حسين عبروس - الطفل وهديةالكتاب...

***
ماتزال الهديّة على مدى التاريخ تدخل السّرور على النفس،وتحفرفي القلب عميـقا كلّما تذكــر الواحد منّا تلك الهديّة التي تلقاهامن شخص آخرمنحه إياها ذات يوم ،وخاصة إذا رجع إلى أيام الطفولة وأغلى الهدايا هي تلـك التي يظـلّ يحتفـظ بصـورتها وشكلـها ومضمونهـا،ولعــلّ ذلـك ما يحققه الكتـاب في حيـاة الأطفال من دور مهـم فى تزويدهـم بالخبـرات والمعـارف والإجابـة عن تساؤالتهم، وتلبية إحاجاتهم وإعدادهم للحياة المستقبلية، كـما تقوم بنـقل التـراث الإجتماعى والثقافى إليهم، هذا هذا التراث الذى يمثل الخبرات الأساسية التى تسهم فى تحديد ملامح هويته
ومع اختلاف أنواع الهدايـا والوسائل التكنولوجــية الحديثــة تتنــوّع قيمة تلك الهدايا عند أطفالنا الذين لم تعد تغريهم الكتب ولم تعد تستهويهم القـراءة أصلا،فالكثير منهـم أصبح يغرق في وسط تلـك التقنيـات الحديثــة التـي تقدمـها لهم وسائـل التواصـل الإجتماعـي وتبقـى فئة قليـلة ترحـب بالكتاب كهدية من أحب الناس مثل المعلم والوالد والوالدة ،أو من الكاتـب المبدع الذي ينقل إليه الرّوائع ممّا تشتمل عليه كتبـه من معارف متنوّعة إلى كلّ أطفال العالم ،ويطـلّ علينا يوم العاشر من شهر فيفـري من كلّ عام ليذكرنا باليوم لعالم لهدية كتاب الطفل تزامنا مع يوم ميلاد الكاتب الكبير المصري للطفل يعقوب الشاروني الذي يعدّ من كبار كتّاب أدب الطفل في الوطن
العربي ، لنحتفل بيوم إهداء كـتاب الطفـل، فيه يتمّ إهداء كتب الأطفال في كل بقاع العالم،وفي هذه السنة تأتي المناسبة حزينـة في عمرالطفــل الفلسطيني الذي أودت بحياته الآلة الجهنمية الصهيو...نية وشوّهت الكثير من أجســــاد الصغر،فماذا ستهــدي دول العالم المتحضّرلأطفال غ..زة وأطـفال اليمن وأطفال العراق وأطفال سوريا،وهل سيبقى الكتاب عند أطفالنــا في العالم المتخلّف أجمل هدية،وهم يتوقون إلى لقمة العيش الساخنة وإلى مـــأوى يقيهم قرّ الشتـاء وحرّالصيف؟ وأعتقد أنّ الأمر يتطلــب مـن المؤسسات الحكومية والثقافية في الوطن العربي العمل الكثيـر مـن أجـل توفيرالظروف المناسبة كي يسعد أطفالــنا في العالم العربي وفي القارة السمراء وفي كلّ الدوّل الناميــة كمايبقى علينـا حمايـة تقافــة للطفــل من الطفيلــيات التي شوّهـت صورتهـا،وأســـاءت إلى الإبـداع في ثقافة الطفــل من خلال تلـك الأعمال الرديــئة التـي يقدمـونهـا للأطفــال في كلّ الوطن العربي،ويبقى الكتــــاب في تقاليد الشعـــوب المتحضّـرة أغلى هديّة للطــفل بما يحتويـه من مضمــون فكـري وأبداعــي وجمالــي ليظـلّ رفيقا له في رحلة الحياة،وما الهــدايا الأخـرى إلاتـوشيّــة مـن رحيــق مـــا أبدعتــه أقـلام المبدعيــن الكـبار الذيـن أنـــذروا حياتهــم لصناعة الأجيال القادمة كي تكون خير خلف لخير جيل سلف.
Peut être une image de 2 personnes et enfant

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى