علجية عيش - امرأتان تنافسان الرئيس عبد المجيد تبون في الرئاسيات المقبلة

فيما أعلنت أحزاب و منظمات بعهدة ثانية ما هو موقف النخبة المثقفة من الانتخابات الرئاسية؟
بدأت الطبول تدق استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر من خلال إعلان رؤساء أحزاب سياسية عن ترشحهم لهذا الموعد الحساس و هو بمثابة امتحان يستعمل فيه الغربال فيسقط مجموعة منهم متسلقون يرغبون في الحكم دون برنامج يخدم المجتمع و يبقى مترشح واحد و هو الرئيس الذي تقارب عهدتهم على الانتهاء عبد المجيد تبون و الذي سيكون صاحب العهدة الثانية ، لاسيما و أحزاب السلطة و في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني و (ابن عمّه) حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالإضافة إلى المنظمات الحكومية كمنظمة المجاهدين و منظمة أبناء المجاهدين و هم يمثلون القوى السياسية الأولى في البلاد، أما بالنسبة للتيار الإسلامي ففد أعلن الأمين العام لحركة مجتمع السلم تقديم رئيس الحركة كمترشح للانتخابات الرئاسية، كما أعلن البروفيسور جمال عباس عن رغبته في الترشح للإنتخابات الرئاسية ، بعد تجربته الأولى التي قام بها في انتخابات 2019 و هو مختص في التخطيط الإستراتيجي و الدراسات الإستباقية و استشراف المستقبل ، ليكون القاطرة التي تقود الجزائر في المستقبل، و يتبعه بلقاسم ساحلي رئيس التحالف الوطني الجمهوري الذي أعلن هو الآخر عن رغبته في الترشح ، باسم "تكتّل الاستقرار و الإصلاح"، و قد بدأت تحضيرات هذا التكتل لجمع التوقيعات و إعداد البرنامج الانتخابي، وكما يلاحظ لا يزال هذا الحدث السياسي الهام الذي يضع قاطرة الجزائر في السكة الصحيحة و من ثمّ يحقق مشروع لمّ الشمل الجزائري و الذهاب الى بناء جزائر جديدة، يعتبر لا حدث بالنسبة للناخبين، رغم تأكيد رئيس الجمهورية على أن الإقبال على صناديق الاقتراع مهم جدا و يخدم الصالح العام، و حدد موعد تنظيم هذه الرئاسيات التي تأتي في وضع حرج جدا، خاصة بالنسبة للمعارضة ، التي كما تشير مصادر مطلعة عبرت عن مقاطعتها للانتخابات الرئيسية في حالة ما لم يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبل إجراء الانتخابات، لاسيما المحسوبين على الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

في حين عبرت امرأتين عن رغبتهما في العبور نحو قصر المرادية و منافسة الرئيس عبد المجيد تبون في هذا الموعد الحساس و هما رئيسة حزب العمال لوزية حنون التي سبق و أن دخلت المعترك الرئاسي و لم يحالفها الحظ، رغم أنها تمثل قاعدة واسعة جدا و هي العمال، لكن بالرغم من ذلك فشعبيتها تعرف تراجعا، لأسباب عديدة ، و على ما يبدو أن ورقة لويزة حنون كما يقال "محروقة" خاصة في لقائها الأخير مع رئيس الجمهورية خلال جلساته مع رؤساء الأحزاب و الرسالة التي وجهتها له و بلسان حادٍّ جدًّا عندما قالت له أن الشعب الجزائر ي مغيّب و مشلول و كأنه فاقد للأهلية حتى أنه فاقد قدرته على التنظيم الذاتي، و أن الأمر لا يتعلق بغزة فقط بل يتعلق بدفاع الشعب عن ذاته و نفسه..الخ،

441953897_7731581643556700_7028968129880091792_n.jpg

أما المترشحة الثانية هي زبيدة عسول زعيمة "الاتحاد من أجل التغيير و الرقي"، و من خلال سيرتها الذاتية تبدو مؤهلة لخوض المعركة الانتخابية ، فقد شغلت هذه المرأة وظائف سامية عديدة ، و بالرغم من أنها تمتلك وعاءً انتخابيا بدأ في النمو، إلى ان حزبها يعتمد على فئة "الحراكيين"، الذين قادوا المسيرات الشعبية في سنة 2019 و استطاعوا إسقاط العهدة الخامسة و إقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الملاحظ على حزب زبيدة عسول أنه بدأ يتحرك منذ مدة من خلال إصدار بطاقة "نخبة الحراك"، و هذا يطرح تساؤلات من هي الهيئة المخولة التي تصدر هكذا بطاقات، حتى و أن البطاقة تحمل اسم "النخبة"، فمن هي هذه النخبة؟ ، هل هي النخبة المثقفة ،أم هي النخب السياسية الأخرى التي ترى أنها لا تزال صغيرة على مواجهة الديناصورات، و بخاصة تلك التي لم يُسمع صوتها إلى حد الآن، لإبداء موقفها من الانتخابات، إن كانت مع أو ضد أم أنها تفضل البقاء في عزلتها، طالما صوتها غير مسموع.

و في ظل الظروف التي تعيشها البلاد و ما يحدث في الساحة الدولية و بخاصة في غزة ، و صراعات الجزائر مع بعض جيرانها يبدو أن الكفة ستكون كالعادة في صالح الرئيس عبد المجيد تبون، هذا الأخير الذي لعب بكل الأوراق التي تمكنه من الفوز بعهدة ثانية، بدءًا من إصدار المرصد الوطني للمجتمع المدني و المجلس الأعلى للشباب ، و ضمهم تحت جناحه ، ثمّ تنظيمه القمّة العربية التي طرحت القضية الفلسطينية كورقة سياسية ، أراد تبون أن يكسب منها رأي العام العربي و الدولي كما يرى البعض، و لو أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية قديم و واضحٌ و هو يعود إلى أيام الرئيس الراحل هواري بومدين و بالتالي هكذا تحليلا ت هي في الواقع خاطئة و بعيدة كل البعد عن الصواب، يبقى القول و حسب الملاحظين أن عبد المجيد تبون ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، و ليس عصفورين فقط، ناهيك عن الأمور البديهية التي اعتاد النظام ممارستها، خاصة مع التيار الإسلامي المتمثل في "جبهة الإنقاذ" المحلة فأنصاره مبعدون عن الساحة السياسية ماعدا دورهم كناخبين ، و ذهاب عناصره و مناضليه إلى صندوق الاقتراع أم مقاطعة الانتخابات، لا يؤثر على العملية في شيئ ، ثمّ أن النظام و ككل الأنظمة السياسية العربية و باستثناء الغرب معروف عنه بأنه لن يُمَكِّنَ المعارضة من أن يجلس مرشحها على كرسي الرئاسة ، يبقى الإعلام ، فهو بلا شك سوف يميل إلى "اليمين" طالما مصيره في يد النظام، لأنه مرتبط بالإشهار و لتذهب المعارضة إلى الجحيم.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى