كاظم حسن سعيد - ظاهرة النقد الادبي في الفيسبوك

يعاني النقد عموما من التراجع خاصة بعدما اختفت تلك المجلات الرصينة التي كانت تصدر من العراق ولبنان وغيرها .
فلا غرابة من الهبوط في النقد الادبي في مواقع التواصل لكن الخطورة تكمن بترسيخ الوهم .
حين تتصفح المجموعات الادبية في الفيس بوك ترى نزيفا من المقالات النقدية التي لا تفتقر الى ابسط المقومات وحسب بل هي ذاتها تشكل امية ثقافية .
كنا في الصفوف الاولى من المتوسطة يحدثنا مدرسنا عن كتاب التربية الوطنية بانها ( ابلع هوا وطّلع حكي ) وارى بذلك افضل وصف للنقد الذي اتابعه من سنوات في الفيسبوك .
انهم يرسخون الوهم للمبتدئين او يضيعونهم , فاذا قدمت لهم وجهة نظر فسينتصب السيف وتقام العداوة او يحذفونك من المجموعة تخلصا من ظلك الثقيل .
هناك اشكال اخر هو ان اولئك ممن يسمون انفسهم نقادا وهم فارغون يتمكنون احيانا بلغة مغلقة ومفاهيم سائبة ومصطلحات غريبة ان يوهموا بان نصا يفتقر الى الفن بانه نتاج عظيم .
حتى اني استغربت يوما من كاتب يحمل الدكتوراه يشير لكاتبة مبتدئة بانها بمستوى السياب .
الحقيقة ان اغلب النقد المشار اليه يتناول الكتابات النسائية مما يرسخ الظن بانها للمجاملة او الاستقطاب.
وهي ظاهرة مستنسخة حتى في المجال النقدي خارج حقل عوالم التواصل .
فتكتب فتاة قصة متسرعة وهي لا تمتلك الادوات وربما الموهبة .. بعد ايام من صدورها يتناولها عدد من النقاد ويحولونها الى كاتبة عظيمة بكلماتهم المرمزة وطرقهم التضليلية ولغتهم المغلقة .
لقد تحول النقد في الفيسبوك الى كارثة نقدية متنقلة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى