أبو الشيص الخزاعي - أبقى الزمان به ندوب عضاض...

أَبقى الزمانُ بِهِ ندوبَ عِضاض
وَرمى سوادَ قُرونهِ ببياضِ
نَفَرت بِهِ كأَسُ النَديم وأَغمَضت
عَنهُ الكواعِبُ أيّما إِغماض
وَلَرُبَما جُعلت محاسنُ وَجههِ
لِجفونِها غَرضاً مِنَ الأغراضِ
حسَرَ المشيبُ قِناعه عَن رأَسهِ
فَرَمَينَه بالصَدِّ والإِعراضِ
إِثنانِ لا تَصبوا النساءُ إِليهما
ذو شيبَة وَمُحالِفُ الإِنفاضِ
فَوَعودهنَّ إِذا وَعَدنَكَ باطلٌ
وَبُروقُهُنَّ كَواذِبُ الإِيماضِ
لا تُنكري صَدّي وَلا إِعرضي
لَيسَ المقلِ عَلى الزمانِ بِراضِ
حُلّي عِقالَ مطيَّتي لا عَن قليً
وامضي فإِني يا أُميمة ماضِ
عُوِّضتُ عن بُردِ الشباب مُلاءَةً
خَلَقاً وَبِئسَ معوضَة المُعتاضِ
أَيام أَفراسُ الشباب جوامحٌ
تأَبى أَعنَّتها عَلى الرُواضِ
وَركائبٍ صَرفَت إِليكَ وجوهَها
نَكباتُ دَهرٍ لِلفَتى عضَّاضِ
شَدّوا بأَعواد الرِحال مَطيَّهُم
مِن كلّ أَهوجَ لِلحصى رَضّاض
يَرمينَ بالمرءِ الطَريقَ وتارةً
يَحذِفنَ وَجهَ الأَرضِ بالرَضراضِ
قَطَعوا إِليكَ
رياضَ كُلِّ تَنوفَةٍ
وَمَهامه مُلسِ المتونِ عِراضِ
أَكلَ الوَجيفُ لُحومَها وَلحومَهُم
فأَتوكَ أنقاضاً عَلى أَنقاضِ
وَلقَد أتَتكَ عَلى الزَمانِ سَواخِطاً
فَرَجِعنَ عَنكَ وهُنَّ عَنهُ رَواضِ
إِنَّ الأَمانَ مِنَ الزَمانِ وَرَيبهِ
يا عُقبَ شَطّا بَحركِ الفيّاضِ
بَحرٌ يَلوذ المُعتَفونَ بِنَيله
فَعم الجَداول مُترع الأَحواضِ
ثَبت المَقام إِذا التَوى بِعدّوه
لَم يَخشَ مِن زَلل وَلا إِدحاضِ
غَيث تَوشَّحتِ
الرياض عِهاده
لَيثٌ يَطوفُ بِغابَةٍ وَغِياضِ
وَمشمّر لِلمَوتِ ذَيلَ قَميصِهِ
قاني القَناة إِلى الرَدى خوّاضِ
لأَبي مُحَمَّد المُرَجّى راحَتَا
مَلكٍ إِلى أَعلى العلى نهّاضِ
فَيَدٌ تَدفّقُ بِالنَدى لِوليِّه
وَيَدٌ عَلىالأعداء سمٌّ قاضِ
وَجناح مقصوص تحيَّف ريشهُ
رَيبُ الزمانِ تَحيُّفَ المِقراضَ
أَنهَضتَه وَوَصلتَ ريش جناحه
وَجبرتَه يا جابرَ المُنهاضِ
نَفسي فِداؤكِ أيّ ليثِ كَتيبةٍ
يرمى بِها بَينَ القَنا المرفاضِ
وَمنازِلٍ للقَرن يسحَب فاضَةً
عَلَق النَجيعُ بِثَوبِها الفَضفاضِ
أعلى