شئت استخدام العنوان الٱنف الذكر الذي وضعه الصديق الروائي شوقي كريم حسن في منشوره لهذا اليوم الجمعه 22/3/2024 ، والذي أشار فيه إلى أن احيقار هو أول من كتب القصة القصيرة جدا محاولة منه لتأكيد ريادة القصة القصيرة جدا ولحسم النزاع / المعركة كما وصفها حول ريادة هذا النوع السردي ، إذ أن الصديق القاص هيثم بهنام بردى يؤكد ريادة هذا الفن للقاص العراقي نوئيل رسام عبر قصتيه (موت فقير) و ( اليتيم) مستنيراً برأي الناقد باسم حمودي الذي طرحه في مجلة الاقلام العراقية /1988 ، ومساهمة منا في هذا الحوار / النزاع سندلي بدلونا الذي سبق وأن ثبته في مناسبات سابقة .
وبدءاً لابد لي من تأكيد حكم نقدي فيما يخص كيفية ظهور جنس أو نوع أدبي جديد واستمرارية وجوده ضمن الأشكال الأدبية القارّة في المشهد الثقافي ويتلخص هذا الحكم في مايلي :--
1-- وجود القصدية والوعي بكتابة واختلاق النوع أو الشكل .
2-- تكرار التجربة في أكثر من نص يحمل سمات موحدة للشكل الجديد .
3-- تجاوز التجربة الأولى إلى صيرورة جديدة وفق صيرورة زمنية تحمل سمات مرحلة اجتماعية تاريخية جديدة .
ووفق ماذهبت إليه ٱنفاً فإن القصتين اللتين كتبها نوئيل رسام لم تتجاوز كتابة القصة القصيرة من حيث بنائيتها ، فعدد الكلمات ليس معياراً لسمات شكل ما ، بل إن مايمكن الرجوع إليه بهذا الصدد هو السمات التي تم التوصل إليها لكتابة القصة القصيرة جدا لاحقاً كالتكثيف والايجاز والمفارقة التي تختتم النص ، ولو تم تطبيق هذه السمات على قصتي نوئيل رسام فإننا سنلاحظ ابتعادهما عن هذه السمات ، فضلاً عن قلة نصوص بل عدمهما في تجربة نوئيل رسام ، إذ أن قصتين فقط دون تكرار التجربة واستمرارها ليس معياراً للريادة ، وبذا فإن قصتي نوئيل رسام لم تكن سوى قصص قصيرة بسيطة البناء كمثيلاتها من القصص التي أنتجت في ثلاثينيات القرن الماضي ، أما بشأن ملاحظة الروائي شوقي كريم من أن (احيقار) اول من كتب القصة القصيرة جدا ففيه أكثر من قول ، إذ أن احيقار لم يكن إلّا حكيما أجرى الحكمة عبر نصوص اعتمدت الامثال والاخبار ولم تتعدى حدود ذلك فضلاً عن انعدام القصدية والتجاوز والتكرار ، إضافة إلى أن هذا الفن قد استقام عالميا وفق مواصفات وسمات اجناسية تم استنباطها من النصوص القصدية منذ العقود الاولى للقرن الماضي ولحد الٱن ، واذا أخذنا بالاعتبار أن النصوص التي كتبها احيقار التي قصد منها الحكمة واختلاق الامثال فإنها عاصرت الحقبة الٱشورية حين كان وزيرا لسنحاريب الملك ، وبذا تتهاوى هذه الفرضية أيضا وفق ما أشرنا إليه ٱنفا من شروط ظهور النمط أو الشكل الجديد ...
وعليه فإن ريادة القصة القصيرة جدا العراقية والعربية تعود لإثنين من كتاب القصة وهما خالد حبيب الراوي وإبراهيم احمد اللذان اصدرا مجموعتيهما في مفتتح العقد السبعيني ووفق الشروط السليمة لسمات هذا النوع السردي كما أكدته في دراسة حول ريادة هذا النوع السردي نشرته مجلة الرقيم قبل عامين ..والله اعلم .
عبد علي حسن
22/3/2024
وبدءاً لابد لي من تأكيد حكم نقدي فيما يخص كيفية ظهور جنس أو نوع أدبي جديد واستمرارية وجوده ضمن الأشكال الأدبية القارّة في المشهد الثقافي ويتلخص هذا الحكم في مايلي :--
1-- وجود القصدية والوعي بكتابة واختلاق النوع أو الشكل .
2-- تكرار التجربة في أكثر من نص يحمل سمات موحدة للشكل الجديد .
3-- تجاوز التجربة الأولى إلى صيرورة جديدة وفق صيرورة زمنية تحمل سمات مرحلة اجتماعية تاريخية جديدة .
ووفق ماذهبت إليه ٱنفاً فإن القصتين اللتين كتبها نوئيل رسام لم تتجاوز كتابة القصة القصيرة من حيث بنائيتها ، فعدد الكلمات ليس معياراً لسمات شكل ما ، بل إن مايمكن الرجوع إليه بهذا الصدد هو السمات التي تم التوصل إليها لكتابة القصة القصيرة جدا لاحقاً كالتكثيف والايجاز والمفارقة التي تختتم النص ، ولو تم تطبيق هذه السمات على قصتي نوئيل رسام فإننا سنلاحظ ابتعادهما عن هذه السمات ، فضلاً عن قلة نصوص بل عدمهما في تجربة نوئيل رسام ، إذ أن قصتين فقط دون تكرار التجربة واستمرارها ليس معياراً للريادة ، وبذا فإن قصتي نوئيل رسام لم تكن سوى قصص قصيرة بسيطة البناء كمثيلاتها من القصص التي أنتجت في ثلاثينيات القرن الماضي ، أما بشأن ملاحظة الروائي شوقي كريم من أن (احيقار) اول من كتب القصة القصيرة جدا ففيه أكثر من قول ، إذ أن احيقار لم يكن إلّا حكيما أجرى الحكمة عبر نصوص اعتمدت الامثال والاخبار ولم تتعدى حدود ذلك فضلاً عن انعدام القصدية والتجاوز والتكرار ، إضافة إلى أن هذا الفن قد استقام عالميا وفق مواصفات وسمات اجناسية تم استنباطها من النصوص القصدية منذ العقود الاولى للقرن الماضي ولحد الٱن ، واذا أخذنا بالاعتبار أن النصوص التي كتبها احيقار التي قصد منها الحكمة واختلاق الامثال فإنها عاصرت الحقبة الٱشورية حين كان وزيرا لسنحاريب الملك ، وبذا تتهاوى هذه الفرضية أيضا وفق ما أشرنا إليه ٱنفا من شروط ظهور النمط أو الشكل الجديد ...
وعليه فإن ريادة القصة القصيرة جدا العراقية والعربية تعود لإثنين من كتاب القصة وهما خالد حبيب الراوي وإبراهيم احمد اللذان اصدرا مجموعتيهما في مفتتح العقد السبعيني ووفق الشروط السليمة لسمات هذا النوع السردي كما أكدته في دراسة حول ريادة هذا النوع السردي نشرته مجلة الرقيم قبل عامين ..والله اعلم .
عبد علي حسن
22/3/2024