هذا الكتاب من مخرجات الندوة الوطنية التي نظمها مختبر "الدراسات الأدبية واللسانية والديداكتيكية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، جامعة السلطان مولاي سليمان، بتنسيق مع قطب الدراسات في الدكتوراه والمركب الثقافي (IGHAT) ومنتدى أجنحة الفن، احتفاء بالتجربة الإبداعية للكاتبة والناقدة التشكيلية بعنوان: (الكتابة السردية أفقا للحضور الإنساني: قراءات في المنجز السردي للكاتبة)، وذلك يوم: 07/01/2023، بقاعة المحاضرات بالكلية.
[27/05, 12:05 pm] الشهري محمد: مقدمة الكتاب
وقع الاختيار على تجربة المبدعة خيرة جليل لتحقيق هدفين متعالقين. يتمثّل الأوّل في لفت الانتباه إلى التّجارب المحليّة نكايةً في الإقصاء والمركزيّة، ولا شكّ أنّ مدينة بني ملال، وهذه الجهة عامّة، تزخرُ بمجموعة من الأقلام المبدعة والنقّاد والباحثين، الذين علينا تسليط الضّوء على إنتاجاتهم والتّعريف بها والإشادة بها. أمّا الثاني، فهو مُنبَثقٌ من الأوّل، فالتّجارب بصيغة المؤنّث يجبُ أن تنال، هي الأخرى، حقّها من الإنصات إلى بوحها، وتأمّل تجربتها الإبداعية، والتّفاعُل معها. ومن هذا المنطلق جاء العنوان الجامع لمختلف الدراسات المتفاعلة مع تجربة المبدعة خيرة جليل. تعني صفة "البلاغة" القدرة على مجابهة الواقع وإيصال الصّوت والتّأثير الفاعل في المجتمع. ولعلّ هذا أحد مرامي المبدعة خيرة جليل التي تفاعلت مع محيطها ومجتمعها مناضلة بالكلمة واللون والفكرة. أمّا صفة "المؤنّثة" فهي تحيل على التّجربة الأنثوية التي فكّت شرنقتها ناسجةً صوتها الأنثويّ الخاصّ.
لذلك، اجتمعت إرادة مكوّنات هذا العمل على التعريف بتجربة فرضت ذاتها وتمردت على قوانين عصرها، لتطالعنا بإبداع ثري، إبداع ينحو منحى انزياحيا على مستوى التشكيل، ويلاحق مذهب ما بعد الحداثة على مستوى الكتابة، في ظل ثورة رقمية ومعلوماتية أصبحت تهدد الإبداع الإنساني بمختلف تلاوينه، لتفرض على المبدع تحديا آخر يتجلى في منافسة الذكاء الاصطناعي لقريحة الإنسان المبدع.
في الواقع، عندما تدخل الأنثى غمار تجربة إبداعية، فإنها تُغدق عليها من الرعاية والاهتمام ما من شأنه أن يجعلها تجربة متميزة متفردة في نظر كاتبتها أولا، ثم بعد ذلك تلقى استحسان من سينفتح عليها من القراء بمختلف أطيافهم؛ نقادا ومحبين للإبداع، وربما خبرنا هذا عن كتب من خلال نقاشاتنا الطويلة والشيقة مع الكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، عندما سألناها يوما عن سر كتابتها وإبداعها المتواصل، فكان ردها بسيطا لطيفا، أوجزته في عبارة مقتضبة لكنها تحمل أكثر من دلالة قائلة: "لأنني أكتب لنفسي أولا". ومن منا يرضى لنفسه بما هو دون المستوى؟ ومن منا لا يحب أن يحظى بأجمل الأشياء وأحسنها؟ ذلكم هو مُنطلق الإبداع ومَنطق الشّغف في تجربة الكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، فهي حريصة كل الحرص على أن يكون إبداعها على تنوعه إبداعا يرقى إلى مستوى تطلعات المُتلقي، ترضى عنه صاحبته أولا، لما عُرف عنها من حِسّ نقدي مُتّقد وقريحة إبداعية رصينة، فيسقي ظمأ القراء وعشاق الإبداع في مرحلة ثانية من الرضا والقبول.
إن تجربة إبداعية نقدية بهذه المواصفات وهذا المستوى من التنوع والزخم الفني والفكري، تستحق منا وقفة تأمل أو بالأحرى وقفة تقدير، لأنها تجمع في ثناياها ما تفرق في غيرها، علاوة على كونها صوتا نسويا يصدح بمختلف ألوان الإبداع الإنساني من كتابة نثرية وقريض وتشكيل، تُطالعنا من خلاله بألوان من عوالم البلاغة الفنية، التي تمتح من التراث مُرفرفة في سماء المعاصرة صانعة لوحة خاصة، تحمل لونا يعكس الرغبة في التحرر من الجاهز والانعتاق من قيود المنهج، ويرسم حدودا جديدة ضمن عالم جديد ومتجدد، يكون صوت الأنثى فيه مسموعا وقعه معروفا أثره، يحفظ لمملكة الأنثى أحقيتها في عالم الإبداع، الذي طغى عليه صوت الذكر أمدا طويلا.
وإيمانا منا بالحق أعلاه، ومنح الأنثى فرصة التعبير والمكاشفة، اتقدت جِذوة هذا العمل في ندوة وطنية مباركة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، جامعة السلطان مولاي سليمان بالمغرب، نُظمت بشراكة مع مجموعة من المراكز الثقافية والأكاديمية، إذ تم الاحتفاء بالتجربة الإبداعية للكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، مقتصرين يومها على تدارس المُنجز السردي للكاتبة من مجموعات قصصية وروايات. على أمل أن يتم عقد ندوات أخرى لمناقشة جوانب أخرى من تجربة الكاتبة على مستوى الإبداع الشعري والتشكيلي.
وقد مضت بنا الأيام فعاودنا الرجوع لسداد ما تعهدنا القيام به في ختام توصيات الندوة السالفة الذكر، فأُعلن استكتاب جماعي يحتفي بالتجربة الإبداعية للكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، على أمل أن نستقبل بحوثا ودراسات تُغطي المُنجز بكامله، والذي قسمناه إلى ثلاثة محاور كبرى، بدءا بالمُنجز السردي ثم الشعري فالتشكيلي والنقدي، وقد وردتنا من الدراسات والمقالات أعمال كثيرة تجشم فيها أصحابها من السادة الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه، من الجهد والعمل الجاد ما يُترجم التزامهم العلمي واجتهادهم الأكاديمي من جهة، وما تستحقه التجربة الإبداعية من البحث والتشريح والمناقشة من جهة أخرى، وهو ما أشادت به اللجان العلمية من حيث جودةُ البحوث العلمية التي تقدمت للاستكتاب بعد أن عملوا على قراءتها وتحكيمها واختيار الأجود منها.
في الختام، نأمل أن يجد قارئ في هذا العمل ما يسد نهمه الإبداعي وتعطشه القرائي، في مطالعته لمحاور تجربة إبداعية بصيغة المؤنث، حاولنا ما أمكن تقريب ملامحها من المتلقي. ] الشهري محمد: Mohamed ECHAHRI
OMAR MIHDAR
AZIZ LAARAUSSI
RACHID TALAL
HICHAM MIRI
[27/05, 12:05 pm] الشهري محمد: مقدمة الكتاب
وقع الاختيار على تجربة المبدعة خيرة جليل لتحقيق هدفين متعالقين. يتمثّل الأوّل في لفت الانتباه إلى التّجارب المحليّة نكايةً في الإقصاء والمركزيّة، ولا شكّ أنّ مدينة بني ملال، وهذه الجهة عامّة، تزخرُ بمجموعة من الأقلام المبدعة والنقّاد والباحثين، الذين علينا تسليط الضّوء على إنتاجاتهم والتّعريف بها والإشادة بها. أمّا الثاني، فهو مُنبَثقٌ من الأوّل، فالتّجارب بصيغة المؤنّث يجبُ أن تنال، هي الأخرى، حقّها من الإنصات إلى بوحها، وتأمّل تجربتها الإبداعية، والتّفاعُل معها. ومن هذا المنطلق جاء العنوان الجامع لمختلف الدراسات المتفاعلة مع تجربة المبدعة خيرة جليل. تعني صفة "البلاغة" القدرة على مجابهة الواقع وإيصال الصّوت والتّأثير الفاعل في المجتمع. ولعلّ هذا أحد مرامي المبدعة خيرة جليل التي تفاعلت مع محيطها ومجتمعها مناضلة بالكلمة واللون والفكرة. أمّا صفة "المؤنّثة" فهي تحيل على التّجربة الأنثوية التي فكّت شرنقتها ناسجةً صوتها الأنثويّ الخاصّ.
لذلك، اجتمعت إرادة مكوّنات هذا العمل على التعريف بتجربة فرضت ذاتها وتمردت على قوانين عصرها، لتطالعنا بإبداع ثري، إبداع ينحو منحى انزياحيا على مستوى التشكيل، ويلاحق مذهب ما بعد الحداثة على مستوى الكتابة، في ظل ثورة رقمية ومعلوماتية أصبحت تهدد الإبداع الإنساني بمختلف تلاوينه، لتفرض على المبدع تحديا آخر يتجلى في منافسة الذكاء الاصطناعي لقريحة الإنسان المبدع.
في الواقع، عندما تدخل الأنثى غمار تجربة إبداعية، فإنها تُغدق عليها من الرعاية والاهتمام ما من شأنه أن يجعلها تجربة متميزة متفردة في نظر كاتبتها أولا، ثم بعد ذلك تلقى استحسان من سينفتح عليها من القراء بمختلف أطيافهم؛ نقادا ومحبين للإبداع، وربما خبرنا هذا عن كتب من خلال نقاشاتنا الطويلة والشيقة مع الكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، عندما سألناها يوما عن سر كتابتها وإبداعها المتواصل، فكان ردها بسيطا لطيفا، أوجزته في عبارة مقتضبة لكنها تحمل أكثر من دلالة قائلة: "لأنني أكتب لنفسي أولا". ومن منا يرضى لنفسه بما هو دون المستوى؟ ومن منا لا يحب أن يحظى بأجمل الأشياء وأحسنها؟ ذلكم هو مُنطلق الإبداع ومَنطق الشّغف في تجربة الكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، فهي حريصة كل الحرص على أن يكون إبداعها على تنوعه إبداعا يرقى إلى مستوى تطلعات المُتلقي، ترضى عنه صاحبته أولا، لما عُرف عنها من حِسّ نقدي مُتّقد وقريحة إبداعية رصينة، فيسقي ظمأ القراء وعشاق الإبداع في مرحلة ثانية من الرضا والقبول.
إن تجربة إبداعية نقدية بهذه المواصفات وهذا المستوى من التنوع والزخم الفني والفكري، تستحق منا وقفة تأمل أو بالأحرى وقفة تقدير، لأنها تجمع في ثناياها ما تفرق في غيرها، علاوة على كونها صوتا نسويا يصدح بمختلف ألوان الإبداع الإنساني من كتابة نثرية وقريض وتشكيل، تُطالعنا من خلاله بألوان من عوالم البلاغة الفنية، التي تمتح من التراث مُرفرفة في سماء المعاصرة صانعة لوحة خاصة، تحمل لونا يعكس الرغبة في التحرر من الجاهز والانعتاق من قيود المنهج، ويرسم حدودا جديدة ضمن عالم جديد ومتجدد، يكون صوت الأنثى فيه مسموعا وقعه معروفا أثره، يحفظ لمملكة الأنثى أحقيتها في عالم الإبداع، الذي طغى عليه صوت الذكر أمدا طويلا.
وإيمانا منا بالحق أعلاه، ومنح الأنثى فرصة التعبير والمكاشفة، اتقدت جِذوة هذا العمل في ندوة وطنية مباركة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، جامعة السلطان مولاي سليمان بالمغرب، نُظمت بشراكة مع مجموعة من المراكز الثقافية والأكاديمية، إذ تم الاحتفاء بالتجربة الإبداعية للكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، مقتصرين يومها على تدارس المُنجز السردي للكاتبة من مجموعات قصصية وروايات. على أمل أن يتم عقد ندوات أخرى لمناقشة جوانب أخرى من تجربة الكاتبة على مستوى الإبداع الشعري والتشكيلي.
وقد مضت بنا الأيام فعاودنا الرجوع لسداد ما تعهدنا القيام به في ختام توصيات الندوة السالفة الذكر، فأُعلن استكتاب جماعي يحتفي بالتجربة الإبداعية للكاتبة والفنانة التشكيلية خيرة جليل، على أمل أن نستقبل بحوثا ودراسات تُغطي المُنجز بكامله، والذي قسمناه إلى ثلاثة محاور كبرى، بدءا بالمُنجز السردي ثم الشعري فالتشكيلي والنقدي، وقد وردتنا من الدراسات والمقالات أعمال كثيرة تجشم فيها أصحابها من السادة الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه، من الجهد والعمل الجاد ما يُترجم التزامهم العلمي واجتهادهم الأكاديمي من جهة، وما تستحقه التجربة الإبداعية من البحث والتشريح والمناقشة من جهة أخرى، وهو ما أشادت به اللجان العلمية من حيث جودةُ البحوث العلمية التي تقدمت للاستكتاب بعد أن عملوا على قراءتها وتحكيمها واختيار الأجود منها.
في الختام، نأمل أن يجد قارئ في هذا العمل ما يسد نهمه الإبداعي وتعطشه القرائي، في مطالعته لمحاور تجربة إبداعية بصيغة المؤنث، حاولنا ما أمكن تقريب ملامحها من المتلقي. ] الشهري محمد: Mohamed ECHAHRI
OMAR MIHDAR
AZIZ LAARAUSSI
RACHID TALAL
HICHAM MIRI