ياسر أنور - وما أنزل على الملكين ببابل (هاروت وماروت) ، هل هما ملكان؟ أم رجلان؟ أم رجل وامرأة؟

أثارت هذه الآية من سورة البقرة جدلا وخلافا كبيرا بين المفسرين بدءا من الصحابة رضوان الله عليهم ، ومرورا بالمفسرين حتى الآن. وقد تركز الخلاف حول نوع (ما) هل هي نافية أم (موصولة)؟ وكذلك حول كلمة (الملكين) بقراءتها بين فتح اللام (ملائكة) أو كسرها( ملوك)، وبناء على ذلك الخلاف اللغوي ، نشأ ثمة خلاف آخر ، حول المعنى المقصود. وقد روت كتب التفسير كثيرا من الروايات العجيبة ، والتي يبدو عليها أثر الإسرائليات، كما أن الروايات الاخرى حتى وإن صحت، ففيها بعض مجافاة المنطق. وبعيدا عن تلك التفاصيل ، فإن الملكين هذين إن كانا ينتميان إلى جنس البشر، وهذا ما رجحه ابن عباس ، فهما رجلان ، أحدهما يسمى هاروت والآخر يسمى ماروت. وإن كانا ينتميان إلى جنس الملائكة ، فهما قد تمثلا في صورة بشرية على هيئة رجلين. لكن ثمة سؤال يطرح نفسه ، لكنه قائم على فرضية أن هذين الملكين رجلان أصلا أي ينتميان إلى جنس البشر، وهذا السؤال هو : ولماذا لا يكونان رجلا وامرأة ، وخاصة أن الجرس اللفظي لكلمة ماروت تشي بكونها امرأة ، ومما يقوي ذلك (الادعاء) أن تركيز الآية بعد ذلك كان على سحر التفريق بين (المرء) و(زوجه)، وهذا أدعى أن يكون المذكوران (هاروت) و (ماروت) رجلا وامرأة. وقد وردت كلمة ماروت في المراجع الهيروغليفية بمعنى المرأة المحبوبة ، وهي مشتقة من الجذر الهيروغليفي (مر)، والتي نرجح أن كلمة مريم مشتقة منها ، ويمكن أن تعني (محبوبة اليم) ،في أحد شروحها المتعددة. أما إن كان الملكان ينتميان إلى عالم الملائكة، فلا يمكن أن تكون ماروت امرأة بأي حال ، وذلك لأن نصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة تؤكد استحالة أن يتمثل الملائكة بصورة امرأة ، وأنهم عندما يتمثلون بصورة البشر، يكون تمثلهم على هيئة رجال.
وفي الصورة المرفقة كلمة ماروت بمعنى المرأة المحبوبة ، لكنها يمكن أن تنطق أيضا مروة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى