أَوَ بـعدَما ابـيضَّ الـقذالُ وشـابا... أصـبو لـوصلِ الغيدِ أو أتصابى
هـبني صـبوتُ، فمَنْ يُعيدُ غوانيا...يـحسبنَ بـازيَّ الـمشيبَ غُـرابا
قـد كـانَ يـهديهنّ لـيلُ شبيبتي...فـضللنَ حـينَ رأيـنَ فـيهِ شهابا
والـغيدُ مثلُ النجمِ يطلعُ في الدجى...فـإذا تـبلَّجَ ضـوءُ صـبحٍ غابا
للسيد رضا الهندي.
قال الشاعر الشيخ مغامس بن داغر الحلي البحراني المتوفي حوالي 850 هـ:
أتطلب دنيا بعد شيب قذالِ وتذكر أياماً مضت وليالِ
أما كان في شيب القذال هداية فيهديك نور الشيب بعد ضلال
ـــــــــــــــــــــ
رأته على شيب القذال وأنّها … تواقع بعلا مرّة وتئيم
قاله ساعدة بن جؤيّة الهذلي. يصف امرأة فقدت ولدها الذي رزقته بعد أن شاب قذالها وبعد أن مرّت بتجارب الزواج والطلاق، فهي امرأة تنكح فتوطأ ومرة تطلق فتئيم والأيم: التي لا زوج لها، وقبل البيت:
وما وجدت وجدي بها أمّ واحد … على النأي شمطاء القذال عقيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجواهري
مضى شباب فهل يعود ولاح شيب فما يريد
ورغم ان الشعر العربي زاخر بالشعر الذي يتناول موضوعة الشيب الا انني منذ الصغر حتى بعد الستين اردد ابيات السيد الهندي رغم اني مبكرا تحايدت مع الشعر البياني وصرت اشد اهتماما بالحداثة .
لقد سمعت تلك الابيات في صغري من فم روزخون باحد المجالس الحسينية ثم قرأتها بكتاب مثير الاحزان الذي يجمع مئات القصائد الحسينية .
ولم اكن وقتها متمرسا بالاستعارة والمجاز لكن استعارة الباز والغراب لوصف الشيب والشعر الاسود واضحة ولم اكن قد اتقنت علم العروض لاتفهم الزحافات والعلل في الابيات.
فما الذي رسخ الابيات بذهني ودفعني ارددها احيانا طيلة ستين عاما .
لم تكن قصيدة قارئة الفنجان لقباني تحتل كل هذه الشهرة لو لم يقم بادائها مع عبد الحليم مصحوبة بموسيقى باهرة .
احيانا اتساءل كيف نهتم ببيت النابغة ( سقط النصيف ولم ترد اسقاطه فتناولته واتقتنا باليد ) , رغم ان النت يظهر لنا عريا غير مسبوق .
وكثير من قصائد النواب بعدما هدأت سورة الحروب وتلاشى النظام السابق ضعف اهتمامنا بها بل ان بعضها بعد قراءتها مكتوبة لم تعد تستقطبنا فهل كان الالقاء عاملا حاسما او المرحلة التاريخية ؟
ان كثيرا من الابيات التي نرددها ليس بسبب قوتها بل لعوامل اخرى مصاحبة مثل ارتباطها بذكرى غائرة او لجمال ايقاعها او لتفرد مفردات فيها او لان فما عذبا تدفقت منه لاول مرة
)
هـبني صـبوتُ، فمَنْ يُعيدُ غوانيا...يـحسبنَ بـازيَّ الـمشيبَ غُـرابا
قـد كـانَ يـهديهنّ لـيلُ شبيبتي...فـضللنَ حـينَ رأيـنَ فـيهِ شهابا
والـغيدُ مثلُ النجمِ يطلعُ في الدجى...فـإذا تـبلَّجَ ضـوءُ صـبحٍ غابا
للسيد رضا الهندي.
قال الشاعر الشيخ مغامس بن داغر الحلي البحراني المتوفي حوالي 850 هـ:
أتطلب دنيا بعد شيب قذالِ وتذكر أياماً مضت وليالِ
أما كان في شيب القذال هداية فيهديك نور الشيب بعد ضلال
ـــــــــــــــــــــ
رأته على شيب القذال وأنّها … تواقع بعلا مرّة وتئيم
قاله ساعدة بن جؤيّة الهذلي. يصف امرأة فقدت ولدها الذي رزقته بعد أن شاب قذالها وبعد أن مرّت بتجارب الزواج والطلاق، فهي امرأة تنكح فتوطأ ومرة تطلق فتئيم والأيم: التي لا زوج لها، وقبل البيت:
وما وجدت وجدي بها أمّ واحد … على النأي شمطاء القذال عقيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجواهري
مضى شباب فهل يعود ولاح شيب فما يريد
ورغم ان الشعر العربي زاخر بالشعر الذي يتناول موضوعة الشيب الا انني منذ الصغر حتى بعد الستين اردد ابيات السيد الهندي رغم اني مبكرا تحايدت مع الشعر البياني وصرت اشد اهتماما بالحداثة .
لقد سمعت تلك الابيات في صغري من فم روزخون باحد المجالس الحسينية ثم قرأتها بكتاب مثير الاحزان الذي يجمع مئات القصائد الحسينية .
ولم اكن وقتها متمرسا بالاستعارة والمجاز لكن استعارة الباز والغراب لوصف الشيب والشعر الاسود واضحة ولم اكن قد اتقنت علم العروض لاتفهم الزحافات والعلل في الابيات.
فما الذي رسخ الابيات بذهني ودفعني ارددها احيانا طيلة ستين عاما .
لم تكن قصيدة قارئة الفنجان لقباني تحتل كل هذه الشهرة لو لم يقم بادائها مع عبد الحليم مصحوبة بموسيقى باهرة .
احيانا اتساءل كيف نهتم ببيت النابغة ( سقط النصيف ولم ترد اسقاطه فتناولته واتقتنا باليد ) , رغم ان النت يظهر لنا عريا غير مسبوق .
وكثير من قصائد النواب بعدما هدأت سورة الحروب وتلاشى النظام السابق ضعف اهتمامنا بها بل ان بعضها بعد قراءتها مكتوبة لم تعد تستقطبنا فهل كان الالقاء عاملا حاسما او المرحلة التاريخية ؟
ان كثيرا من الابيات التي نرددها ليس بسبب قوتها بل لعوامل اخرى مصاحبة مثل ارتباطها بذكرى غائرة او لجمال ايقاعها او لتفرد مفردات فيها او لان فما عذبا تدفقت منه لاول مرة
)