كاظم حسن سعيد - قوقعة المحررين بعد السقوط

في وسط السبعينيات رغبت بالمشاركة في مهرجان محلي فاحالوني الى الفرقة الحزبية لاستحصل الموافقة .قصدتها وبعد كلمات المجاملة سألوني ( هل قرات رأس المال لكارل ماركس ), عندها استأذنت وغادرت المكان .كان مقص الرقيب صارما للمحررين وسلة مهملاتهم في انتفاخ ,لهذا قرانا متاخرين لبعض كتاب العراق او قضوا وضاعت نتاجاتهم .ورغم توفر فسحة في النشر لبعض المجلات والصحف اليسارية بسبب وجود الجبهة فان فرص النشر كانت ضيقة جدا .الغريب , هؤلاء الذين كانوا يشجبون مقص الرقابة, عادوا ليكرروا نفس التجربة .هؤلاء المتقوقعون الذين تحاصرهم ظلمة الوهم ما يزالون يحررون في الصحف والمجلات .فهم يعتمدون الاسماء الشهيرة او الكتاب الاصدقاء .فقد رفض احد المحررين في صحيفة شهيرة مقالا لي حول البريكان وقد طبع الكتاب قبل اسبوعين ونشرت مقتطفات عنه في اهم المواقع ..قال لي المحرر ( نحن لا ننشر مذكرات عن البريكان ).وطلبت يوما من صديق ناقد ان ينشر لي في صحيفة واسعة الانتشار يشارك فيها , فقال ( لا يوافقون , ليس ضعفا بمقالتك ولكنهم يعتمدون العلاقات ) ,وقد نصحني قبل سنة ان امضي للفيسبوك واصادق المحرر ثم اجامله لينشر لي .مثل هؤلاء لا يصلحون لتطوير الثقافة او الادب انهم في غفلة عن تطور العالم .فالنت قد حل ازمة النشر , والذكاء الصناعي في تطور متصاعد وسيرميهم في بودقة النسيان .واذكر ان ناقدا التقيته تزعم اتحاد الادباء يوما رأى خواطر كتبها نجل البريكان ابان مراهقته فقال ( هذه قصائد ليست له وانها للبريكان ) .والان تتوفر مئات او الاف الكروبات الادبية , غالبا يتزعمها ناقد متكلس ,حفظ مقولات مستوردة هو لا يستوعبها , وانه فرح لان مبتدئين ينبهرون به.فكم تحتاج لتقنع الكتاب المبتدئين والواعدين بان مثل هذا النقد لون من الشخابيط التي تعتّم فلا تضيء وتعقد لا تبسط النصوص .وكيف سيشق الكاتب المبتديء طريقة في طقس متجهم .!؟ تلك مشكلة لا تقل خطورة عن مقصات الرقيب وسلال المهملات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى