محمود سلطان - أنا والشيخ إمام ونادية لطفى

في أول يناير عام 1995، نظم حزب العمل الاشتراكي (إبراهيم شكري/عادل حسين) حفلا غنائيا في مقر الحزب وجريدته "الشعب" الكائن في 313 شارع بورسعيد /السيدة زينب/ بالقاهرة.
كنت ـ حينها ـ صحفيا صغيرا، بقسم التحقيقات الصحفية، بجريدة "الشعب"والتي قيدت منها في نقابة الصحفيين. والمكان يعبق بنسائم التاريخ الوطني المصري، ومنطقة الحلمية التي كتب عنها أسامة أنور عكاشة، رائعته الخالدة "ليالي الحلمية".
كان التجهيز الفني للجريدة، في أحد أدوارعمارة يمتلكها، رئيس الحزب، الراحل الكبير مهندس إبراهيم شكري، على ناصية الحلمية.

1.jpg


عشقت المكان بسبب المسلسل وكنت بين وقت لآخر، اتسكع في شوارع الحلمية وحواريها، واستدعي تفاصيل لياليها كما كتبها أسامة أنور عكاشة رحمه الله.
المثير.. أنه في إحدى لقاءاتي في الراديو، مع نجلته المذيعة "نسرين عكاشة".. كشفت لي أن والدها ـ أسامة ـ لم يكن يوما ما من سكان منطقة الحلمية، ومع ذلك قدم هذا المسلسل الرائع والذي كُتب له الخلود، مثل غالبية نتاج فن أيامنا الحلوة.
بالمناسبة.. الإذاعية نسرين، شاركت لأول مرة كممثلة في مسلسل "راجعين يا هوى" الذي عُرض في رمضان ٢٠٢١، وهو من تأليف والدها الذي رحل منذ 12 عاما.
المهم.. الحفل استضاف فنان الشعب الأول الشيخ إمام، والذي تصدر المشهد حاملا رفيق العمر "العود" الذي لم يفارقه إلا بعد "تكفينه" وتوسيده التراب!
اكتظت الصالة ـ بالدور الثالث ـ بأعداد ضخمة من المثقفين والسياسين والفنانين .. كان بينهم الفنانة نادية لطفي، والفنان جميل راتب.
أصطف صغار الصحفيين ـ وأنا منهم ـ في مدخل الصالة، لاستقبال أو توديع الضيوف.
همت الفنانة نادية لطفي بالخروج.. وعندما اقتربت من الباب، شقت الصفوف، وتوجهت لي تهرول بوجه باش مبلل بندى الجمال الذي عشقناه على الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
وفوجئت بها تمد لي يدها أنا وحدي دون زملائي المصطفين على يميني ويساري، مددت لها يدي مذهولا ومرتبكا، وهي تشد على يدي وتسألني : أنت فين يا بني.. وحشني، بقالي كتير ما شفتكش!!
ازداد ارتباكي وتوتري.. وأنا ألهج بأدب وخجل شديدين: تحت نظر حضرتك نادية هانم.. ثم انصرفت وهي تردد: أشوفك قريب!!.
ويبدو لي أن هيئتي في ذلك الوقت، كانت تشبه فنانا هي تعرفه جيدا، فالتبس عليها الأمر، وتعاملت معي وكأنني هو.!!
الغريب في الأمر.. أن هذه الحفلة، كانت آخر مرة يغني فيها الشيخ إمام لعشاقه ومحبيه.. حيث توفي بعدها بأقل من أسبوع في 7/يوليو/ 1995
رحم الله الراحلين منهم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى