بشير خلف الجمال.. وما أدراك ما الجمال

كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ التي على ضوْئِها نحْكُم على جمالية هذا الشيْء، وعلى قُبـْح ذاك؟
ـــ فهل الجمالُ كُـلُّ ما ترْتاحُ إليه عينا الإنسان؟ ..
ـــ هل هو كل ما يُعجبنا، ويُفـرحُــنا ، ويشدّنا إليه ، وما يُثير إعجابنا ؟
ـــ أم ذاك لا يكفي لـتعريف الجمال، وتحديد جوهره الحقيقي السَّـامي الذي يقترن بالخير، والفضيلة، بدليل أن السلوكَ الإنسانيَّ الرّاقيَ تـضفُه "بالجميل "، فنقول عنه: (عملٌ طيّبٌ .. سلوكٌ فاضل .. ما شاء الله !) .
إن موضوعات الجمال التي كرّم الله بها عباده كثيرة، وفي الطبيعة أكثرُ، وأفْـسحُ ، وأجمل ، وأجْـذبُ ؛ حيث يغمرنا الجمال في عالم النباتات ، والأزهار، والطيور، والحيوانات، والجبال، وقممها، وسفوحها، وجداول الأنهار، وشلالات المياه المنحدرة، والبحار بمياهها الفيروزية ، وشواطئها الرائعة، وكثبان الرمال الذهبية المترامية، والنخيل الباسق، وعراجين التمر الناضجة في فصل الخريف ، ومغيب الشمس .. والجمال في الإنسان، وفي شكله الذي قال الخالـق عزّ وجلا في شان تكــريمه:
ـــ (ولقَــدْ كرّمنا بني آدمً وحَملْـناهُم في البرّ والبحْـر ورزقْـناهُم من الطيـبات وفـضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا...)..{الإسراء: 70}
وقال أيضا:
ـــ ( لقَـدْ خلقْـنا الإنسانَ في أحْسنِ تقْويمٍ) { التين 01}
كما نسْعدُ بالجمال ونحن نتـذوّقه في سماء الليل الصافية، وفي النجوم المتلألئة، والقمر يغمر الكون بضيائه .. نتذوّق الجمال في الغيمة ، في قطرات المطر الفضّية ، في قوس قُــزحٍ ، في الضباب يدثـّر ما حولنا بغُلالة شفّافة تُـنعِــشُنا ، الجمال نـتذوّقُـه في عيون الضِّباء ، في ابتسامات الأطفال


" من كتاب: الجمال فينا وحولنا ص: 05
الصادر عن وزارة الثقافة سنة2007 "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى