المحامي علي ابوحبله - تصريحات سومتي رش عن مخطط التهجير تفضح عنصرية الكيان الصهيوني

تصريحات وزير المالية في حكومة الحرب اليمنية العنصرية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن تهجير المواطنين الفلسطينيين خارج قطاع غزة، هو "استخفاف بالمواقف الدولية الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني عن تراب وطنه وإذا كان من يستحق أن يهجر فهم المستوطنين الصهاينة القادمين من دول أوروبيه وغير أوروبيه ، قدموا لينتزعوا الأرض الفلسطينية من أصحابها الفلسطينيين وينكروا عليهم حقوقهم بموجب "وعد بَلفور".. "من لا يملك لمن لا يستحق"

هذه التصريحات التي كثرت في الآونة الأخيرة من مسئولين إسرائيليين وهي "جزءًا لا يتجزأ من الخطة الاستعمارية العنصرية التي يتبناها اليمين المتطرف من أمثال سموتريتش وبن غفير ويتفاخرا بها، في ظل الخيارات الثلاثة التي يتم يطرحها على المواطنين الفلسطينيين، أولها الاستسلام والتعايش السلمي مع الاحتلال وجرائمه، وثانيها القتل، وثالثها التهجير".

ان الكيان الصهيوني يجنح للتطرف والعنصرية والحرب على غزه والضفة الغربية والقدس تندرج تحت مفهوم حرب التطهير العرقي التي تمهد للتهجير ألقسري وهي تحظى بالدعم الأمريكي والغربي ضمن مخطط إعادة تصنيع الشرق الأوسط الجديد وهذا ما صرح به رئيس حكومة الحرب نتني اهو " في الحرب مع «حماس» «سنغير الشرق الأوسط»

ان استخدام كلمة ( عرب غزه ) مفهوم درج على إطلاقه مسئولين وقاده في الكيان الصهيوني ويعكس عقلية الاستعلاء والتنكر لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة في أرض وطنه كما جاءت في قرارات الشرعية الدولية".

ان استخدام مفهوم ألهجره الطوعية هو محاولة للتغطية والتضليل عن جرائم التطهير العرقي التي تمارس من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وجميعها تدفع الفلسطينيين لسياسة التهجير ألقسري والسؤال ؟؟ "عن أي هجرة طوعية يتحدث العنصري المتطرف سموتريتش؟ بعد أن أقدمت الآلة الحربية الإسرائيلية على تدمير قطاع غزة وتحويله إلى أرض محروقة وتهديم منازله وأبنيته فوق رؤوس ساكنيه".

في أيلول/ سبتمبر 2017 نشر «سموتريتش» العضو الهامشي في الكنيست ما سماه " خطة الحسم " ، وقدم دراسة حول السياسة الناجعة للحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، حسب رأيه هذه الخطة وهذه السياسة ستؤديان في حال تطبيقهما إلى إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وحسمه، وفق الرؤية الإسرائيلية التي تتنكر كلياً للحقوق الفلسطينية، وترفض بالمطلق قيام دولة فلسطينية، باعتباره أن فلسطين كاملة هي أرض "إسرائيل"، والمنطقة بين البحر والنهر مساحة جغرافية وطبوغرافية واحدة، ولا يمكن تقسيمها، ويعتبرها حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش وغير قابلة للتفاوض.

سومتي رش وقادة في الكيان الصهيوني في غالبيتهم مهاجرين من دول غربيه وغير غربيه يكرروا ممن سبقهم من زعماء الحركة الصهيونية كذباً وتزويراً: أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وترى في الادعاءات التوراتية أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وأن فلسطين «أرض الميعاد»، لتأجيج الدافع الديني عند اليهود للهجرة إلى فلسطين، واستغلال الفكر الديني التوراتي لأغراض سياسية استعمارية استيطانية، وقلب الحقائق، على نفس المنوال ينسج «سموتريتش» رواية تاريخية صهيونية توراتية تؤكد عدم وجود شعب فلسطيني، مدعياً أن الشعب الفلسطيني لم يكن موجوداً قبل ظهور المشروع الصهيوني، والسؤال الذي يبرز : هل المشروع الصهيوني هو الذي أوجد الشعب الفلسطيني؟. لقد تبلور وتطور الوعي بالهوية، ونما بشكل متصاعد نتيجة الهجمة الصهيونية الشرسة، وهذا أمر طبيعي عند كل الشعوب الحرة، ورداً على مساعي الحركة الصهيونية استلاب تراث فلسطين بكل جوانبه من الآثار التاريخية وأبرزها القدس القديمة والأقصى المبارك، إلى الثوب حتى طبق الطعام، برز تحدي الهوية على شكل عناية فائقة بالتراث والثقافة وبالسمات الشخصية والوطنية وبحث في التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، اهتمام أدى إلى إبراز الهوية الفلسطينية لكل العالم أنها قد بدأت تتشكل منذ 6 ألاف عام قبل الميلاد، بجذورها الكنعانية وحضارتها الأصيلة.

انتهز سموتريتش انحياز المجتمع الإسرائيلي نحو العنصرية الدينية المتطرفة فتبنى المرجعية التوراتية للخطاب الصهيوني الذي يعتمد على التوراة كسند يعطي الحق لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين، ليصعد ويرتقي في سلم المراتب الحزبية والحكومية وزعامة المستوطنين، من عضو كنيست عادي هامشي إلى زعيم حزب متطرف ثم وزير مزدوج لوزارتين، أدرك أن الاستيطان يحتاج إلى الفكر الأسطوري التوراتي، فأعاد تسويق الفكر التوراتي الأسطوري من أجل مكاسب انتخابية من جهة، ومن أجل تسويغ السياسات المتطرفة، ولتحقيق طموحه بـ" الحسم الاستيطاني" ، وزيادة عدد المستوطنين في منطقة الضفة الغربية وغزه ليشكلوا أغلبية سكانية، هدف لن يتحقق عبر التسهيلات المالية والحوافز الاقتصادية، والمساعدات لمن يرغب بالاستيطان، فهذه الحوافز لم تعد تغري الإسرائيليين المقيمين في " مناطق هادئة" على الاستيطان في البؤر الاستيطانية، إلا أصحاب العقلية الدينية التوراتية المتطرفة، من غلاة المستوطنين المشبعين بالحقد والكراهية، ومع بث الحوافز الدينية كدافع للاستيطان، قدم نفسه كمتدين وقدم خطته على الرؤى التوراتية والعقائد الدينية، يقول نفاقاً: " أنا شخص مؤمن يؤمن بالقدوس تبارك في حبه لشعب "إسرائيل" وفي رعايته لهم، يؤمن بالتوراة التي حذرت من النفي ووعدت بالفداء، أنا أؤمن بكلمات الأنبياء الذين توقّعوا الدمار، وليس أقلها البناء المتجدد الذي سنراه يجري بناؤه أمام أعيننا. أعتقد أن دولة إسرائيل هي بداية نمو خلاصنا وتحقيق نبوءات التوراة ورؤى الأنبياء""

قالوا: " الكبار يموتون والصغار ينسون " ، فماذا كانت النتيجة؟؟؟. الذاكرة الفلسطينية والقضية الفلسطينية حملتها الأجيال الفلسطينية ما بعد النكبة باقتدار وصمود وصلابة تدل على حيوية الشعب الفلسطيني وقوة إرادته، ما جرى لهذا لشعب المكافح، وكل ما تعرض له من مآس ونكبات ونكسات وتشرد ومعاناة وعلى مدى أكثر من مئة عام من الصراع، رفع من وعيه الوطني، وخلق جيلا أشد قوة وتمسك في حقوقه وفي مواجهته لمخطط اليمين ورفضه لسياسة الترحيل والتهجير وكانت معركة طوفان الأقصى مفصل تاريخي مهم وخلقت معادله جديدة ضربت نظرية الأمن الإسرائيلي وخلقت واقع جديد يصعب تغييره لتعيد فلسطين لتتصدر الأولويات العربية والإقليمية والدولية ، وإذا أراد " سموتريتش" ابتلاع فلسطين والقدس يترتب عليه ليس فقط تغيير وعي الفلسطينيين بل تغيير وعي كل الشعوب العربية والإسلامية التي استفاقت من كبوتها وأعادت معركة طوفان الأقصى الوعي لهذه الشعوب ، ولو أنه قرأ التاريخ واستوعبه لعلم أن محرري فلسطين والقدس قدموا من محيطها، فصلاح الدين انتقل من سوريا إلى مصر ومن هناك إلى القدس ليحررها، والظاهر بيبرس قدم من بغداد إلى الشام إلى مصر ثم إلى فلسطين... وهذه المرة الفلسطينيون ومعهم العرب كل العرب والمسلمين في كافة إرجاء المعمورة في مواجهة مخطط اليمين المتطرف وجميعهم في مواجهة مخطط الترحيل والتهجير من الأردن إلى مصر وكل الدول العربية تقف في وجه الترحيل تحت كل المسميات الطوعي والقشري وهم في خندق واحد لافشال هذا المخطط العنصري

لقد كافح الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات، حتى نال الاعتراف العالمي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ويريد سموتريتش أن يعيد الزمن إلى الوراء، ليس فقط إلى ما قبل أوسلو فقد تنصلت إسرائيل من استحقاقاتها وأجهضت مشروع الحل النهائي، فهل يستطيع إعادة العالم إلى ما قبل 1974 ليذعن لإنكاره وجود شعب فلسطيني؟. والتنكر لأبسط حقوقه في تقرير المصير على أرضه والتي ضمنتها الشرائع الدولية ؟. وهل يقبل العالم اليوم تنفيذ التهجير ألقسري؟. بعد أن ثبت فشل التهجير الطوعي للفلسطينيين، والذي سعت له الحكومات الإسرائيلية السابقة ولم تتغير على أرض الواقع الحالة الديمغرافية؟.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى