المهدي ضربان - الكاتبة والشاعرة سمية مبارك : نحلة هي تهندس بوحا ومقامات ..

كانت تلهمني معانيها وتجربتها الإبداعية الراقية ما سمح لي أن أعايش حرفها في نسق ما يزورنا من تفاصيل يصنعها الحراك الثقافي لأسماء تلامس تلك الروح المتناسقة من بحث قيمي يؤشر على توليفة عطاءات تهندسها هذه التي عايشت حرفها وتواصلها مذ طرقت بابي تمنحني تفاصيلا من الذي وثقته كتابات عنها هنا وهناك.. تحكي عن مساراتها الابداعية التي رافقتني لغتها مؤشرات.. مما كان التواصل الأخوي بيننا يؤشر على واحدة مبدعة ..وصلني وهجها رنينا من بوح لازمني وأنا أطالع تراجمها..عبر بحث كان يدلني على مرافقتها في تثوير جديد متجدد تصنعه وتلازمه وتحيلنا عليه فواصلها التي إرتسمت لغة من تأشيرتها الإبداعية التي صنعتها في دواوينها المختلفة..تواكب كلاما من فقه الشعر المخصب.. ومن حكاية عاشقة تسكنها..أن تمنحنا ما يرتسم داخل إحتراق لها من هاجس ..تعرف جيدا كيف تلامس رحيقا .. يصنع لها عادة هذا الذي أغرانا كي نعيش تجربتها الراقية ..
كنت أعايش معناها بل المعاني.. من كانت تزورني في كل مرة هندس حسابها لغة من دلالات الغوص في القصيد ورحيقه من الإضافات ...
تواصلنا وعايشت إصدارات لها من الشعر وكنت مسكونا بذلك الحراك الذي تصنعه من إبداع تحول بفعل تخصصها الى منحى منظم.. أو قل تنظيمي النظرة فهي كتلك النحلة التي لا تهدأ الا وقد صنعت في إطار صيرورة عملها الإداري منهجية لملفات تعالجها وتحضرها . وتصنع منها ما يمكن أن يسير بعملها إلى الأمام ..
نعم هي كذلك حارسة لهذا الشأن العظيم في ترسيم وعيها عبر عملها في وزارة الثقافة والفنون تصنع ملحمة مهنية تؤدي بالعمل الى أن يرتقي أكثر ..وكان لي أن ألتقيها على الأرض بعدما عايشنا تناغما مشتركا عبر الرقمي من التواصل ..
إنها المبدعة والشاعرة المتميزة سمية مبارك التي وجدتها بل قل وجدتني في أروقة معرض الجزائر في طبعته الأخيرة.. طبيعي أن أعرفها لكن الأجمل هي من قامت بتحيتي وتهيئة الجو لي كي أعيش ما كنت أحاول هندسته من تعارف مع كتاب يكونون يوما ضيوف. حلقاتي " هؤلاء هم في القلب "
و " تجربة في سطور" و مقالي بعنوان " شاهد " في جريدة الجمهورية ..
قلت لها فرصة أنني تعرفت عليك هنا في معرض الكتاب فرصة لي كي أعرف عنك الكثير ..ردت بأدب برتوكولي قالت لي : أستاذ مهدي بكل فرح أن تكتب عني ..لكن عملي هنا.. يقتضي التواجد في محطات معينة من أروقة المعرض.. كلها فواصل من عمل تنظيمي أحاول تجسيده فليس لي وقت حتى كيف أعايش معك جو الحوارات الصحفية ..
فهمت وتفهمت هذا ورسم لي كلامها رسالة إحترافية من واحدة شبهتها الى نحلة تتنقل من مكان الى آخر .. برؤى تنظيمية لكنها ليست بالفجة والساكنة.. بالعكس كانت إبتسامتها للناس والكتاب ولمن يعرفونها رسائلا تواصلية تمنح من معها الأمان.. وترسم له فكرة أن عقلها يجوب كل أروقة المعرض تصنع منهجية سطرتها وزارة الثقافة والفنون خاصة بعدما مجيء الوزيرة الحالية المتمكنة الدكتورة صورية مولوجي التي تشكل في حد ذاتها نعمة إنسانية خالصة.. لإمرأة لها باع في أن تلازم الثقافة والمثقفين وتمنحهم فرصة العيش في واقع يخالف جذريا عهودا سابقة لم تمنح المثقف ذلك المعنى الواعي والراقي والجاد يرسم فعلا تلك الاضافات الواعية ..
وفعلا كان لي أن أتريث الى تلك اللحظة التي يمكنني أن أعايش سيرة وتراجم الشاعرة والكاتبة سمية مبارك التي سعدت بتواجدي في إحتفالية لقاء الأوراسي الأخير الذي جمعنا عبر تخمين وزيرة الثقافة والفنون ..جمعنا بعبقريات الجزائر الذين صنعوا مجدا لهم وللجزائر التي لأول مرة تكرم نوابغها المميزين ..
قالت لي سمية مبارك بروح أخوية ما منحني سيرة تراجمية عنها وعن اضافاتها :
سيرة ذاتية :
سمية حشيفة
إبنه الألف قبة و قبة..
الإسم الأدبي" سمية مبارك " نسبة إلى إسم والدي رحمه الله (مبارك)..
أردت ان يبقى إسمي منسوبا باسمه مدى العمر خاصه و وأنه توفي و أنا في سن العاشرة ..
و بقيت ذكراه الجميلة عالقة بذهني و روحي...
بدات مساري المهني كأستاذة في الطور الإبتدائي ثم في المتوسط..
ثم انتقلت للعمل بقطاع الثقافة بصفة " مستشار ثقافي." بمديرية الثقافه لولاية الوادي..
أسست لأول مرة نادي ثقافي نسوي " نادي بالولاية الاء الثقافي للإبداع النسوي " بولاية وادي سوف ..
كان صرحا أدبيا ثقافيا تفاعليا لمختلف الكاتبات و الشاعرات بالمنطقة و أثثنا به لمشهد أدبي نسوي بامتياز حيث نظمنا العديد من المتلقيات المحلية و الوطنية و العربية أيضا
قمنا بتنظيم ورشات خاصة بالشعر و الرواية يترأسها كبار الشعراء و النقاد المحليين كي يتم ترتيب العمل الإبداعي لفئة الناشئة من الكاتبات..
ثم تراست فرع الجمعية الوطنية الثقافية الجاحظية لولاية الوادي و كانت كذلك محطة أدبية عامة و نقطة التقاء النخبة من مختلف ولايات الوطن..
ثم انتقلت إلى ولاية الجزائر العاصمة بحقيبة عمل و نشاط و حيوية و حركية و رصيد إبداعي و مهني هام استطعت أن أقتحم به مجال العمل بالوزارة الوصية بكل إرتياح..
و وجدت ضالتي بالوزارة حيث تنقلت كالنحلة أعمل بمختلف مديرياتها المركزية و هكذا اتسع زاد معرفتي بمختلف الملفات الإدارية لأهم المديريات المركزية ألا وهي مديرية تنظيم توزيع الانتاج الثقافي و الفني ثم مديرية تطوير الفنون و ترقيتها و حاليا بمديرية الكتاب و المطالعة العمومية.
* مشاركة باعمال شعرية في دواوين عربية مشتركة..
*كاتبة سيناريو نص مسرحية بعنوان " كلمة سر " من اخراج المخرج الجزائري" فتحي صحراوي " التي حظيت بمشاركات وطنية وعربية .
* مثلت الجزائر أدبيا في العديد من التظاهرات الثقافية والأدبية داخل الوطن وخارجه ..
فعلا هي كذلك الكاتبة والمستشارة سمية مبارك تنعش من رساميل تجربتها التنظيمية وتلاحق كل رؤية تشكل نسقا إضافيا لمهنتها الإدارية التي خولتها أن تصنع منهجية عملية من أهدافها ترقية كل رؤية لها ذلك المصب الذي يؤدي الى تجذير وتصويب كل تلك الملفات المختلفة لتصنع به اضافة واعدة مثلما صنعت لنا كذلك منهجية أخرى هي عين التخمين الإيجائي الذي يمنحك رؤية أن تعيش عطاءات لها من الشعر وكذا البوح الذي يلازم حكايتها العاشقة لكل تخمين تصنعه أحاسيس ولغة بوح واحتراق تنتج الهاجس وتلازم صنعة حرف اسلوبية راقية المعاني والاضافات ..
قرأت لها وعنها في محركات البحث العالمية ترصد إسمها وتؤكده عبر يافطات كلها لوحات فنية لمعنى وشعر وبوح يؤسس لتجربتها ويرسم خلاصات من حراك ابداعي لازمها وعايشته في دواوينها الكثيرة التي رصدت ظاهرتها الشعرية لونتها بمخاضات من عطر تجربتها الابداعية المتميزة ..
سمية مبارك قالت يوما لصحيفة المساء وعلى هامش استضافتها من طرف الشاعرة فوزية لارادي في برنامج (أربعاء الكلمة)... إنها تكتب نصوصا تجمع بين الشعر والنثر، تتناول فيها مواضيع تمس المرأة بالدرجة الأولى، لتعبر عن معاناة هذا المخلوق الهش والقوي في آن واحد، وكذا لتؤكد آمالها المنتشية، مضيفة أنها تكتب أيضا عن الإنسانية بصفة عامة وعن كل ما يمس قضايا المجتمع...."
سمية مبارك صدر لها 13 ديوانا وهي:
" هديل على جسد" ..
" غواية الفزع " .." إليك وطني أذرف دموعي." " في صفوة الصمت" " خطابات الحلوى" .. " دفق ورماد" .." غسق فادح" ، " يوسف الحب" ." " وحاء وباء" .." حمم من فوهة القلب " .." خذلان " .. تعود إلى قرائها بديوانين مترجمين لقصائد إنتقتها بعناية فائقة...
وعن مشكلة نشر الدواوين الشعرية في الجزائر، تحدثت سمية مبارك للمساء ...قائلة : إن مشكلة الكاتب في الجزائر، خاصة الشاعر منه، هي النشر، وأضافت: «لاحظت أن العديد من الشعراء لا يبذلون جهدا لترويج إبداعهم، ويكتفون بالكتابة فقط، في حين نشرت أكثر من ديوان على حسابي الخاص، فأنا عاشقة للحرف، محبة للبوح، ورغم تكاليف النشر الباهظة إلا أنني أضحي من أجل أشعاري، بدون أن أنسى مساعدة مديرية الثقافة لولاية الوادي، التي طبعت لي إصداري الثاني...
وتشارك سمية مبارك، ابنة الوادي وعاشقة محمود درويش، في الكثير من الأمسيات الشعرية، داخل وخارج الوطن، مثل مصر وتونس، وفي هذا قالت إن مستوى الشعر الجزائري راق فعلا وعال المستوى...
أما عن تقاليد سمية مبارك في كتابة الشعر، قالت إنها تكتب في أغلب الأحيان، ليلا، خاصة حينما يخنقها التعب ويصيبها الأرق، مؤكدة أن حاجتها إلى الكتابة، لا غبار عليها، كما أنها تعتبرها متنفسا لها لا يمكن أن تعيش من دونه.
اخترت لها قصيدة بعنوان : أسرار الغياب ..
دَفَاتِرِي ، رَسَائِلُكَ
و نَبَراتُ أنفاسنا الـمُجرّدة مِنَ الأسْرار
أشياء رغبتي و كأس جَمْرٍ بالجِوار
هِي ذِي غُرْفتي
و لوحَة حُب مُعلقة فَوق قَلبي
عَن السّاحر الذي سَجا بِتَجَرّدي صَحْوا
في شُفُوف الليل الذي يَغْمر أحداقي
سَوف أكتبُ الليلة
و قُبَالتِـي حَاضِرٌ غائبٌ مُبْتَئِس
وَ وِسْوَاسُ رَحيلٍ رجيمٍ مُشَاع مِنْ شُرفة القَمَرِ
سوف أكتبُ ما تَيَسّر لي
مِنْ قَصَائِد مُعتقلة بالشّوق و الخِناق
بِـحَسِير حُروف قُساة
مَرْصُوصَة بالقَلق ،
مَرْصُودَة للغِيَاب
كذلك عايشت حرف هذه المبدعة الجميلة نحلة متنقلة من بيت إلى بيت ومن رواق الى رواق تصنع جماليات لحرف جميل تهندسه حبكة فنية راقية ..كذلك هي الشاعرة والكاتبة المميزة سمية مبارك ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى