الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر
مدرسته الشعرية وسمات قصائده
(1935-2010م)
يعدالشاعر محمد عفيفي مطر (1935-2010م)رحمه الله
من أبرزرواد التجريب والتجديد في الشعر العربي في مصر في الستينات، وهو شاعر الألم والظلام واللغة الحداثية الفلسفية
وهوكما يقول شوقي بزيع :"محمد عفيفي مطر شاعر الطمي والأساطير السلالية واللاوعي الجمعيآثر الإقامة في الظل بعيداً عن المنابر والأضواء"،وحرى بالأديب أن يتوفر له الهدوء و البعد عما يشغل ليتمكن من الإبداع فأحسن بشاعرنا عفيفي وهو في عزلته بعيدا عن الأحداث متفرغًا للزراعة والفلاحة والإبداع الشعري ،وإني أرى أن العزلة الفكرية لا المقاطعة الاجتماعية لنعيم كبير ما بعده نعيم في الحفاظ على الوقت بعيداعن الشواغل والمنغصات !!
ولدفي قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935، وتوفي عام 2010م عن عمر يناهز 66 عامًا،وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة عين شمس، وعمل مدرسًا
ويعد محمد عفيفي مطر واحدا من أبرز شعراء الشعر الحديث في مصر، كما أنه كان نموذجًا للمثقف الذي تتسق كتاباته وقناعته مع مواقفه، فضلًا عن تجربته اللافتة المتمثلة في إصدار مجلة "سنابل" التي كان يصدرها في مدينة كفر الشيخ في دلتا مصر بعيدا عن العاصمة.
دافع عما كل هو حقيقيوأصيل،وإن كنا نميل عن الخوض فيما لايفيد ، كما نأى بنفسه عن الانضواء تحت راية حزب سياسي أو حركة لها مطالب وأيديولوجية يمكن أن تعرقل إبداعه،والحمد إني لأسير على دربه فلله الحمد والمنة .
فعفيفي مطريعتبر أحد أهم شعراء جيل الستينات الأدبي على مستوى الوطن العربي، وعلى رأس طائفة الشعراء المجددين فى القصيدة العربية، ، وكان رهانه الوحيد على القصيدة التي أخلص لها وأعطاها جل عمره ووقته، فلم تبخل عليه هى الأخرى، وأعطته سرها وباحت له بمكنونها فصارت عشيقته ومعشوقته، ورهن يديه يطوعها كيفما يشاء، ويبعث فيها من روحه وعنفوانه وثقافته الموسوعية، وفلسفته فى الحياة، لذا جاءت قصيدة «مطرية» – إن جاز لنا أن نسميها – لا تتشابه مع قصائد أخرى، ولا تستنسخ ولا تقلد بل هى عصية ومتمردة على ما عداها وكأنها ماركة مسجلة.
كتبه وأشعاره
قد تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر،على النحو التالي :
كتب للأطفال "مسامرات للأطفال كي لا يناموا"،
كتاب عن محمود سامي البارودي "الشاعر الفارس"
وكتاب عن "قصيدة الحرب في الشعر العربي".
و"كتاب الأرض والدم"،
"قصيدة الحرب في الشعر العربي".
وكل ديوان من دواوينه كان يمثل نقلة نوعية ومعرفية مختلفة في مسيرته الشعرية الممتدة من ستينات القرن الماضي وحتى رحيله، وكما يقول عفيفي نفسه عن بداياته الأولي في نفس البورتريه.
ومن أشهر المجموعات الشعرية التي تركها:
احتفالية 'المومياء المتوحشة'، وصدر فى القاهرة عام 1992م.و"فاصلة إيقاعات النمل"،
و"رباعية الفرح"،
و"أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت"،
و"يتحدث الطمي"، الذي صدر فى القاهرة عام 1977،
و"النهر يلبس الأقنعة"
و"شهادة البكاء في زمن الضحك"،
و"رسوم على قشرة الليل"
و"الجوع والقمر" مطر "الجوع والقمر" الذى صدر فى دمشق عام 1972
ورباعية "الفرح"، وصدر في لندن عام 1990،
و "من دفتر الصمت"
و "من مجمرة البدايات"
وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000
مدرسته الشعرية وسمات قصائده
تميز مطر بالتزام مدرسة شعرية قائمة بذاتهاتنتصر للأسطورة والفلسفة،وتحتشد بالمهارات اللغوية والمغامرات البلاغية والرصانة،
وكان لمفردات الطين والأرض حضور طاغٍ في مجمل
أجمع النقاد على أن قصائد محمد عفيفي مطر تضج بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح.
واستندت قصيدة عفيفي مطر إلى:
قاموس بلاغي شديد الثراء، جعله واحدًا من رواد التجريب والتجديد في الشعر العربي، خلال مرحلة الستينيات، وقاد ثورة في الشعر المصري في نفس توقيت الثورة التي قادها أدونيس في الشام، وقصائده تستلهم التاريخ، كما كانت قصائده تتوجه إلى النخبة قبل العامة رغم تعبيرها عن آلامهم وأحلامهم المجهضة بلغة شعرية حداثية.
وتميز مطر بالتزام مدرسة شعرية قائمة بذاتها تنتصر للأسطورة والفلسفة، وتحتشد بالمهارات اللغوية والمغامرات البلاغية والرصانة، وكان لمفردات الطين والأرض حضور طاغٍ في مجمل إنتاجه.
وتضج قصيدة عفيفي مطر بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح، كما أنها قصيدة مركبة تستند إلى الأسطورة التي يعيد إنتاجها بلغة حداثية فلسفية، وفقًا لشهادة الشاعر الفلسطيني المتوكل طه عنه.
يقول عنه الشاعر الفلسطيني المتوكل طه'. لقد استطاع محمد عفيفي مطر أن يقدم صيغة مبدعة لعلاقة الشاعر/ المثقف بالسلطة وإفرازاتها وهيمنتها وما تضعه حولها من نخب تتبنى وتردد أطروحاتها، خالقة بذلك 'ظلاماً ' كثيفاً يمنع الرؤيا ويقتل الرؤية ويغتال البصيرة والحياة. إنّ مفردة 'الظلام' التي يستعملها الشاعر محمد عفيفي مطر هي من أكثر المفردات تكراراً في دواوينه الظلام الذي يعيشه الشاعر ليس فقط، في زنزانته التي يسميها 'جحيماً' وإنما في لحظته المعيشة وفي تاريخه. إن ما يعانيه ويكابده الشاعر جعله يرى الأشياء من جديد ويقرأ التاريخ بعيون وروح جديدة، أو لنقل، بنظرية جديدة هي نظرية 'الخوف من الخوف'. وما بين 'الظلام' و'الخوف' يكون الموت، وفي هذه الكآبة، والقتامة، تلد قصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر، قصيدة تضجّ بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح كما أنها قصيدة مُركّبة تستند إلى الأسطورة التي يُعيد إنتاجها بلغة حداثية فلسفية، تؤكد أن صاحبها شاعر رجل يستحق الاحترام.
يقول شوقي بزيععن سمات شعره:
كان يدرك تماماً أن البقاء في دائرة الوزن الواحد لا بد أن يوقعه في ربقة التكرار، ويحد من اتساع معجمه اللغوي، لذلك فهو يتجه لاحقاً نحو بحور «الرمل» و«المتقارب» و«الرجز»، موفراً لقصيدته عصباً مختلفاً وفضاءات أكثر اتساعاً. إلا أن مطر الذي نجح في أعماله الأولى في المؤالفة بين انسياب القصيدة الغنائي، وبين محمولها المعرفي، فضلاً عن كبحه الحاذق لجماح اللغة، يستسلم في بعض قصائده المتأخرة للإطالة والإطناب والدوران غير المبرر حول الفكرة نفسها والمعنى إياه. لا بل إن بعض القصائد تبدو بلا مقدمات ولا خواتيم وقابلة للتمدد إلى ما لا نهاية. ومع ذلك فإن تجربة محمد عفيفي مطر تمتلك من الفرادة والثراء ما يضعها في موقع متقدم بين التجارب الشعرية الحديثة في العالم العربي. وإذا كان صاحبها قد آثر العزلة والإقامة في الظل طيلة حياته، فإنه يستحق بعد رحيله أن يحظى بالمزيد من الدراسة والقراءة والاهتمام.
تجربة محمد عفيفي مطر وأعماله المختلفة، هو كون هذه التجربة تتغذى من مصادر ريفية وترابية
يقول شوقي بزيع:"إن أكثر ما يستوقفنا في تجربة محمد عفيفي مطر وأعماله المختلفة، هو كون هذه التجربة تتغذى من مصادر ريفية وترابية، وما يتفرع عنها من عناصر تكوينية وطقوس ومعتقدات. فهذه «المجمرة» التي نعت بها بواكير قصائده، التي تنصهر في داخلها روح الشاعر ولغته، لم تنطفئ جذوتها مع الزمن. وإن اتخذت أشكالاً متعددة من العلاقة بالمكان وتقاليده وخفاياه. وفي عمله اللاحق «الجوع والقمر» تشكل الطفولة، ببعديها المشهدي والنفسي، العمود الفقري للنصوص، وتتداخل العناصر الواقعية المحضة بالعناصر السحرية، وبعوالم الخرافات التي يختلط فيها البشر بالجن والغيلان والعفاريت. كما يرتفع الحجاب الفاصل بين ما هو أرضي وما هو سماوي، ويتكفل القمر والشمس والأمطار والنجوم بحمل الرسائل المتبادلة بين البشر المتعبين والجوعى، وبين عوالم الماوراء. وإذ يرتبط الجوع ارتباطاً وثيقاً بالموت في تلك المرحلة، تعكس صورة الطفل الميت خوف الشاعر العميق من خسارة طفولته أو تزويرها، بما يعني خسارة العنصر الأهم الذي يرفد حياته بأسباب البراءة، وشعره بأسباب التفجر والتخييل. على أن الموت ليس سوى الوجه الآخر للحياة أو القيامة عند الشاعر، الذي رأى في الطمي الذي يتسبب به النيل ما يجسد الرمزية نفسها والتناقض إياه. وليس من المستغرب أن يطلق البعض على عفيفي لقب «شاعر الطمي»، وهو الذي أفرد لهذه المادة المترعة بالخصب مجموعة كاملة بعنوان «يتحدث الطمي»، كما أن تلك المفردة تتكرر بشكل دائم في تعابيره وصوره واستعاراته. وقد يتخذ الطمي صورة الريح - الأنثى التي يهتف بها الشاعر «ويا ريحنا المقمرة\ ضعي ساعديك الرقيقين حول المدينة\ لكي تُسمعيها صدى قبلة الطمي والشمس\ والغيمة العابرة».
يقول الشاعر الراحل د. وليد منير فى شهادته على عفيفي مطر: «قصيدة محمد عفيفي مطر قصيدة نادرة العافية والعنفوان، تتدفق كالنهر أو كالشلال، وتصر كالريح العنيفة، وتفور كالبركان، وهى تتميز بالغربة أكثر مما تتميز بالغموض، والغرابة نوع من السحر، من كسر التوقع، من الكشف عن المجهول، ومن تحريك الرمز فى اتجاه أكثر تأثيراً مما تعودنا عليه.
نماذج من شعره :
شمس الدمع طالعة، وفى فوديك نافذة
العصافير الأسيرة، صمتك الدهرى
خبز فى انتظار الأكلين، خطاك
نقش دائم التجوال فى لحم الكتابة، أنت
تغتصب الهيولى زوجة وتردها مكتوبة فى مصحف
الأرض البراح، وأنت فى
ظلماتها شبح يضئ نوافر الجسد
المكدس بالفصول، يضئ تحت
دوائر الثديين أجران السنابل والمواويل
المليئة بالخيول الخضر يفتح فى عشقها
وطنا ومملكة لأبناء السبيل
وقوله :
أسندت رأسى مثلاً بالشعر والقدرة
أغفيت.. أعضائي هى الأرض الوسيعة
والخليفة قبضة من طينتى
والناس أبنائى
دراسات عنه :
محمد عفيفي مطر : شاعر الارض والدم والنص المؤسس
محمد عفيفي مطر : شعرية السيرة وسيرة الشعر
حداثة محمد عفيفي مطر
عفيفى مطر على بوابة الستين : انا الشحاذ المتسول في أروقة الكلام النبيل
محمد عفيفى مطر طليقا
محمد عفيفي مطر: شاعر فكر
المصدر: أفكار
الناشر: وزارة الثقافة
المؤلف الرئيسي: عبيد، محمد صابر (مؤلف)
المجلد/العدد: ع353
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2018
الشهر: يونيو
الصفحات: 59 - 66
سلط المقال الضوء على محمد عفيفي مطر شاعر الفكر. وأوضح المقال أن الشعر القائم على تجليات حركة الفكر وتموجها فيه ليس جديداً تماماً في الشعرية العربية، إذ كان بعض الشعراء ومنذ العصر الجاهلي يعملون فكرهم في قصائدهم ويحككونها ويمضون في صناعتها حولاً كاملاً حتى تستقيم. ثم انتقل المقال للحديث عن الشاعر محمد عفيفي في سياق الحسابات الجيلية والذي يمكن تصنيفه ضمن جيل الخمسينيات، إذ ظهرت قصائده وعرف شاعراً منذ عام 1957 لكنه برز وتكونت شخصيته الشعرية على نحو ناضج في مطلع الستينيات. كما أظهر المقال أن في مجموعته الشعرية الأولى الموسومة" بمن مجمرة البدايات" وهو يؤرخ لقصائده بين عامي 1957، وعام 1962، تتبدي قصائده فيها بوصفها نماذج شعرية تقليدية ضمن سياق المناخ الشعري العام لجيل الرواد. وأن مجموعته الشعرية الثانية الموسومة بـ " الجوع والقمر" تطوي على انتقالة شعرية واضحة على مستوى الوعي الشعري والبناء والتشكيل والرؤية. وأوضح المقال أن حداثة محمد عفيفي مطر تكمن أساساً في طبيعة شعريته، ومفهومه للشعر ولا شك في أن طبيعة الشعر ومفهومه يؤسسان لنوع الحداثة وطرازها وحيويتها وإذا كان الموروث الشعبي هو المرجعية الأولى للشاعر في سبيل حشد قصيدته بطاقة تستقطب الحياة الثقافية والاجتماعية وتمزجها بروح الشعر، فإن المرجعية الفلسفية مرجعية منتجة لضخ النسق الشعري بقوة فكرية هائلة تحول القصيدة إلى غاية مثيرة ومغرية وغامضة. وختاماً فإن شعرية محمد عفيفي وحداثته ما هي إلا شجرة مترامية الأطراف وعميقة الجذور وهائلة الجذع ومتشظية الأوراق. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
جوائزه :
حصل مطر، الذي توفي في 28 يونيو عام 2010، على الكثير من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، جائزة كفافيس اليونانية، وجائزة من جامعة أركنسو الأمريكية، فضلًا عن كتاباته النثرية وترجماته وكتاباته للأطفال.
وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في 1999م، كما حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989م،وحصل على التقديرية 2006 م،
وجائزة المؤسسة العالمية للشعر في روتردام الهولندية،
رحم الله الشاعر الرائد المجدد محمد عفيفي مطر رحمة واسعة على ما قدم للأدب العربي وإنا لندعو الباحثين لدراسة شعره والانتفاع به وعلى الدولة مشكورة إطلاق اسمه على شوارع كفر الشيخ والمنوفية، وعلى وزارة الثقافة عمل مؤتمر لدراسة شعره وتراثه .
المراجع : المادة العلمية مقتبسة من المراجع التالية :
عبده الزرّاع
عفيفى مطررأس طائفة المجددين فى القصيدة العربية
الجمعة 19 من ذي القعدة 1441 هــ 10 يوليو 2020 السنة 144 العدد 48794 ،صحيفة الأهرام
شوقي بزيع،مجلة الشرق الأوسط :محمد عفيفي مطر شاعر الطمي والأساطير السلالية واللاوعي الجمعي
آثر الإقامة في الظل بعيداً عن المنابر والأضواء
نُشر: -11 مارس 2020 م ـ 15 رَجب 1441 ه
أحمد منصور :رحل منذ 12 عامًا.. محمد عفيفى مطر مسيرة طويلة فى عالم الشعر
الثلاثاء، 28 يونيو 2022 10:00 ص،صحيفة اليوم السابع
يسري عبد الغني :عفيفي مطر
شاعر متفرد غادرنا بعد أن ترك "احتفاليات المومياء المتوحشة"
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة عفيفي مطر
https://search.mandumah.com/Recordمحمد عفيفي مطر
مدرسته الشعرية وسمات قصائده
(1935-2010م)
يعدالشاعر محمد عفيفي مطر (1935-2010م)رحمه الله
من أبرزرواد التجريب والتجديد في الشعر العربي في مصر في الستينات، وهو شاعر الألم والظلام واللغة الحداثية الفلسفية
وهوكما يقول شوقي بزيع :"محمد عفيفي مطر شاعر الطمي والأساطير السلالية واللاوعي الجمعيآثر الإقامة في الظل بعيداً عن المنابر والأضواء"،وحرى بالأديب أن يتوفر له الهدوء و البعد عما يشغل ليتمكن من الإبداع فأحسن بشاعرنا عفيفي وهو في عزلته بعيدا عن الأحداث متفرغًا للزراعة والفلاحة والإبداع الشعري ،وإني أرى أن العزلة الفكرية لا المقاطعة الاجتماعية لنعيم كبير ما بعده نعيم في الحفاظ على الوقت بعيداعن الشواغل والمنغصات !!
ولدفي قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935، وتوفي عام 2010م عن عمر يناهز 66 عامًا،وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة عين شمس، وعمل مدرسًا
ويعد محمد عفيفي مطر واحدا من أبرز شعراء الشعر الحديث في مصر، كما أنه كان نموذجًا للمثقف الذي تتسق كتاباته وقناعته مع مواقفه، فضلًا عن تجربته اللافتة المتمثلة في إصدار مجلة "سنابل" التي كان يصدرها في مدينة كفر الشيخ في دلتا مصر بعيدا عن العاصمة.
دافع عما كل هو حقيقيوأصيل،وإن كنا نميل عن الخوض فيما لايفيد ، كما نأى بنفسه عن الانضواء تحت راية حزب سياسي أو حركة لها مطالب وأيديولوجية يمكن أن تعرقل إبداعه،والحمد إني لأسير على دربه فلله الحمد والمنة .
فعفيفي مطريعتبر أحد أهم شعراء جيل الستينات الأدبي على مستوى الوطن العربي، وعلى رأس طائفة الشعراء المجددين فى القصيدة العربية، ، وكان رهانه الوحيد على القصيدة التي أخلص لها وأعطاها جل عمره ووقته، فلم تبخل عليه هى الأخرى، وأعطته سرها وباحت له بمكنونها فصارت عشيقته ومعشوقته، ورهن يديه يطوعها كيفما يشاء، ويبعث فيها من روحه وعنفوانه وثقافته الموسوعية، وفلسفته فى الحياة، لذا جاءت قصيدة «مطرية» – إن جاز لنا أن نسميها – لا تتشابه مع قصائد أخرى، ولا تستنسخ ولا تقلد بل هى عصية ومتمردة على ما عداها وكأنها ماركة مسجلة.
كتبه وأشعاره
قد تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر،على النحو التالي :
كتب للأطفال "مسامرات للأطفال كي لا يناموا"،
كتاب عن محمود سامي البارودي "الشاعر الفارس"
وكتاب عن "قصيدة الحرب في الشعر العربي".
و"كتاب الأرض والدم"،
"قصيدة الحرب في الشعر العربي".
وكل ديوان من دواوينه كان يمثل نقلة نوعية ومعرفية مختلفة في مسيرته الشعرية الممتدة من ستينات القرن الماضي وحتى رحيله، وكما يقول عفيفي نفسه عن بداياته الأولي في نفس البورتريه.
ومن أشهر المجموعات الشعرية التي تركها:
احتفالية 'المومياء المتوحشة'، وصدر فى القاهرة عام 1992م.و"فاصلة إيقاعات النمل"،
و"رباعية الفرح"،
و"أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت"،
و"يتحدث الطمي"، الذي صدر فى القاهرة عام 1977،
و"النهر يلبس الأقنعة"
و"شهادة البكاء في زمن الضحك"،
و"رسوم على قشرة الليل"
و"الجوع والقمر" مطر "الجوع والقمر" الذى صدر فى دمشق عام 1972
ورباعية "الفرح"، وصدر في لندن عام 1990،
و "من دفتر الصمت"
و "من مجمرة البدايات"
وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000
مدرسته الشعرية وسمات قصائده
تميز مطر بالتزام مدرسة شعرية قائمة بذاتهاتنتصر للأسطورة والفلسفة،وتحتشد بالمهارات اللغوية والمغامرات البلاغية والرصانة،
وكان لمفردات الطين والأرض حضور طاغٍ في مجمل
أجمع النقاد على أن قصائد محمد عفيفي مطر تضج بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح.
واستندت قصيدة عفيفي مطر إلى:
قاموس بلاغي شديد الثراء، جعله واحدًا من رواد التجريب والتجديد في الشعر العربي، خلال مرحلة الستينيات، وقاد ثورة في الشعر المصري في نفس توقيت الثورة التي قادها أدونيس في الشام، وقصائده تستلهم التاريخ، كما كانت قصائده تتوجه إلى النخبة قبل العامة رغم تعبيرها عن آلامهم وأحلامهم المجهضة بلغة شعرية حداثية.
وتميز مطر بالتزام مدرسة شعرية قائمة بذاتها تنتصر للأسطورة والفلسفة، وتحتشد بالمهارات اللغوية والمغامرات البلاغية والرصانة، وكان لمفردات الطين والأرض حضور طاغٍ في مجمل إنتاجه.
وتضج قصيدة عفيفي مطر بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح، كما أنها قصيدة مركبة تستند إلى الأسطورة التي يعيد إنتاجها بلغة حداثية فلسفية، وفقًا لشهادة الشاعر الفلسطيني المتوكل طه عنه.
يقول عنه الشاعر الفلسطيني المتوكل طه'. لقد استطاع محمد عفيفي مطر أن يقدم صيغة مبدعة لعلاقة الشاعر/ المثقف بالسلطة وإفرازاتها وهيمنتها وما تضعه حولها من نخب تتبنى وتردد أطروحاتها، خالقة بذلك 'ظلاماً ' كثيفاً يمنع الرؤيا ويقتل الرؤية ويغتال البصيرة والحياة. إنّ مفردة 'الظلام' التي يستعملها الشاعر محمد عفيفي مطر هي من أكثر المفردات تكراراً في دواوينه الظلام الذي يعيشه الشاعر ليس فقط، في زنزانته التي يسميها 'جحيماً' وإنما في لحظته المعيشة وفي تاريخه. إن ما يعانيه ويكابده الشاعر جعله يرى الأشياء من جديد ويقرأ التاريخ بعيون وروح جديدة، أو لنقل، بنظرية جديدة هي نظرية 'الخوف من الخوف'. وما بين 'الظلام' و'الخوف' يكون الموت، وفي هذه الكآبة، والقتامة، تلد قصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر، قصيدة تضجّ بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح كما أنها قصيدة مُركّبة تستند إلى الأسطورة التي يُعيد إنتاجها بلغة حداثية فلسفية، تؤكد أن صاحبها شاعر رجل يستحق الاحترام.
يقول شوقي بزيععن سمات شعره:
كان يدرك تماماً أن البقاء في دائرة الوزن الواحد لا بد أن يوقعه في ربقة التكرار، ويحد من اتساع معجمه اللغوي، لذلك فهو يتجه لاحقاً نحو بحور «الرمل» و«المتقارب» و«الرجز»، موفراً لقصيدته عصباً مختلفاً وفضاءات أكثر اتساعاً. إلا أن مطر الذي نجح في أعماله الأولى في المؤالفة بين انسياب القصيدة الغنائي، وبين محمولها المعرفي، فضلاً عن كبحه الحاذق لجماح اللغة، يستسلم في بعض قصائده المتأخرة للإطالة والإطناب والدوران غير المبرر حول الفكرة نفسها والمعنى إياه. لا بل إن بعض القصائد تبدو بلا مقدمات ولا خواتيم وقابلة للتمدد إلى ما لا نهاية. ومع ذلك فإن تجربة محمد عفيفي مطر تمتلك من الفرادة والثراء ما يضعها في موقع متقدم بين التجارب الشعرية الحديثة في العالم العربي. وإذا كان صاحبها قد آثر العزلة والإقامة في الظل طيلة حياته، فإنه يستحق بعد رحيله أن يحظى بالمزيد من الدراسة والقراءة والاهتمام.
تجربة محمد عفيفي مطر وأعماله المختلفة، هو كون هذه التجربة تتغذى من مصادر ريفية وترابية
يقول شوقي بزيع:"إن أكثر ما يستوقفنا في تجربة محمد عفيفي مطر وأعماله المختلفة، هو كون هذه التجربة تتغذى من مصادر ريفية وترابية، وما يتفرع عنها من عناصر تكوينية وطقوس ومعتقدات. فهذه «المجمرة» التي نعت بها بواكير قصائده، التي تنصهر في داخلها روح الشاعر ولغته، لم تنطفئ جذوتها مع الزمن. وإن اتخذت أشكالاً متعددة من العلاقة بالمكان وتقاليده وخفاياه. وفي عمله اللاحق «الجوع والقمر» تشكل الطفولة، ببعديها المشهدي والنفسي، العمود الفقري للنصوص، وتتداخل العناصر الواقعية المحضة بالعناصر السحرية، وبعوالم الخرافات التي يختلط فيها البشر بالجن والغيلان والعفاريت. كما يرتفع الحجاب الفاصل بين ما هو أرضي وما هو سماوي، ويتكفل القمر والشمس والأمطار والنجوم بحمل الرسائل المتبادلة بين البشر المتعبين والجوعى، وبين عوالم الماوراء. وإذ يرتبط الجوع ارتباطاً وثيقاً بالموت في تلك المرحلة، تعكس صورة الطفل الميت خوف الشاعر العميق من خسارة طفولته أو تزويرها، بما يعني خسارة العنصر الأهم الذي يرفد حياته بأسباب البراءة، وشعره بأسباب التفجر والتخييل. على أن الموت ليس سوى الوجه الآخر للحياة أو القيامة عند الشاعر، الذي رأى في الطمي الذي يتسبب به النيل ما يجسد الرمزية نفسها والتناقض إياه. وليس من المستغرب أن يطلق البعض على عفيفي لقب «شاعر الطمي»، وهو الذي أفرد لهذه المادة المترعة بالخصب مجموعة كاملة بعنوان «يتحدث الطمي»، كما أن تلك المفردة تتكرر بشكل دائم في تعابيره وصوره واستعاراته. وقد يتخذ الطمي صورة الريح - الأنثى التي يهتف بها الشاعر «ويا ريحنا المقمرة\ ضعي ساعديك الرقيقين حول المدينة\ لكي تُسمعيها صدى قبلة الطمي والشمس\ والغيمة العابرة».
يقول الشاعر الراحل د. وليد منير فى شهادته على عفيفي مطر: «قصيدة محمد عفيفي مطر قصيدة نادرة العافية والعنفوان، تتدفق كالنهر أو كالشلال، وتصر كالريح العنيفة، وتفور كالبركان، وهى تتميز بالغربة أكثر مما تتميز بالغموض، والغرابة نوع من السحر، من كسر التوقع، من الكشف عن المجهول، ومن تحريك الرمز فى اتجاه أكثر تأثيراً مما تعودنا عليه.
نماذج من شعره :
شمس الدمع طالعة، وفى فوديك نافذة
العصافير الأسيرة، صمتك الدهرى
خبز فى انتظار الأكلين، خطاك
نقش دائم التجوال فى لحم الكتابة، أنت
تغتصب الهيولى زوجة وتردها مكتوبة فى مصحف
الأرض البراح، وأنت فى
ظلماتها شبح يضئ نوافر الجسد
المكدس بالفصول، يضئ تحت
دوائر الثديين أجران السنابل والمواويل
المليئة بالخيول الخضر يفتح فى عشقها
وطنا ومملكة لأبناء السبيل
وقوله :
أسندت رأسى مثلاً بالشعر والقدرة
أغفيت.. أعضائي هى الأرض الوسيعة
والخليفة قبضة من طينتى
والناس أبنائى
دراسات عنه :
محمد عفيفي مطر : شاعر الارض والدم والنص المؤسس
محمد عفيفي مطر : شعرية السيرة وسيرة الشعر
حداثة محمد عفيفي مطر
عفيفى مطر على بوابة الستين : انا الشحاذ المتسول في أروقة الكلام النبيل
محمد عفيفى مطر طليقا
محمد عفيفي مطر: شاعر فكر
المصدر: أفكار
الناشر: وزارة الثقافة
المؤلف الرئيسي: عبيد، محمد صابر (مؤلف)
المجلد/العدد: ع353
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2018
الشهر: يونيو
الصفحات: 59 - 66
سلط المقال الضوء على محمد عفيفي مطر شاعر الفكر. وأوضح المقال أن الشعر القائم على تجليات حركة الفكر وتموجها فيه ليس جديداً تماماً في الشعرية العربية، إذ كان بعض الشعراء ومنذ العصر الجاهلي يعملون فكرهم في قصائدهم ويحككونها ويمضون في صناعتها حولاً كاملاً حتى تستقيم. ثم انتقل المقال للحديث عن الشاعر محمد عفيفي في سياق الحسابات الجيلية والذي يمكن تصنيفه ضمن جيل الخمسينيات، إذ ظهرت قصائده وعرف شاعراً منذ عام 1957 لكنه برز وتكونت شخصيته الشعرية على نحو ناضج في مطلع الستينيات. كما أظهر المقال أن في مجموعته الشعرية الأولى الموسومة" بمن مجمرة البدايات" وهو يؤرخ لقصائده بين عامي 1957، وعام 1962، تتبدي قصائده فيها بوصفها نماذج شعرية تقليدية ضمن سياق المناخ الشعري العام لجيل الرواد. وأن مجموعته الشعرية الثانية الموسومة بـ " الجوع والقمر" تطوي على انتقالة شعرية واضحة على مستوى الوعي الشعري والبناء والتشكيل والرؤية. وأوضح المقال أن حداثة محمد عفيفي مطر تكمن أساساً في طبيعة شعريته، ومفهومه للشعر ولا شك في أن طبيعة الشعر ومفهومه يؤسسان لنوع الحداثة وطرازها وحيويتها وإذا كان الموروث الشعبي هو المرجعية الأولى للشاعر في سبيل حشد قصيدته بطاقة تستقطب الحياة الثقافية والاجتماعية وتمزجها بروح الشعر، فإن المرجعية الفلسفية مرجعية منتجة لضخ النسق الشعري بقوة فكرية هائلة تحول القصيدة إلى غاية مثيرة ومغرية وغامضة. وختاماً فإن شعرية محمد عفيفي وحداثته ما هي إلا شجرة مترامية الأطراف وعميقة الجذور وهائلة الجذع ومتشظية الأوراق. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
جوائزه :
حصل مطر، الذي توفي في 28 يونيو عام 2010، على الكثير من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، جائزة كفافيس اليونانية، وجائزة من جامعة أركنسو الأمريكية، فضلًا عن كتاباته النثرية وترجماته وكتاباته للأطفال.
وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في 1999م، كما حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989م،وحصل على التقديرية 2006 م،
وجائزة المؤسسة العالمية للشعر في روتردام الهولندية،
رحم الله الشاعر الرائد المجدد محمد عفيفي مطر رحمة واسعة على ما قدم للأدب العربي وإنا لندعو الباحثين لدراسة شعره والانتفاع به وعلى الدولة مشكورة إطلاق اسمه على شوارع كفر الشيخ والمنوفية، وعلى وزارة الثقافة عمل مؤتمر لدراسة شعره وتراثه .
المراجع : المادة العلمية مقتبسة من المراجع التالية :
عبده الزرّاع
عفيفى مطررأس طائفة المجددين فى القصيدة العربية
الجمعة 19 من ذي القعدة 1441 هــ 10 يوليو 2020 السنة 144 العدد 48794 ،صحيفة الأهرام
شوقي بزيع،مجلة الشرق الأوسط :محمد عفيفي مطر شاعر الطمي والأساطير السلالية واللاوعي الجمعي
آثر الإقامة في الظل بعيداً عن المنابر والأضواء
نُشر: -11 مارس 2020 م ـ 15 رَجب 1441 ه
أحمد منصور :رحل منذ 12 عامًا.. محمد عفيفى مطر مسيرة طويلة فى عالم الشعر
الثلاثاء، 28 يونيو 2022 10:00 ص،صحيفة اليوم السابع
يسري عبد الغني :عفيفي مطر
شاعر متفرد غادرنا بعد أن ترك "احتفاليات المومياء المتوحشة"
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة عفيفي مطر
ديوان محمد عفيفي مطر - الديوان
ولد الشاعر محمد عفيفي مطر في قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935م، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة،
www.aldiwan.net