حسين عبروس - موقع الصورة في نفوسنا...

إنّ إلتقاط الصورة في أغلب الحالات تكون صدفة،وفي بعض الحالات تكون مبرمجة بدّقة عالية ،فيتمّ اختيار لها الجهة والموقع واللباس والأشخاص الذين يجسّدون تلك اللحظة الفارقة في العمر،ولكن الكثير ممن يلتقطون الصوّر لايمنحون لها القدرالكافي من الإستعداد،والزاوية التي يمكن للمصوّرأن يقف فيها منأجل تجسيد تلك اللقطة،وقد يتساءل البعض عن أهميّة الصورة وموقعها في قلوبنا..والحقيقة أنّ الصورة تعني في كثير من الحالات توقيف الزمن على الورق حتي تبقى الذكرى خالدة في حياة الأحياء من الناس،كما هي تخزين لجماليات المكان الذي يظلّ يسكننا بكلّ مافيه من سحر،ومن معنى للتذكّر لتلك اللحظة الرائعة التي تحملها الصورة،ونرى فيها تهريبا جرئيا لذلك المنظر الطبيعي أو الجمع الذي يحتوينا لحظة أخذس الصورة،قتكون الرؤية قيها واضحة رائعة بين يدي المصوّر الحاذق الماهر الفنان الذي يعرف كيف يوقف الزمن في كبسة زرّ على الآلة المستخدمة سواء كانت آلة تصويرمحترف أو ممن كان من الهوّاة،وفي الغالب يستخدم فيها جهاز الهاتف الذكيّ الذي تبرمج فيه اللّقطة الفنيّة لتقوم مقام المصوّر،فيحدث كلّ هذا في جزء من الثانية بسرعة البرق،وتظلّ الصورة المجسّدة على الورق مطبوعة في الذاكرة نابضة في القلب لأنّها تحتوي وجوه وعيون من نحبّ
وفي أغلب الأوقات تذكّرنا بمامضى من أعمارنا في كلّ الأحوال،كما تسترجع في نفوسنا تلك الهمسات المسروقة من حياتنا،وقد تكون دليلا على الإدانة أو البراءة من ذنب لم يرتكبه مطلقا
وفي الغالب تكون الصورة المتحركة الناطقة أقوى من الصورة الصامتة التي يكون فيها الفرق واضحا بين اللّون الأبيض والأسود واللّون المتعدّدفي تشكيلاته ،فإنّ أغلب الصوّرالبسيطة هي تلك التي تصبح جزء من تاريخنا المهني ،أومن تاريخنا الإجتماعي،أو من تاريخنا الوطني بكلّ ماتحمله الكلمة من معنى ،وذلك مايجعل الأديب والمبدع والمفكر والفنان يحتفظ بالصورككنز لا يعوّض في حياته،وتبقى الصورة ذكرى خالدة وجرس يرنّ في عالم النّسيان، فما أجمل أن تكون صوّرنا الجميلة انعكاس لصوّرنا الداخلية في النفس التي تفيض رقّة ومحبّة وجمالاتسرّ من حولنا من الناس ،وتسوّق للعالم على أنّنا عشنا الحياة بكلّ حلوها ومرّها نبحث عن الجمال ونزرعه أينما كنّا..كما يقول الشاعر"أبُو الفَتْح البُسْتي (ولد في بست سنة 330هـ/942م)(توفي 400هـ / 1010م)
ازرعْ جميلاً ولو فِي غَيرِ مَوضِعهِ
فَــلا يَضيـعُ جَميــلٌ أينَمــا زُرِعــا
إنَّ الجَميـلَ وإنْ طالَ الزَّمانُ بِـهِ
فليــسَ يَحصـدُهُ إلَّا الَّـذي زَرَعـا
فسلام على من يزرع الجمال في كلّ الأوقات العصيبة في النفوس المكلومة الحزينة،وتحيتنا لكل إخواننا في أرض النبوّة التي تقف بصدور عارية في وجه الغاصب المحتل،وهم يجسّدون الصورة في قمة حقيقتها الجريحة الدّامية.
Peut être une image de 3 personnes et texte

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى