المهدي ضربان - هؤلاء هم في القلب: اليوم مع: الكاتب إدريس بوديبة... موسوعة أثرت الحركة الأدبية المعاصرة ...

وفي لحظة صنعها القدر ..كان لي أن أراه أمامي ..يلازم رؤية ومعنى وتاريخا تواتر في مخيلتي ليصنع لي فكرة عنه وعن ماضي جميل.. حمل لغة بعث عايشتها وأنا صغير عن إسم تردد في ذاكرتي يؤسس لإبداع صنع يوميات ثقافية واعدة.. كنا نسمع عنها ونقرأ من حين لآخر عن تجارب مبدعين كبار كان لنغمة سماع أسمائهم رؤية تحيلك على منابر وقصاصات صحفية.. تؤكد لك تواجد هؤلاء في الساحة الأدبية يصنعون مجد القصيد والقصة والنقد وتلك الألوان الزاهية لعناوين يتفنن المخرجون ليؤكدوا عمق التجربة والمخاضات التي يصنعها الحدث الثقافي والإبداعي وحكايات من صميم التجربة الإنسانية العامرة بالأحداث المميزة ..
صورته أمامي أراها في مجلات وصحف وأركان ثقافية تؤكد مجدا صنعه في تراتيل يوميات عشناها ونحن صغارا نقرأ مجلات ..أمال ..والثقافة ..والنصر ..والشعب ..والمجاهد الأسبوعي ..وألوان ..والوحدة ..والجزائرية ..تعيش حكاية من صورة تجمعه بالروائي الطاهر وطار و بالشاعر عمر أزراج وعبد العالي رزاقي والعيد بن عروس ومصطفى فاسي وكبارا صنعوا مجد الإبداعات الجزائرية ..
تلك كانت حكاية جميلة في صلب الابداعات الجزائرية تمنحنا تلك الطاقة البديلة من ابداعات صنعتها اسماء تحيلك على بريق من رنين يرصده واقع ثقافي وابداعي جميل يمنحك عشقا لهؤلاء الذين كنت أرصدهم واحدا واحدا ومن بينهم هو الكاتب المتعدد الإختصاصات أحببته عبر بعث ينثر تجربته لعقود يؤسس لتاريخ مجيد من عطاءات يستحيل أن لايسجلها التاريخ ومن كانوا معه يتعاملون بتلك الإضافات التي هندسها هذا الذي رافقتني صورته بسيميائية جمالية و عاصفة من محبة تغوص داخلي حبا في شخصه واسمه وتاريخه الأدبي المشرف ..
إنه الكاتب إدريس بوديبة الذي تزين مشهدي وأنا أراه أمامي بل معي.. نجلس معا ..ونعيش نشوة لتواجد حصري فيه الحب الفعلي مني لشخصه ولإسمه ولتاريخ كبير ميز سيرته وتراجمه ..معي كان ..التقينا ..صدفة صنعتها حكاية جميلة من لقاء هندسته الظروف ..لقاء سعدت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بدعوتنا لحضور فعاليات منتدى الكتاب الموسوم ..اثر نوابغ الجزائر في المعرفة الانسانية الذي إنتظم على شرف نوابغ و أعلام الجزائر، وذلك بتاريخ 23 ماي 2024 بنزل الاوراسي ..
هناك إلتقيته مع شاعر كبير يلازمه في الزمان والمكان عبد الحميد شكيل ..حيث إنصهرت بيننا ما يمكن أن يشكل نغمة حصرية تمنحنا جميعا حكاية تعود لماضي عريق فيه لغة صنعها الشاعر المتعدد الاختصاصات إدريس بوديبة الذي سعد بي كثيرا وكان لنظراته اتجاهي أن وثقت تلك الصلة الحميمية بيننا ..حينما صنعت باتولوجيته نغمة أخرى تؤكد لي محبته الدائمة في شخصي.. تجمع بيني وبينه محبة إكترونية تصنع لنا منهجا من تناغم حصري.. يؤكد لي أن سي إدريس بوديبة يراني بمنظور ما كان يطالعه بين الحين والآخر في مضامين مقالاتي التي جاءت ليرسم ثقافة محبة بين الكتاب وبين الذين يصنعون توليفات هنا وهناك لنعيش لغة محبة وتعارف ..تحيلني شخصيا على محبة كبيرة في شخص إدريس بوديبة الذي كان لقاءانا يؤكد ماكنت أرصده في شخصه.. واحدا كبيرا تؤكد محركات البحث العالمية أنه ترك آثارا خالدات في المنهج الحياتي يؤسس لرؤية واعدة وواعية ..يؤكدها التاريخ الأدبي الجزائري الناصع .. أنه صنع مجدا ورافق مسارات إبداعية مختلفة جعلت من إسمه لغة لبعث واعي في فضاء الآداب الجزائرية ..
نعم هو كذلك ..الأنطولوجيا والويكيبيديا والموسوعات هنا وهناك.. تؤكد تواجد ٱسم في ساحة الأدبية ..يبدع وينشر ويكتب في الصحف والمجلات لدرجة لم يكن يعرف حتى تموضع كتاباته..وما هي عناوينها ومتى نشرها حدث له ذلك ويحدث لنا هذا حينما يحيلك قارئ على مقال لك يحفظ حتى عنوانه وتاريخ صدوره ..
يقول الكاتب ادريس بوديبة :
" منذ شهور تحدثت مع الأديب الموسوعي الصديق الأخضر رحموني عن إمكانية مساعدتي في الحصول على بعض المواضيع التي نشرتها بجريدة النصر في الثمانينيات وأغلبها ضاع مني وكنت قد نسيت الموضوع ليفاجئني ليلة أمس على الميسنجر بأنه قد عثر على عدة مقالات تخصني وأخرجها من أرشيفه وسيقوم بتصويرها وإرسالها، لكم سعدت بهذا الاتصال وأنا أحدق بدهشة في عناوين المقالات ويبدو أن الأخبار السعيدة أحيانا لا تأتي فرادى فقد شاءت الصدف أن العزيز الدكتور لمين بحري سينتقل لعنابة للمشاركة في ملتقى حول أعمال "زهور ونيسي" وتفضل مشكورا باستلام الملف من الأستاذ الفاضل الأخضر رحموني الذي أبدى كل هذا الجهد الخرافي لفرز مئات الوثائق واستخراج ما يخصني وهو العارف والموثق لكل كبيرة وصغيرة، إن هذا الرجل هو بحق ذاكرة الأدب الجزائري منذ السبعينيات وقد اختار الركون لوهج الظل والتوغل في التواضع والتعفف بعيدا عن ضجيج الطواحين وهي الصفات الحقيقية للمثقف الملتزم بخياراته ويقينه ..." ..
كذلك يصنع الرجال مجدا لأترابهم يؤسسون فعلا فيه الاضافة ..الإضافات التي قيلت في إدريس بوديبة الذي رصده الكثيرين ومنحوا المشهد الأدبي هذا التميز الذي صنعته تجربة الكاتب إدريس بوديبة التي عاد اليها يوما مشكورا الأديب الدكتور محمد سيف الإسلام بوفـلاقـة
من جامعة عنابة..يكتب عن : جماليات الإبداع الشعري في ديوان «الظلال الـمكسورة» للشاعر إدريس بوديبة وجدت في متن هذه الدراسة ما منحني رؤية قيمية جادة عن تراجم الكبير إدريس بوديبة فاكتفيت بها لكونها تشكل مرجعية نادرة لتفاصيل يحوزها الكاتب ادريس بوديبة عن استحقاق وجدارة كافية لتمنحك فعلا تعريفا جادا لهذا الكبير ..
يقول الدكتور محمد سيف الاسلام بوفلاقة :
" من الصعب الحديث عن قامة أدبية سامقة مثل قامة الأديب الجزائري إدريس بوديبة، الذي يجمع الكثير من النقاد والدارسين لشعره على أنه أحد أبرز الوجوه الشعرية التي عرفتها الجزائر منذ السبعينيات من القرن المنصرم،ويرون أنه واحد من الأصوات التي طورت الحركة الشعرية الجزائرية،و أثرت الحركة الأدبية المعاصرة...
يقول الشاعر والناقد الفلسطيني الدكتور عز الدين المناصرة عن أشعاره :«أشعار إدريس بوديبة من النّمط الحديث، وحزنه ليس ذاتيّا ،ولكنه حزن موضوعي، وللشاعر قدرة على التقاط المرئيات».
أما الناقد السوري الدكتور جودت الركابي فقد كتب عنه يقول:« عندما سمعت الشاعر إدريس بوديبة، حبّبَ إليّ هذا الشعر الحديث».
ويؤكد الكاتب الجزائري الراحل عبد الله بوخالفة على أن إضافات الشاعر إدريس بوديبة للشعر الجزائري هي إضافات معتبرة،ويصفه بشاعر الحالة الأكثر غموضاً.في حين يربط الكاتب محمد بوشحيط تطور الشعر الجزائري مقارنة مع الساحة العربية بشعر إدريس بوديبة،حيث يقول: « إن الشّعر الجزائري بخير، قياسًا لما هو موجود في السّاحة العربية، وإدريس بوديبة مثال ذلك».
ويرى الناقد محمد زتيلي أن «طقس الحزن ومرثية الذات من مميزات الشاعر إدريس بوديبة الذي يعد من الشعراء الذين استطاعوا أن يكَوِّنُوا حضورًا مستمرًّا على الساحة الأدبية..
كما يشير الناقد عزيز السماوي إلى أن لغة إدريس بوديبة تتميز بالتجديد والصور البصرية..."..
وجدتني أبحث عن سيرة ذاتية تؤكد هذا المعنى وهذا المسار الحافل بالعطاءات يلونها مشهد تراجم كاتبتا الكبير ادريس بوديبة :
المسار المهني والنشاطات العلمية والثقافية :
- أستاذ بجامعة قسنطينة من 1981 إلى 1995
- رئيس قسم الدراسات العليا وما بعد التدرج بمعهد الآداب،جامعة قسنطينة من 1991 إلى 1993
- مدير الثقافة لولايات قسنطينة - عنابة - سطيف من 1995 إلى 2019-
- أمين وطني باتحاد الكتاب الجزائريين، 1996- 2001.
- محافظ المهرجان الدولي للسّمَاع الصوفي ،2011 - 2016
- رئيس فرع الشرق لمؤسسة الأمير عبد القادر، 1999 -2002
- معدّ الصفحة الثقافية الأسبوعية لجريدة النصر" روافد الإبداع" 1991 - 1993
- عضو لجنة التحكيم لجائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي" لعدة دورات.
- المنسق العام للإحتفال الدولي بمرور 2500 سنة على نشأة مدينة سيرتا سنة1999
- عضو اللجنة التنظيمية لمهرجان عنابة لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط خلال ثلاث دورات 2016- 2017- 2018 .
- رئيس لجنة التحكيم لجائزة رئيس الجمهورية علي معاشي لدورة 2022
- رئيس لجنة التحكيم للمهرجان الوطني للمسرح النسوي لدورة سبتمبر 2022
- رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الوطنية لأدب المقاومة ، ديسمبر 2023
- رئيس لجنة التحكيم لمسابقة " شاعر سكيكدة"، مارس 2024
- شاركت في العديد من الملتقيات والندوات الدولية ، منها: فرنسا،البوسنة،العراق، ليبيا، المغرب، تونس، مصر، الأردن، أبوظبي وآخرها ندوة المقرن الدوليةبالخرطوم سنة2018 حيث شاركت بمحاضرة حول "صورة الآخر في الرواية الجزائرية" و كلفت ناطقا باسم الوفود العربية المشاركة .
المؤلفات:
1. حين يبرعم الرفض رواية ــ1981
2. أحزان العشب والكلمات - شعر 1994
3. الظلال المكسورة - شعر 2007
4. الرؤية و البنية في روايات الطاهر وطار - دراسة نقدية 1996
5. مرايا و نوافذ - دراسة حول التاريخ الثقافي لمدينة قسنطينة 1997
6. مائة شاعرة و شاعرة - دراسة 2007
7. أنطولوجيا الشعر النسوي - دراسة 2016
8. رباعيات عبدالرحمان المجدوب، جمع وشرح و تقديم 2007
9. ذاكرة مدينة ، دراسة حول التاريخ الثقافي لمدينة عنابة 2017
10. بقرة اليتامى، قصة للأطفال مصاغة بمنظور بيداغوجي وفني مغاير
11. العصفور الأحمق ذو الريش الجميل، قصة للأطفال
12. عشرات المقالات والدراسات المنشورة في الصحف والمجلات في مختلف المواضيع بما في ذلك النقد الأدبي والفنون التشكيلية والترجمات لبعض الدراسات والنصوص الشعرية الفرنسية، خاصة للشاعر جاك بريفر وبول إيلوار..
نعم كذلك كان لقائي بالكاتب الكبير ادريس بوديبة أن منحني هذه الفرصة التاريخية كي نتعارف في لقاء صنعته وزارة الثقافة والفنون من هندسة وزيرة ثقافة يبدو أنها تمنحنا فرصة كي نعيش حراكا جميلا يعيد للقطاع الثقافي مجده الذي ضاع كل هذه السنوات السابقة ..ولعلني أحمل نفس التصور الذي عبر عنه الكاتب الكبير إدريس بوديبة حينما قال :
" بكل تواضع أزعم أنني أعرف جيدا قطاع الثقافة وبحكم متابعاتي وخبرتي فإنني أرى أن القطاع الثقافي قد أخذ منحى إيجابيا في عهد السيدة الوزيرة الحالية الدكتورة صورية مولوجي على الرغم من أن نتائج اي جهد في هذا الميدان لا تظهر إلا اذا منحناه الوقت اللازم . و هذا لا يمنعني من الإشارة إلى ضرورة تقييم المنجز الحالي بما له وما عليه .." ..
كذلك عايشت لأيام صورا من المحبة والفرح جمعتني بالكاتب ادريس بوديبة الذي أراه واحدا من أهلي و عشيرتي ومن قبيلتي.. وكما ترون هو فعلا من عائلتي.. بل هو في القلب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى