د. محمد عباس محمد عرابي - الأديب العلامة الفقيه والمفكر المصري الشيخ أمين الخولي... مشروعه الثقافي وجهوده في تجديد البلاغة

عرض: د. محمد عباس محمد عرابي



1717043988622.png

الأديب العلامة الشيخ أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي الشهير بأمين الخولي (1313 هـ / 1 مايو 1895 -1385 هـ / 9 مارس 1966)رحمه الله من كبار حماة اللغة العربية؛ خاض معاركَ التجديدِ لبعضِ القَضايا المعاصِرةِ حتى لُقِّبَ بإمامِ المُجدِّدِين، اتفق معه من اتفق ،واختلف معه من اختلف ، ومن الجدير ذكره أنه رفضت «الجامعة المصرية» رسالة الدكتوراه للطالب محمد أحمد خلف الله، بعنوان «الفن القصصي في القرآن الكريم»، يوم 31 أكتوبر 1947، وحولت صاحبها إلى عمل إداري، وحرمت مشرفها الشيخ أمين الخولي من تدريس «علوم القرآن» أو الإشراف على رسائل تتصل بالقرآن.

وهذا المقال عرض للحال وسيرته الذاتية على النحو التالي تعريفا للأجيال به :

صغير، فاطمة: بواكير التجديد في البلاغة العربية: فن القول لأمين الخولي أنموذجا

المجلد 12، العدد 2 (30 سبتمبر/أيلول 2020)، ص ص. 1694-1712، 19ص.جامعة الشهيد حمه لخضر-الوادي كلية الآداب واللغات، مجلة علوم اللغة العربية وآدابها،2020-09-30

البلاغة علم من علوم اللغة العربية نشأت في ظل القرآن الكريم فاكتسبت الشرف والقداسة ولذلك استقطبت أنظار كل الطبقات من نحاة وعلماء كلامولغويين و فقهاء و مفسرين و نتيجة لذلك جاء الدرس البلاغي العربي ثريا بمسائله و قضاياه.

وحديثا تأفف البلاغيون من صورة البلاغة ونعتوها بالتقليديةو القديمة فقامت جهود كثيرة تسعى إلى تجديدها و جاءت أوليات هذا التجديد على يد فريق من علماء اللغة العربية يتقدمهم أمين الخولي في كتابه فن القول.

وهذا البحث يروم التعريف بمسار البلاغة العربية كاشفا مختلف الرؤى التجديدية التي شهدتها البلاغة العربية حديثا.



*المحور الأول: مولده ونشأته وتعليمه:

ولد (رحمه الله) في أول مايو عام 1895 فيمحافظة المنوفيةمركز أشمون قريةشوشاي، كان والده مزارع حصل من التعليم الأزهري على ما يعادل الابتدائية؛ فكان له أثر كبير في هيكلة شخصيته وبلورة فكره في نشأته الأولية.عاش أمين الخولي طفولته الأولي في القرية ثم انتقل إلى القاهرة في السابعة من عمره تقريبًا ليعيش في كنف جده الذي كان من أشهر علماء القراءات في ذلك الوقت، وفي رعاية خاله “الشيخ عامر” الذي حصل على الأهلية من الأزهر واشتغل إمامًا وخطيًبا، فأثرت الظروف البيئية التي عاشها أمين الخولي في تكوين شخصيته الثقافية والفكرية.

دخل مدرسة لافيسوني في القاهرة ثم مدرسة المحروسة.

حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره.

وتخرج من مدرسة القضاء الشرعي.

تزوج رحمه الله من الدكتورة عائشة عبد الرحمن، وكان أستاذها وأنجب منها ثلاثة أبناء.

*المحور الثاني: مجال عمله:

عمل في التدريس والقضاء وغيرها على النحو التالي:

*التدريس في مدرسة القضاء الشرعي في 10 مايو عام 1920

الإمامة في السفارة المصرية في رومافي 1923،

* مفوضية مصر في برلين عام 1926

* القضاء الشرعي عام 1927

*التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب 1928،

وأصبح رئيسا لقسم اللغة العربية، ثم وكيلا لكلبة الآداب في

1946 والقيام بأعمال العميد لفترات قصيرة.

*أصبح أستاذًا لكرسي الأدب العربي عام 1943، ثم انتقل سنة 1946 إلى كرسي الأدب المصري في العصور الإسلامية.

*مستشارلدار الكتبعام 1953

*المدير العام للثقافة حتى خرج إلى المعاش أول مايو 1955

*أسس جماعة الأمناء عام 1944، ومجلة الأدب عام 1956

*عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1966



*المحور الثالث:مشروعه الفكري:

وجد أمين الخولي نفسه قريبًا من اتجاهات الأستاذ الإمام محمد عبده في التفسير واتجاهاته في دراسة البلاغة، وإن لم يدرك دروسه في التفسير ولا البلاغة، ولكنه تأثر بفكره علي يد تلاميذه الذين تتلمذوا وتربوا على أفكاره ففهم ووعي منهج الإمام.

واستمرت مسيرة أمين الخولي التعليمية، مستفيدا من دروس الجامعة القديمة؛ راغبًا من ذلك تحطيم القوالب الثقافية المستوردة، والاعتماد على الثقافة العربية بما يتفق وروح العصر.

أسَّسَ بالتعاوُنِ معَ مجموعةٍ من طَلَبتِه ناديًا أدبيًّا أطلقَ عليه اسمَ «الأُمَناء»، وكانَ يهدفُ من خلالِه إلى الارتقاءِ بالأدبِ والفنِّ نظريًّا وعمليًّا، وكانَ من نتائجِه كِتاباه: «مَناهِج التجدِيدِ في النحوِ والبلاغةِ والتفسير»، و«مِن هدْيِ القرآن"

كان صاحب أسلوب متميز وعميق، كما كان واحدًا من شيوخ تحقيق التراث الإسلامي.

ترك إنتاج كبير كان له عظيم الأثر في حركة التجديد الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي، على الرغم من أنه عُرف بزيه الأزهري المميز، ووفاره المهيب، وقدرته على الجدل والمناطحة الفكرية.

وكان أهم ما يميز أمين الخولي الجرأة والأصالة معًا، فبقدر ما كان وفيًا للتراث لأنه يمثل العمق الثقافي والحضاري للأمة، كان أمينًا مع كل الحقائق العلمية والمعرفية التي أنجزها العقل الغربي بعد عصر النهضة والتنوير، خصوصًا فيما يتعلق بالدراسات اللغوية ونقد النص الديني، فلم يتردد هو وتلامذته في تَمثّل “علم التأويل والتفسير” وتوظيفها في الفضاء الثقافي الإسلامي، لتخرج النص الديني من الفضاء الضيق إلى الفضاء المتسع، وتحريره من سلطة المعنى الواحد.



التجديد لديه ومعالم المشروع الفكري:

*التجديد لديه:


كان الخولي بتجديده للفكر الديني سائرا في طريق سبق أن ترسمت معالمه، وتشكلت تضاريسه في خريطة الفكر العربي الحديث، وبفعل جهود دؤوبة لرواد أسبق، يتقدمهم بجدارة الشيخ محمد عبده الأستاذ الإمام، إمام المجددين، وقائد جيش الهجوم على التقليد الذي هوى بمعوله على معاقل المرض الخبيث «مرض الجمود على الموجود»، وكان سلاحه الماضي في كفاحه التجديدي هو «تآخى الدين والعقل في الإسلام».على هذا النهج مضى «أمين الخولي».

ويقول المفكر عمار علي حسن في مقال له بعنوان:التجديد الديني عند «أمين الخولي»:

الفقيه والمفكر المصري الشيخ أمين الخولي دفع مفهوم التجديد خطوات أوسع بحديثه عن أسس التطور في الإسلام، منطلقاً من أن الرسالة المحمدية الخاتمة بما هي دين ونظام اجتماعي عملي تحمل أسساً للتطور تهيئه لذلك، وتعده لتحقيقه في يسر، ودون مصادمة لشيء من تطور الدنيا حوله نظرياً وعملياً

ومن الكتاب التي تناولت التجديد لديه الكتاب التالي:



أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد للمؤلفة يمنى طريف

وفيه بينت أنه واجهت المنطقة العربية مع بداية القرن العشرين تحديات ومشاكل كبرى تمس هويتها واستقلالها السياسي والاقتصادي ومكانتها الحضارية والعلمية بين الأمم، لتصبح الحاجة إلى تجديد أسس ومعاملات خصوصيتنا الثقافية أكثر إلحاحًا من ذي قبل، ويغدو فرضًا واجبًا على جميع مثقفي العرب أن يراجعوا تراثنا ولغتنا وآدابنا، وبالطبع خطابنا الديني وتفسيراتنا للنصوص المقدسة، فكما يقول رائد المجددين الشيخ «أمين الخولي»؛ «إن أول التجديد هو قتل القديم بحثًا وفهمًا ودراسة» فإن المجدد إن لم يعِ الماضي ويحيط به فسيكون بغير بوصلة صحيحة ليصبح تجديده تبديدًا وتغريبًا. وهذا الكتاب هو رحلة تأخذنا فيها المؤلفة الدكتورة «يُمنى طريف الخولي» لندرس تجربة جدِّها شيخ المجددين «أمين الخولي» فنتعرف على فلسفته وفكره ونظرته لمشكلاتنا الثقافية؛ في وقت تتعالى أمواج العولمة الأمريكية التي تهدد الخصوصيات الحضارية، وتكاد تفقد العالم الإنساني تعدده وثراءه.

وهذاالكتاب صادرومتاحمجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيدة الدكتورة يمنى طريف الخولي.



*جهود الخولي في تجديد البلاغة:

بحث بواكير التّجديد في البلاغة العربيّة للباحثة،وفيه بينت البَلاغةُ عِلمٌ، من علومِ اللُّغة العربيّةِ، نشأت في ظلّ القرآن الكريم فاكتسبت الشّرفَ والقداسةَ، ولذلك استقطبت أنظار كلّ الطبقات من نحاة وعلماءَ كلام ولغويّين وفقهاء ومفسّرين، ونتيجة لذلك جاء الدّرس البلاغيُّ العربيُّ ثريّاً بمسائِلهِ وقضاياه. وحديثاً تأفّف البلاغيون من صورة البلاغةِ ونعتوها بالتّقليديّة والقديمةِ، فقامت جهودٌ كثيرة تسعى إلى تجديدها، وجاءت أوّليات هذا التّجديد على يد فريقٍ من علماءِ اللّغة العربيّة يتقدّمهم أمين الخولي في كتابه فنُّ القول. وهذا البحث يروم التّعريف بمسارِ البلاغةِ العربيّة كاشفاً مختلف الرّؤى التّجديديّة التي شهدتها البلاغة العربيّة حديثاً

ولقد وصف الخولي منهجه الجديد في البلاغة العربية التي دعا إلى وصلها بعلمي الجمال والنفس– بقوله عنه – هو منهج : أتعرف من خلاله على معالم الدراسة الفنية الحديثة عامة، والأدبية منها خاصة، وأرجع إلى كل ما يجدي في ذلك، من عمل الغربيين، وكتبهم، وأوازن بينه وبين صنيع أسلافنا، وأبناء عصرنا في هذا كله، وكانت نظرتي إلى القديم – تلك النظرة غير اليائسة – دافعة إلى التأمل الناقد فيه، وإلى العناية بتاريخ هذه البلاغة، أسأله عن خطوات سيرها، ومتحرجات طريقها، لأستعين بذلك على تبين عقدها، وتفهم مشكلاتها، ومعرفة أوجه الحاجة إلى الإصلاح فيها، وكنت أقابل القديم بالجديد، فأنقد القديم، وأنفي غثّه، وأضم سمينه إلى صالح جديد؛ لذا قاربت أن أفرغ من النظر في القديم، بعدما ضممت خياره إلى الجديد، فألفت منها نسقاً كاملاً، يُرجى أن يكون دستور البلاغة في درسها. وهكذا ظلت دعوات الخولي العلمية لا تعرف التوقف مثلما ظل هاجس الارتباط بالواقع الحضاري وحب الحياة التي كانت هي ومرادفاتها من أكثر الكلمات دورانا في كتاباته هو النسق المهيمن في جهود هذا الشيخ الجليل حتى رحل عن هذا العالم في العام 1966م فتوسّد التراب بقريته الصغيرة (شوشاي).

ومن أهم آراء الخولي في تجديد البلاغة العربية كما ذكرت الباحثةنوال جاسم محمد في بحثها:جهود الاستاذ امين الخولي في تجديد البلاغة العربية (عرض وتحليل ونقد) هي:

1-أَنْ نظل مخلصين للقديم وأَنْ نُحسن الظَّن به، فنتلمَّس خيره ونجلو محاسنه

2-تخْلية البلاغة من” الملاحظ والاعتبارات التي حدَّدوا على أساسها بحثهم، وإبطال غير الصحيح منها”.

3-” من حيث اخضاع البلاغة للمنهج الأدبي الفني في الدراسة يكفي أَن نُحيي منهج بحث رسوم المدرسة الأَدبية الأُولى وآثارها وكتبها، وبهذا نحتكم الى كل ما في دراسة الفنون من أساليب مجرَّبة ومناهج مُستحدَثة، ونهمل بتاتاً تلك الدراسة الفلسفية المستعجمة”.

4-إلغاء التقسيم الثلاثي لعلوم البلاغة العربية.

5-التحْلية بتوسيع دائرة البحث وبسط أُفقِه، فلا يقتصر على الجملة، وإنَّما مد البحث الى الفقرة الأَدبية ثم القطعة الكاملة من الشعر والنثر.

6-التحْلية بتخصيص مكان لبحث المعاني الأدبية على نحو صنيع المحدثين وهو ما لم تُعنَ به المدرسة الكلامية، وتمييز مكان لبحث الفنون الأَدبية، وإفراد مكان لدرس الأَساليب.

7-تخْلية التأليف البلاغــــي من الاضطراب الناتج من تداخل العلــــوم الأُخرى مع البلاغـــــة كالنحو.

8-تخْلية البلاغة من الأَبحاث التي أَقحمها اضطراب المنهج واختلاطه كالصِّدق والكذب.

9-تَمثُّل المنهج الفني تمثُّلاً واضحاً، والتزامه التزاماً صادقاً.

10-تخْلية دراستنا من آثار الدراسات البلاغية القديمة الضيِّقة الأُفق فعلاً.

11-أَنْ لا نُلْزم دراستنا البلاغية الحديثة الطَّابع الديني الذي لَزِم الدراسات البلاغية يوم كانت غايتها معرفة إعجاز القرآن الكريم.

12-أنْ نثق بالثقافة العلمية والفنِّية لهذا العصر، وأْن نزوِّد ثقافتـــنا بما يجد عليها من دراسات فنيـــــة ممــــا يكمل الشخصية الأَدبية العصرية من نحو معــرفة شيء من أُصول الموسيقى وفلسفتها وسائر الفنون.

13-إبدال مصطلح (علم البلاغـــــة) بمصطلح (فـــــن القول).



لقدركزت هذه الدراسات أثناء تناولها لقضية التجديد البلاغي في العصر الحديث، على محاولتين لهما قيمتهما التجديدية بالنظر إلى التصور الذي أطرهما والزمن الذي ظهرتا فيه وهما:

محاولة أمين الخولي، من خلال كتابه "فن القول" الصادر سنة1947م

*دراسة عبدالله أحمد الوتوات، ظاهرُ التّجديد البلاغي عند طبانة والخولي وناصف وتأثرهم بالجرجاني:

رمي هذه الدّراسة إلى تقصّي أثر نظريّة النّظم لـ (عبد القاهر الجرجاني) على البلاغة العربية الحديثة؛ وذلك لبيان کيف وظّفها العلماء العرب المحدثون ومدى الانتفاع بها،وتوضيح الصّلة بين النظريّة وما جدَّ من تطوّرات لغوية ومنهجية تُسهم في تطوير الدّرس البلاغي.

وکان من بين مَن تأثروا بعالِمنا الجليل وأُعجبوا به، ثُلّةٌ من النّقاد العرب الذين نَهجوا نهج (الجرجاني) نذکُر منهم على سبيل المثال لا الحصر: (مصطفى ناصف، وأمين الخولي، وبدوي طبانة) وکان اختياري لهؤلاء الثلاثة من بين باقي علماء الحداثة الذين تأثّروا بـ(الجرجاني)، أنّ تأثّرهم به کانأکثر من غيرهم ، کما أنّنا حين ننظر إلى کتابات هؤلاء الثلاثة ؛ نجد أنّ بينهم قاسمًا مشترکًا يؤلّفُ بينهم ويجمعهم في إطارٍ واحد.

بيّنت الدراسة أنّ عبد القاهر الجرجاني قد أرسى قواعد أعظم نظرية في البلاغة العربية، وهي نظرية النّظم التي أکّدَ من خلالها أنّها الأصلُ في الإعجاز، وبَدَى أثر الجرجاني واضحًا في علمائنا الثلاثة، فقد فهم (مصطفى ناصف) الصورة والخيال أو التخييل من فهم الجرجاني لهما، ورأى الجرجاني أنّ فهم الصورة الأدبيّة إنّما يتمّ بفهم أقطابها ومصادرها،کالاستعارة والتشبيه والکناية، وهذا ما قاله ناصف.

و(الخولي) عرّف البلاغة بأنّها: فنّ القول، وهذا يذکّرنا بعبد القاهر الذي اتّخذ الذّوق معيارًا للتحليل البلاغي، والعمود الفقري لجهود أمين الخولي يتمثل في الأصالة في تقاطعها مع التجديد، ونظريّته في التفسير، إنما ترابط في صلب الهَم الفلسفي المعاصر شرقًا وغربًا، لأنّ القرآن الکريم هو نقطة الإحالة المرجعية الثابتة التي تمثّل مبتدأ حضارتنا ومرتکزها .

وفي حديث (طبانة) عن انصراف النّاس عن البيان،يذکّرنا بحديث الجرجاني عن البيان وما لحقه من ظلم کما أنّ (طبانة) طوّر في المفاهيم البلاغية،کحديثه عن المجاز، ولم يخرج في هذا التطوير عن أفکار عبد القاهر الجرجاني، وتحدّث عن الاتّصال المباشر بين البلاغة والقرآن،وکيف أنّ الأوّل يقوم على الثّاني .

*تجديد أمين الخولي في تعليم البلاغة وعلاقته بالأسلوبية والفلسفةالتربوية الإنسانية،رسالة دكتوراه :للباحث محمد ازديان متقين في جامعة شريف هداية الله الإسلامية بجاكرتا إندونيسيا



البلاغة وعلم النفس للأستاذ الشيخ (أمين الخولي)

يقول الأستاذ على العماري:

قرأت رسالة صغيرة للأستاذ الشيخ (أمين الخولي) المدرس بجامعة فؤاد الأول عنوانها (البلاغة وعلم النفس). تحدث فيها عن صلة قديمة بين الأبحاث البلاغية ومظاهر النفس الإنسانية، ولكنه نعى على الأسلاف انهم لم يربطوا بينهما على أن علم النفس علم من العلوم (مع انه كان من معارفهم) ورأى أن هذا الربط في الدرس وفي غير الدرس ضروري، بل هو ضروري لفهم إعجاز القران وتفسيره حيث يقول (فالنظر الصائب إليه - يعني القران - والفهم الصحيح له، أو بعبارة أكثر صراحة تفسيره لا يقوم إلا على إدراك ما استخدمه من ظواهر نفسية، ونواميس روحية، فليس يصح أن تعلل عبارة من عباراته، أو يحتج للفظ في أية من آياته، أو يستشهد لأسلوب من أساليبه إلا بموقعه كله في النفس، وبما كشف العلم عن هذا الموقع، وما سير من أغواره فبالأمور النفسية لا غير (كذا) يعلل إيجازه وإطنابه، وتوكيده وإشارته، وإجماله وتفصيله، وتكراره واطالته، وتقسيمه وتفصيله، وترتيبه ومناسباته، وما قام من تعليل هذه الأشياء وغيرها (كذا أيضا) على ذلك الأصل فهو الدقيق المنضبط، وما جاوز ذلك فهو الادعاء والتمحل أو هو أشبه شيء به)

جهوده في تجديد النحو:

من كتب أمين الخولي في تجديد النحو كتاب "هذا النحو" وهوصادر ومتاحمجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

كغيره من دُعاة التجديد لاقى «أمين الخولي» صِعابًا على أثرِ دَعَواته التجديدية في اللُّغة والدِّين، ولم يكن من الصِّعاب بدٌّ لإيمانه الشديد بضرورة التجديد وَفقَ منهجٍ علمي آثَر الشيخُ أن يلتزمه طوالَ حياته. يرى «الخولي» أن تجديدَ النحو اتجاهٌ ضروري لمُواكَبة مشكلاتنا الاجتماعية وما يترتب عليها من مشكلاتٍ لُغوية؛ حيث ربَط بين تجديدِ النحو وتجديدِ الفقه وجعَلهما مُتلازمَين؛ إذ إنه لِفَهم الدِّين لا بد من إتقانِ اللُّغة العربية بكل فروعها، وعلى رأسها النحو. وثَمَّة قضايا كانت تَشغل الكاتبَ طوال رسالته هذه، على رأسها الربطُ بين دِين الناس وشريعتهم وبين حياتهم ولُغتهم، وكذلك الصعوبات التي تُواجِه المشتغلين بالتجديد ودُعاتَه، وما يترتب عليه من مُسايَرة الواقع والحياة في اللُّغة والدِّين والعلم، كما عرَض بعضَ مشكلات قواعد العربية، وكذلك ما يُثار من شُبهاتٍ حول دعوات التجديد هذه، كلُّ ذلك ضمنَ دعواته المتكررة للسَّير على «هذا النحو» المراد به التجديد.



*مشروع الخولي الفكري:

- يدور مشروع الخولي الفكري حول عدة عناصر يمكن تلخيصها كالتالي:

أولا: التفسير الأدبي للقرآن الكريم، يعد الخولي مؤسس مدرسة التفسير الأدبي للقرآن الكريم التي تولي عنايتها إلى إبراز الخصائص الأسلوبية والبيانية للقرآن باعتباره نصا أدبيا وتجعل منها مقصدا نهائيا لعملية التفسير، وقد دعا الخولي إلى اعتماد هذا المنهج في التفسير ونظر إلى القرآن الكريم بوصفه (كتاب العربية الأكبر) وأثرها الأدبي الخالد، وهكذا يغدو النص القرآني نصا أدبيا في المقام الأول دون اعتبار لقداسة النص أو مقاصده الدينية والإيمانية.

ثانيا: التجديد في الدين، يعود اهتمام الخولي بالتجديد إلى عام 1933 حين نشر في مجلة الرسالة مقالا تحت عنوان لافت هو “التجديد في الدين” واستمر إلى صدور كتابه المجددون وهو آخر مؤلفاته، وفي هذا الكتاب يحاول الخولي إسقاط نظرية التطور الديني -التي كان من مؤيديها – على مفهوم التجديد الديني، حين يدمج بينهما في اصطلاح جديد كل الجدة هو “التجديد التطوري” ويضعه في مقابلة ما يمكن أن نطلق عليه “التجديد الإحيائي” لدى الأقدمين، ووفقا لتعريف الخولي فإن “التجديد الذي هو تطور ليس إعادة قديم كان، وإنما هو اهتداء إلى جديد كان بعد أن لم يكن” ويقصد بذلك أن غاية التجديد ليس إعادة الإسلام جديدا نقيا من منابعه الصافية كما يعتقد العلماء وإنما هو تطوير الدين ذاته بما في ذلك عباداته التي طرأ عليها التطور فعليا-كما يدعي- ويضرب مثالا لذلك بالزكاة (أصبحت تقدر بمقادير جديدة كالكيلوجرام بدلا من الصاع).



المحور الرابع: مؤلفاته:

كتب في عديد من الصحف والمجلات اصداره مجلة الأدب

في إبريل سنة 1956 أصدر” مجلة الأدب” مدرسة للفن والحياة على نفقته الخاصة ولتعيش عشر سنوات.

وأصدر العديد من الدراسات والأعمال الإبداعيةوالكتب مثل:

التفسير: نشأته -تدرجه-تطوره-كتب دائرة المعارف الإسلامية

تاريخ الملل والنحل

تاريخ الحضارة المصرية: المجلد الثاني -العصر اليوناني والروماني والعصر الإسلامي

صلة الإسلام بإصلاح المسيحية

من هدي القرآن: في رمضان

مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب

من هدي القرآن: في أموالهم

في الأدب المصري

المجددون في الإسلام

من هدي القرآن: القادة والرسل

يقول صاحب مقال المعاصرة مستحيلةوالجحود متوافر جدا ...!!!!

الشيخ / أمين الخولي (عليه رحمة الله) وصاحب نظرية (الأدب الإقليمي)، كان الشيخ / أمين الخولي أكثر دقة وعلمًا من سابقيه، لأنه كان يوصي طلابه دائمًا بالتشكيك أو الشك، ليس الشك الديكارتي المعروف، والذي تأثر به عميد الأدب العربي / طه حسين، عن طريق أستاذه /مرجليوث ، وعنه أخذ الشك في الشعر الجاهلي ، وأثار ضجة ما بعدها ضجة ،

كان الشيخ / أمين الخولي يوصي طلابه ومريديه بأهمية التثبت والتأكد والتحقق والشك في كل ما يسمعون من الناس، ومهما كانت شخوص الذين يتحدثون لنا، أو يكتبون ونقرأ لهم، كما كان يردد كثيرًا قول القدماء: إن المعاصرة صعبة جدًا ... !



المحور الخامس: من أقواله الشهيرة:


“ومن قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلى غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم، كادحين إلى ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق والغايات. وما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. وجهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط،وإنما يقاس بسلامة اتجاهه،ولو لم يقطع سوي خطوة واحدة على الطريق الطويل الممتد إلى غير نهاية ولا مدي.”

“من أجدى ما قدمه المجددون للحياة الدينية فهم الدين على أنه اصلاح الحياة لا الطقوس والأشكال،وذلك كالذي نسمعه مجلجلا في فهم عمر بن عبد العزيز حين طلبوا اليه ان يأمر للبيت بكسوة كما كان يفعل من قبله، فكتب يقول: انى رأيت ان اجعل ذلك في أكباد جائعة فإنها أولى بذلك من البيت”

“مثالية الاسلام تهيئه للخلود،وتصلحه للبقاءالسرمدى، فهو يتسع لكل محاولة انسانية علمية تجريبية، تثبت صلاحيتها،وترتضيها الإنسانية الراقية لنفسها”

وتكريما من الدولة له تم إطلاق اسمه على كبرى الشوارع بمصر، رحم الله أمين الخولي وأسكنه فسيح جناته، وإنه لنقترح عقد مؤتمر دولي لمناقشة تراثه وتحقيقه ونشره لنفع الأجيال به.



المراجع:

أمين الخولي

اعتمد المقال الحالي على الكتابات التالية:

د.علي محمد ياسين / كلية العلوم الاسلامية – جامعة كربلاء،أمين الخولي (1895م- 1966م) – تجديد الدرس البلاغي، يونيو، 2020

صغير،فاطمة: بواكير التّجديد في البلاغة العربيّة - فنُّ القول لأمين الخولي أنموذجاً - مجلة علوم اللغة العربية وآدابها

Volume 12, Numéro 2, Pages 1694-1712

2020-09-15

عبدالله أحمد الوتوات، ظاهرُ التّجديد البلاغي عند طبانة والخولي وناصف وتأثرهم بالجرجاني،المجلد 2014، العدد 36 - الرقم المسلسل للعدد 36

أكتوبر 2014،الصفحة 123-146

نوال جاسم محمد :جهود الاستاذ امين الخولي في تجديد البلاغة العربية (عرض وتحليل ونقد)،مجلة كلية التربية الأساسية/ جامعة بابل،كانون أول/2013م،العدد/14

مركز الأصالة والمعاصرة للبحث العلمي والتنمية الثقافية، المعاصرة مستحيلة

والجحود متوافر جدا ...!!!!Log into Facebook


حكاية شارع – الجهاز القومى للتنسيق الحضارى

من اقرأ إلى واسجد واقترب - إسلام أون لاين

فاطمة حافظ/ المؤثرات الغربية في مشروع أمين الخولي الفكري

أمين الخولي.

اليوم السابع

اليوم السابع

عمار علي حسن: التجديد الديني عند «أمين الخولي»:https://www.alarabiya.net/politics/2016/06/17/-

أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد | يمنى طريف الخولي | مؤسسة هنداوي

صغير، فاطمة: بواكير التجديد في البلاغة العربية: فن القول لأمين الخولي أنموذجا

المجلد 12، العدد 2 (30 سبتمبر/أيلول 2020)، ص ص. 1694-1712، 19ص.جامعة الشهيد حمه لخضر-الوادي كلية الآداب و اللغات، مجلة علوم اللغة العربية و آدابها،2020-09-30

البلاغة وعلم النفس للأستاذ الشيخ (أمين الخولي)

للأستاذ على العماري

د.عبد الله مساوي، محاولات تجديد البلاغة العربية في العصر الحديث

الخميس، 19 سبتمبر 2013

أمين الخولي، كتاب "هذا النحو"هذا النحو | أمين الخولي | مؤسسة هنداوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى