326 - لا تجعل قلبك مثل السفنجة
في (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة) لابن قيم الجوزية: قال لي شيخ الإسلام (رضي الله عنه) - وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد -: (لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته. وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات)
فما أعلم أني انتفعت بوصية كانتفاعي بذلك
327 - يزيدهم حرصاً على الإسلام
في (الأحكام في أصول الأحكام لابن حزم: أن رسول الله لما خرج إلى بني قريظة والنضير قال له أبو بكر وعمر: يا رسول الله، إن الناس يزيدهم حرصاً على الإسلام أن يروا عليك زياً حسناً من الدنيا، فانظر إلى الحلة التي أهداها لك سعد بن عبادة فالبسها، فليرك اليوم المشركون أن عليك زياً حسناً
قال: أفعل
328 - إن الاحتمال قبر المعايب
قال الأنباري في (طبقات الأدباء): كان شيخنا ابن الشجري (هبة الله بن علي) وقوراً في مجلسه، ذا سمت حسن لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا تتضمن أدب نفس أو أدب درس. اختصم إليه يوماً رجلان من العلويين فجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف (ابن الشجري): يا بني، احتمل فإن الاحتمال قبر المعايب
وهذه كلمة حسنة نافعة فإن كثيراً من الناس تكون لهم عيون فيغضون عن عيوب الناس ويسكتون عنها فتذهب عيوب لهم كانت فيهم، وكثير من الناس يتعرضون لعيوب الناس فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم
329 - يريد أن يموت أبو القاسم اليزيدي: كان أبو عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله، فسأل عن رجل من أصحابه فقده، فقال لبعض من حضره: اذهب فاسأل عنه. فرجع فقال: تركته يريد أن يموت. فضحك منه بعض القوم وقال: في الدنيا إنسان يريد أن يموت!
فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية؛ إن (يريد) في معنى يكاد، قال الله تعالى: (جداراً يريد أن ينقض) أي يكاد
فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك
330 - وأرى الغيب فيه مثل العيان
أبو القاسم المحسن بن عمرو بن المعلى:
لست أدري ولا المنجم يدري ... ما يريد القضاء بالإنسان
غير أني أقول قول محق ... وأرى الغيب فيه مثل العيان:
إن من كان محسناً قابلته ... بجميل عواقب الإحسان
331 - اتفاق عجيب
قال ابن بسام: من عجائب ما جرى لأبي العلاء صاعد بن الحسين البغدادي - الوافد على الأندلس - أنه أهدى أيلاً إلى المنصور بن أبي عامر - ملك الأندلس - وكتب على يد موصله قصيدة منها:
عبدٌ جذبتَ بِضَبْعِه ورفعت من ... مقداره أهدى إليك بأيل
سميتُه (غرسيّة) وبعثته ... في حبله ليصحّ فيه تَفَؤُلي
فقضى في سابق علم الله أن ملك الروم (غرسية) أسر في ذلك اليوم الذي بعث فيه بالأيل بعينه، وسماه باسمه على التفاؤل، وكان غرسية أمنع من النجم. وسبب أخذه أنه خرج يتصيد فلقيته خيل للمنصور من غير قصد فأسرته وجاءت به، فكان هذا الاتفاق مما عظم به العجب
332 - لكن عندي عتيق سنتين
قال ياقوت: قال المرزباني: قال عبد الله بن عياش: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله (القاضي، الفقيه) نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخاً أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة، فظننا أن عنده شيئاً من الحديث، وأنه قد أدرك الناس. وكان سفيان أطلبنا للحديث، وأشدنا بحثاً عنه، فتقدم إليه وقال: يا هذا، هل عندك شيء من الحديث؟
فقال: أما حديث فلا، ولكن عندي عتيق سنتين
فنظرنا فإذا هو خمار. . .!
333 - . . . قبل مضي أسبوع
في (حلبة الكميت): لشمس الدين النواجي: يقال: إن من نظر إلى البدر في ليال متعددة، وخاطبه بهذين البيتين وهو مشغوف القلب اجتمع بمن يحب قبل مضي أسبوع وهما:
يا أيها القمر المنير الزاهر ... الأبلج البدر البهي الباهر
بلغ شبيهتك السلام وصف لها ... شوقي وأني في هواها ساهر
334 - كتبه علي بن الحسن الجويني
ياقوت الحموي: كان من شيمة الجويني الكاتب أنه ما كتب شيئاً بخطه كثر أو قل، دق أو جل إلا يكتب في آخره: كتبه علي بن الحسن الجويني
مجلة الرسالة - العدد 236
بتاريخ: 10 - 01 - 1938
في (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة) لابن قيم الجوزية: قال لي شيخ الإسلام (رضي الله عنه) - وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد -: (لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته. وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات)
فما أعلم أني انتفعت بوصية كانتفاعي بذلك
327 - يزيدهم حرصاً على الإسلام
في (الأحكام في أصول الأحكام لابن حزم: أن رسول الله لما خرج إلى بني قريظة والنضير قال له أبو بكر وعمر: يا رسول الله، إن الناس يزيدهم حرصاً على الإسلام أن يروا عليك زياً حسناً من الدنيا، فانظر إلى الحلة التي أهداها لك سعد بن عبادة فالبسها، فليرك اليوم المشركون أن عليك زياً حسناً
قال: أفعل
328 - إن الاحتمال قبر المعايب
قال الأنباري في (طبقات الأدباء): كان شيخنا ابن الشجري (هبة الله بن علي) وقوراً في مجلسه، ذا سمت حسن لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا تتضمن أدب نفس أو أدب درس. اختصم إليه يوماً رجلان من العلويين فجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف (ابن الشجري): يا بني، احتمل فإن الاحتمال قبر المعايب
وهذه كلمة حسنة نافعة فإن كثيراً من الناس تكون لهم عيون فيغضون عن عيوب الناس ويسكتون عنها فتذهب عيوب لهم كانت فيهم، وكثير من الناس يتعرضون لعيوب الناس فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم
329 - يريد أن يموت أبو القاسم اليزيدي: كان أبو عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله، فسأل عن رجل من أصحابه فقده، فقال لبعض من حضره: اذهب فاسأل عنه. فرجع فقال: تركته يريد أن يموت. فضحك منه بعض القوم وقال: في الدنيا إنسان يريد أن يموت!
فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية؛ إن (يريد) في معنى يكاد، قال الله تعالى: (جداراً يريد أن ينقض) أي يكاد
فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك
330 - وأرى الغيب فيه مثل العيان
أبو القاسم المحسن بن عمرو بن المعلى:
لست أدري ولا المنجم يدري ... ما يريد القضاء بالإنسان
غير أني أقول قول محق ... وأرى الغيب فيه مثل العيان:
إن من كان محسناً قابلته ... بجميل عواقب الإحسان
331 - اتفاق عجيب
قال ابن بسام: من عجائب ما جرى لأبي العلاء صاعد بن الحسين البغدادي - الوافد على الأندلس - أنه أهدى أيلاً إلى المنصور بن أبي عامر - ملك الأندلس - وكتب على يد موصله قصيدة منها:
عبدٌ جذبتَ بِضَبْعِه ورفعت من ... مقداره أهدى إليك بأيل
سميتُه (غرسيّة) وبعثته ... في حبله ليصحّ فيه تَفَؤُلي
فقضى في سابق علم الله أن ملك الروم (غرسية) أسر في ذلك اليوم الذي بعث فيه بالأيل بعينه، وسماه باسمه على التفاؤل، وكان غرسية أمنع من النجم. وسبب أخذه أنه خرج يتصيد فلقيته خيل للمنصور من غير قصد فأسرته وجاءت به، فكان هذا الاتفاق مما عظم به العجب
332 - لكن عندي عتيق سنتين
قال ياقوت: قال المرزباني: قال عبد الله بن عياش: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله (القاضي، الفقيه) نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخاً أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة، فظننا أن عنده شيئاً من الحديث، وأنه قد أدرك الناس. وكان سفيان أطلبنا للحديث، وأشدنا بحثاً عنه، فتقدم إليه وقال: يا هذا، هل عندك شيء من الحديث؟
فقال: أما حديث فلا، ولكن عندي عتيق سنتين
فنظرنا فإذا هو خمار. . .!
333 - . . . قبل مضي أسبوع
في (حلبة الكميت): لشمس الدين النواجي: يقال: إن من نظر إلى البدر في ليال متعددة، وخاطبه بهذين البيتين وهو مشغوف القلب اجتمع بمن يحب قبل مضي أسبوع وهما:
يا أيها القمر المنير الزاهر ... الأبلج البدر البهي الباهر
بلغ شبيهتك السلام وصف لها ... شوقي وأني في هواها ساهر
334 - كتبه علي بن الحسن الجويني
ياقوت الحموي: كان من شيمة الجويني الكاتب أنه ما كتب شيئاً بخطه كثر أو قل، دق أو جل إلا يكتب في آخره: كتبه علي بن الحسن الجويني
مجلة الرسالة - العدد 236
بتاريخ: 10 - 01 - 1938