــ القسم السادس: وفيه وصل الناشرون لهذا العمل إلى قمة التفاهة والاستهتار، وسأترك الحكم للقراء من أجل مقارنة ما ورد في نسختي هذه بما جاء في نسخة الأكاديمية، ولكن لابد من تقديم دليل أثبت من خلاله الحكم الذي أوردته سلفا، لاحظوا معي البيت الرابع من هذا القسم، وفيه قدم الشاعر صورة رائعة عن الليل والنهار قل نظيرها في الشعر، وذلك عندما وصف الليل بظلامه ب (جيش الحباش) نسبة إلى السواد، ووصف جيش النهار وجنوده بجيش الترك إشارة إلى البياض، لكن لجنة الأكاديمية أبت إلا أن تفسد علينا هذه المتعة والجمالية التي حصلنا عليها من شاعرية هذا الشيخ الفذ، فحرفوا لنا الصورة الأصلية قائلين (واحنا تحت اجناح ليلنا في خلاعة واطراب + حتى يترقى الطير منبر الغصان اخطيب + وانشوبه جند الحباس من جند الترك اهرب)، بالله عليكم أسألكم هل فهمتم شيئا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كيف يمرر لنا هذا الجهل والتعتيم والقبح ونحن صموت؟ انظروا ما قال الشاعر في النسخة المنقحة (واحنا تحت اجناح ليلنافاخلاعة واطراب + حتى يترقى الطير من فوق الدُّوحْ اخطيب + وانشوفوا جند الحباش من جند الترك اهرب) صورة سلسة ورائعة ومتميزة بكل المقاييس، ولكن ماذا نقول لمن لم يستطع أن يفرق بين (لقنان والقيان) كما وردت في الشطرة الأولى من البيت الثالث في القسم السادس؟، أنا لا أحاكم أحدا ولا أملك هذه السلطة، ولكني أتمنى صادقا من كل قلبي أن ينتهي عهد المحسوبية (وَبَّاكْ صاحبي)، حتى يكون في المناصب رجال هم أهل لها، فما كل ما يلمع ذهب كما يقول المثل العربي، وهذا هو النص الذي عملت على تشذيبه وتنقيحه قد نشرته، لا أرجو من ورائه إلا العناية الصادقة بهذا الفن الأصيل الذي يختزل الكثير من تاريخي كواحد من المنتمين للطبقة الشعبية ومن المعتزين بهذا الانتماء.
قصيدة "زينب"
نظم: الشيخ إدريس بن علي الحنش
امرمت المبيت الثلاثي طبع مسعودة للشيخ التهامي المدغري
الحربـــــة:
قـولـوا للي حازت البها والسر والآداب * روفي يا الغزال ما اجفل من محبوب احبيب * أسلطانت اعرايس الحضر مولاتي زينب
القسم الأول:
آه على من شاف وانكوى بالجمر اللهاب * من نار الخد المنير كي على جرح اصعيب * جرح بسيف اصقيل عنتري مصقول امذهب
آه على من كان شوف عينه لبلاه اسباب * ولا صاب أشوم ليعته دون الوصل اطبيب * والهاجر خلاه راحل وكايم يتعذب
أه على المهجور جايح ونايح عند الباب * دمعه فوق الخد ما افتر مثل المطر اسكيب * يشبه قيس فْغُرْبْ غُرْبْتُه مسكين امغرب
حاله من حالي ولا يشابـه ليا فاعْــــذاب * من فكد اللي تركني اهواها نحضر وانغيب * ضبية تلعب بالأسود لعب الخمرة باللب
مسك ادوا ذا التيه والعقل تاه معاها غاب * والجسم ابقى يا امحاينه بين الناس اغريب * والظبية من شور ظلها تخشى وتجنب
القسم الثاني:
تاه العقل وسار غايب * واجوارحي اضحات بالهوى منشوبة
والتيه ارسل لي انشاشب * ماهي أوقات وحدة ما هي نوبة
وأنا في اهوايا انراقب * وانعاين الرضى من ولفي زنوبة
زينب مولاتي اغرامها به اشبابي شاب * لُوْ فَهْتْ بْمكنُونْ حبها على الغراب إيشيب * زينب تسلب بالبها اللي عمّْرُه ما نسلب
زينب عشق اجمالها املكني واصبح غلاب * لو كان اعشق زينها اجبل رضوا قَهْرْ إيريب * وتنوب على الشمس في اضياها ساعتْ تغربْ
زينب فاقت جازية أوزين امحاسن لتراب * بعشقها بدر الدجى يخضع ويعود اسليب * زينب من عشقي في زنها طال اعذاب القلب
جمعت بين الضو والظلام وقوس ونشاب * والنسري والورد والزهر والطيبة والطيب * والهمة والجود والوقر والأصل الطيب
هي مَلِكْ البها وأهل المحاسن حُجَّابْ * ولا هي شمس والبنات انجوم فْتَرْتِيبْ * وإلى حَضْرَتْ ما بقى إيبان امعاها كوكب
القسم الثالث:
هيفا تسحرْ كل تايب * مهما إيشوفها ينقض عهد التوبة
حازت حسن ابديع سالب * إِصَيَّرْ العقول بوصفه مسلوبة
فيه العجب مع العجايب * ولا انظرت مثله في الدهر اعجوبة
خاذ القد ادواخل الحشا حين اهتز وصاب * ساعة يعدل سمهري وساعات ينشال اقضيب * من ريحان في روض سيدنا به الريح العب
والشعر احكيته على اقطيب الريحان اغراب * من تَجناحه لَلشروق وأنا به فْتغريب * واظفاير حيات دايم فْقلبي تتكلب
والغرة نجم الصباح لاح في عُقْبْ الغيهاب * واجْبين اتْجَلا، بْهَجْتْ انواره دون امغيب * الهلال في ليل الكمال يحشم منه يركب
والحاجب نون الشطون يشطن ساير اللباب * قوس إِصِيَّدْ اعقول ناس الهوى منصوب انصيب * أما صيد من ابطال وما عطل واعطب
والنجلات القاتلة الحرشة تسحر من تاب * داب لي سحرها اكبير امجرب تجريب * لي تظهر ناعسة وهي تفعل لعجب
القسم الرابع:
نُونْ الحاجب سر حاجب * طيف المنام عند المقلة الموْصوبة
والنجلة تسبي التايب * كحلة امهدبة كعين القرهوبة
والخد كما النار لاهب * وكبادي ابْحَرّْ اصهوده ملهوبة
وردة اصبحت بالندا على سُوسَانَة فَاخصاب * يظهر فيها ماء اشبابها يجري جري اعجيب * جنة لكن طيفها في ظل الشّْفَرْ امحجب
والمعطس برني لطيفْ في سوسانوا ركاب * والمبسم لعطير حايز الجوهر والتشليب * والريق احديثه نشر رحيق فكاس امْذَهَّبْ
والركبة ولد الغزال تايه من فوق اهضاب * والضَّعْضِينْ على الدوام في تنعيم وترحيب * والكف انزاهة إلى اهْدَى ويكون امخضَّب
والصدر ارخامة تبان فَصْفاوة تحت اثياب * والنهدين اتففحات طلوا من غصن ارطيب * وابطن عاجف كيف حالتي والردف امغلب
اتْعَطَّفْ واقوى على الخصر حتى رَقّْ وداب * والرفغات وساق دايم في تبريمه تجنيب * والقدمين إذا امشات تتركني نتعجب
القسم الخامس:
نتعجب ونسير غايب * مهما انشوف ذيك المشية المطلوبة
بالتخليلة والذوايب * واعْطَافْ مالية للتيها منسوبة
أش إيفيد في ذا الغرايب * الها وقلب قاسي مافيه ارطوبة
إلى ريت اسميحت لوجه المبسم سلاب * تطمعني بُوصَالهَا وننظر الفراج اقريب * لِنّْ الخير مع أهل البها معلوم امجرب
وإلى قلت ليها قصّْرِي فَالتيه والعتاب * تكسر طرف ارقيق تِيهْ واتميل بقد ارطيب * وتخليني فاقد الصبر العقل امغيب
واش من يوم انشوف شمسها شرقت دون اسحاب * وانضل في روض الرضى بولفي مشروح ارطيب * وأنا قدام البها من اشواقي نتأدب
تارة نشكي بالهوى وتارة نصغى الجواب * من جوهر يسقط بالصواب من خاتم في تذهيب * يخشى في الحضرة على العقل من حسنه يذهب
تارة نجني ورد والحيا كَاسِيهْ بْجلباب * وتبرد نيران علتي بالمرشف العذيب * والحاسد مهجور في الخلا مليوح امسيب
القسم السادس:
انبات مع الريم حاجب * واغْزِيْلي في ضل احجابي محجوبة
زنوبة تاج الكواعب * محلا إلى الفظ اكبالي مطروبة
وأنا من الأفراح جادب * نغنم ليلتي بوجود المحبوبة
والهيفة بكمال زينها تسقيني بشراب * رَاحْ بْرَاحَة لِينَا إِمَاثَلها مسك الجِيبْ * نغشى عن حالي إلى تراني بها نشرب
وتْرَى نجم الكاس بيننا داير دون احساب * نسعى به الشمس بين سعده وود وترحيب * يتزوج ولد السحاب بنت الكرم وعينب
وانغايم لقْيَانْ بين عود إينادي ورباب * إيشهدوا أمر ازواجها وغاني يقضان لبيب * بالسطعة عن خد آلتُه ما شرطت يكتب
واحنا تحت اجناح ليلنا في خلاعة واطراب * حتى يترقى الطير من فوق الدوح اخطيب * ونشوفوا جند الحباش من جند الترك اهرب
وازهار البستان ضاحكة وبمياهه تنساب * وانسيم اشذى طيبها طيب يعبق ويطيب * والطل في جيد الأشجار نحكي ذر امركب
وموالع الأطيار كل طير إينادي باخطاب * تسبيح لمن لا إيزول فالملك اسميع امجيب * سُبْحانَهُه راحم الخلايق غفار الذنب
هاك أراوي خذها اخريدة برزت فاثياب * بنت افكار إدريس بن علي المعرب الأديب * لازلت ناس الأشعار باشواقي تتأدب
وسلامي لاشْرَافْنا أولاد الزهرة القراب * ما غرد ولد اليمام وتعلى فوق اعسيب * وما ناح العندليب ولطيف الريح إيهب
واليوم وأنا أعالج هذا النص، رغبة في نشره صحيحا منقحا، أرجو أولا من السادة أعضاء الأكاديمية الذين أشكرهم على جهدهم المبذول من أجل توثيق هذه المادة، أرجو منهم أن يضاعفوا الجهود من أجل المحافظة على هذا التراث الغالي من التشويه، وقصد إبراز مكامن الجمال والإبداع فيه، هذا الجمال الذي تقتله لا مبالاتهم بعدم الوقوف كثيرا عند النص والتدقيق في معانيه وتمحيصه، وأرجو ثانيا من كل متتبع لمنشورات أكاديمية المملكة، أن يأخذ الحيطة والحذر أثناء تعامله مع ما تنشره هذه المؤسسة، لأن الغث فيه كثير،وقلما يخلو نص من النصوص التي يوردونها من أخطاء فادحة، لذلك أعتبر كل مهتم أو مولوع أو متتبع لهذا الفن مسؤولا عن هذا الانحراف والتشويه الذي يطال هذه النصوص من خلال ما تنشره الأكاديمية، والمسؤولية تبدأ بصمته وتقبله لما ينشر، بل نجد من يملك النسخة السليمة فيخفيها أو يمزقها تحت ذريعة أن النص نشرته جهة علمية عليا، لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها، وهذا غير صحيح، وقد أثبتت بالأدلة الدامغة وسأستمر في إثبات أن منشورات هذه الأكاديمية فاقدة للأهلية، وأنها آخر من يمكن الاطمئنان إليه في هذا الباب، وأرجو ثالثا من الإخوة المنشدين أن يتدبروا ويفهموا ما ينشدون، حيث الكثير من المتتبعين لفن الملحون، لا يأخذون إلا عن المنشد، حتى أنهم ينسبون له النصالذي ينشده، دون اهتمام بصاحبه الأصلي، فإذا حفظوا الخطأ ورددوه على المسامع، فإنه يصبح هو القاعدة، وهكذا يساهمون بقوة في قتل الملحون من خلال تقديمه في صورة مشوهة.
وحتى لا أستطرد في التنظير فأتيه في دروب تقزيم عمل يشهد الكثيرون بكماله وجلاله دون أن أقدم دليلا على ذلك، أعود لتقديم أدلة على صحة ما أقول.
بداية أشير إلى أن لي ملاحظات حول (ديوان) هذا الشيخ بصورة عامة، سأعود إليها في وقت لاحق بحول الله، وتكفي الإشارة إلى أن الكثير من قصائده غير موجودة ب (ديوانه المزعوم) خاصة قصائد الذكر العيساوي، أما ما نشر فلا يخلو من أخطاء فادحة أجد أنه من العار والعيب أن يقع فيها مبتدإ في الميدان، أحرى أن تصدر عن أساتذة كبار في مجال تراث الملحون، وإذا نحن عدنا بعجالة تامة إلى هذا النص كما هو وارد في نسخة أكاديمية المملكة، فإننا نسجل حوله ما يلي:
1/ القصيدة وردت في الديوان دون إشارة إلى (امرمتها) ولا (طبعها)، وذلك شأن قصائد الديوان ككل، وكان من السهل على أعضاء اللجنة العلمية أن يشيروا إلى الهوية العروضية للنص، وأنه ينتمي إلى (امرمت لمبيت الثلاثي)، وهو في طبع قصيدة (مسعودة)، أو قصيدة (الكناوي) وكلاهما للشيخ التهامي المدغري.
2/ في البنية المعمارية للقصيدة، نجد أن كل قسم يقوم على خمسة أبيات، باستثناء القسم الأخير الذي يسمى (الزرب)، والذي وصل فيه عدد الأبيات إلى ثمانية، وذلك مسموح به بين شيوخ السجية. وكل قسم من أقسام القصيدة صدّره الشاعر ب (اسويرحات) عددها ثلاثة في كل قسم، باستثناء القسم الأول الذي اعتاد شعراء الملحون أن يجعلوه مدخلا خاليا من كل زخرف.
3/ لم يخل أي قسم من هذه القصيدة من أخطاء فادحة ندرجها كالتالي مرتبة حسب الأقسام.
ــ بالنسبة لمطلع القصيدة، ومنذ البيت الأول، ورد في نسخة الأكاديمية في الشطرة الثانية من البيت (من نار العشق المنير)، فوقفت مليا أتساءل، كيف يمكن للعشق أن يكون منيرا؟ ومن أين جاء هؤلاء بهذه الصورة الفاقدة الدلالة، والصواب قول الشاعر (من نار الخد المنير)، وهكذا عندما نصف الخد بالمنير تستقيم الصورة وتصبح الدلالة جلية.
ــ بالنسبة للقسم الثاني من القصيدة، أسجل اختلافا عاديا بيني وبين نسخة الأكاديمية، ويتمثل هذا الاختلاف في ترتيب أشطر الأبيات وتواليها، والحكم في هذه الحالة للدلالة والذوق، لكن الغير مقبول هو ما ورد في البيت الثالث من النسخة المذكورة عندما نقرأ في شطرته الثالثة (وتنوب على الشمس في ابهاها اللي عمره ما نسلب)، والغرابة تكمن أولا في أن النسخة كررت ما ورد في الشطرة الثالثة للبيت الثاني بحثا عن (الحرف) أو ما يعرف بالقافية في الفصيح، والثاني أن الكلام فاقد المعنى، لا يفهم منه القارئ شيئا، والصواب هو ( وتْنُوبْ على الشمس في اضياها سَاعَتْ تغرَبْ)، ونجد في البيت الخامس من هذا القسم دائما صورة معتمة بشكل كبير، حيث كتبت كلمات هذا البيت على الشكل التالي: ( هي مالك البهى وأهل المحاسن حجاب)، والصواب هو (هي مَلِكْ البهى وأهل المحاسن حُجَّابْ)، فتكون الصورة دالة في روعة متناهية، بل تحيلنا على البيت المشهور في مدح الملك النعمان، والذي يقول فيه الشاعر مخاطبا الملك:
كأنك شمس والملوك كواكب +++ إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ــ وفي القسم الثالث، أسجل خطأ في الشطرة الثانية من البيت الثالث، والتي وردت على الشكل التالي (قوسْ الصِّيدْ اعقول ناس الهوى ....)، فلا تفهم شيئا إلا بعد إيراد الصواب وهو (قُوسْ إِصَيَّدْ اعقول ناس الهوى...).
ــ أما القسم الرابع، فقد هالني حجم الأخطاء الواردة فيه، وأحزنني كثيرا أن أطرح سؤالا في شكل استنتاج مفاده: هل هؤلاء الأساتذة الكبار ــ الساهرين على إخراج هذه الدواوين ــ هل يفقهون حتى أبجديات الكلام أحرى أن يدركوا الصور البليغة الثاوية خلف هذه النصوص؟ إن أول ملاحظة تكمن في أن هذا القسم ورد(امْهَرَّسْ)، على حد قول اشيوخ الملحون، حيث ورد فيه فقط أربعة أبيات من أصل خمسة، دون إشارة إلى ذلك من طرف أعضاء اللجنة العلمية، والبيت المنقوص هو البيت الثاني في هذا القسم، ويقول فيه الشاعر: (والمعطس برني لطيف في سوسانه ركاب + والمبسم لعطير حايز الجوهر والتشليب + والريق احديثه انشر ارحيق فكاس مذهب)، فهذا البيت كله محذوف، أما السارحة الأولى من القسم الرابع، فقد أبانت بما لا يقبل مجالا للتردد على ضعف ملكة إدراك القول الشعري وما ينطوي عليه من فنية من طرف هؤلاء، حيث نقرأ فيها (نورالحاجب سر حاجب ++ طيف المنام عند المقلة المرصوبة)، وحاولت أن أفهم فتعذر علي أن أدرك ما لا يمكن أن يدرك لأنه غير مستقيم، ورجعت إلى الصواب فوجدت البيت على الشكل التالي (نُونْ الحاجب سر حاجبْ ++ طيف المنام عند المقلة المَوْصُوبَة)، وهكذا وصف الشاعر حاجبها بحرف النون، وأنه هو من يحجب عينيها المصابة بالسهر عن النوم وانتهى الأمر، وفي نفس القسم، كلمة (سوسانْ) كما وردت في النسخة، أفقدت النص إيقاعه الموسيقي، وكذلك كلمة (ارخامْ) في البيت الثالث، والصواب هو (سوسانة وارخامة)، أما الشطرة الثالثة في البيت الثاني والتي تقول في النسخة ( والكف أنزهى إلى اهذى ويكون امخصب)، فهي فاقدة المعنى، والصواب هو (والكف انْزاهَة إلى اهدى ويكون امخضب)، ولكم أن تلاحظوا الفرق الكبير بين الكلام الأول والصواب الذي يقدم صورة جميلة رائعة تفوق فيها شاعرنا حتى على الشاعر العربي الفصيح، ثم في البيت الأخير من هذا القسم تقول نسخة الأكاديمية (اتعاطف واقوى على الخصر حتى راق وداب)، والصواب هو (اتعَطّفْ واقوى على الخصر حتى رَقّْ ودابْ)، فهو يصف أردافها وصفا مأخوذا من الفصيح، حيث يقول الشاعر العربي في هذا المعنى.
لها ردف تعلق في ضعيف +++ وذاك الردف لي ولها ظلوم
يعذبني إذا ما فكرت فيه +++ ويتعبها إذا راحت تقوم
ــ القسم الخامس:وأقدمه منه تجنبا للإطالة نموذجا على تكسير موسيقى النص، الشطرة الثانية من السارحة الأولى تنقصها كلمة (مهما)، الشطرة الثانية من البيت الثاني (تْكسر طرف ارقيق تيه....) والأمثلة كثيرة يمكن العودة إليها من خلال النص المحقق الذي أنشره مع هذه الملاحظات.
ــ القسم السادس: وفيه وصل الناشرون لهذا العمل إلى قمة التفاهة والاستهتار، وسأترك الحكم للقراء من أجل مقارنة ما ورد في نسختي هذه بما جاء في نسخة الأكاديمية، ولكن لابد من تقديم دليل أثبت من خلاله الحكم الذي أوردته سلفا، لاحظوا معي البيت الرابع من هذا القسم، وفيه قدم الشاعر صورة رائعة عن الليل والنهار قل نظيرها في الشعر، وذلك عندما وصف الليل بظلامه ب (جيش الحباش) نسبة إلى السواد، ووصف جيش النهار وجنوده بجيش الترك إشارة إلى البياض، لكن لجنة الأكاديمية أبت إلا أن تفسد علينا هذه المتعة والجمالية التي حصلنا عليها من شاعرية هذا الشيخ الفذ، فحرفوا لنا الصورة الأصلية قائلين (واحنا تحت اجناح ليلنا في خلاعة واطراب + حتى يترقى الطير منبر الغصان اخطيب + وانشوبه جند الحباس من جند الترك اهرب)، بالله عليكم أسألكم هل فهمتم شيئا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كيف يمرر لنا هذا الجهل والتعتيم والقبح ونحن صموت؟ انظروا ما قال الشاعر في النسخة المنقحة (واحنا تحت اجناح ليلنافاخلاعة واطراب + حتى يترقى الطير من فوق الدُّوحْ اخطيب + وانشوفوا جند الحباش من جند الترك اهرب) صورة سلسة ورائعة ومتميزة بكل المقاييس، ولكن ماذا نقول لمن لم يستطع أن يفرق بين (لقنان والقيان) كما وردت في الشطرة الأولى من البيت الثالث في القسم السادس؟، أنا لا أحاكم أحدا ولا أملك هذه السلطة، ولكني أتمنى صادقا من كل قلبي أن ينتهي عهد المحسوبية (وَبَّاكْ صاحبي)، حتى يكون في المناصب رجال هم أهل لها، فما كل ما يلمع ذهب كما يقول المثل العربي، وهذا هو النص الذي عملت على تشذيبه وتنقيحه قد نشرته، لا أرجو من ورائه إلا العناية الصادقة بهذا الفن الأصيل الذي يختزل الكثير من تاريخي كواحد من المنتمين للطبقة الشعبية ومن المعتزين بهذا الانتماء.
قصيدة "زينب"
نظم: الشيخ إدريس بن علي الحنش
امرمت المبيت الثلاثي طبع مسعودة للشيخ التهامي المدغري
الحربـــــة:
قـولـوا للي حازت البها والسر والآداب * روفي يا الغزال ما اجفل من محبوب احبيب * أسلطانت اعرايس الحضر مولاتي زينب
القسم الأول:
آه على من شاف وانكوى بالجمر اللهاب * من نار الخد المنير كي على جرح اصعيب * جرح بسيف اصقيل عنتري مصقول امذهب
آه على من كان شوف عينه لبلاه اسباب * ولا صاب أشوم ليعته دون الوصل اطبيب * والهاجر خلاه راحل وكايم يتعذب
أه على المهجور جايح ونايح عند الباب * دمعه فوق الخد ما افتر مثل المطر اسكيب * يشبه قيس فْغُرْبْ غُرْبْتُه مسكين امغرب
حاله من حالي ولا يشابـه ليا فاعْــــذاب * من فكد اللي تركني اهواها نحضر وانغيب * ضبية تلعب بالأسود لعب الخمرة باللب
مسك ادوا ذا التيه والعقل تاه معاها غاب * والجسم ابقى يا امحاينه بين الناس اغريب * والظبية من شور ظلها تخشى وتجنب
القسم الثاني:
تاه العقل وسار غايب * واجوارحي اضحات بالهوى منشوبة
والتيه ارسل لي انشاشب * ماهي أوقات وحدة ما هي نوبة
وأنا في اهوايا انراقب * وانعاين الرضى من ولفي زنوبة
زينب مولاتي اغرامها به اشبابي شاب * لُوْ فَهْتْ بْمكنُونْ حبها على الغراب إيشيب * زينب تسلب بالبها اللي عمّْرُه ما نسلب
زينب عشق اجمالها املكني واصبح غلاب * لو كان اعشق زينها اجبل رضوا قَهْرْ إيريب * وتنوب على الشمس في اضياها ساعتْ تغربْ
زينب فاقت جازية أوزين امحاسن لتراب * بعشقها بدر الدجى يخضع ويعود اسليب * زينب من عشقي في زنها طال اعذاب القلب
جمعت بين الضو والظلام وقوس ونشاب * والنسري والورد والزهر والطيبة والطيب * والهمة والجود والوقر والأصل الطيب
هي مَلِكْ البها وأهل المحاسن حُجَّابْ * ولا هي شمس والبنات انجوم فْتَرْتِيبْ * وإلى حَضْرَتْ ما بقى إيبان امعاها كوكب
القسم الثالث:
هيفا تسحرْ كل تايب * مهما إيشوفها ينقض عهد التوبة
حازت حسن ابديع سالب * إِصَيَّرْ العقول بوصفه مسلوبة
فيه العجب مع العجايب * ولا انظرت مثله في الدهر اعجوبة
خاذ القد ادواخل الحشا حين اهتز وصاب * ساعة يعدل سمهري وساعات ينشال اقضيب * من ريحان في روض سيدنا به الريح العب
والشعر احكيته على اقطيب الريحان اغراب * من تَجناحه لَلشروق وأنا به فْتغريب * واظفاير حيات دايم فْقلبي تتكلب
والغرة نجم الصباح لاح في عُقْبْ الغيهاب * واجْبين اتْجَلا، بْهَجْتْ انواره دون امغيب * الهلال في ليل الكمال يحشم منه يركب
والحاجب نون الشطون يشطن ساير اللباب * قوس إِصِيَّدْ اعقول ناس الهوى منصوب انصيب * أما صيد من ابطال وما عطل واعطب
والنجلات القاتلة الحرشة تسحر من تاب * داب لي سحرها اكبير امجرب تجريب * لي تظهر ناعسة وهي تفعل لعجب
القسم الرابع:
نُونْ الحاجب سر حاجب * طيف المنام عند المقلة الموْصوبة
والنجلة تسبي التايب * كحلة امهدبة كعين القرهوبة
والخد كما النار لاهب * وكبادي ابْحَرّْ اصهوده ملهوبة
وردة اصبحت بالندا على سُوسَانَة فَاخصاب * يظهر فيها ماء اشبابها يجري جري اعجيب * جنة لكن طيفها في ظل الشّْفَرْ امحجب
والمعطس برني لطيفْ في سوسانوا ركاب * والمبسم لعطير حايز الجوهر والتشليب * والريق احديثه نشر رحيق فكاس امْذَهَّبْ
والركبة ولد الغزال تايه من فوق اهضاب * والضَّعْضِينْ على الدوام في تنعيم وترحيب * والكف انزاهة إلى اهْدَى ويكون امخضَّب
والصدر ارخامة تبان فَصْفاوة تحت اثياب * والنهدين اتففحات طلوا من غصن ارطيب * وابطن عاجف كيف حالتي والردف امغلب
اتْعَطَّفْ واقوى على الخصر حتى رَقّْ وداب * والرفغات وساق دايم في تبريمه تجنيب * والقدمين إذا امشات تتركني نتعجب
القسم الخامس:
نتعجب ونسير غايب * مهما انشوف ذيك المشية المطلوبة
بالتخليلة والذوايب * واعْطَافْ مالية للتيها منسوبة
أش إيفيد في ذا الغرايب * الها وقلب قاسي مافيه ارطوبة
إلى ريت اسميحت لوجه المبسم سلاب * تطمعني بُوصَالهَا وننظر الفراج اقريب * لِنّْ الخير مع أهل البها معلوم امجرب
وإلى قلت ليها قصّْرِي فَالتيه والعتاب * تكسر طرف ارقيق تِيهْ واتميل بقد ارطيب * وتخليني فاقد الصبر العقل امغيب
واش من يوم انشوف شمسها شرقت دون اسحاب * وانضل في روض الرضى بولفي مشروح ارطيب * وأنا قدام البها من اشواقي نتأدب
تارة نشكي بالهوى وتارة نصغى الجواب * من جوهر يسقط بالصواب من خاتم في تذهيب * يخشى في الحضرة على العقل من حسنه يذهب
تارة نجني ورد والحيا كَاسِيهْ بْجلباب * وتبرد نيران علتي بالمرشف العذيب * والحاسد مهجور في الخلا مليوح امسيب
القسم السادس:
انبات مع الريم حاجب * واغْزِيْلي في ضل احجابي محجوبة
زنوبة تاج الكواعب * محلا إلى الفظ اكبالي مطروبة
وأنا من الأفراح جادب * نغنم ليلتي بوجود المحبوبة
والهيفة بكمال زينها تسقيني بشراب * رَاحْ بْرَاحَة لِينَا إِمَاثَلها مسك الجِيبْ * نغشى عن حالي إلى تراني بها نشرب
وتْرَى نجم الكاس بيننا داير دون احساب * نسعى به الشمس بين سعده وود وترحيب * يتزوج ولد السحاب بنت الكرم وعينب
وانغايم لقْيَانْ بين عود إينادي ورباب * إيشهدوا أمر ازواجها وغاني يقضان لبيب * بالسطعة عن خد آلتُه ما شرطت يكتب
واحنا تحت اجناح ليلنا في خلاعة واطراب * حتى يترقى الطير من فوق الدوح اخطيب * ونشوفوا جند الحباش من جند الترك اهرب
وازهار البستان ضاحكة وبمياهه تنساب * وانسيم اشذى طيبها طيب يعبق ويطيب * والطل في جيد الأشجار نحكي ذر امركب
وموالع الأطيار كل طير إينادي باخطاب * تسبيح لمن لا إيزول فالملك اسميع امجيب * سُبْحانَهُه راحم الخلايق غفار الذنب
هاك أراوي خذها اخريدة برزت فاثياب * بنت افكار إدريس بن علي المعرب الأديب * لازلت ناس الأشعار باشواقي تتأدب
وسلامي لاشْرَافْنا أولاد الزهرة القراب * ما غرد ولد اليمام وتعلى فوق اعسيب * وما ناح العندليب ولطيف الريح إيهب