نعم... أخاطبك أنت ...أسألك أنت ...عمر نايف زيد.. الذي كان فتى يتوضأ كل صباح بماء "عين نينية"،ويصلي الحب على الطواحين العتيقة،فيطال جبينه المرفوع بلاط "السيباط" وعشب المراح...
ماذا فعلت؟؟
أسالك،وأنت شاب يافع يقرأ تراتيل المزامير الثورية على أرصفة الشوراع والطرقات...وفي أزقة البلدة القديمة...يهرع لنجدة المخيم في الملمات...ماذا فعلت؟؟
أسألك صرخة في قلب القدس.. شوكة في حلق السجان... قيدا يذوب في ذاكرة النسيان... مغتربا لعقود في أجزاء القلب الكبير... ما هو ذنبك؟؟ وماذا اقترفت؟؟
ألا يكيفنا هَمَنا؟؟ وأتساع جرحنا ؟؟ لماذا لم ترحل بصمت ؟؟ لماذا أصررت أن نلّعن ذاتنا...؟؟ لماذا أيقظت " منتهى " من مرقدها، فأسمعت بنحبيها السحاب؟؟ لماذا أفزعت روضة "طوالبة" فقام يلطم الجبين ويمزق الثياب؟؟ لماذا أذبت مقابض سيفنا ... وكسّرتَ برحيلك شأفة الحراب؟؟
ماذا فعلت سيدي؟؟ لماذا تركتهم ينالون منك؟؟...لماذا تركتهم يوجعونا فيك،ويفجعونا عليك ؟؟ وقد أعادوا للزمن عقارب سم سوداء؟؟
ملعونة هي الخيمة التي لا تواري دخليها سيدي...موصومة هي ألوان شهدت ذبح وريد منها ولم تزأر...
ولا بارك الله في الجدران التي أبصرت فعل جرمهم ولم تتقهقر...ولا أكرم الله قوما لم يذودوا عن ابنهم ذودا وتركوا مناله سهلا والأفئدة والقلوب عليه من بعد تحترق وتتفطر...
اليوم السادس والعشرين من شباط،بعد ثلاثة عقود من غيابك القهري عن المدينة...كان صباح "إم الجنان" قاتما كئيب... تناثرت أصوات البلابل حزنا طويل ...وبكت الحرة وأسمعت العويل..وسكت النشيد القادم مع الشمس...وتكسرت ألحانه لتحط رمادا على هامات أطفال وصلهم صوتك واسمك وحفظوا رحلتك جيلا بعد جيل...
أيها الشاهد والشهيد...ماذا فعلت؟؟ وكيف صغت الحكاية ونظمت البيت؟؟ كيف سنقص على الأجيال أجمل القصص ؟؟ وكيف سننشد الرويات بعيون الصمت..؟؟
لقد هزيتنا...ووبختنا...طويت فصلا من فصول ضعفنا وهواننا على الناس...لم يستطع كل الشعب وكل المستضعفين في الارض ان يمنحوك وقتا للحب...وقتا للشوق..وقتا للأمل...وقتا للتأمل في لحظة العناق التي كنت تنتظرها مع شجرة "الكينا" قرب "النباتات"... للوقوف على ما تبقى من "التل" ومرأب الحافلات... لتسلق "المراح" والعدو فرحا في مرج بن عامر، وتنسم هواء ابو ظهير والجابريات...
ماذا أقول فيك،وأنت القصة وأنت الحكاية،وأنت البداية وأنت النهاية...أنت مفصل العودة للغدر المستباح... ذكرونا من خلال قصتك بكل من مضوا،في باريس... في برلين ... في روما.. في فينا... في مدريد في لندن ...في كل مكان وكل ساح.. كانت رماحهم تطال بالغدر ظهر الهائمين طعنا وسما وتقطيعا..أعادوا لنا من خلال فعلهم بيك فصلا صعبا من فصول مسيرة شعب ذنبه انه يحب الحياة...
ماذا أقول...استميحك عذرا سيدي ...فقد تكلمت،واسجعت الحروف ثرثرة لوحدي،بالرغم من صوت تلك الجميله التي كنت ومازلت وستبقى تحبها،فقد صرخت وجلجلت بالصوت عند سماعها بناءك اصمتوا واسكتوا عن الكلام المباح .
ماذا فعلت؟؟
أسالك،وأنت شاب يافع يقرأ تراتيل المزامير الثورية على أرصفة الشوراع والطرقات...وفي أزقة البلدة القديمة...يهرع لنجدة المخيم في الملمات...ماذا فعلت؟؟
أسألك صرخة في قلب القدس.. شوكة في حلق السجان... قيدا يذوب في ذاكرة النسيان... مغتربا لعقود في أجزاء القلب الكبير... ما هو ذنبك؟؟ وماذا اقترفت؟؟
ألا يكيفنا هَمَنا؟؟ وأتساع جرحنا ؟؟ لماذا لم ترحل بصمت ؟؟ لماذا أصررت أن نلّعن ذاتنا...؟؟ لماذا أيقظت " منتهى " من مرقدها، فأسمعت بنحبيها السحاب؟؟ لماذا أفزعت روضة "طوالبة" فقام يلطم الجبين ويمزق الثياب؟؟ لماذا أذبت مقابض سيفنا ... وكسّرتَ برحيلك شأفة الحراب؟؟
ماذا فعلت سيدي؟؟ لماذا تركتهم ينالون منك؟؟...لماذا تركتهم يوجعونا فيك،ويفجعونا عليك ؟؟ وقد أعادوا للزمن عقارب سم سوداء؟؟
ملعونة هي الخيمة التي لا تواري دخليها سيدي...موصومة هي ألوان شهدت ذبح وريد منها ولم تزأر...
ولا بارك الله في الجدران التي أبصرت فعل جرمهم ولم تتقهقر...ولا أكرم الله قوما لم يذودوا عن ابنهم ذودا وتركوا مناله سهلا والأفئدة والقلوب عليه من بعد تحترق وتتفطر...
اليوم السادس والعشرين من شباط،بعد ثلاثة عقود من غيابك القهري عن المدينة...كان صباح "إم الجنان" قاتما كئيب... تناثرت أصوات البلابل حزنا طويل ...وبكت الحرة وأسمعت العويل..وسكت النشيد القادم مع الشمس...وتكسرت ألحانه لتحط رمادا على هامات أطفال وصلهم صوتك واسمك وحفظوا رحلتك جيلا بعد جيل...
أيها الشاهد والشهيد...ماذا فعلت؟؟ وكيف صغت الحكاية ونظمت البيت؟؟ كيف سنقص على الأجيال أجمل القصص ؟؟ وكيف سننشد الرويات بعيون الصمت..؟؟
لقد هزيتنا...ووبختنا...طويت فصلا من فصول ضعفنا وهواننا على الناس...لم يستطع كل الشعب وكل المستضعفين في الارض ان يمنحوك وقتا للحب...وقتا للشوق..وقتا للأمل...وقتا للتأمل في لحظة العناق التي كنت تنتظرها مع شجرة "الكينا" قرب "النباتات"... للوقوف على ما تبقى من "التل" ومرأب الحافلات... لتسلق "المراح" والعدو فرحا في مرج بن عامر، وتنسم هواء ابو ظهير والجابريات...
ماذا أقول فيك،وأنت القصة وأنت الحكاية،وأنت البداية وأنت النهاية...أنت مفصل العودة للغدر المستباح... ذكرونا من خلال قصتك بكل من مضوا،في باريس... في برلين ... في روما.. في فينا... في مدريد في لندن ...في كل مكان وكل ساح.. كانت رماحهم تطال بالغدر ظهر الهائمين طعنا وسما وتقطيعا..أعادوا لنا من خلال فعلهم بيك فصلا صعبا من فصول مسيرة شعب ذنبه انه يحب الحياة...
ماذا أقول...استميحك عذرا سيدي ...فقد تكلمت،واسجعت الحروف ثرثرة لوحدي،بالرغم من صوت تلك الجميله التي كنت ومازلت وستبقى تحبها،فقد صرخت وجلجلت بالصوت عند سماعها بناءك اصمتوا واسكتوا عن الكلام المباح .