يسكن البعض في كلام الأجداد
حيث الدفء
وأمراض يعرفونها،
حيث يكون الحزن جزءا
من عظمة الحوض
وتربيعة الكتف.
والغضب في أفضل الجمل
كسر حنجرة فوق جلباب أبيض
أو معانقة شال حتى الموت.
أحضرنا قطعة البازل الناقصة
لتكمل الفم
لتطفو الابتسامة
لتبقى الأسنان بحشوها المر،
اروِ قصتنا
ولا تنس تلك الثقة المفرطة
التي جعلتنا قتلى
طيبون.
الجنوبيون يرقصون بربابة
وعمود الدار،
يغلقون قلوبهم على وجه الله،
يحنطون الليل في جرار
ويكتبون عن القمر الأخرس
الذي يسرق الخميرة من الخبز
الروح من عرائس الطمي
والنهر الذي صنعوه من علب الألوان.
هنا الجبال عمياء، لا تصرخ
لكن لديها خطة بديلة للتقاعد
تنير عيونها الحجرية
وتسير إلى معاولهم على عكازين؛
حارة وسمراء
تلك الأيادي التي تداعبها
حتى النوم.
جنوبيون
حتى في تلك الخرائط
التي تسبح فوق السماء،
يلفون سجائرهم بأنغام الناي
وينامون عطشى إلى شمس رائقة
وولد يتسلم إرث الدم
وملهاة الثأر.
***
يعيش البعض في صندوق أمنياته
يملأ كيس أيامه بالرمل
والأمر كله متروك لثقب في القلب؛
حين نصل
نكون مدفونين
بلا شبهة واحدة أو شارة حداد.
أحببنا الحظوظ منزوعة القشر
بجلدها الأملس
وطريقتها الملتاعة في الموت.
أحببنا اليد
التي قبضت على شيء لين
وحي
شيء تعرف علينا وهو يلفظ أنفاسه
ويبحث عن كوب ماء
ليتنفس
أو مخلص يقرأ عليه بتروٍ
مناسك القتل الرحيم.
لا جديد في غربة قصدناها
سوى الدمع المتجمد
المحيط بقواربنا
والشفاه التي انتظرتنا
بأسمائنا القصيرة.
الساحليون
قدم في البحر
وأخرى على سفينة نوح؛
على الحياد
لا يشعرون بمفهوم الزمن
ولا بالملح الذي يتسرب من مفاصلهم
إلى الرمل.
قوارب غارقة فوق الأشجار
تحت الأسِرّة
وفي حوض الاستحمام؛
هذه طريقتهم في تعلم الوداع
والبكاء بين قوسين.
يخرجون الشِّباك من التلفزيون
لا أسماك كثيرة؛
لهذا يطلقون على الفشل
طرح البحر
وعلى الأيام التي تمضي
مَوَانٍ خالية من الأحبة.
ساحليون
حيث الليل يلف الشاطئ
بنحيب الأمهات؛
كل قمر يزورهم
كان يوما حورية خضراء.
***
يسكن البعض في حراسة السماء،
غيمة فوق غيمة
يبنون السدود
بعيدا عن رعونة النهر
وفزع النداهات.
يحرثون الأرض بالنذور والقرآن
ويمشون خلف الشمس
كأي بيضة تدحرجت من جيب الصديري
فوق مخازن الغلال والتبن.
يغمرهم الليل والطمي
بالمناجل
والأسئلة عن إطلال الأسلاف،
حتى شقوق كعوبهم
تتحول إلى خرائط وضفاف.
لا يخلو البيت من سنبلة جافة
تذكرهم بأيام الحصاد
والمقابر الذهبية للملوك والآلهة.
تبدو الصور أقرب لساحات الإعدام
حين يتحدثون إلى السماء
ويجدونها غائمة
وقريبة.
الريفيون
أنصاف قلوب معلقة على الشجر
مذ ما يقرب من الأبدية
قطفوا ربيع حواء
أكلوا الشهد
وضاعوا كسرب عصافير
تحت شجرة جميز.
لحزنهم وصفات سرية
يتناقلونها بالوراثة كحصى السيجا
وعلب الإبر؛
حين زارهم الله
وضعوا له الطعام
وجلبوا أقماع السكر من البندر
أعطوه دكة بحكاياتها
وسوقًا كبيرا لتجارة المعجزات.
بقبلة ورغيف خبز
عاشوا لقصيدتين
وربما لأربعة أبراج حمام
بعد كل طوفان.
***
يعيش البعض في لوحات الإعلانات
حيث الشوارع مقبضة
ولمبة نيون لا تكفي
لتضيء أسى شفتيك
فيما يدك مثقلة بحمل ذقنك
أو مراقبة الوحدة
في عدوها الطويل على بياض عينيك.
في القاهرة
نجونا من الحنين
وتركنا لأفئدتنا الخيارات الصعبة،
كل نبض تعلل بالغياب
نام أسير دمعتين وغربة.
الأيام لا تعاني كثيرًا لفقدك؛
الراحلون يعبرون القلوب
ويتركون على تجاعيد عينيك آثار أقدامهم
عطرًا ينخر في الذاكرة
وبعض العظام الصغيرة
يحملها بطيب خاطر
المشيعون
وبائعو الروبابيكا.
***
يعيش البعض في تلك الأرض
التي يتآمر عليها الجميع
بما فيهم أبناؤها،
لقد خربنا مكان نومنا
مثل الفراشات
لعقنا الضوء
لنصنع ثوب الملك.
حيث الدفء
وأمراض يعرفونها،
حيث يكون الحزن جزءا
من عظمة الحوض
وتربيعة الكتف.
والغضب في أفضل الجمل
كسر حنجرة فوق جلباب أبيض
أو معانقة شال حتى الموت.
أحضرنا قطعة البازل الناقصة
لتكمل الفم
لتطفو الابتسامة
لتبقى الأسنان بحشوها المر،
اروِ قصتنا
ولا تنس تلك الثقة المفرطة
التي جعلتنا قتلى
طيبون.
الجنوبيون يرقصون بربابة
وعمود الدار،
يغلقون قلوبهم على وجه الله،
يحنطون الليل في جرار
ويكتبون عن القمر الأخرس
الذي يسرق الخميرة من الخبز
الروح من عرائس الطمي
والنهر الذي صنعوه من علب الألوان.
هنا الجبال عمياء، لا تصرخ
لكن لديها خطة بديلة للتقاعد
تنير عيونها الحجرية
وتسير إلى معاولهم على عكازين؛
حارة وسمراء
تلك الأيادي التي تداعبها
حتى النوم.
جنوبيون
حتى في تلك الخرائط
التي تسبح فوق السماء،
يلفون سجائرهم بأنغام الناي
وينامون عطشى إلى شمس رائقة
وولد يتسلم إرث الدم
وملهاة الثأر.
***
يعيش البعض في صندوق أمنياته
يملأ كيس أيامه بالرمل
والأمر كله متروك لثقب في القلب؛
حين نصل
نكون مدفونين
بلا شبهة واحدة أو شارة حداد.
أحببنا الحظوظ منزوعة القشر
بجلدها الأملس
وطريقتها الملتاعة في الموت.
أحببنا اليد
التي قبضت على شيء لين
وحي
شيء تعرف علينا وهو يلفظ أنفاسه
ويبحث عن كوب ماء
ليتنفس
أو مخلص يقرأ عليه بتروٍ
مناسك القتل الرحيم.
لا جديد في غربة قصدناها
سوى الدمع المتجمد
المحيط بقواربنا
والشفاه التي انتظرتنا
بأسمائنا القصيرة.
الساحليون
قدم في البحر
وأخرى على سفينة نوح؛
على الحياد
لا يشعرون بمفهوم الزمن
ولا بالملح الذي يتسرب من مفاصلهم
إلى الرمل.
قوارب غارقة فوق الأشجار
تحت الأسِرّة
وفي حوض الاستحمام؛
هذه طريقتهم في تعلم الوداع
والبكاء بين قوسين.
يخرجون الشِّباك من التلفزيون
لا أسماك كثيرة؛
لهذا يطلقون على الفشل
طرح البحر
وعلى الأيام التي تمضي
مَوَانٍ خالية من الأحبة.
ساحليون
حيث الليل يلف الشاطئ
بنحيب الأمهات؛
كل قمر يزورهم
كان يوما حورية خضراء.
***
يسكن البعض في حراسة السماء،
غيمة فوق غيمة
يبنون السدود
بعيدا عن رعونة النهر
وفزع النداهات.
يحرثون الأرض بالنذور والقرآن
ويمشون خلف الشمس
كأي بيضة تدحرجت من جيب الصديري
فوق مخازن الغلال والتبن.
يغمرهم الليل والطمي
بالمناجل
والأسئلة عن إطلال الأسلاف،
حتى شقوق كعوبهم
تتحول إلى خرائط وضفاف.
لا يخلو البيت من سنبلة جافة
تذكرهم بأيام الحصاد
والمقابر الذهبية للملوك والآلهة.
تبدو الصور أقرب لساحات الإعدام
حين يتحدثون إلى السماء
ويجدونها غائمة
وقريبة.
الريفيون
أنصاف قلوب معلقة على الشجر
مذ ما يقرب من الأبدية
قطفوا ربيع حواء
أكلوا الشهد
وضاعوا كسرب عصافير
تحت شجرة جميز.
لحزنهم وصفات سرية
يتناقلونها بالوراثة كحصى السيجا
وعلب الإبر؛
حين زارهم الله
وضعوا له الطعام
وجلبوا أقماع السكر من البندر
أعطوه دكة بحكاياتها
وسوقًا كبيرا لتجارة المعجزات.
بقبلة ورغيف خبز
عاشوا لقصيدتين
وربما لأربعة أبراج حمام
بعد كل طوفان.
***
يعيش البعض في لوحات الإعلانات
حيث الشوارع مقبضة
ولمبة نيون لا تكفي
لتضيء أسى شفتيك
فيما يدك مثقلة بحمل ذقنك
أو مراقبة الوحدة
في عدوها الطويل على بياض عينيك.
في القاهرة
نجونا من الحنين
وتركنا لأفئدتنا الخيارات الصعبة،
كل نبض تعلل بالغياب
نام أسير دمعتين وغربة.
الأيام لا تعاني كثيرًا لفقدك؛
الراحلون يعبرون القلوب
ويتركون على تجاعيد عينيك آثار أقدامهم
عطرًا ينخر في الذاكرة
وبعض العظام الصغيرة
يحملها بطيب خاطر
المشيعون
وبائعو الروبابيكا.
***
يعيش البعض في تلك الأرض
التي يتآمر عليها الجميع
بما فيهم أبناؤها،
لقد خربنا مكان نومنا
مثل الفراشات
لعقنا الضوء
لنصنع ثوب الملك.