تحقيق : مرفت يس
علاقة الكاتب بالكتابة ممتلئة بالسحر والشغف ولكل بداية قصة، وكل قصة تمتلك سحرها الخاص قد تتشابه أو تختلف لكن تظل البدايات محفورة بذاكرة كاتبها وهذا ما تأكد لنا عندما سألنا كل منهم “حدثنا عن أول قصة كتبتها وأقرب قصصك لقلبك
كانت البداية مع الأستاذ سمير الفيل نعرف جميعا أنه بدأ شاعرًا منذ عام 1969 وأول قصة كتبها كانت سنة 1974 بعنوان ” في البدء كانت طيبة” ، وتحيط بها مصادفة نادرة الحدوث ،نتركه يتحدث عنها بنفسه
سمير الفيل
يقول: بالمصادفة كنت أتردد على مكتبة قصر الثقافة فوقع في يدي جزء من موسوعة العلامة سليم حسن، فوظفت البرديات الفرعونية في ذلك النص ، وكان هناك بطل اسمه ” أحمس ابن أبانا ” كافأه الحاكم الفرعوني العظيم لأنه أسر جنودا من الهكسوس بقطعة من الذهب ، المهم ، حازت هذه القصة على الجائزة الأولى على مستوى مصر في المسابقة التي نظمتها منظمة الشباب ، وتم نشر القصة ليلة تكريمنا في مجلة ” صباح الخير” برسوم الفنان ناجي . وحدث أمر عجيب فعلا، فقد خرجنا ـ ثلاثة أدباء شبان ممن حازوا الجوائز الأولى ـ من الاحتفال وليس معنا نقود للإقامة في أي فندق فقير، فنمنا بملابسنا في ميدان التحرير ، وقرب شقشقة الصباح مر بنا رجل شهم فسألنا عن ظروفنا فأخبرناه أننا كتاب ، معنا ” شيكات ” وشهادات تقدير ، ولا مال معنا. فرق قلب الرجل واستضافنا عنده وفي الصباح نزل ليحضر لنا الفول والعيش والطعمية للإفطار . في اليوم الثاني قابلتني الأستاذة نادية صالح ، وكانت تذيع برنامج ” على الناصية ” لأن آمال فهمي قد أوقفت حينها لسبب لا يحضرني الآن، كما استضافنا في نفس اليوم بالتلفزيون المصري وكان وقتها قناة واحدة على ما أذكر ويبث بالأبيض والأسود المذيع ماجد عبدالرازق.
وعن أقرب قصة لقلبه قال:
تتنازعني ثلاث قصص ، هي على التوالي :” مشيرة”، ” ألحان علي”، ” صديق العصافير”.
” مشيرة” ، عن موت ابنة خالتي ، وكنت أذاكر معها دروسنا في المرحلة الإعدادية ، أكملت تعليمها الجامعي ثم تزوجت ، وسافرت إلى الكويت وعاشت بها سنوات طويلة. بعد اكثر من ثلاثين عاما، قابلتها مصادفة ، طلبت مني زيارتها مع أسرتي غير أن الموت لحق بها بعدها بأسابيع قليلة. مشيت في الجنازة أسترجع قصة طفولة مشتركة ، وذكريات التضييق السياسي ، وتجارب الحب الفاشلة ، وكافة الظروف التي ألمت بنا حتى كبرنا، وغزا الشيب شعورنا.
” ألحان علي” ، وهي عن قصة واقعية ، حين دعيت لحفل بجامعة الدول العربية، اتسم الحفل بالخطابة الزاعقة ،والكلمات الرنانة، وكان أن ركبت الأتوبيس للعودة إلى مدينتي عن طريق محطة رمسيس ، قابلت سيدة عراقية ومعها طفلان ، تسببت قنابل الحلفاء على البصرة من إصابتهما ، واحد بالعرج، والثاني بالبكم، جاءت القاهرة للعلاج . وبالرغم من أن القصة لها بعد سياسي فقد التفت للإنساني فيها ، وكان اسم السيدة ” ألحان” وتعيش في بلدة جنوب العراق.
” صديق العصافير” ، تستعرض زيارتي لابني المجند ، حيث كنت أمر بالقرب من الثكنة العسكرية التي يخدم بها ، فعرفت أنه في سجن ” القشلاق” والسبب غريب بعض الشيء فقد رأى كلبا يلهث من شدة العطش أثناء خدمته ، فراح يحضر له الماء من زمزميته ، وترك مكانه لزميل بسريته العسكرية ، مر الشاويش المتطوع ، وعلم بالمخالفة، وتم عقابه ، كنت أرصد لحظات لقائي بالابن وأستعيد في نفس الوقت حبه للطيور والقطط وتربيته للكلاب طوال حياته ،
سيد الوكيل
القاص والروائي سيد الوكيل
الشغف الأول يولد معنا
أما القاص والروائي : سيد الوكيل
بدأ حديثه بأن الشغف الأول يولد معنا، وبالنسبة له كانت الصورة، وليست الكتابة. منذ الطفولة المبكرة، مارس شغفه رسما، ومازال يمارسه مع نفسه على فترات متباعدة.. لكنه أصبح أكثر وهجا مع فتنته بالسينما، فالصورة المتحركة لها قدرة على المحاكاة أكثر من الكلمة..
وكانت بداية تجربة الكتابة منذ الصبا، بكتابة حكايات استلهمها من الأفلام. ذكر منهاعلى سبيل المثال فيلم ( طاقية الإخفاء) وعزم وقتها على كتابة سلسلة من المغامرات لرجل يختفي بشرب سائل سحري، ليمثل صورة البطل المنقذ كتلك التي كان يقرأ عنها في الروايات البوليسية لأرثر كونان دويل وأجاثا كريستي وأرسين لوبين وغيرهم.. هكذا انتقل التعبير البصري شيئا فشيئا إلى كتاباتة.
وعن الشرارة الأولى التي أدخلته عالم الكتابة، فكانت مجرد صدفة. نتركه يتحدث عنها باستضاضة “
“أثناء فترة تجنيدي بالقوات البحرية في الإسكندرية، لم يكن الرسم أو السينما متاحا، والبديل هو القراءة، وهي فترة التأسيس الحقيقي التي قرأت فيها الأدب العالمي، وعرفت تشيخوف وديستيوفيكسي وإميل زولا وتولستوي، وغيرهم. وبعد ذلك، عرفت كتابا مصريين بالصدفة، عندما دخلت قصر ثقافة الحرية، ورأيت مجموعة من الشباب يتحلقون حول مائدة في مكتبة كبيرة. لكنهم سمحوا لي بالجلوس معهم.إنهم جماعة من أدباء الإسكندرية: سعيد بكر، أحمد حميدة، عبد الله هاشم، السعيد الورقي، رجب سعد السيد.. توثقت علاقتي بهم مع الوقت. وصار الأدب إدماني البديل عن الرسم. ومن خلالهم عرفت محمد حافظ رجب ، وإبراهيم عبد المجيد، وإدوار الخراط.. إلخ.
بعد منتصف ليل شتوي، عاصف بالمطر والرياح، كنت أقف على رصيف الميناء الحربي في حراسة غواصة، وبالشدة العسكرية كاملة ( هذا تعبير عسكري يعني السلاح والخوذة وباقي المهمات لزوم الحرب) ارتعد من البرد، وأتأمل البحر بخوف، تحسبا من ضفضع بشري من الكوماندوز الإسرائيلي يقتلني ويفجر الغواصة. القلق دفعني لإشعال سيجارة. وفجأة صرخ أحدهم: اطفي السيجار يا عسكري.
ألقيت السيجارة ودستها بالبيادة. يتضاعف الخوف داخلي وهو يقترب، تنعكس ملامحه في الضوء الشحيح المنسرب من نوافذ العيادة ، إنه الضابط نبيل المعدواي الأكثر طيبة ولطفا. البداية استلزمت تهديدا بالحبس ، ثم تحول إلى عتاب، ثم إلى دعابة ” مش أنت اللي عامل فيها مثقف ورايح جاي بالكتاب في ايدك. الكتب دي معلمتكش ان السجاير تدمر صحتك؟ أنت منين يا دفعة “.
-من شبرا يا فندم
– طبعا.. الصياعة كلها، منين من شبرا..
– جنب سينما النزهة
– آه.. محطة الجراج.. أنا من شارع شيبان
لم يحتج الأمر إلا لدقائق حتى أصبحنا نتكلم كأصدقاء. ثم طلب مني أن اكتب قصة عن حرب أكتوبر، وأشارك بها في مسابقة يقيمها التوجيه المعنوي. ووعدني ألا يكتب تقريرا عن واقعة التدخين في الخدمة، إذا أعجبته القصة.
بالنسبة لي تحول الأمر إلى تحدى، ورحت أسجل أفكار القصة على علبة السجائر، وفي الصباح هرعت إلى العنبر، ورحت اكتبها، في الفراغات البيضاء بين صفحات رواية أنا كارنينا. ذهبت بها إليه. كان آخر يوم في التقدم للمسابقة، فمنحنى ثلاثة ورقات، لأعيد كتابتها بخط واضح، وتصريح خروج، لأسلمها إلى مقر إدارة التوجيه المعني بمحطة مصطفى كامل.
بعد بضعة شهور انتهت خدمتي العسكرية، واستلمت عملي بجامعة عين شمس، حسب توزيع القوى العاملة. وبعد بضعة شهور أخرى، أخبرني أحد زملاء العمل أنه وجد اسمي في مجلة النصر، وقرأ قصتي ( استشهاد عباد الشمس) كانت عن سائق سيارة لإسعاف الجنود الجرحي ونقلهم إلى المستشفى الميداني على الجبهة،تعرضت السيارة للقصف واستشهد.حصلت القصة على المركز الثاني، واستلمت الجائزة من وزير الثقافة الأستاذ يوسف السباعي في حفل أقيم بنادي الضباط بالزمالك. لكن المفاجأة. الحوار الذي أجرته معي الصحفية الأستاذة حسن شاه، المسئولة عن صفحة ( أدب في أدب) التي تحولت فيما بعد إلى أخبار الأدب. وبجوار حواري، نشرت حوارا لنجيب محفظ، عن أدب الحرب، ويبدو أنها أطلعته على قصتي، فأطرى عليها في معرض الحوار. ثم أعاد نشرها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذي كان رئيسها لتحرير مجلة الكاتب وقتها، وضمنها في ملف خاص لاعن أدب أكتوبر.
ثم أضاف أنه الآن يفكر في الأمر على أنه (حظ المبتدئين ) الذي ورطه في الكتابة حتى الآن، ولكنه لم يحرص على المشاركة في مسابقات أخرى بعد ذلك. ربما لأن الفوز المبكر بجائزة رغم محدوديتها أشبعه، وربما لأنه خاف ألا يفوز مرة أخرى فتفسد فرحته الأولى. وقال: في الحالين أنفقت عمري في الكتابة التي اعتبرها فعلا عبثيا لا آخذه على محمل الجد كرسالة، أو قيمة تعوضني عن فشلي لأكون فنانا تشكيليا. لهذا فالكتابة بالنسبة لي لعبة، أمارسها عبر التجريب، وأتنقل فيها من القصة إلى الرواية إلى النقد إلى المقال، فقط لأثبت لنفسي أنني كنت جديرا بحظ المبتدئين.
د. مصطفى الضبع
د. مصطفى الضبع
قصتي مع القصة
أما د. مصطفى الضبع فكثيرمنا لا يعرف أنه قاص قبل أن يكون ناقدا أكاديميا وفى حكايته مع القصة قال:
كثيرة هي الأشياء التي تمثل معايير نجاح القصة القصيرة لكن شيئين منها يشغلان مساحة كبرى من الاهتمام:
العناصر الشيئية:
تقنية التضفير:
لا تعتمد القصة على شيء واحد، أو على عنصر شيئي واحد كما أن العنصر الواحد لا يستقل بالحضور و إنما يخلق الشيء مجالا حيويا يعتمد على تناغم بين عدد من العناصر الشيئية ، يبدو هذا واضحا في كل القصص التي ليس بإمكانها أن تخلو من الأشياء ، وبخاصة تلك التي تستعيد شخصية تاريخية للحلول في لحظة تاريخية حاضرة
الأشياء تشكل وعيا للسارد يستشعره المتلقى ، ويوظفه ، كان من شأنه أن يرى العالم رؤية تسمح له أن يصفه ، وللصفات بلاغتها ، إذ تعبر عن رؤية الواصف للعالم ، فما الصفة غير معنى نراه كامنا هناك فى الأشياء ، أو نرى فى هذه الأشياء من المعاني ما يكون متحققا لدرجة يكون ضروريا أن يعبر عنها، وأن تستجلى عبر صفات يطلقها من يمتلك وعيا عميقا بها وبالعالم .
هنا تكون الصفات نوعا من تفسير العالم، أو إصدار الأحكام عليه، كما أنها تكون بمثابة إشارات يصدرها مطلقها لتنبيه وعى الآخرين عبر أحكام لها دلالتها، والصفة تلعب دور الشفرة المرسلة من مطلقها لهؤلاء الذين يجب عليهم تلقيها، وفك شفرتها أو على أقل تقدير البحث عن سببية اختيار صاحبها لها دون غيرها واصطفائها لأداء دورها الدلالي، عبر تحكم وعيين: وعى المرسل، ووعى المرسل إليه.
التضفير
تقنية تعبر عن العالم في لحظة واحدة، تقارب العالم وهو يعبر عن نفسه ففي لحظة واحدة مع اتساع العالم يحدث كل شيء ولأن النص لا يستطيع الإلمام بالعالم فإنه محكوم بمساحة تطرح شريحة من العالم، تمثيلا طيفيا منه فإنه يلجأ إلى تضفير الخيوط السردية والأحداث إنتاجا لسبيكة سردية .
علاقتي بالتضفير علاقة نفسية اكتشفت أنني استلهمتها من والدي رحمه الله ، كان بحكم علاقاته بالجيران يلجأ إليه بعضهم لحل مشكلاتهم ولأنه كان حكاء بطبعه فكل مشكلة لها حكاية ، كنت شغوفا أجلس على مقربة منه لأسمع تأخذني الحكاية وفجأة يأتي من يقطع تدفقها ، مشكلة جديدة قد ترتبط بحكاية جديدة ، تتداخل الحكايات والأحداث وتتقاطع مصائر الشخصيات وأظل أنا مفتونا بحكاية لم تنته وحكاية بدأت تخترق حدود الحكاية السابقة .
وأضاف أن شأنه شأن أي كاتب كتب عددا من القصص القصيرة أثناء دراسته الجامعية كان يرسلها لمجلة السينما والناس لتنشر على صفحاتها، لكنه نسيها كلها
وأستطرد قائلا : ألجأ لكتابة القصة حين أريد أن أرى نفسي من خلال العالم ، وحين أريد أن ألعن الجحود والخيانة والفساد والمفسدين وأنصاف الموهوبين والمتمرسين على السطو ، والمحنكين في النهب ولصوص الإنسانية والطغاة وباعة الأعضاء .
وعن أول قصة نشرها قال : كانت في مجلة القصة (1987) كانت بعنوان ” الصمت يولد جنوبا” وكانت بداية علاقتي بالقصة الرمزية التي أميل إليها فكثير من القصص ترتبط بجوانب أقرب للذاتية غير أنها تنطلق بعيدا لتؤكد على ارتباط الذات بالعالم في دوائره المتسعة .
ويصعب الإجابة عن سؤال أحب القصص للنفس ، لكن تظل فكرة قصة ” الكلمة الأخيرة” لها وقع خاص وتليها قصة ” الغرفة 201″ وبينهما قصة ” وجوه” (الأفضل أن أتوقف قبل أن أذكر سلسلة من القصص لا تقل عن عشرة نصوص).
عزة بدر
د.عزة بدر
أكتب على أوراق ياسمينة بيضاء
أما القاصة والروائية والشاعرة د. عزة بدر
فالحديث عن القصة حرك شجونها وبدأت تتحدث وكأنها تلقي قصيدة من الشعر حدثتنا أن كل قصة كتبتها هى قصتها الأولى , هى حبها الأول ،” أوراق ياسمينة بيضاء علىَّ أن أخط عليها حروفى , أكتب بالندى , وبماء المطر , وأحيانا بالدمع , أعطى كل قصة كل ما لدىّ , ثروتى من الكلمات , بنايات صغيرة من سُكر لا تلبث أن تعلو كأهرامات من شغف , أعطى لكل قصة عنوانا من كحل عينى , صندوق فراشات خرجن من شرانقهن ذهبيات , ومفضضات , ويتخطرن بأجنحة رشيقة , أفاجئهن بأننى أنا وحدى التى أطير باحثة عن النور واللهب, وهن
قيد صندوقى ينتظرن قصتى الجديدة , قصتى الأولى , حبى الأول , وبالطبع لن يكون الأخير”
أما عن أقرب القصص إلى قلبها اخبرتنا أنها تلك التى لم تكتبها بعد , وتخايلها بين السحب فتهمس:
“ها هى توشك أن تتقطر , ربما هذا أول الغيث , ها هى دفقة من غزل البنات توشك أن تنغزل قرب فمى , تدور خيوطها من سُكَّر حول نفسها فأشتبك معها لأكتشف كيف تتكون السحابات , وتتشكل الأمطار , وأسير فى غابة الكلمات وأبتهل أن تكون تلك القادمة هى أقرب القصص إلى قلبى , هى آخر العنقود , أكثرها اكتمالا وجمالا , أقرب قصصى إلى قلبى , هى القادمة غدا أو بعد غد , هى تلك التى لم تُكتب بعد
الكاتبة صفاء عبدالمنعم
وذكرت الكاتبة: صفاء عبدالمنعم
أن أول قصة كتبتها كانت بعنوان ” يوم عاصف “سنة 1983ونشرت فى كتاب حكايات الليل سنة 1984 وكانت قصة حقيقية تعرضت لها فى الطريق وأنها كتبتها كما حدثت و لاقت إعجاب الجميع ونشرت فى جريدة القليوبية. أماعن اقرب قصة إلي قلبها هى قصة ” امرأة تتزين”، وكذلك رواية فى الليل لما خلى وهى تحكى عن حالة الفقد والوحدة التى تعيشها المرأة.
فتحي اسماعيل
القاص والروائي فتحي إسماعيل
وبدأ القاص فتحي إسماعيل
عن الكتابة واصفا إياها قائلا: إنها بمثابة جنبي الآمن وركني الدافئ الذي ينجيني من وطأة الجغرافيا والتاريخ والزمن والناس.
وعن أول نص كتبه كان بعنوان(أبدًا لا يستحق) كتبته على ورق شفاف،يستخدم في رسم الخرائط ، أعجبه نعومته فكتب، فقط من أجل محبته للورق، وكان النص يحكي عن الساعات التي سبقت مولده واللحظة التي ولد فيها، ثم عقب قائلا:(ما تخيلته بالطبع وليس ما حدث فعليا)
وأضاف أنه مع مرور الوقت والزمن تآكل الورق الشفاف وانمحى الحبر.. لكنها ظلت تجربة ثرية أشبعته إنسانيا، ويأتي بعده نص آخر كتبه في الصف الثاني الثانوي وكان نتاج قراءاته في الفلسفة.. كان يعج بالتساؤلات الفلسفية وتحديدا فكرة الوجود والعدم، ولكنه تمخض عن نص حواري من صفحتين بعنوان (سيرة صرصار)، نشر بعدها بعقدين ونيف في مجموعته الأولى (مقاطع من لحن عنيد)
وعن أقرب قصة إلى قلبه فهي قصة” مخيون الأعرج” – و بدات فكرتها في المرحلة الثانوية أيضا، ولكنها كتبت وانتهت ك رواية قصيرة في العام الماضي،
يتبع الجزء الثاني
.../...
علاقة الكاتب بالكتابة ممتلئة بالسحر والشغف ولكل بداية قصة، وكل قصة تمتلك سحرها الخاص قد تتشابه أو تختلف لكن تظل البدايات محفورة بذاكرة كاتبها وهذا ما تأكد لنا عندما سألنا كل منهم “حدثنا عن أول قصة كتبتها وأقرب قصصك لقلبك
كانت البداية مع الأستاذ سمير الفيل نعرف جميعا أنه بدأ شاعرًا منذ عام 1969 وأول قصة كتبها كانت سنة 1974 بعنوان ” في البدء كانت طيبة” ، وتحيط بها مصادفة نادرة الحدوث ،نتركه يتحدث عنها بنفسه
سمير الفيل
يقول: بالمصادفة كنت أتردد على مكتبة قصر الثقافة فوقع في يدي جزء من موسوعة العلامة سليم حسن، فوظفت البرديات الفرعونية في ذلك النص ، وكان هناك بطل اسمه ” أحمس ابن أبانا ” كافأه الحاكم الفرعوني العظيم لأنه أسر جنودا من الهكسوس بقطعة من الذهب ، المهم ، حازت هذه القصة على الجائزة الأولى على مستوى مصر في المسابقة التي نظمتها منظمة الشباب ، وتم نشر القصة ليلة تكريمنا في مجلة ” صباح الخير” برسوم الفنان ناجي . وحدث أمر عجيب فعلا، فقد خرجنا ـ ثلاثة أدباء شبان ممن حازوا الجوائز الأولى ـ من الاحتفال وليس معنا نقود للإقامة في أي فندق فقير، فنمنا بملابسنا في ميدان التحرير ، وقرب شقشقة الصباح مر بنا رجل شهم فسألنا عن ظروفنا فأخبرناه أننا كتاب ، معنا ” شيكات ” وشهادات تقدير ، ولا مال معنا. فرق قلب الرجل واستضافنا عنده وفي الصباح نزل ليحضر لنا الفول والعيش والطعمية للإفطار . في اليوم الثاني قابلتني الأستاذة نادية صالح ، وكانت تذيع برنامج ” على الناصية ” لأن آمال فهمي قد أوقفت حينها لسبب لا يحضرني الآن، كما استضافنا في نفس اليوم بالتلفزيون المصري وكان وقتها قناة واحدة على ما أذكر ويبث بالأبيض والأسود المذيع ماجد عبدالرازق.
وعن أقرب قصة لقلبه قال:
تتنازعني ثلاث قصص ، هي على التوالي :” مشيرة”، ” ألحان علي”، ” صديق العصافير”.
” مشيرة” ، عن موت ابنة خالتي ، وكنت أذاكر معها دروسنا في المرحلة الإعدادية ، أكملت تعليمها الجامعي ثم تزوجت ، وسافرت إلى الكويت وعاشت بها سنوات طويلة. بعد اكثر من ثلاثين عاما، قابلتها مصادفة ، طلبت مني زيارتها مع أسرتي غير أن الموت لحق بها بعدها بأسابيع قليلة. مشيت في الجنازة أسترجع قصة طفولة مشتركة ، وذكريات التضييق السياسي ، وتجارب الحب الفاشلة ، وكافة الظروف التي ألمت بنا حتى كبرنا، وغزا الشيب شعورنا.
” ألحان علي” ، وهي عن قصة واقعية ، حين دعيت لحفل بجامعة الدول العربية، اتسم الحفل بالخطابة الزاعقة ،والكلمات الرنانة، وكان أن ركبت الأتوبيس للعودة إلى مدينتي عن طريق محطة رمسيس ، قابلت سيدة عراقية ومعها طفلان ، تسببت قنابل الحلفاء على البصرة من إصابتهما ، واحد بالعرج، والثاني بالبكم، جاءت القاهرة للعلاج . وبالرغم من أن القصة لها بعد سياسي فقد التفت للإنساني فيها ، وكان اسم السيدة ” ألحان” وتعيش في بلدة جنوب العراق.
” صديق العصافير” ، تستعرض زيارتي لابني المجند ، حيث كنت أمر بالقرب من الثكنة العسكرية التي يخدم بها ، فعرفت أنه في سجن ” القشلاق” والسبب غريب بعض الشيء فقد رأى كلبا يلهث من شدة العطش أثناء خدمته ، فراح يحضر له الماء من زمزميته ، وترك مكانه لزميل بسريته العسكرية ، مر الشاويش المتطوع ، وعلم بالمخالفة، وتم عقابه ، كنت أرصد لحظات لقائي بالابن وأستعيد في نفس الوقت حبه للطيور والقطط وتربيته للكلاب طوال حياته ،
سيد الوكيل
القاص والروائي سيد الوكيل
الشغف الأول يولد معنا
أما القاص والروائي : سيد الوكيل
بدأ حديثه بأن الشغف الأول يولد معنا، وبالنسبة له كانت الصورة، وليست الكتابة. منذ الطفولة المبكرة، مارس شغفه رسما، ومازال يمارسه مع نفسه على فترات متباعدة.. لكنه أصبح أكثر وهجا مع فتنته بالسينما، فالصورة المتحركة لها قدرة على المحاكاة أكثر من الكلمة..
وكانت بداية تجربة الكتابة منذ الصبا، بكتابة حكايات استلهمها من الأفلام. ذكر منهاعلى سبيل المثال فيلم ( طاقية الإخفاء) وعزم وقتها على كتابة سلسلة من المغامرات لرجل يختفي بشرب سائل سحري، ليمثل صورة البطل المنقذ كتلك التي كان يقرأ عنها في الروايات البوليسية لأرثر كونان دويل وأجاثا كريستي وأرسين لوبين وغيرهم.. هكذا انتقل التعبير البصري شيئا فشيئا إلى كتاباتة.
وعن الشرارة الأولى التي أدخلته عالم الكتابة، فكانت مجرد صدفة. نتركه يتحدث عنها باستضاضة “
“أثناء فترة تجنيدي بالقوات البحرية في الإسكندرية، لم يكن الرسم أو السينما متاحا، والبديل هو القراءة، وهي فترة التأسيس الحقيقي التي قرأت فيها الأدب العالمي، وعرفت تشيخوف وديستيوفيكسي وإميل زولا وتولستوي، وغيرهم. وبعد ذلك، عرفت كتابا مصريين بالصدفة، عندما دخلت قصر ثقافة الحرية، ورأيت مجموعة من الشباب يتحلقون حول مائدة في مكتبة كبيرة. لكنهم سمحوا لي بالجلوس معهم.إنهم جماعة من أدباء الإسكندرية: سعيد بكر، أحمد حميدة، عبد الله هاشم، السعيد الورقي، رجب سعد السيد.. توثقت علاقتي بهم مع الوقت. وصار الأدب إدماني البديل عن الرسم. ومن خلالهم عرفت محمد حافظ رجب ، وإبراهيم عبد المجيد، وإدوار الخراط.. إلخ.
بعد منتصف ليل شتوي، عاصف بالمطر والرياح، كنت أقف على رصيف الميناء الحربي في حراسة غواصة، وبالشدة العسكرية كاملة ( هذا تعبير عسكري يعني السلاح والخوذة وباقي المهمات لزوم الحرب) ارتعد من البرد، وأتأمل البحر بخوف، تحسبا من ضفضع بشري من الكوماندوز الإسرائيلي يقتلني ويفجر الغواصة. القلق دفعني لإشعال سيجارة. وفجأة صرخ أحدهم: اطفي السيجار يا عسكري.
ألقيت السيجارة ودستها بالبيادة. يتضاعف الخوف داخلي وهو يقترب، تنعكس ملامحه في الضوء الشحيح المنسرب من نوافذ العيادة ، إنه الضابط نبيل المعدواي الأكثر طيبة ولطفا. البداية استلزمت تهديدا بالحبس ، ثم تحول إلى عتاب، ثم إلى دعابة ” مش أنت اللي عامل فيها مثقف ورايح جاي بالكتاب في ايدك. الكتب دي معلمتكش ان السجاير تدمر صحتك؟ أنت منين يا دفعة “.
-من شبرا يا فندم
– طبعا.. الصياعة كلها، منين من شبرا..
– جنب سينما النزهة
– آه.. محطة الجراج.. أنا من شارع شيبان
لم يحتج الأمر إلا لدقائق حتى أصبحنا نتكلم كأصدقاء. ثم طلب مني أن اكتب قصة عن حرب أكتوبر، وأشارك بها في مسابقة يقيمها التوجيه المعنوي. ووعدني ألا يكتب تقريرا عن واقعة التدخين في الخدمة، إذا أعجبته القصة.
بالنسبة لي تحول الأمر إلى تحدى، ورحت أسجل أفكار القصة على علبة السجائر، وفي الصباح هرعت إلى العنبر، ورحت اكتبها، في الفراغات البيضاء بين صفحات رواية أنا كارنينا. ذهبت بها إليه. كان آخر يوم في التقدم للمسابقة، فمنحنى ثلاثة ورقات، لأعيد كتابتها بخط واضح، وتصريح خروج، لأسلمها إلى مقر إدارة التوجيه المعني بمحطة مصطفى كامل.
بعد بضعة شهور انتهت خدمتي العسكرية، واستلمت عملي بجامعة عين شمس، حسب توزيع القوى العاملة. وبعد بضعة شهور أخرى، أخبرني أحد زملاء العمل أنه وجد اسمي في مجلة النصر، وقرأ قصتي ( استشهاد عباد الشمس) كانت عن سائق سيارة لإسعاف الجنود الجرحي ونقلهم إلى المستشفى الميداني على الجبهة،تعرضت السيارة للقصف واستشهد.حصلت القصة على المركز الثاني، واستلمت الجائزة من وزير الثقافة الأستاذ يوسف السباعي في حفل أقيم بنادي الضباط بالزمالك. لكن المفاجأة. الحوار الذي أجرته معي الصحفية الأستاذة حسن شاه، المسئولة عن صفحة ( أدب في أدب) التي تحولت فيما بعد إلى أخبار الأدب. وبجوار حواري، نشرت حوارا لنجيب محفظ، عن أدب الحرب، ويبدو أنها أطلعته على قصتي، فأطرى عليها في معرض الحوار. ثم أعاد نشرها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذي كان رئيسها لتحرير مجلة الكاتب وقتها، وضمنها في ملف خاص لاعن أدب أكتوبر.
ثم أضاف أنه الآن يفكر في الأمر على أنه (حظ المبتدئين ) الذي ورطه في الكتابة حتى الآن، ولكنه لم يحرص على المشاركة في مسابقات أخرى بعد ذلك. ربما لأن الفوز المبكر بجائزة رغم محدوديتها أشبعه، وربما لأنه خاف ألا يفوز مرة أخرى فتفسد فرحته الأولى. وقال: في الحالين أنفقت عمري في الكتابة التي اعتبرها فعلا عبثيا لا آخذه على محمل الجد كرسالة، أو قيمة تعوضني عن فشلي لأكون فنانا تشكيليا. لهذا فالكتابة بالنسبة لي لعبة، أمارسها عبر التجريب، وأتنقل فيها من القصة إلى الرواية إلى النقد إلى المقال، فقط لأثبت لنفسي أنني كنت جديرا بحظ المبتدئين.
د. مصطفى الضبع
د. مصطفى الضبع
قصتي مع القصة
أما د. مصطفى الضبع فكثيرمنا لا يعرف أنه قاص قبل أن يكون ناقدا أكاديميا وفى حكايته مع القصة قال:
كثيرة هي الأشياء التي تمثل معايير نجاح القصة القصيرة لكن شيئين منها يشغلان مساحة كبرى من الاهتمام:
العناصر الشيئية:
تقنية التضفير:
لا تعتمد القصة على شيء واحد، أو على عنصر شيئي واحد كما أن العنصر الواحد لا يستقل بالحضور و إنما يخلق الشيء مجالا حيويا يعتمد على تناغم بين عدد من العناصر الشيئية ، يبدو هذا واضحا في كل القصص التي ليس بإمكانها أن تخلو من الأشياء ، وبخاصة تلك التي تستعيد شخصية تاريخية للحلول في لحظة تاريخية حاضرة
الأشياء تشكل وعيا للسارد يستشعره المتلقى ، ويوظفه ، كان من شأنه أن يرى العالم رؤية تسمح له أن يصفه ، وللصفات بلاغتها ، إذ تعبر عن رؤية الواصف للعالم ، فما الصفة غير معنى نراه كامنا هناك فى الأشياء ، أو نرى فى هذه الأشياء من المعاني ما يكون متحققا لدرجة يكون ضروريا أن يعبر عنها، وأن تستجلى عبر صفات يطلقها من يمتلك وعيا عميقا بها وبالعالم .
هنا تكون الصفات نوعا من تفسير العالم، أو إصدار الأحكام عليه، كما أنها تكون بمثابة إشارات يصدرها مطلقها لتنبيه وعى الآخرين عبر أحكام لها دلالتها، والصفة تلعب دور الشفرة المرسلة من مطلقها لهؤلاء الذين يجب عليهم تلقيها، وفك شفرتها أو على أقل تقدير البحث عن سببية اختيار صاحبها لها دون غيرها واصطفائها لأداء دورها الدلالي، عبر تحكم وعيين: وعى المرسل، ووعى المرسل إليه.
التضفير
تقنية تعبر عن العالم في لحظة واحدة، تقارب العالم وهو يعبر عن نفسه ففي لحظة واحدة مع اتساع العالم يحدث كل شيء ولأن النص لا يستطيع الإلمام بالعالم فإنه محكوم بمساحة تطرح شريحة من العالم، تمثيلا طيفيا منه فإنه يلجأ إلى تضفير الخيوط السردية والأحداث إنتاجا لسبيكة سردية .
علاقتي بالتضفير علاقة نفسية اكتشفت أنني استلهمتها من والدي رحمه الله ، كان بحكم علاقاته بالجيران يلجأ إليه بعضهم لحل مشكلاتهم ولأنه كان حكاء بطبعه فكل مشكلة لها حكاية ، كنت شغوفا أجلس على مقربة منه لأسمع تأخذني الحكاية وفجأة يأتي من يقطع تدفقها ، مشكلة جديدة قد ترتبط بحكاية جديدة ، تتداخل الحكايات والأحداث وتتقاطع مصائر الشخصيات وأظل أنا مفتونا بحكاية لم تنته وحكاية بدأت تخترق حدود الحكاية السابقة .
وأضاف أن شأنه شأن أي كاتب كتب عددا من القصص القصيرة أثناء دراسته الجامعية كان يرسلها لمجلة السينما والناس لتنشر على صفحاتها، لكنه نسيها كلها
وأستطرد قائلا : ألجأ لكتابة القصة حين أريد أن أرى نفسي من خلال العالم ، وحين أريد أن ألعن الجحود والخيانة والفساد والمفسدين وأنصاف الموهوبين والمتمرسين على السطو ، والمحنكين في النهب ولصوص الإنسانية والطغاة وباعة الأعضاء .
وعن أول قصة نشرها قال : كانت في مجلة القصة (1987) كانت بعنوان ” الصمت يولد جنوبا” وكانت بداية علاقتي بالقصة الرمزية التي أميل إليها فكثير من القصص ترتبط بجوانب أقرب للذاتية غير أنها تنطلق بعيدا لتؤكد على ارتباط الذات بالعالم في دوائره المتسعة .
ويصعب الإجابة عن سؤال أحب القصص للنفس ، لكن تظل فكرة قصة ” الكلمة الأخيرة” لها وقع خاص وتليها قصة ” الغرفة 201″ وبينهما قصة ” وجوه” (الأفضل أن أتوقف قبل أن أذكر سلسلة من القصص لا تقل عن عشرة نصوص).
عزة بدر
د.عزة بدر
أكتب على أوراق ياسمينة بيضاء
أما القاصة والروائية والشاعرة د. عزة بدر
فالحديث عن القصة حرك شجونها وبدأت تتحدث وكأنها تلقي قصيدة من الشعر حدثتنا أن كل قصة كتبتها هى قصتها الأولى , هى حبها الأول ،” أوراق ياسمينة بيضاء علىَّ أن أخط عليها حروفى , أكتب بالندى , وبماء المطر , وأحيانا بالدمع , أعطى كل قصة كل ما لدىّ , ثروتى من الكلمات , بنايات صغيرة من سُكر لا تلبث أن تعلو كأهرامات من شغف , أعطى لكل قصة عنوانا من كحل عينى , صندوق فراشات خرجن من شرانقهن ذهبيات , ومفضضات , ويتخطرن بأجنحة رشيقة , أفاجئهن بأننى أنا وحدى التى أطير باحثة عن النور واللهب, وهن
قيد صندوقى ينتظرن قصتى الجديدة , قصتى الأولى , حبى الأول , وبالطبع لن يكون الأخير”
أما عن أقرب القصص إلى قلبها اخبرتنا أنها تلك التى لم تكتبها بعد , وتخايلها بين السحب فتهمس:
“ها هى توشك أن تتقطر , ربما هذا أول الغيث , ها هى دفقة من غزل البنات توشك أن تنغزل قرب فمى , تدور خيوطها من سُكَّر حول نفسها فأشتبك معها لأكتشف كيف تتكون السحابات , وتتشكل الأمطار , وأسير فى غابة الكلمات وأبتهل أن تكون تلك القادمة هى أقرب القصص إلى قلبى , هى آخر العنقود , أكثرها اكتمالا وجمالا , أقرب قصصى إلى قلبى , هى القادمة غدا أو بعد غد , هى تلك التى لم تُكتب بعد
الكاتبة صفاء عبدالمنعم
وذكرت الكاتبة: صفاء عبدالمنعم
أن أول قصة كتبتها كانت بعنوان ” يوم عاصف “سنة 1983ونشرت فى كتاب حكايات الليل سنة 1984 وكانت قصة حقيقية تعرضت لها فى الطريق وأنها كتبتها كما حدثت و لاقت إعجاب الجميع ونشرت فى جريدة القليوبية. أماعن اقرب قصة إلي قلبها هى قصة ” امرأة تتزين”، وكذلك رواية فى الليل لما خلى وهى تحكى عن حالة الفقد والوحدة التى تعيشها المرأة.
فتحي اسماعيل
القاص والروائي فتحي إسماعيل
وبدأ القاص فتحي إسماعيل
عن الكتابة واصفا إياها قائلا: إنها بمثابة جنبي الآمن وركني الدافئ الذي ينجيني من وطأة الجغرافيا والتاريخ والزمن والناس.
وعن أول نص كتبه كان بعنوان(أبدًا لا يستحق) كتبته على ورق شفاف،يستخدم في رسم الخرائط ، أعجبه نعومته فكتب، فقط من أجل محبته للورق، وكان النص يحكي عن الساعات التي سبقت مولده واللحظة التي ولد فيها، ثم عقب قائلا:(ما تخيلته بالطبع وليس ما حدث فعليا)
وأضاف أنه مع مرور الوقت والزمن تآكل الورق الشفاف وانمحى الحبر.. لكنها ظلت تجربة ثرية أشبعته إنسانيا، ويأتي بعده نص آخر كتبه في الصف الثاني الثانوي وكان نتاج قراءاته في الفلسفة.. كان يعج بالتساؤلات الفلسفية وتحديدا فكرة الوجود والعدم، ولكنه تمخض عن نص حواري من صفحتين بعنوان (سيرة صرصار)، نشر بعدها بعقدين ونيف في مجموعته الأولى (مقاطع من لحن عنيد)
وعن أقرب قصة إلى قلبه فهي قصة” مخيون الأعرج” – و بدات فكرتها في المرحلة الثانوية أيضا، ولكنها كتبت وانتهت ك رواية قصيرة في العام الماضي،
يتبع الجزء الثاني
.../...
في اليوم العالمي للقصة ” شغف البدايات “ج 1
تحقيق : مرفت يس علاقة الكاتب بالكتابة ممتلئة بالسحر والشغف ولكل بداية قصة، وكل قصة تمتلك سحرها الخاص قد تتشابه أو تختلف لكن تظل البدايات محفورة بذاكرة كاتبها وهذا ما تأكد لنا عندما سألنا كل م…
sadazakera.wordpress.com