أستعين بظلي
في ممارسة الحزن والندم
لدي ما يكفي أيضا من الوجوه التراجيدية
ولا بأس حين ينتزع الموت الفجائي مني دمعة؛
امرأة مثلي تقاضي أيامها الباردة
بكتابة عرائض
تلصقها على ستائر الليل
وحين ينفد مني الأرق
أستسلم للخواء في رأسي
وأصاحب مواتي إلى القبر
حيث لا حجر سيحمل اسمي
ولا ساق وردة تصلح للكتابة.
لن أتضامن مع أحد
لست المسمار الملائم لترتفع صورة؛
قد تنازلت عن حقي في تثبيت إطار المحبة
حول الوجوه.
رأيتك تخشى الضوء والماء والعصافير الكبيرة
تحتضن وحدتك
في تنويمة خائفة ومريضة،
تفتح عينيك
لا تسعك النجوم
والذكريات المعلقة على المشانق،
إخوتك الكبار
ينفخون الحياة في جسد الشمس
عبر أسلاك الكهرباء
وأنت تقرض كل ليلة لحاء الشجرة الوحيدة
التي أهدانا إياها الظل
وتركتها الحرائق
تذكارًا ممتدًا لوسامة الموت
وخرافة الحياة.
في مصر
تسير الأرصفة على أربع
وأحيانا تتكئ على الهواء
تبتلعه...
وتطير بمحاذاة العشش النائية على النيل
لذا لسنا بحاجة إلى عبور درب الآلهة القديم
والتجول في كعوب الكهنة
من هليوبوليس إلى طيبة بعيب صغير؛
الوقت ممتد بين عربات تنقل الموتى لأشغالهم
في الحقول الجافة
والزعيم الذي يحرص على حياته
ينتشل كل طوف يحيط به الماء منذ الأزل
سواء كان قطعة حجر
أو سماء
أو ولدًا.
أكثر ما يبكيني
أن هناك من ظل يقشر وجه السماء
يحفر بها الآبار والأنفاق والسراديب
ولم يجد قبر الإله الذي يعبده.
كل الذين وقفوا خلفك
أسقطوك؛
ليعبروا فوقك،
مثل جذع شجرة تشبث بالصخور
في طريق الطوفان.
هنالك من يرفع قلبه إلى السماء
وحول رقبته مشنقة؛
يريد أن تجتذبه يد الرحمة من هذه البئر العطنة
لا خيار أمامه سوى أن يستعيد قنوطه
وهيئته القديمة
حين يكور رأسه المنزوع
ويضعه جوار ظله،
يقول للأولياء: خذوني إلى صانع المطر
عيني جفت
وقلبي صار لوحة فارغة.
في القاهرة
لا نزرع الأزهار ودموع الراوي
وكل البضائع الأخرى
التي يأكلها المرض نفسه عند الحب والموت.
في القاهرة
ننسى كل شيء
حتى أسماء الرفاق
الذين صحبونا إلى المزابل
لنرى الكلاب تنهشهم تحت أعيننا.
الناس هنا لا يخربون الطرق
بل يحملون قطعًا منها على أكتافهم
ويخبئونها تحت الأسرة
يجلبون لها الماء والطعام والدواء
يدللونها
ككل اللحظات السعيدة التي يخشون ضياعها
بمجرد أن تتخطاها أقدامهم.
في ممارسة الحزن والندم
لدي ما يكفي أيضا من الوجوه التراجيدية
ولا بأس حين ينتزع الموت الفجائي مني دمعة؛
امرأة مثلي تقاضي أيامها الباردة
بكتابة عرائض
تلصقها على ستائر الليل
وحين ينفد مني الأرق
أستسلم للخواء في رأسي
وأصاحب مواتي إلى القبر
حيث لا حجر سيحمل اسمي
ولا ساق وردة تصلح للكتابة.
لن أتضامن مع أحد
لست المسمار الملائم لترتفع صورة؛
قد تنازلت عن حقي في تثبيت إطار المحبة
حول الوجوه.
رأيتك تخشى الضوء والماء والعصافير الكبيرة
تحتضن وحدتك
في تنويمة خائفة ومريضة،
تفتح عينيك
لا تسعك النجوم
والذكريات المعلقة على المشانق،
إخوتك الكبار
ينفخون الحياة في جسد الشمس
عبر أسلاك الكهرباء
وأنت تقرض كل ليلة لحاء الشجرة الوحيدة
التي أهدانا إياها الظل
وتركتها الحرائق
تذكارًا ممتدًا لوسامة الموت
وخرافة الحياة.
في مصر
تسير الأرصفة على أربع
وأحيانا تتكئ على الهواء
تبتلعه...
وتطير بمحاذاة العشش النائية على النيل
لذا لسنا بحاجة إلى عبور درب الآلهة القديم
والتجول في كعوب الكهنة
من هليوبوليس إلى طيبة بعيب صغير؛
الوقت ممتد بين عربات تنقل الموتى لأشغالهم
في الحقول الجافة
والزعيم الذي يحرص على حياته
ينتشل كل طوف يحيط به الماء منذ الأزل
سواء كان قطعة حجر
أو سماء
أو ولدًا.
أكثر ما يبكيني
أن هناك من ظل يقشر وجه السماء
يحفر بها الآبار والأنفاق والسراديب
ولم يجد قبر الإله الذي يعبده.
كل الذين وقفوا خلفك
أسقطوك؛
ليعبروا فوقك،
مثل جذع شجرة تشبث بالصخور
في طريق الطوفان.
هنالك من يرفع قلبه إلى السماء
وحول رقبته مشنقة؛
يريد أن تجتذبه يد الرحمة من هذه البئر العطنة
لا خيار أمامه سوى أن يستعيد قنوطه
وهيئته القديمة
حين يكور رأسه المنزوع
ويضعه جوار ظله،
يقول للأولياء: خذوني إلى صانع المطر
عيني جفت
وقلبي صار لوحة فارغة.
في القاهرة
لا نزرع الأزهار ودموع الراوي
وكل البضائع الأخرى
التي يأكلها المرض نفسه عند الحب والموت.
في القاهرة
ننسى كل شيء
حتى أسماء الرفاق
الذين صحبونا إلى المزابل
لنرى الكلاب تنهشهم تحت أعيننا.
الناس هنا لا يخربون الطرق
بل يحملون قطعًا منها على أكتافهم
ويخبئونها تحت الأسرة
يجلبون لها الماء والطعام والدواء
يدللونها
ككل اللحظات السعيدة التي يخشون ضياعها
بمجرد أن تتخطاها أقدامهم.