( ذئاب عذبة لبرية الكلمات) للشاعر فتحي مهذب.
مضطر لارتكاب مجزرة.
مسلحا بأظافر اللاجدوى.
لخنق برتقالة النوم.
وجلب مزيد من الذئاب العذبة
لبرية الكلمات.
مضطر لأحمل النهر المتجمد
على كتفي المتشققتين.
وأقذف المتصوفة بسهام الهنود الحمر
قبل طلوع الفجر من غصون الملائكة.
***
مثلما تبكي النوافذ في الليل
ترفرف دموع الأرملة.
قارب المخيال مليء بالرهائن.
أينع قناص واختفى في كثافة الإشارة.
أثمرت سيارة الإسعاف في حديقة رأسي.
أورقت شجرات المرضى.
إكتفيت بطعن الوراء.
ونقض غيمة الماليخوليا.
الله في بيتي يطارد غيمتي العائلية.
آه ينابيعك ملآى بقناديل البحر.
سردك ناضج مثل مشمشتين على صدرك الجبلي.
***
مضطر لأبيع العالم بثمن بخس.
بعد قتل الأميرة بسم الكوبرا.
وإلقاء خاتمها في ظلمات المحيط.
مضطر لاعتقال سكان رأسي
وجرهم إلى مرتفعات التأويل.
ليذرفوا مكعبات الضوء.
ويضيئوا عتبات الحقول.
مضطر لهجرة طويلة ريثما يعود الله إلى المعنى.
على جواد المخيلة.
ريثما ينضج لوز البراهين في الأكمة .
ريثما ينضج القراصنة في اليم.
وتؤتي المراكب أكلها بغتة.
***
مثل ملاكم ضرير
أصفع النهار الذي يأكل سرد المسن
بفم أدرد.
أراوغ القتلة لأنقذ فراشة المخيلة.
أفتح النار على حيتان المشركين.
قبل سقوط الباص في اللاجدوى.
ماذا تخفي أيتها المحسوسات
في معطفك البني؟.
التوابيت عصافير تمطر باستمرار.
وهدايا حفار القبور لا تقدر بثمن. نحن سكارى آخر الليل.
نرعى شياه اللاوعي مستمسكين بعروة الجاذبية.
كلما سقط نيزك في البئر
قلنا وداعا للأحبة النائمين.
بيتنا إجاصة من القلق المعرفي.
والمصباح الوحيد بيد المتوج بالخراب.
***
الشمس تطير ويركبها الفارس
الوثني.
يلعب بها القساوسة في الكنيسة
وفي المساء يصلبونها
على قرميد الأفق.
شمسي في المعتقل.
يضربها الجواسيس بالكرباج.
تعوي بكدمات زرقاء.
لم يبال الله بموتها اليومي.
العابرون مصابيح منطفئة.
المسيح تجمد في القلعة المهجورة.
إكتفى المصلون بالدعاء
خارج النص.
صليبي على ظهري.
أغرد مقلوبا على رأسي.
فمي أقحوانة حزينة.
وعيناي مطر خالص.
تتبعني جوقة خفافيش.
موسيقيون يدفعون عربات النهار بإيقاع عبثي.
إكتفيت بطرد البرابرة من شرفة صدري.
لأستفرد بنصيبي من الهذيان.
وأدل الرواة على جثتي.
***
النهار سخرية طويلة الأظافر.
مسرحية كتبها الله في قاع الجحيم.
الممثلون مدججون بأقنعة كثيفة.
القتلة يدحضون ديكور الجنازة.
الموت لص بقرون معقوفة.
يستقبل الجرحى بحس فكاهي.
لذلك أضحك بغزارة.
أكلم شجرة مسنة لنسيان فداحة الصلب.
ساخرا من المارة النائمين.
من صداقة اللاشيء.
***
الناس بذيئون للغاية.
مثل نهار الأعمى.
أنا مشمس وهم مظلمون
القحبة (ماري)
خدعت رسولا في مفترق قوس قزح.
نصبت فخا في قاع الكلمات.
واختفيت وراء غيمة الأمس.
القحبة (ماري)
أخفت قطارا بين نهديها
لتطارد أصابع عشرا من الكبريت الخالص...
..........
القراءة
شاعر يقض مضجعه ضجيج الحرف الذي ينكأ الجرح ليصعد إلى أعلى سفح البوح فيصدح في برية فسيحة قاحلة الصدى .. الشاعر هنا مغوار يناضل النوم مسلحا بذئاب عذبة الحضور .. وأرى هنا أن الشاعر يقصد بذئاب عذبة هي الكلمات المكافحة الصادحة في برية الكلمات . وصف الشاعر الكلمات بأنها في البرية اي أننا نعيش في غابة تنافح سكانها بكل ما اوتيت من اسلحه خلقها الله لتوائم بيئتها وهكذا هي الكلمة في واقعنا المرير .. مضطر لحمل النهر المتجمد على كتفي المتشققتين .. الشاعر هنا يرى الكلمات لا تصل لمصبها المنشود حيث وصف النهر بالمتجمد والنهر هنا هو كلمة الحق والحقيقة وصفه بأنه متجمد وسيحمله على كتفيه المتعبه هو هذا الجهد العظيم الذي يأخذ من الكاتب الوقت وربما يأخذ منه عمره حيث حصلت كثيرا من تلك الحالات المؤسفة ،.. واقذف المتصوفة بسهام الهنود الحمر قبل طلوع الفجر من غصون الملائكة .. هنا يصور شاعرنا مشهدنا على أرض الواقع الذي يتجدد منذ الأزل حيث المقاومة المستمرة ضد الطغيان فذكر سهام الهنود الحمر حيث قتالهم ضد الاعتداء والظلم وهذه المقاومة مستمره إلى زماننا هذا ..
الشاعر هنا يضع أمامه الأمل بطلوع الفجر الذي يراه حتما قادما من غصون الملائكة .. الملائكة هم الذين صعدوا إلى ما بعد الغيم فداءً للحق والوطن ..
مثلما تبكي النوافذ في الليل ترفرف دموع الأرملة..
قارب المخيال مليء بالرهائن
النوافذ هنا تفضي على مشهد من الانتظار المحموم حيث تنادمها دموع الفقد برفيفها من حدقات الثكالى
ما أبدع رمزياتك ودلالاتك الموحية بالواقع بنبض حسك الصادق .. قارب المخيال مليء بالرهائن ... الشاعر هنا يضع نفسه في مشهد بطولي عظيم انها معركة مضرمة بمشاعر لا تهدأ ارى شاعرنا يقصف أنواره الضوئيه في فيافي الطغيان يواجه عرمرما مقيت وسفنه ممتلئة بالرهائن تلك الرهائن تمنع خيل فمه من الانخراط في معركته المصيرية أنه مكبل بسلاسل القلق على أحبته وأهل وطنه ..
اينع قناص واختفى في كثافة الإشارة ..
أثمرت سيارة الإسعاف في حديقة راسي ..
هنا يعترف الكاتب أنه استطاع أن يصنع بكلماته ترياق الواقع حيث قال اينع قناص اي أنه اقتنص الفكرة بشكل يعالج الذبول حيث ذكر أن الفكرة أينعت .. لكنها للأسف تختفي في كثافة الاشارة .. ارى هنا أن الشاعر موجوع من هذا التكبيل ربما المانع هو شكل سلطوي أو مؤسساتي جائر ..
فيتابع شاعرنا نتيجة اختفاء الفكرة بأن سيارة الإسعاف أثمرت في حديقة راسي .. الفكرة هنا في حالة مرض شديد حيث أنها ذاهبة للعلاج في سيارة الإسعاف فيستمر الوجع بأنينه على طريق السطر فيقول .. اورقت شجرات المرضى .
اكتفيت بطعن الوراء .
ونقض غيمة الماليخوليا
الشاعر هنا يعود إلى التاريخ الشبيه بالحاضر فيحارب بطعن الطغيان الذي لم ينتهي إلى زماننا هذا ..
وفك العهد مع الغيمة المحلقة في رأسه بالسواد والفلسفة المزاجية التي تجعلك تنطوي على نفسك نتيجة شعورك بالغربة عن هذا المجتمع الخالي من الانسانية ،
الله في بيتي يطارد غيمتي العائلية ..
إنه فكره المعشعش في رأسه وقلبه حيث الامنيات تصدح وتطارد عائلته فالكاتب لا يهدأ يرفع سلاح الكلمة من أجل مستقبل مشرق من أجل العدل والحياة الكريمة لعائلته والمجتمع .
آه ينابيعك ملآى بقناديل البحر ..
فعلا انها القريحة حين تلقي الفكرة نظرة على الواقع فإنها تتواتر أمواج ينابيع الفكر بالضوء الشهي فيسرد حلاوة الامنيات بنكهة الفواكه أو المشمش انها المتعة في تذوق المشهد الحياتي الافضل في تصاوير الفكرة بكوثر السطر .
هنا الشاعر يعتقل أفكاره ويضعهم في زنزانة الصمت مضطرا لذلك ليتسرب من تحت الباب ضوء فكره بالخفية برمزية عالية المعنى يعرج اليها المتلقي مستعينا بادواته وتقنياته الأريبة .
مضطر لهجرة طويلة ريثما يعود الله إلى المعنى على جواد المخيلة .
ان الشاعر هنا يضع نفسه في المنفى بعيدا عن رحاب الوضوح والمعنى إنه في فيافي مبهمة يصدح بانتظار أن يعود الفكر إلى الحق والحقيقة على جواد المخيلة .. استعمل مفردة جواد لأنه يشعر أن الوضع بحاجة للسرعة الملحة ليرجع النور يشرق في ظلمات الأرض .
ريثما ينضج القراصنة في اليم وتؤتي المراكب اكلها بغتة .. القراصنة هنا هم المقاومون وقد تمت تسميتهم بالقراصنه نتيجة الظلم المجحف بحقهم فكثيرا ما يسمون الذي يدافع عن حقه ارهابي أمام المعتدي ،وتؤتي المراكب اكلها بغتة.. وهي لن تؤتي اكلها الا بغته أو على حين غفلة فإن الحق مطارد من قبل قناصي الضوء ،
مثل ملاكم ضرير اصفع النهار الذي يأكل سرد المسن بفم ادرد .
هنا يصف الضعف شاعرنا بمشهدية اذهلت الروح ويصف حال الكاتب الذي يقاوم بكل طاقته حتى أصبح أدرد فإنه برغم أن فمه لا يحتوي اسنان التي تساعدنا على النطق السليم ما زال يصدح بكل ما أوتي من طاقة.
اراوغ القتلة لانقذ فراشة المخيلة .
افتح النار على حيتان المشركين.
. لا يتوارى الشاعر عن الصدح أنه كالمقاتل المغوار يراوغ المعتدي حفاظا على روحه وأرضه وعرضه فالفكرة هي نتيجة العلم والعلم هو درب النجاة الفراشة هنا هي العلم والفكرة التي أنشأها الخيال ..
افتح النار على حيتان المشركين يصور الشاعر هنا الطغاة بالحيتان أنهم كالحيتان وهم تحت طوع وإرادة المشركين أي الذي هم أعلى منهم ويمدونهم بأدوات الظلم والظلام .
قبل سقوط الباص .ماذا تخفي ايتها المحسوسات في معطفك البني
يتساءل شاعرنا عن تلك المشاعر السرية المخفية في جعبتها التي لونها باللون البني أنه لون من جانب المسؤولية والواجب الذي يحمله على كاهله الكاتب الشريف ..
فيتابع أديبنا عن الواقع المقيت قائلا .. التوابيت عصافير تمطر باستمرار وهدايا حفار القبور لا تقدر بثمن..
هنا يضعنا الشاعر أمام مشهد حزين.. بقوله التوابيت عصافير تمطر باستمرار ، العصافير هي الشهداء الكثيفة العروج إلى ما بعد الغيم .. وهم أيضا هدايا القبور التي لا تقدر بثمن..
ويرى شاعرنا أن حالنا أصبح كالسكارى اي بدون وعي وتتمسك باللاوعي مستمسكين بما يجذبنا من اضواء رنانه بينما نودع الأحبة في كل حين وبكل الاشكال إما شهداء أو منفيون أو مهاجرون ..
بيتنا اجاصة من القلق المعرفي هذا القلق أصبح اجاصة نسكنها وبسبب المعرفة القلق يسود الحياة وذلك لأننا نعي أن المصباح الذي سيفضي بضوءه على شمس العدل والإنسانية للأسف الشديد ما هو إلا في يد متوج بالخراب ..
الشمس تطير ويركبها الفارس الارتدوكسي
يلعب بها القساوسة في الكنيسة ..
الشاعر هنا يصور صلادة الحياة الذي يتحكم بها أصحاب الديانات المزيفين فهم يلعبون فعلا بأرواح الناس حيث يحللون ويحرمون كما يحلو لهم وليس كما هو حقيق في كتب الله السماوية .. شمسي في المعتقل .. يرى الشاعر أن حياته في معتقل في وطنه المسلوب المستشري فيه الفساد حيث الجواسيس التي ما فتأت تجلدنا بتبارح انتماءها للعدو .. لم يبالي الله بموتها اليومي .. ارى الشاعر هنا يعني بالله اي الحاكم الذي يتلو الحكم على المظلومين بحكمه الجائر . احداث زاخرة بالعتمة تعصف بالصقيع ..وبرغم كل هذا اكتفوا بالدعاء ولم بخوضوا غمار الدفاع عن الحق بالصمت المقيت ..وابتعدوا عن محور القضية..
هكذا هو الكاتب الذي يسعى إلى النور بزهر فمه يعزف الحلم على ناي حزين والعيون مطر يصف الشاعر دموعه الغزيرة بأنها مطر .. تهتز في صدر الشاعر جوقة القلق حين تعزف العبث وهي تدفع النهار الى الوجوم.
فيستفرد الشاعر بهذيان يجوس به خلال السطر ويضع عنوانه العسجدي على حرفه المسجى..
انها حكاية أزلية مستقبلية مدججون ممثلوها باقنعة التضليل والضلال ..
القتلة يدحضون ديكور الجنازة ..
الموت لص بقرون معقوفة يستقبل الجرحى بحس فكاهي
إنه التضليل في حقيقة ارتكابهم الجريمة ..
والموت يخطف الأرواح بصعوبة بالغة التعرجات .. الحزن هنا شديد الوقع لدرجة أننا نستقبل الوجع بفكاهة تتبعها غزارة الضحك أنه ضحك الغل الحزين ..
ان الشاعر في وضعية تأمل وهو يكلم شجرة مسنة مرت عليها شدائد الأحداث يكلمها فقط لينسى فداحة الجريمة
ساخرا من المارة النأئمين .من صداقة اللاشيء.. النوم كثيف في زماننا ايها الشاعر الساخط على واقع مذل مرير . فكثيرا ما ينصب فخاخ الضوء لينير دروب الظلام ..وينتظر وراء الأمل الذي يشبه التاريخ ..
الآثمين يخفون بين كلماتهم المنمقه درب اليباب الكامل ..
لا فض لك فم ولا ثلم لك قلم أيها الجهبذ
* قراءة وجدان خضور.
مضطر لارتكاب مجزرة.
مسلحا بأظافر اللاجدوى.
لخنق برتقالة النوم.
وجلب مزيد من الذئاب العذبة
لبرية الكلمات.
مضطر لأحمل النهر المتجمد
على كتفي المتشققتين.
وأقذف المتصوفة بسهام الهنود الحمر
قبل طلوع الفجر من غصون الملائكة.
***
مثلما تبكي النوافذ في الليل
ترفرف دموع الأرملة.
قارب المخيال مليء بالرهائن.
أينع قناص واختفى في كثافة الإشارة.
أثمرت سيارة الإسعاف في حديقة رأسي.
أورقت شجرات المرضى.
إكتفيت بطعن الوراء.
ونقض غيمة الماليخوليا.
الله في بيتي يطارد غيمتي العائلية.
آه ينابيعك ملآى بقناديل البحر.
سردك ناضج مثل مشمشتين على صدرك الجبلي.
***
مضطر لأبيع العالم بثمن بخس.
بعد قتل الأميرة بسم الكوبرا.
وإلقاء خاتمها في ظلمات المحيط.
مضطر لاعتقال سكان رأسي
وجرهم إلى مرتفعات التأويل.
ليذرفوا مكعبات الضوء.
ويضيئوا عتبات الحقول.
مضطر لهجرة طويلة ريثما يعود الله إلى المعنى.
على جواد المخيلة.
ريثما ينضج لوز البراهين في الأكمة .
ريثما ينضج القراصنة في اليم.
وتؤتي المراكب أكلها بغتة.
***
مثل ملاكم ضرير
أصفع النهار الذي يأكل سرد المسن
بفم أدرد.
أراوغ القتلة لأنقذ فراشة المخيلة.
أفتح النار على حيتان المشركين.
قبل سقوط الباص في اللاجدوى.
ماذا تخفي أيتها المحسوسات
في معطفك البني؟.
التوابيت عصافير تمطر باستمرار.
وهدايا حفار القبور لا تقدر بثمن. نحن سكارى آخر الليل.
نرعى شياه اللاوعي مستمسكين بعروة الجاذبية.
كلما سقط نيزك في البئر
قلنا وداعا للأحبة النائمين.
بيتنا إجاصة من القلق المعرفي.
والمصباح الوحيد بيد المتوج بالخراب.
***
الشمس تطير ويركبها الفارس
الوثني.
يلعب بها القساوسة في الكنيسة
وفي المساء يصلبونها
على قرميد الأفق.
شمسي في المعتقل.
يضربها الجواسيس بالكرباج.
تعوي بكدمات زرقاء.
لم يبال الله بموتها اليومي.
العابرون مصابيح منطفئة.
المسيح تجمد في القلعة المهجورة.
إكتفى المصلون بالدعاء
خارج النص.
صليبي على ظهري.
أغرد مقلوبا على رأسي.
فمي أقحوانة حزينة.
وعيناي مطر خالص.
تتبعني جوقة خفافيش.
موسيقيون يدفعون عربات النهار بإيقاع عبثي.
إكتفيت بطرد البرابرة من شرفة صدري.
لأستفرد بنصيبي من الهذيان.
وأدل الرواة على جثتي.
***
النهار سخرية طويلة الأظافر.
مسرحية كتبها الله في قاع الجحيم.
الممثلون مدججون بأقنعة كثيفة.
القتلة يدحضون ديكور الجنازة.
الموت لص بقرون معقوفة.
يستقبل الجرحى بحس فكاهي.
لذلك أضحك بغزارة.
أكلم شجرة مسنة لنسيان فداحة الصلب.
ساخرا من المارة النائمين.
من صداقة اللاشيء.
***
الناس بذيئون للغاية.
مثل نهار الأعمى.
أنا مشمس وهم مظلمون
القحبة (ماري)
خدعت رسولا في مفترق قوس قزح.
نصبت فخا في قاع الكلمات.
واختفيت وراء غيمة الأمس.
القحبة (ماري)
أخفت قطارا بين نهديها
لتطارد أصابع عشرا من الكبريت الخالص...
..........
القراءة
شاعر يقض مضجعه ضجيج الحرف الذي ينكأ الجرح ليصعد إلى أعلى سفح البوح فيصدح في برية فسيحة قاحلة الصدى .. الشاعر هنا مغوار يناضل النوم مسلحا بذئاب عذبة الحضور .. وأرى هنا أن الشاعر يقصد بذئاب عذبة هي الكلمات المكافحة الصادحة في برية الكلمات . وصف الشاعر الكلمات بأنها في البرية اي أننا نعيش في غابة تنافح سكانها بكل ما اوتيت من اسلحه خلقها الله لتوائم بيئتها وهكذا هي الكلمة في واقعنا المرير .. مضطر لحمل النهر المتجمد على كتفي المتشققتين .. الشاعر هنا يرى الكلمات لا تصل لمصبها المنشود حيث وصف النهر بالمتجمد والنهر هنا هو كلمة الحق والحقيقة وصفه بأنه متجمد وسيحمله على كتفيه المتعبه هو هذا الجهد العظيم الذي يأخذ من الكاتب الوقت وربما يأخذ منه عمره حيث حصلت كثيرا من تلك الحالات المؤسفة ،.. واقذف المتصوفة بسهام الهنود الحمر قبل طلوع الفجر من غصون الملائكة .. هنا يصور شاعرنا مشهدنا على أرض الواقع الذي يتجدد منذ الأزل حيث المقاومة المستمرة ضد الطغيان فذكر سهام الهنود الحمر حيث قتالهم ضد الاعتداء والظلم وهذه المقاومة مستمره إلى زماننا هذا ..
الشاعر هنا يضع أمامه الأمل بطلوع الفجر الذي يراه حتما قادما من غصون الملائكة .. الملائكة هم الذين صعدوا إلى ما بعد الغيم فداءً للحق والوطن ..
مثلما تبكي النوافذ في الليل ترفرف دموع الأرملة..
قارب المخيال مليء بالرهائن
النوافذ هنا تفضي على مشهد من الانتظار المحموم حيث تنادمها دموع الفقد برفيفها من حدقات الثكالى
ما أبدع رمزياتك ودلالاتك الموحية بالواقع بنبض حسك الصادق .. قارب المخيال مليء بالرهائن ... الشاعر هنا يضع نفسه في مشهد بطولي عظيم انها معركة مضرمة بمشاعر لا تهدأ ارى شاعرنا يقصف أنواره الضوئيه في فيافي الطغيان يواجه عرمرما مقيت وسفنه ممتلئة بالرهائن تلك الرهائن تمنع خيل فمه من الانخراط في معركته المصيرية أنه مكبل بسلاسل القلق على أحبته وأهل وطنه ..
اينع قناص واختفى في كثافة الإشارة ..
أثمرت سيارة الإسعاف في حديقة راسي ..
هنا يعترف الكاتب أنه استطاع أن يصنع بكلماته ترياق الواقع حيث قال اينع قناص اي أنه اقتنص الفكرة بشكل يعالج الذبول حيث ذكر أن الفكرة أينعت .. لكنها للأسف تختفي في كثافة الاشارة .. ارى هنا أن الشاعر موجوع من هذا التكبيل ربما المانع هو شكل سلطوي أو مؤسساتي جائر ..
فيتابع شاعرنا نتيجة اختفاء الفكرة بأن سيارة الإسعاف أثمرت في حديقة راسي .. الفكرة هنا في حالة مرض شديد حيث أنها ذاهبة للعلاج في سيارة الإسعاف فيستمر الوجع بأنينه على طريق السطر فيقول .. اورقت شجرات المرضى .
اكتفيت بطعن الوراء .
ونقض غيمة الماليخوليا
الشاعر هنا يعود إلى التاريخ الشبيه بالحاضر فيحارب بطعن الطغيان الذي لم ينتهي إلى زماننا هذا ..
وفك العهد مع الغيمة المحلقة في رأسه بالسواد والفلسفة المزاجية التي تجعلك تنطوي على نفسك نتيجة شعورك بالغربة عن هذا المجتمع الخالي من الانسانية ،
الله في بيتي يطارد غيمتي العائلية ..
إنه فكره المعشعش في رأسه وقلبه حيث الامنيات تصدح وتطارد عائلته فالكاتب لا يهدأ يرفع سلاح الكلمة من أجل مستقبل مشرق من أجل العدل والحياة الكريمة لعائلته والمجتمع .
آه ينابيعك ملآى بقناديل البحر ..
فعلا انها القريحة حين تلقي الفكرة نظرة على الواقع فإنها تتواتر أمواج ينابيع الفكر بالضوء الشهي فيسرد حلاوة الامنيات بنكهة الفواكه أو المشمش انها المتعة في تذوق المشهد الحياتي الافضل في تصاوير الفكرة بكوثر السطر .
هنا الشاعر يعتقل أفكاره ويضعهم في زنزانة الصمت مضطرا لذلك ليتسرب من تحت الباب ضوء فكره بالخفية برمزية عالية المعنى يعرج اليها المتلقي مستعينا بادواته وتقنياته الأريبة .
مضطر لهجرة طويلة ريثما يعود الله إلى المعنى على جواد المخيلة .
ان الشاعر هنا يضع نفسه في المنفى بعيدا عن رحاب الوضوح والمعنى إنه في فيافي مبهمة يصدح بانتظار أن يعود الفكر إلى الحق والحقيقة على جواد المخيلة .. استعمل مفردة جواد لأنه يشعر أن الوضع بحاجة للسرعة الملحة ليرجع النور يشرق في ظلمات الأرض .
ريثما ينضج القراصنة في اليم وتؤتي المراكب اكلها بغتة .. القراصنة هنا هم المقاومون وقد تمت تسميتهم بالقراصنه نتيجة الظلم المجحف بحقهم فكثيرا ما يسمون الذي يدافع عن حقه ارهابي أمام المعتدي ،وتؤتي المراكب اكلها بغتة.. وهي لن تؤتي اكلها الا بغته أو على حين غفلة فإن الحق مطارد من قبل قناصي الضوء ،
مثل ملاكم ضرير اصفع النهار الذي يأكل سرد المسن بفم ادرد .
هنا يصف الضعف شاعرنا بمشهدية اذهلت الروح ويصف حال الكاتب الذي يقاوم بكل طاقته حتى أصبح أدرد فإنه برغم أن فمه لا يحتوي اسنان التي تساعدنا على النطق السليم ما زال يصدح بكل ما أوتي من طاقة.
اراوغ القتلة لانقذ فراشة المخيلة .
افتح النار على حيتان المشركين.
. لا يتوارى الشاعر عن الصدح أنه كالمقاتل المغوار يراوغ المعتدي حفاظا على روحه وأرضه وعرضه فالفكرة هي نتيجة العلم والعلم هو درب النجاة الفراشة هنا هي العلم والفكرة التي أنشأها الخيال ..
افتح النار على حيتان المشركين يصور الشاعر هنا الطغاة بالحيتان أنهم كالحيتان وهم تحت طوع وإرادة المشركين أي الذي هم أعلى منهم ويمدونهم بأدوات الظلم والظلام .
قبل سقوط الباص .ماذا تخفي ايتها المحسوسات في معطفك البني
يتساءل شاعرنا عن تلك المشاعر السرية المخفية في جعبتها التي لونها باللون البني أنه لون من جانب المسؤولية والواجب الذي يحمله على كاهله الكاتب الشريف ..
فيتابع أديبنا عن الواقع المقيت قائلا .. التوابيت عصافير تمطر باستمرار وهدايا حفار القبور لا تقدر بثمن..
هنا يضعنا الشاعر أمام مشهد حزين.. بقوله التوابيت عصافير تمطر باستمرار ، العصافير هي الشهداء الكثيفة العروج إلى ما بعد الغيم .. وهم أيضا هدايا القبور التي لا تقدر بثمن..
ويرى شاعرنا أن حالنا أصبح كالسكارى اي بدون وعي وتتمسك باللاوعي مستمسكين بما يجذبنا من اضواء رنانه بينما نودع الأحبة في كل حين وبكل الاشكال إما شهداء أو منفيون أو مهاجرون ..
بيتنا اجاصة من القلق المعرفي هذا القلق أصبح اجاصة نسكنها وبسبب المعرفة القلق يسود الحياة وذلك لأننا نعي أن المصباح الذي سيفضي بضوءه على شمس العدل والإنسانية للأسف الشديد ما هو إلا في يد متوج بالخراب ..
الشمس تطير ويركبها الفارس الارتدوكسي
يلعب بها القساوسة في الكنيسة ..
الشاعر هنا يصور صلادة الحياة الذي يتحكم بها أصحاب الديانات المزيفين فهم يلعبون فعلا بأرواح الناس حيث يحللون ويحرمون كما يحلو لهم وليس كما هو حقيق في كتب الله السماوية .. شمسي في المعتقل .. يرى الشاعر أن حياته في معتقل في وطنه المسلوب المستشري فيه الفساد حيث الجواسيس التي ما فتأت تجلدنا بتبارح انتماءها للعدو .. لم يبالي الله بموتها اليومي .. ارى الشاعر هنا يعني بالله اي الحاكم الذي يتلو الحكم على المظلومين بحكمه الجائر . احداث زاخرة بالعتمة تعصف بالصقيع ..وبرغم كل هذا اكتفوا بالدعاء ولم بخوضوا غمار الدفاع عن الحق بالصمت المقيت ..وابتعدوا عن محور القضية..
هكذا هو الكاتب الذي يسعى إلى النور بزهر فمه يعزف الحلم على ناي حزين والعيون مطر يصف الشاعر دموعه الغزيرة بأنها مطر .. تهتز في صدر الشاعر جوقة القلق حين تعزف العبث وهي تدفع النهار الى الوجوم.
فيستفرد الشاعر بهذيان يجوس به خلال السطر ويضع عنوانه العسجدي على حرفه المسجى..
انها حكاية أزلية مستقبلية مدججون ممثلوها باقنعة التضليل والضلال ..
القتلة يدحضون ديكور الجنازة ..
الموت لص بقرون معقوفة يستقبل الجرحى بحس فكاهي
إنه التضليل في حقيقة ارتكابهم الجريمة ..
والموت يخطف الأرواح بصعوبة بالغة التعرجات .. الحزن هنا شديد الوقع لدرجة أننا نستقبل الوجع بفكاهة تتبعها غزارة الضحك أنه ضحك الغل الحزين ..
ان الشاعر في وضعية تأمل وهو يكلم شجرة مسنة مرت عليها شدائد الأحداث يكلمها فقط لينسى فداحة الجريمة
ساخرا من المارة النأئمين .من صداقة اللاشيء.. النوم كثيف في زماننا ايها الشاعر الساخط على واقع مذل مرير . فكثيرا ما ينصب فخاخ الضوء لينير دروب الظلام ..وينتظر وراء الأمل الذي يشبه التاريخ ..
الآثمين يخفون بين كلماتهم المنمقه درب اليباب الكامل ..
لا فض لك فم ولا ثلم لك قلم أيها الجهبذ
* قراءة وجدان خضور.