انتشر مؤخرا فديو مزيف على مواقع التواصل خاصة التكتك تظهر فيه فتاة تودع اباها ويحملها اخوها للمحرقة وهي تعوّل في اقصى حالة الانهيار.
استغرقت المشاهدات مني ساعات مررت باعلى درجات الامتعاض وقلت الا تتدخل الامم المتحدة .
لكنها كانت مناسبة لابحث الحرق البشري لموتى الهند.
المعتقدات والطقوس يصعب تفسير كيف ترسخت .
فانت ترى عادات لدى الشعوب يمتعضون منها لكنهم يمارسونها .
في العراق مثلا تحولت المأتم الى عبء اومظهر للمستوى الطبقي , فالاكثر نحرا للمواشي هو الافضل حيث يجتمع المئات .. واصبح الفرد يعلن عن موت احد اقربائه من الدرجة العشرين. وعلى المعزين ان يدفعوا والاكثر دفعا هو الاقرب .وتتحول ايام التعازي الثلاثة الى سورة من الخدمات وقد تتمد الى سبعة ايام . وقد تقصد من محافظة لاخرى للتعزية . ولم يعودوا يقرؤون القران بكراسات اجزائه فكل منشغل عن ذكر الله والموت والمتوفي , وقد ياتي رجل ناحبا ويضم صاحب العزاء بحرارة وبعد قدح الشاي والقهوة يكون في شغل عن العزاء .
وقد يتهم من قل معّزوه بانه انسان لا اجتماعي .
ويحتار المعوزين كيف يدبرون ثمن نقل الجثمان من جنوب العراق لوسطه ليدفن في النجف . وانت بحاجة لمرعاة الاعراف العشائرية اثناء ذلك , فاذا حدث تصرف غير مقبول ولو سهوا فانت بحاجة لجهد ليقبل اعتذارك .
تدخلت مؤخرا المرجعية الدينية لتقرر زمن الفاتحة بيومين وتم التعميم بان الطبخ في العزاء مكروه .
كنا بحاجة لعقود لنشذب الطقس العزائي فكيف بطقس ديني راسخ ؟
في الهند، يُتَّبَع تقليد يتضمن استعراض الموتى في الشوارع، مصحوبا بألوان تبرز فضائل المتوفى، هنا يشير الأحمر مثلا إلى النقاء، بينما يشير الأصفر إلى المعرفة، ثم تُرَش الجثث بالمياه من نهر الغانج وتُحرق في المناطق الرئيسية لحرق الجثث في المدينة .
تصدرت صورة الممثلة والمذيعة التلفزيونية الهندية مانديرا بيدي عناوين الأخبار مؤخراً بسبب قيادتها مراسم حرق جثة زوجها مخرج الأفلام راج كوشال جراء سكتة قلبية في مدينة مومباي..
وغالباً ما يتم صد النساء عن الحضور لمراسم الحرق
وتلقت الممثلة رسائل تعزية صادقة ونالت الكثير من الثناء على ما وصفه الكثيرون بالوقوف في وجه النظام الأبوي حتى أثناء الحزن.
يقول البروفيسور كوشالندرا باندي، الذي يدرس الأدب السنسكريتي في جامعة باناراس الهندوسية المرموقة إن هناك ذكر في النصوص القديمة لزوجات يؤدين الطقوس الأخيرة إذا مات رجل دون أن يترك ابناً أو ابنة أو عدم وجود ذكر قريب مثل الأخ حتى البنات كما يقول كان لهن الحق في أداء الطقوس الأخيرة.
ويشرح مانوج كومار باندي، الكاهن الهندوسي المتخصص في طقوس الجنازة أن الاعتقاد السائد بأن حرق الجثة يجب أن يقوم به الابن الأكبر متجذر في غارون بوران وهو نص ديني هندوسي يتعامل مع طقوس الجنازة ويُعتقد أنه يعود لأكثر من الف عام. ولا يتطرق الكتاب لدور المرأة ولم يمنعها من تأدية طقوس الجنازة.
حاول الكثير من العلماء على اختلاف تخصصهم ان يجدوا تفسيرا للطقوس الدينية الراسخة وعادات الشعوب .
"الإنسان يبحث عن معنى" هو عنوان كتاب صدر عام 1946، كتبه الطبيب النفسي "فيكتور فرانكل"، خلال هذا الكتاب يعرض فرانكل تجاربه وخبراته التي آلت به إلى اكتشاف ما أسماه "العلاج بالمعنى". يرى فرانكل أن دافع الإنسان للعيش والبقاء والمُضي قُدما في حياته ليس هو اللذة، كما قال فرويد، أو النجاح والمكانة، كما قال أدلر، ولكنه "المعنى" أي أن يجد الإنسان "معنى خاصا" لحياته.
يقترح نورتون وجينو أن الطقوس بوصفها "نشاطا رمزيا" يقوم البعض به قبل أو أثناء أو بعد حدوث حدث حزين من أجل تحقيق بعض النتائج المرجوة، يمكن أن تساعد الناس على تخفيف المشاعر السلبية. فالأشخاص الذين تعرضوا لفقدان شخص عزيز عليهم، غالبا ما يشعرون كأن حياتهم قد أصبحت خارجة عن السيطرة، هنا يمكن استخدام الطقوس لاستعادة هذا الشعور بالسيطرة، ومن ثم يسهل عليهم التعامل مع الحزن. في حين أن الطقوس تختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى على نطاق واسع.
في اليوم التالي للجنازة الهندوسية، يُنثر الرماد على جسم مائي مقدس أو مكان مهم للمتوفى.
مدة الحداد
بعد حرق الجثة، تبدأ فترة الحداد لمدة تتراوح ما بين 10-30 يوماً، وخلال هذا الوقت تُقدم التعازي لعائلة الفقيد من قبل العائلة والأصدقاء، وتتضمن فترة الحداد مراسم إضافية تهدف إلى دعم أرواح المتوفين أثناء انتقالهم إلى رحلتهم التالية كما يؤمنون.
ان حرق الأرملة لنفسها أي الستي كما يفهم اليوم، فقد انتشر بعد نهاية إمبراطورية جوبتا حوالي عام 500، بعد انحطاط البوذية في الهند، وفتح المسلمون للهند.
في 2016 اوصى الفاتيكان إنه يفضل دفن جثث الموتى بدلا من حرقها وأوصى بالإبقاء على رماد الجثث التي يجري حرقها في "مكان مقدس" وعدم الإبقاء عليها في المنزل أو تقسيمها بين أفراد الأسرة أو نثرها في الهواء.
وأوضحت توجيهات تقع في صفحتين أصدرها الفاتيكان قواعد جديدة لحرق الجثث و إن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تمنع فيها إقامة جنازة مسيحية للذين يطلبون نثر رماد الرفات.
وعلى مدى مئات السنين كانت الكنيسة الكاثوليكية تحرم حرق الجثث باعتباره يتعارض مع تعاليم البعث يوم القيامة.
وسنبقى رغم كل الاجتهادات بحيرة من ترسيخ طقوس دينية وعادات صارمة بين الشعوب .
استغرقت المشاهدات مني ساعات مررت باعلى درجات الامتعاض وقلت الا تتدخل الامم المتحدة .
لكنها كانت مناسبة لابحث الحرق البشري لموتى الهند.
المعتقدات والطقوس يصعب تفسير كيف ترسخت .
فانت ترى عادات لدى الشعوب يمتعضون منها لكنهم يمارسونها .
في العراق مثلا تحولت المأتم الى عبء اومظهر للمستوى الطبقي , فالاكثر نحرا للمواشي هو الافضل حيث يجتمع المئات .. واصبح الفرد يعلن عن موت احد اقربائه من الدرجة العشرين. وعلى المعزين ان يدفعوا والاكثر دفعا هو الاقرب .وتتحول ايام التعازي الثلاثة الى سورة من الخدمات وقد تتمد الى سبعة ايام . وقد تقصد من محافظة لاخرى للتعزية . ولم يعودوا يقرؤون القران بكراسات اجزائه فكل منشغل عن ذكر الله والموت والمتوفي , وقد ياتي رجل ناحبا ويضم صاحب العزاء بحرارة وبعد قدح الشاي والقهوة يكون في شغل عن العزاء .
وقد يتهم من قل معّزوه بانه انسان لا اجتماعي .
ويحتار المعوزين كيف يدبرون ثمن نقل الجثمان من جنوب العراق لوسطه ليدفن في النجف . وانت بحاجة لمرعاة الاعراف العشائرية اثناء ذلك , فاذا حدث تصرف غير مقبول ولو سهوا فانت بحاجة لجهد ليقبل اعتذارك .
تدخلت مؤخرا المرجعية الدينية لتقرر زمن الفاتحة بيومين وتم التعميم بان الطبخ في العزاء مكروه .
كنا بحاجة لعقود لنشذب الطقس العزائي فكيف بطقس ديني راسخ ؟
في الهند، يُتَّبَع تقليد يتضمن استعراض الموتى في الشوارع، مصحوبا بألوان تبرز فضائل المتوفى، هنا يشير الأحمر مثلا إلى النقاء، بينما يشير الأصفر إلى المعرفة، ثم تُرَش الجثث بالمياه من نهر الغانج وتُحرق في المناطق الرئيسية لحرق الجثث في المدينة .
تصدرت صورة الممثلة والمذيعة التلفزيونية الهندية مانديرا بيدي عناوين الأخبار مؤخراً بسبب قيادتها مراسم حرق جثة زوجها مخرج الأفلام راج كوشال جراء سكتة قلبية في مدينة مومباي..
وغالباً ما يتم صد النساء عن الحضور لمراسم الحرق
وتلقت الممثلة رسائل تعزية صادقة ونالت الكثير من الثناء على ما وصفه الكثيرون بالوقوف في وجه النظام الأبوي حتى أثناء الحزن.
يقول البروفيسور كوشالندرا باندي، الذي يدرس الأدب السنسكريتي في جامعة باناراس الهندوسية المرموقة إن هناك ذكر في النصوص القديمة لزوجات يؤدين الطقوس الأخيرة إذا مات رجل دون أن يترك ابناً أو ابنة أو عدم وجود ذكر قريب مثل الأخ حتى البنات كما يقول كان لهن الحق في أداء الطقوس الأخيرة.
ويشرح مانوج كومار باندي، الكاهن الهندوسي المتخصص في طقوس الجنازة أن الاعتقاد السائد بأن حرق الجثة يجب أن يقوم به الابن الأكبر متجذر في غارون بوران وهو نص ديني هندوسي يتعامل مع طقوس الجنازة ويُعتقد أنه يعود لأكثر من الف عام. ولا يتطرق الكتاب لدور المرأة ولم يمنعها من تأدية طقوس الجنازة.
حاول الكثير من العلماء على اختلاف تخصصهم ان يجدوا تفسيرا للطقوس الدينية الراسخة وعادات الشعوب .
"الإنسان يبحث عن معنى" هو عنوان كتاب صدر عام 1946، كتبه الطبيب النفسي "فيكتور فرانكل"، خلال هذا الكتاب يعرض فرانكل تجاربه وخبراته التي آلت به إلى اكتشاف ما أسماه "العلاج بالمعنى". يرى فرانكل أن دافع الإنسان للعيش والبقاء والمُضي قُدما في حياته ليس هو اللذة، كما قال فرويد، أو النجاح والمكانة، كما قال أدلر، ولكنه "المعنى" أي أن يجد الإنسان "معنى خاصا" لحياته.
يقترح نورتون وجينو أن الطقوس بوصفها "نشاطا رمزيا" يقوم البعض به قبل أو أثناء أو بعد حدوث حدث حزين من أجل تحقيق بعض النتائج المرجوة، يمكن أن تساعد الناس على تخفيف المشاعر السلبية. فالأشخاص الذين تعرضوا لفقدان شخص عزيز عليهم، غالبا ما يشعرون كأن حياتهم قد أصبحت خارجة عن السيطرة، هنا يمكن استخدام الطقوس لاستعادة هذا الشعور بالسيطرة، ومن ثم يسهل عليهم التعامل مع الحزن. في حين أن الطقوس تختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى على نطاق واسع.
في اليوم التالي للجنازة الهندوسية، يُنثر الرماد على جسم مائي مقدس أو مكان مهم للمتوفى.
مدة الحداد
بعد حرق الجثة، تبدأ فترة الحداد لمدة تتراوح ما بين 10-30 يوماً، وخلال هذا الوقت تُقدم التعازي لعائلة الفقيد من قبل العائلة والأصدقاء، وتتضمن فترة الحداد مراسم إضافية تهدف إلى دعم أرواح المتوفين أثناء انتقالهم إلى رحلتهم التالية كما يؤمنون.
ان حرق الأرملة لنفسها أي الستي كما يفهم اليوم، فقد انتشر بعد نهاية إمبراطورية جوبتا حوالي عام 500، بعد انحطاط البوذية في الهند، وفتح المسلمون للهند.
في 2016 اوصى الفاتيكان إنه يفضل دفن جثث الموتى بدلا من حرقها وأوصى بالإبقاء على رماد الجثث التي يجري حرقها في "مكان مقدس" وعدم الإبقاء عليها في المنزل أو تقسيمها بين أفراد الأسرة أو نثرها في الهواء.
وأوضحت توجيهات تقع في صفحتين أصدرها الفاتيكان قواعد جديدة لحرق الجثث و إن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تمنع فيها إقامة جنازة مسيحية للذين يطلبون نثر رماد الرفات.
وعلى مدى مئات السنين كانت الكنيسة الكاثوليكية تحرم حرق الجثث باعتباره يتعارض مع تعاليم البعث يوم القيامة.
وسنبقى رغم كل الاجتهادات بحيرة من ترسيخ طقوس دينية وعادات صارمة بين الشعوب .
