د. محمد عباس محمد عرابي - الأديب والمفكر عبد الرحمن الشرقاوى (10 نوفمبر 1921 – 24 نوفمبر 1987) وقفه مع سيرته وأعماله الإبداعية والفكرية

عرض /محمد عباس محمد عرابي

1717407456437.png


يعد الشاعرالقدير والأديبالمتميز والصحافيالبارع والكاتب المسرحيالمبدع والمفكر الإسلامي المصريالملهم ورائد الشعر الحر، الكاتبالشهير عبد الرحمن الشرقاوي (10 نوفمبر 1921 – 24 نوفمبر 1987) رحمه الله -من أبرز الكتاب المصريين والعرب، وينتمي بكل قوة إلى جيل الكبار.

فهو الناقد الثقافي الكبير، و أحد كبار رواد حركة التجديد الشعري العربية في نهاية الأربعينات، و هو أيضا أحد كبار رواد الاتجاه الواقعي الاجتماعي النقدي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، و أول من كتب المسرحية الشعرية العربية مستخدمًا الشعر الحديث (شعر التفعيلة) الذي كان أحد رواده ، و هو أيضا أحد أبرز الأدباء الذين عملوا بالصحافة و وصلوا إلي أرفع مناصبها ، و الذين اشتغلوا بالعمل السياسي الاجتماعي العام.

فهو يعتبر كاتبًا متعدد الاهتمامات تتلمذ على أيدي مفكرين مصريين كبار تابع محاضرتهمفي كلية الآداب بأكثر مما تابع محاضرات كلية الحقوق التي كان ملتحقًا بها، وكان من بين أولئك المفكرين الذين أثروا في كاتبنا حقاً:طه حسين وأحمد أمين ومصطفى عبدالرازق ومحمد شفيق غربال.

احترم العلم وعرف مكانته "الحقيقية" في الدنيا وقال مقولته الصادقة والمتميزة: "فكر العالم يجعله أغنى ملك وملك الأرض بما فيها لا يُغني ملكًا عن عالم"..

«کان عبد الرّحمن الشّرقاوي واحداً من الکتاب العرب المسلمين الذين فهموا الإسلام علی حقيقته ... فقد أدرك أنّ جوهره هو مساندة الفقراء والمستضعفين في الأرض ... وهو القائل: لو کانکارلمارکس قرأ القرآن ودرس السنة المحمّديّة لمّا أحتاج أن يؤلف رأس المال.»

ولم يكن عبد الرحمن الشرقاوي غزير الأعمال على الشاشة لكنه قدم أعمالا سينمائية ومسرحية تحمل قيمة فكرية، وتعبر عن هوية الواقع والمجتمع الذي نبت منه منذ صغره، فكان مهمومًا بالقضايا التي عاصرها، واستطاع أن يرصدها في أعماله السينمائية والمسرحية والدرامية، والتي انحاز من خلالها للبسطاء والمقهورين.

وكان عبد الرحمن الشرقاوي في السينما والمسرح مناضلاً بقلمه للقضايا التي تنصر الفقراء والبسطاء والمناضلين وتنقل مشاكلهم وأزماتهم، فقدم العديد من المسرحيات و8 أفلام بجانب الدراما.

احترم الشباب وشجعهم ونصحهم بحب فقال: "الجيل الجديد يجب ألا يكون بالعمر فقط بل بالأفكار الجديدة التي تحتاج لوقت كي تنضج"، وكان مدافعًا عن اللغة العربية ويطالب بالاهتمام بها لغة الثقافة وتوحد العرب..

امتلك الوعي فحدد أولوياته ومبادئه بالحياة "وأخلص" لها دوما؛ فقال: "إن يكن همك ما يدخل جوفك لم يكن قدرك إلا مثل ما يخرج منه"، وقال" ينبغي أن تكون فضائلك هي الأسوار المنيعة التي تحميك لا نقط الضعف فيك"؛ وهذا اعتراف "ذكي" بحتمية وجود نقط ضعف بنا لأننا بشر "ورفض" السماح لها بالسيطرة علينا..

والرجل كغيره من الكتاب له ما له وعليه ما عليه، فإذا كان قد امتدحه الكثير فقد انتقده البعض خاصة فيما كتب في جانب الشخصيات والتاريخ، وهذا لا يقدح فيه؛ فنحن بشر نجتهد ونصيب مرة ونقع في الخطأ، ويتوب الله على أناب وتاب

وبيانًا لجهوده الإبداع في القصة والرواية والمسرح والثقافة والفكر؛ لذا كان هذا المقال المعنون بـالأديب والمفكر عبد الرحمن الشرقاوي (10 نوفمبر 1921 – 24 نوفمبر 1987)وقفة مع سيرته وأعماله الإبداعية والفكرية.

وهو يتناول خمسة محاور جاءت على النحو التالي:



*المحور الأول: ولادتهوتعليمه:

ولد عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر 1921 محافظة المنوفية بقرية الدلاتونتعلَّم في كتاب القرية ثم أنتقل إلى المدارس الحكومية، وهو خريج كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943م.

يقول الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي كما ورد في كتاب اعترافات .. عبد الرحمن الشرقاوي، مصطفى عبد الغني: دكتور، المجلس الأعلى للثقافة، 1996م، ص 13

في مقتبل حياتي عرفت العلم وتعلمته، عرفت آيات قرآنية كثيرة وحفظتها، لم يكن "الكتاب" الذي تعلمت فيه مثل "كتاب" طه حسين بل كان عبارة عن زاوية صغيرة ملحقة بالمسجد، كما أن شيخ هذا الكتاب كان طيبا وديعًا وليس كشيخ طه حسين قاسيًا شديدا على طلبته".

تكوينه الفكري والأدبي:

يلخص كاتبنا عبد الرحمن الشرقاوي أهم محطات ومراحل تكوينه الفكرىوالأدبى فيقول :» قرأت القرآن وتفاسيره ورأيت فيه استجابة لأشواق الإنسان إلى العدل ولعنة شديدة على الظلم.. وأول ما أحببته من القراءة شعر الشعراء الصعاليك العرب وعندما درست اللغات الأجنبية أحببت الشعراء الصعاليك الأجانب لأن أدب الصعاليك يمثل صرخة احتجاج على الظلم وتمرداً على الأوضاع الجائرة. كما استهواني الفكر الإنساني الذي يتحدث عن قضايا حق الإنسان في ممارسة العدل وأن يحيا سعادته وأن يحقق بعمله كل أحلامه وأن يمنحه المجتمع الحب والفضائل. وفى الفكر العربىاستهوانى الثوار من أيام على بن أبى طالب أولئك الذين كان لديهم الطموح في أن يحولوا الدنيا إلى جنة للحب والإخاء وأن يجعلوا شرف الإنسان أقوى من كل شيء وأن يرتفعوا فوق الطمع والخوف.. وفى هذا الإطار أيضا بهرنى فكر المعتزلة والمتصوفة وشخصية الحسين وشعر المعرى والمتنبي - وثوريات طه حسين واقتحامات توفيق الحكيم وتفتح إسماعيل أدهم وإسماعيل مظهر وكتابات سلامة موسى عن الاشتراكية والأدب ونظريات محمد مندور المتطورة في نقد الشعر. أما في الفكر الأجنبي فقد استهوانى ماركس وكتابات لينين وتمرد فرانسوا فيون وصلابة فيكتور هوجو وتمرد شكسبير وأحلام الرومانتيكيين بيرون- شيللى - بلزاك - ديكنز - شو - توماس مان.. كما بهرتنى كتابات بوشكين - دوستوفيسكي - تولستوي- تشيكوف - غوركي - أراغون - هيمنجواى - لوركا.. وهناك من المفكرين والأدباء من يدفعك إلى اتخاذ موقف آخر مثل جويس - إليوت - سارتر – كاموظلت موضوعة العدالة تشغل تفكير عبد الرحمن الشرقاوي ورغم تنقله من الماركسية في بدايات شبابه ونضجه الفكري، الى الصوفية في أواخر حياته، الا ان التبشير بفكرة العدالة الاجتماعية ظل يمثل الأساس في معظم كتاباته سواء في الشعر او الرواية او الدراسات النقدية او كتب السيرة أو المسرحيات فإنها جميعا يغلب عليها طابع الدفاع عن حق الإنسان في العيش بكرامة، انه يعبر من خلال كتاباته عن هموم الإنسان، ولعل مجموعة كتبة التي أصدرها خلال حياته التي لم تتجاوز الـ67 عاما إنما هي نموذج رائع للمشاركة الفعالة في التعبير عن التضامن الانساني، بل ان مسرحياته تؤرخ لكثير من الأحداث في حياتنا الاجتماعية والسياسية والفكرية"



*المحور الثاني:" عمله "

عمل عبد الرحمن الشرقاويبالمحاماة لفترة، ولكنه قرر أن يهجرها لصالح هوايته ونهمه منذ الطفولة بعالم الكتابة والصحافة والذي بدأه من خلال الشعر، فكان متعلقًا بأمير الشعراء أحمد شوقي، كما كان تلميذًا أيضًا لعباس العقاد على الرغم من أنه لم يلتق به.

فقد بدأ حياته العملية بالمحاماة، ولكنهأراد أن كاتبًا فعمل في الصحافة في المجلات التالية:

مجلة الطليعة

مجلة الفجر

صحيفة الشعبعمل بها بعد ثورة 23 يوليو1952م

صحيفة الجمهورية.

رئيس تحرير روز اليوسف.

جريدة الأهرام

وتولى أيضًاالمناصب التالية:

سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي

أمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب.





*المحور الثالث: إبداعهوكتاباته:

أعماله الأدبية:

يتناول أدب عبد الرحمن الشرقاوي فنونه المتعددة من القصائد الشّعرية والمسرح الشعري والقصة القصيرة والرواية. التنوع والكثرة في آثاره وأعماله الأدبيّة والثقافيّة يبيّن مدى آفاقه الفكرية السامية في فنون الأدب المختلفة، كان الشرقاوي أديباً وشاعراً وصحفياً ومسرحيًا يجعل تفكيره أساساً لأسلوبه.

له في مجال القصة القصيرة مجموعتان، الأولی: نشرت تحت عنوان "أرض المعركة" والمجموعة الثانية: نشرت تحت عنوان "أحلام الصغيرة" حيث نشر الشرقاوي أول قصة لـه عام 1943م، ثم أصدر قصة «أرض معركة» عام 1953،

أما الأعمال الروائية فكانت: "الأرض" عام 1954، و"قلوب خالية" عام 1956م، ثم "الشوارع الخلفية" عام 1958م، وأخيرا "الفلاح" عام 1967م.

رواياته: الأرض عام 1954تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بنفس الاسم

من إخراج يوسف شاهين عام 1970م.

وقلوب خالية عام 1956م

الشوارع الخلفية عام 1958م

الفلاح عام 1967م

يقول الكاتب محمد عبد الرحمن: بعد اختياره شخصية معرض الكتاب. تعرف على أبرز 10 كتب لـ عبد الرحمن الشرقاوى:



*"الحسين ثائرا، الحسين شهيدا":

قدمها الكاتب على جزئين "الحسين ثائرا، الحسين شهيدا" نهاية الستينيات متأثرا بأحداث 1967 وبالشعور العام بالغبن والظلم والكارثة التي حلت على الجميع حيث تروى قصة بطولة الحسين والحسن وذلك بأسلوب روائي مسرحي.

وبطل هذه الثنائية ("الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً") هو الحسين بن على، وتبدأ المسرحية حين مات معاوية "بعد أن أخذ لابنه يزيد البيعة من أقطاب المسلمين، أخذها بالسيف أو بالذهب أو بهما معاً، ووجد الحسين أنه أمام اختيارين لا ثالث لهما، إما أن يشترى حياته وحياة أهله، ويخضع لما يُطلب إليه من مبايعة يزيد، وإما أن يُعرض عن هذا كله، ويترك للسيف أن يحكم بينه وبين هذا الشر المستطير"



*رواية "الفلاح":

يقول الكاتب محمد عبد الرحمن جاءت رواية "الفلاح" لتصور زاوية أخرى لتخرج عن تصوير الفلاح في صراعه ضدّ الظلم في مجتمع ما قبل الثّورة، إلى مجتمع ما بعد الثورة، مجتمع الاشتراكية والإصلاح الزراعي إن أعداء الاشتراكية تسللوا إلى مناصب قيادية في القرية وما زالوا يستغلون الفلاح ويحجرون على حريته ويحرمونهم من حقوقهم كما فعل أجدادهم، وتصور الرواية لوعة القاهري المثقف إذ تنكشف له هذه الحقيقة.



*رواية "الشوارع الخلفية": تعتبر من أهم أعماله التي تصور لنا في لوحات نابضة كل ما كان يموج به الواقع المصري من انتفاضات وتيارات في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات.

تدور أحداث الرواية حول الضابط شكري عبدالعال الذي يرفض إطلاق النار على المتظاهرين ضد الاحتلال الإنجليزي، فعوقب وأحيل للتقاعد، ومع مرور الوقت يتمكن من العودة إلى عمله مرة أخرى لكنه يتعرض للموقف نفسه ويصبح مطالبًا من جديد بإطلاق النار على الطلاب المصريين في تظاهراتهم.

وحولت الرواية لعمل سينمائي انتاج عام 1974، من بطولة ماجدة الخطيب ونور الشريف وإخراج كمال عطية، وآخر تليفزيونى بطولة ليلى علوي وجمال سليمان، ومن إخراج جمال عبد الحميد، وعرض عام 2011.

وتعتبر رواية الشوارع الخلفية من أهم الأعمال التي تُصوَّر لنا في لوحات نابضة كل ما كان يموج به الواقع المصري في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات في القرن الماضي. في سرد مميز يقدم لنا الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي رواية ممتعة، يتعرض فيها لأحداث تاريخية في إطار اجتماعي متميز، مقدمًا للقارئ صورة واضحة عن الحياة في مصر في تلك الفترة، من خلال شارع عزيز بما فيه من بيوت وعائلات من مختِلف الطبقات الاجتماعية والثقافية، وكيفية تفاعل الناس مع الأحداث السياسية في ظل الاحتلال الإنجليزي. استطاع الشرقاوي أن يرسم خفايا أبطال الرواية ويقدم أفكارهم ومشاعرهم، التي تشكل ملامح البطل الحقيقي للرواية شارع عزيز .

وقد تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بالحياة الريفية، وكانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه، وانعكس ذلك على أول رواياته الأرض التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث.

ونقرأ في«الأرض» حديثا يجرى على لسان راويها يظهر فيه كيف اهتم والده بتأديب ابنه بآداب الدين، ونرى كيف كان تقدير الناس للشيخ فقيه القرية ومفتيها، وخطيب مسجدها ومأذونها الشرعى، ومعلم الصغار، وواعظ الكبار.

والحكاية في "الأرض" تحدث في سنوات الثلاثينيات بين عامي 1932م و1933م، خلال السنوات الحالكة في مصر حيث يتحكم "صدقي" ديكتاتور الملك "فؤاد" من مكتبه في القاهرة، وأحداث القصة تدور في القرية التي تشهد صراعا حقيقيا بين الفلاحين الذين يفلحون الأرض، وهؤلاء الذين يستغلونها دون أن يعملوا ويبدو الاستغلال في صور كثيرة منها الضرائب، بيع وشراء منتجات الأرض، تحديد دورات الري لأرض الفلاحين، وأخيرًا انتزاع الأرض، ويشتد النضال من أجل الحصول على الماء للأرض.

وتمثل ملحمة مصرية، ارتبط أبطال العمل بوجدان المصريين إلى الآن مثل محمد أبو سويلم وعبد الهادي، وصيفة ومحمد أفندي، الشيخ يوسف والعمدة هي شخصيات حقيقية أكثر من كونها روائية.

وتم تحويل الرواية إلى فيلم درامي إنتاج سنة 1970 من إخراج يوسف شاهين، ويعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية، وفى احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه في المركز الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.



أعماله المسرحية:

نشر الشرقاوي عدداً من المسرحيات الشعرية أهمها: «الفتى مهران» عام 1966 التي تعبر عن رؤيته السياسية، و«مأساة جميلة» عام1958، و«تمثال الحرية» عام 1967، و«وطني عكا» عام 1969م، و«مأساة الحسين»، و«الحسين ثائراً والحسين شهيداً» جزآن عام 1971م، و«النسر الأحمر» عام 1974م، و«عرابي زعيم الفلاحين» عام1983م، و«الأسير»، و«سانت كاترين»، وغيرها.

وكلها تؤكد ما أشار إليه الكاتب حسن مرسي: أن نجل عبد الرحمن الشرقاوي: الدكتور أحمد أن والده عبد الرحمن الشرقاوي عاش حياته منحازًا لوطنه ومهمومًا بقضاياه تؤكد ذلك أعماله المسرحية التالية:

وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعضها كما تحدث عتها محمد عبد الرحمن ومحمد طه النعسان وغيرهما:



*صلاح الدين: النسر الأحمر:

*تتميز مسرحيات عبد الرحمن الشرقاوي بوضوح عنصر البطولة، وقد ظهرت الثورية في هذا الكتاب من خلال مسرحيتيْن شعريتيْن "النسر والغربان" و"النسر وقلب الأسد"؛ حيث تدور أحداثهما في إطار تاريخي من خلال حروب صلاح الدين ضد الصليبيين وقيامه بتوحيد الصفوف ثم دعوته للسلام.

ولأن اهتمام عبد الرحمن الشرقاوي كان منصبا على النضال، كما كان أيضا مفكرا إسلاميا، فجاء نتاج ذلك تجربته التي تعتبر الحادية عشرة في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، من خلال فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي تم تسجيله على مادة خام سكوب ملون رغم عرضه في عام 1963.

ومن خلال السيناريو والحوار الذي كتبه ينقلنا عبد الرحمن الشرقاوي إلى مرحلة تاريخية مهمة وهي معركة حطين.

*عرابي زعيم الفلاحين :هذا الكتاب هو عبارة عن مسرحية شعرية مكتوبة بالفصحى، وهى في الواقع مسرحية سياسية وان كانت تاريخية وهى تمثل تلك الفترة المضطربة من تاريخ مصر بالأسماء والأحداث فأبطالها هم الزعيم أحمد عرابي زعيم الثورة المصرية ووالي مصر سعيد باشا وجمال الدين الأفغاني العالم الإسلامي الثائر والذى عرف بميوله السياسي الثائر ومحمود سامي البارودي باشا وهو رئيس الوزارة وهو من قواد الثورة العرابية والشيخ محمد عبده وهو عالم ثائر آخر وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي عاصرت تلك الفترة المضطربة بين احتلال الانجليز لمصر وولاه عثمانيين ضعاف فاقدين للسيطرة على سياسة الدولة.



مأساة جميلة عن الجزائرية جميلة بوحيرد:

*من مقدمة المسرحية "مأساة جميلة، مسرحية الشعر الحر نصف حياة الناس في الجزيرة تحت الإرهاب الوحشي، وتصور مواقف رجال نساء من الشيوخ والشباب يريدون أن يستمتعوا بالحياة الكريمة الرغدة في أرضهم، ولكن قوى العدوان والاستعمار تحول دون تحقيق أمانيهم برغم حقهم الطبيعي في الأمس والمستقبل والحب والإخاء وفى الحياة الحرة العزيزة".

مسرحية الفتى مهران:

تعد مسرحية الفتى مهران من أهم معالم تاريخ المسرح الشعري في مصر، منذ الضجة الهائلة التي أثارتها عند عرضها أول مرة في شتاء سنة 1966... وتستمد هذه القيمة الفنية الرفيعة ليس من بديع صياغتها الشعرية أو بنائها الدرامي فحسب، وإنما أيضًا لكونها نبوءة صادقة واستشعارًا بالغ الشفافية، من وجدان فنان مرهف، لأحداث نكبة 1967 بكل تبعاتها الجسيمة على حرية الوطن وكرامة المواطن؛ حيث تمت كتابتها قبل تلك الأحداث بنحو عامين.

يقول الكاتب علاءرستم معلقا على مسرحية الفتى مهران: من هو الفتى مهران؟ ولمَ استحق أن يكون بطلاً مسرحياً؟ ببساطة هو على رغم ريفيته مثقف ثوري يتولى قيادة مجموعات من الشبان تسمى "جمعيات الفتوة" ولكن في زمن المماليك الشراكسة. ومهران وشبانه المنتشرون في جبال ريفية لا يعادون السلطان بل ينظرون بعين الغضب والتمرد إلى ممارسات الحاكم المحلي الذي ينوب عن السلطان في إمارة الجيزة. ومن هنا فإن تحركهم إنما يستهدف في نهاية الأمر مساعدة السلطة العليا ليس فقط لتدارك ما يرون أنه أخطاء تقترفها أو تكاد تقترفها، بل للكشف عن ممارسات ذلك الحاكم الذي يحكم باسم السلطان لكن غايته الأساسية إنما هي خلع هذا الأخير. وإذ يحاول مهران فضح الأمور عبر الاتصال مباشرة بالسلطان، حين يرسل إليه شاباً من مساعديه، هو هاشم، لينبهه إلى أن حرب السند التي يستعد لخوضها لن تكون ذات فائدة حقيقية على البلاد والعباد، بل لن يستفيد منها سوى التجار، يدرك رجال الحاكم مرامه ويبدأون بالتحرك ضده تحركاً يختلط فيه الخاص والعام بشكل بديع من الناحية المسرحية. فلما كان لهاشم زوجة حسناء هي سلمى التي يعرفها مهران، سوف يزعم واحد من رجاله سيتبين أنه إنما يعمل في الحقيقة لمصلحة عدوه الحاكم، أن مهران لم يبعث هاشم إلى السلطان إلا كي يستفرد بسلمى. وعلى ذلك النحو تبدأ بوادر الفشل تنخر النضال الحقيقي والوطني الذي يخوضه مهران ورجاله. ولا سيما من داخل جماعة الفتوة إذ يحدث في صفوفهم انشقاق حول هذه القضية بالذات.

ويضيف الكاتب علاءرستم أيضًا: كان من الصعب أن نرى في "الفتى مهران" تلك الملحمية التي تنسبها إلى مسرح برتولتبريخت. فإذا كانت مسرحية الشرقاوي هذه تحمل عناصر بريختية كالبطولة الجماهيرية والبطل المغدور والصراعات الاجتماعية تلوح من خلال الصراعات التاريخية، فإنها تكاد تكون في الوقت نفسه مسرحية بطولية تعتمد على البطل الفرد وترجح كفة الحدث الخاص الواصل أحياناً إلى حدود الميلودراما. وهي على أية حال عناصر تتكرر في كتابات عبدالرحمن الشرقاوي (1920 – 1987).

يقول الكاتب محمود القيعي:من يقرأ أعماله البديعة: الأرض، الفلاح، الشوارع الخلفية وسواها يجدها تفيض حُنواً على أبطاله، في محاولة منه للدفاع عنهم في مواجهة الشر والفساد، ومن ينسى أبطال رائعته «الأرض»: عبد الهادي، محمد أبو سويلم، وصيفة، والشيخ حسونة؟! من عرفه وجده شاهدا أمينا على أحلامهم وآمالهم التي رآها تُخطف وتنكسر يوما وراء آخر، وهو الأمر الذي دعا الدكتور شكري عياد للقول إن الشرقاوي ذاب وجدانه في وجدان الجماعة!


*أسلوبه القصصي

نلمح أيضا أسلوبه القصصي في تركيباته واختياراته، فبينما نجد أن معظم أعماله سير وتراجم لا نجد في الدراسات غير كتاب واحد هو " قراءات في الفكر الإسلامي"، وهذا في حد ذاته يشير إلى دلالات منها إيمان الشرقاوي بصلاحية القيم والمثل التي ازدهرت في حضانة الدين الإسلامي ورواها الخلف عن السلف، قاصدا معنى أكبر وأبعد هو تشكيل الحياة المعاصرة ببث روح الطمأنينة في النفوس القلقة، على نحو ما كان أجدادنا الأقدمون الذين لم تخل حياتهم من المشاكل

التراجم والدراساتالإسلامية:

نجح الشرقاوي في الوصول إلى ما أراد أن يصل إليه، واصطنع شكلا فنيا معتمدا فيه على حقائق ثابتة ليعرفنا على مبادئ الإسلام وقيمه، ولذا فإنعبدالرحمن الشرقاوي سوف يُخلد بكتابته الإسلامية أكثر من كتاباته الإبداعية، لعمق رؤياه في الفكر الإسلامي أولا، ولأن الفنون الأدبية الأخرى كالرواية والقصة والمقال السياسى ذات أنماط مرتبطة بإيقاع زمنى معين وإن طال ثانيا، فقد يتغير إيقاع العصر، وبالتالي تتغير الرؤية لهذه الأشكال الأدبية، بعكس الفكر الإسلامى الذي سيبقى بحكم ارتباطه بالإسلام.

يقول الكاتب سامح العربي وإذا كانت المادة في هذه الكتابات واحدة، فلابد أن يكون في تناولها ما يميز كاتبا عن آخر. وهنا نجد الشرقاوي قد اختار لنفسه ذلك اللون الفني في التناول وهو لون يصبغ العمل ككل بصبغة الإبداع. فالكاتب يجمع بين يديه كتب السابقين والمحدثين ليخرج في النهاية بعمل مبدع مؤلف، في ظاهره له، وفي حقيقته لمن سبقه من الرواة والكاتبين. وهذا الأمر لم يكن خافيا على الشرقاوي، ففي تقدمته لأغلب الشخصيات الإسلامية التي اختارها كان يعلن عن ذلك، مثلا في تقدمته لى " أئمة الفقه التسعة" يقول: " أحسست أن من الواجب علي أن أنشر صفحات نضال هؤلاء العلماء والفقهاء، وأن أتقصى مواقفهم من الحياة والناس، وأن أرسم بقدر ما وسعني الجهد صوراً لهم أضعها أمام القارئ المعاصر".

يقول الكاتب سامح العربي: ليس مصادفة أن يقتحم ميدان الكتابة الإسلامية كاتب كالشرقاوي، مدافعا عن قيم ومبادئ هذا الدين، بعد أن سلك دراسة القانون، وأبسط ما تتيحه هذه الدراسة لصاحبها أنها تجعل منه مدافقًا عن حق يراه مشروعا. لذلك نراه فيما يكتب عن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وخلفائه الراشدين وأئمة الإسلام خير مدافع، حيث يجلي الكثير من المعاني التي تمثلت في هؤلاء جميعا، ومنها التطور الذي كان يمثله هؤلاء الأفذاذ، والعدل الاجتماعي الذي كان مطلبهم، والقدوة التي سارت عليها شئون حياتهم. هنا نرى الشرقاوي في كل ذلك يهتم بتصوير الجانب الإنساني للإسلام كدين سماوي جاء للناس كافة، وميراث حضاري لكل البشر مهما اختلفت آراؤهم معلنا أننا نملك من حقائق التاريخ الثابتة، ما يقطع بأن للإسلام دورا فعالا استطاع أن يؤثر به في ماضي البشرية، بالقدر نفسه الذي يمكن أن يؤثر به في مستقبلها.

ويقول العربي أيضًا إن اختياره للشخصيات الإسلامية الفذة، وتناولها بأسلوب فني-يضع الباحث في إسلاميات الشرقاوي أمام مسئوليات جسام، لعل أولها أن يكون على معرفة بالمصادر القديمة التي يرجع إليها، بالضبط مثل معرفته بالعمل الجديد. خاصة أن الشرقاوي كان أمينا حين رد مادته الجديدة في شكلها وتناولها، القديمة في جوهرها وأصلها إلى مصادرها الأولى، لكنه مع ذلك أ يذكر في بعض أجزاء من كتبه أرقام الصفحات التي كان يرجع إليها. وهذا بالطبع يرهق الباحث، فيكفي أن أذكر أن مصدر، واحدا من عشرات المصادر التي رجع إليها وهو كتاب”الأغاني”للأصفهاني يتفرع إلى أكثر من عشرين مجلدا، كل مجلد يتضمن مئات الصفحات من القطع الكبير، لكن هذا أيضا لم يكن خافيا عليه، بل كان يتعمده. وكانت حكمته في ذلك أن يثير لدى القارئ إمكان البحث وهو ما عبر عنه صراحة في كتابه”علي إمام المتقين”قائلا:”فليرجعوا إلى هذه الموسوعات وليبذلوا ما بذلت من جهد”.

لقد كتب الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي عدداً من البحوث الفكرية والدراسات من أهمها: «أول ثورة في الفكر الإسلامي»، و«باندونغ والسلام العالمي» عام 1954م، و«شخصيات إسلامية»، و«محمد رسول الحرية» عام (1962م) الذي طبع بأعداد ضخمة مرات عديدة، و«ابن تيميه الفقيه المعذب» عام 1982م، و«أئمة الفقه السبعة» عام 1982م، و«علي إمام المتقين» عام 1983م، و«الفاروق عمر» عام 1986م، و«أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين» عام 1987م، و«عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين» عام 1987م، و«قراءات في الفكر الإسلامي»، و«الإمام الشافعي» عام 1987م، وهي السنة التي توفي فيها في القاهرة، وترجم الشرقاوي عدد من أعماله إلى اللغات الأوربية وبعض اللغات الآسيوية.

وللشرقاوي لونه الخاص، ورؤيته المتميزة، ومذاقه المختلف، وربما يتفوق واحد من جيل الشرقاوي على واحد من جيل الرواد، إلا أن حق الريادة محفوظ. والتجربة خير دليل على اختلاف كتابات هؤلاء وهؤلاء. مثلا لو قرأنا كتاب "محمد رسول الحرية" للشرقاوي نجده يختلف عن "حياة محمد" لهيكل و "عبقرية محمد " للعقاد و "محمد الرسول البشر" للحكيم و"على هامش السيرة" لطه حسين و" فجر الإسلام" لأحمد أمين.

* "الرسالة" أضخم عمل تاريخي عن الإسلام

استعان صناع فيلم "الرسالة" -في نسختيه العربية والإنجليزية-بفريق عمل ضخم ومهم يليق بقيمة العمل الذي يعد أضخم الأعمال الدينية التي قدمت عن الإسلام، وشارك الشرقاوي في كتابة الفيلم إلى جانب الكاتب الهولندي هاري كريج والأميركي هاري كيجاف والكاتب المصري توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار، وقام بإخراجه السوري مصطفى العقاد. ويقول سامح العربي: كان الكاتب الشرقاوي في الأصل شاعرا قصاصا-يجتذبه من المادة التاريخية جوهرها وروحها، وليست وقائعها وتفصيلاتها. فهو حين يقوم بالترجمة لواحد من عظماء الإسلام، فإنه يقدم صورة فنية أدبية مبدعة، لا عملا تاريخيا موثقا، فليست الأخيرة مهمته كأديب بل هي مهمة المؤرخ الذي يتسلح بالمنهج العلمي. فهو فيما كتب أديب فنان يستلهم التاريخ في إبداعه الفني. وهو حين يعتمد على الحدث التاريخي كمادة أولية، فإنه يرى في هذا الحدث ركيزة ينطلق منها إلى عالم التصورات والرؤى، مستشرفا آفاق الإنسانية في رحلة الإسلام عبر القرون.



كتاب "محمد رسول الحرية"

يقدم الكاتب خلال كتابه محمد رسول الحرية-يقدم سيرةالنبى محمد – صلى الله عليه وسلم - منطلقاً من قوله تعالى "قُلْ إِنَّمَا أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ"، يصور بشرية محمد

ويقول: "أنا لا أقدم كتابا جديدا في السيرة، فمكتبة السيرة غنية زاخرة بالمؤلفات القديمة، وما أحسب أن كتابا جديدا يمكن أن يضيف حقيقة جديدة إلى ما كتب عن السيرة".

ويكتب سيرة إنسان اتسع قلبه لآلام البشر ومشكلاتهم وأحلامهم وكونت تعاليمه حضارة زاهرة خصبة أغنت الوجدان لقرون طوال، ودفعت سلالات من الأحياء في طريق التقدم، واكتشفت آفاقا من طبيعة الحياة والناس، مصورا قصة إنسان رائع البطولة، ناضل ضد القوى الغاشمة المفترسة، ومن أجل الإخاء البشرى، ومن أجل العدالة والحرية وكبرياء القلب المعذب، ومن أجل الحب والرحمة، ومستقبل أفضل للناس جميعا بلا استثناء الذين يؤمنون بنبوته والذين لا يؤمنون بها على السواء.



كتاب "أئمة الفقه التسعة":

يقدم حياة صفحات عدد من كبار أئمة الإسلام، هم "الإمام زيد بن على زين العابدين، الإمام جعفر الصادق، أبو حنيفة النعمان، مالك بن أنس، الليث بن سعد، الإمام الشافعي، الإمام أحمد بن حنبل، الإمام ابن حزم، العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام.

كتاب " قبل أن يصمت القلم"

في هذا الكتاب الذي يمثل مجموعة مقالات "خواطر حرة" التي نشرها الكاتب في جريدة الأهرام في الفترة من 1983 وحتى 1987 سيعيش القارئ مع فكر فكر رجل رسالته هي الدفاع عن الحق والخير والحرية والتغني بأحلام البسطاء الشرفاء في روعة فجر جديد يسوده الإخاء والعدالة والمساواة والتحرر من قهر قوى الشر والظلام وسطوة صناع المآسي والأكاذيب. وهو يرى إن الكلمة لها قدسيتها المسئولة عن صياغة أفضل للوجدان الإنساني وإن على الكاتب أن يضطلع بدوره القيادي في تحرير أفكار شعبه. ومن عناوين هذه الخواطر (عن اللغة العربية - نداء...! - الرقابة والثقافة - رأيى صواب يحتمل الخطأ..! - هذه الكنوز ضائعة -تنويعات-ذكريات- بقية ذكريات - من الذكريات - ذكريات..وأمنيات!! - بعض ذكريات أدبية -الثقافة والمصير).

ويقول الكاتب محمود القيعيأيضًا: ستبقى إسلاميات الشرقاوى علامة بارزة فى تاريخ الفكر الإسلامى، وهي المؤلفات التي قدم فيها رجال الإسلام بدءا من محمد صلى الله عليه وسلم، مرورا بأبى بكر والفاروق وعلى والحسين، وعمر بن عبد العزيز، وانتهاء بابن تيمية والأئمة التسعة! عندما رحل في العاشر من نوفمبر عام 1987 كتب عبد العال الحمامصى مقالا بعنوان «النسر الذي هوى»، وعلق يوسف إدريس على موته بقوله "مات الجبل وأحسست أنى أموت معه" ووصفه د. زكى نجيب محمود بأنه: صدق نادر في القول والعمل. الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى يرى أن الشرقاوى شاعر وكاتب من طراز رفيع، وواحد من رواد ومؤسسى حركة التجديد في الشعر العربي في مصر وفى العالم العربي

ومن أبرز مقالاته وأشعاره المنشورة في مجلات،وتم جمعها على موقع
https://archive.alsharekh.org/

ضجة الذكرى – قصيدة الرسالة مايو – 1945

طلائع الفجر الجديد الهلال فبراير – 1952

دفاع عن الثقافة الغد مايو – 1953

أول ثورة في الفكر العربي الغد يوليو – 1953

رسالة إلى طه حسين الغد سبتمبر – 1953

وإذا.. فلن يقف القتال الرسالة الجديدة ديسمبر – 1956

يا بور سعيد- شعر الرسالة الجديدة ديسمبر – 1956

من رسالة الى جونسون البيان_الكويتية أغسطس – 1967

لقاء مع عبد الرحمن الشرقاوي البيان_الكويتية سبتمبر – 1971

جسارة سوريا وعجز الجامعة الآداب يوليو – 1976

ذكريات وصور رمضانية العربي يونيو – 1985

الفاروق عمر بن الخطاب القاهرة مايو – 1987

عبد الرحمن الشرقاوي في سطور- رسائل ومتابعات القاهرة يناير – 1988

من قصص عبد الرحمن الشرقاوي: ذات ليلة- قصة القاهرة يناير – 1988

رسالة إلى شهيد القاهرة يناير – 1988



استفادة الشرقاوي من مشروع إعادة كتابة التاريخ الإسلامي:

الشرقاوي عرف فيما قرأ لجيل الرواد أنه كانت هناك هجمة ضارية على الإسلام في ثلاثينيات هذا القرن، جعلت كتاب الجيل يتفقون فيما بينهم على إعادة كتابة التاريخ الإسلامي بصورة تقربه إلى الناس حتى لا يلتمسوا معرفته من كتاب غير مسلمين.







كان ذلك فيما عرفنا بمشروع إعادة كتابة التاريخ الإسلامي الذي دعا إليه طه حسين ليكتب الجانب الأدبي من هذا التاريخ، ويتولى أحمد أمن الجانب الفكري، وعبد الحميد العبادي الجانب السياسي، ويواكب هؤلاء في الاهتمام بالكتابة الإسلامية كل من العقاد وهيكل والحكيم. ولابد أن يكون الشرقاوي قد قرأ لهؤلاء ما حبب إليه الكتابة في هذا الميدان.

*شعرالشاعر عبد الرحمن الشرقاوى:

قصيدته الشهيرة "رسالة من أب مصري إلى الرئيس الأمريكى ترومان" هي قصيده يفهمها العالم كله، خاصة لو علمنا أن "ترومان" هو الذي ألقيت القنبلتان الذريتان هيروشيما ونجازاكى في أيامه وزمنه.



كتاب: "تمثال الحرية وقصائد منسية":

حيث صدر لعبد الرحمن الشرقاوى عام 1988، عن الهيئة العامة للكتاب، بصيغة أدبية شعرية.

ويقول الأديب عبد الرحمن الشرقاوىفى مقدمة الكتاب "ما بين دفتى هذا الكتاب هو كل ما بقي من شعر، أدفعة إلى المطبعة، ليكون هو، ورسالةمن أدب مصرى وقصائد أخرى، مجموعتين يضمان قصائدى، عسى أن يجد فيهما القارئ تصوير الحياتنا الاجتماعية والوجدانية عبر نحو أربعين عاماً مضت، وعسى أن يتعرف منهما الدراس على الأحوال التي كابدها جيلنا خلال تجارب التعبير، ثم وهو يخوض الغمرات.

ومن شعره:

من أجواء القصيدة: - «قصيدة الكلمة»



أتدري ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمه

ودخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

الكلمة -لو تعرف حرمه – زاداً مزخور

الكلمة نور وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاعاً شامخات يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان ما بين نبيٍ وبغي

عيسى ما كان سوى كلمة

أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم

....

الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية



المحور الرابع: *كُتب عنه:

يقول عنه الدكتور يسري عبد الغني:"" الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، كان أديبا ومفكرا وفيلسوفا، صاحب رؤية موسوعية وقضية" ويقول سامح العربي أن أسلوبه القصصي في تركيباته واختياراته. فبينما نجد أن معظم أعماله سير وتراجم لا نجد في الدراسات غير كتاب واحد هو”قراءات في الفكر الإسلامي"، وهذا في حد ذاته يشير إلى دلالات منها إيمان الشرقاوي بصلاحية القيم والمثل التي ازدهرت في حضانة الدين الإسلامي ورواها الخلف عن السلف، قاصدا معنى أكبر وأبعد هو تشكيل الحياة المعاصرة ببث روح الطمأنينة في النفوس القلقة، على نحو ما كان أجدادنا الأقدمون الذين لم تخل حياتهم من المشاكل.

لون خاص ورؤية متميزة

من الكتب التي كُتبت عنه:

ما كتبه مصطفى عبد الغني:

*الشرقاوي متمردا، دار التعاون، القاهرة، 1987

*يوسف الشاروني: عبد الرحمن الشرقاوي شاعرًا وقصصيا ومسرحيا ومفكرا، في كتاب مبدعون وجوائز.

*كتاب عمر بطيشة : الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي شاهد على العصر

* مصطفى عبد الغني :اعترافات عبد الرحمن الشرقاوي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 1996

ثريا العسيلى: أدب عبد الرحمن الشرقاوى

القاهرة :الهيئة المصرية العامة للكتاب, 1995م،391 صفحة

د. سامية حبيب: دلالة المقاومة في مسرح عبد الرحمن الشرقاوي

دار النشر: دار إضاءات،2022م

في هذا الكتاب، تستهل الناقدة سامية حبيب دراستها؛ بإضاءة أطوار تجربة الدراما الشعرية في الثقافة العربية، كاشفة عما انطوت عليها الأعمال الإرهاصية من معضلات درامية ولغوية وفنية، ثم تصطفی من مجمل منظومة أعمال الشرقاوي الإبداعية والفكرية النصوص المسرحية الشعرية الستة التي قدمها منذ الستينيات وحتى الثمانينيات؛ لتتخذ منها مجالًا للتحليل الدقيق، في إطار الدراسات السيميولوجية والبنيوية، وباعتماد نموذج رئيسي مُعدَّل، هو نموذج جريماس الفاعلي، لدراسة بنية الفعل المسرحي، وكشف علامية الزمان والمكان المسرحيين، ورصد سمات الذوات الفاعلة في البنية الدرامية، وتحليل الخطاب الشعري والصورة الشعرية بأشكالهما المتعددة.

الكتاب، إجمالا، ينهض ضمنيًا على محاولة طموح لمجاوزة المثالب المنهجية التي قامت عليها دراسات الدراما الشعرية عمومًا، ودرامات الشرقاوي على وجه الخصوص (يقع في 362) صفحة.

و قد نوقشت و أجيزت عدة رسائل أكاديمية حول أعمال الشرقاوي من جامعة مصر و عدة جامعات عربية

سعيد، غادة حسن سيد أحمد حسن. رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي :

رسالة ماجستير ،جامعة الإسكندرية ،كلية الآداب ،2021م

ونلاحظ وجود العديد من الرموز التي تتضمنها الروايتان وبرزت بقوة، وربما تكون هذه الرموز التي تضمنت بهما كان الكاتب على علم بها أو ظهرت من خلال هذه الدراسة الخاصة بهما.حيث تناولت الدراسة مقدمة ضمت أهمية الموضوع ومبررات اختياره والهدف منه ثم تناول الباب الأول: بعنوان مظاهر التأثير والتأثر بين الروايتين من حيث البناء الفني.

(ويتكون من أربعة فصول)

الفصل الأول:

أساليب الوصف لشخصيات الأرض بين الروايتين المصرية والأمريكية:

ونعرض فيه أهم شخصيات الروايتين، وهذه الشخصيات تعد الشخصيات المؤثرة عليها وعلى أحداثها. وتنقسم إلى شخصيات نسائية ورجالية ولا نختلف في أهمية هذه الشخصيات؛ وذلك لأنها المكونة لأي مجتمع كان.

كما يعد بناء الشخصيات في الروايتين وتسلسلهما وظهورهما في بنية الأحداث عامل مهم في نجاحهما. إذ تبرز الشخصيات في رواية الأرض لـ ”عبدالرحمنالشرقاوي” وكل شخصية منهم تضيف رونقا للرواية فكل شخصية هي جزء لا يتجزأ من الأرض.

فيرسم ”الشرقاوي” شخصية الفلاح وبدقة، فهو ذلك الفلاح المحب لأرضه والمتمثلة في (عبد الهادي) و(محمد أبو سويلم)، وتلمع في الأفق شخصية فتاة الريف الجميلة (وصيفة)، والعامل البسيط (علواني).

كما تبرز شخصية (وانج لانج) المحب لأرضه والمتمسك بعادات مجتمعه وأفكاره التي تدور في مجملها حول الأرض الطيبة، وتسانده في هذه المسيرة زوجته (أولان) التي ترعى البيت والأسرة وتساعد في الأرض وتسانده في أفكاره وأغلب مبادئه.

وكذلك يبرز دور الصديق والعامل البسيط (تشينج) والأبناء وغيرهم من الشخصيات المؤثرة بالأحداث.

الفصل الثاني: البناء السردي بين الروايتين المصرية والأمريكية:

يعد البناء السردي في الروايتين من أهم العناصر المؤثرة في كل واحدة منهما مما دفعهما إلى النبوغ والوصول للقارئ، وجعل واقعيتهما تمس الشعوب بأسرها، وليس فقط الشعب الذي توجه له الرواية بلغته الأم. فالحوار الدائر قد يتطابق على أي شعب من شعوب العالم.

ويتكون هذا الفصل من خمسة مباحث، وهي:

المبحث الأول: الراوي:

للراوي دور كبير في بناء أي رواية اعتمد ”الشرقاوي” في روايته على الحوار وسرد الأحداث على لسان شخصيات الرواية أضاف واقعية للأحداث وبروزا واضحا لشخصيات الرواية، كما أن الراوي هو جزء من شخصيات الرواية.

وأما ”بيرل باك” التي اختارت أن تعتمد على وصف الأحداث لتصبح بدورها الراوي العليم بالأحداث الذي يجعل شخصياته تتدخل فقط وقت حوارها، فقد أضافت هي أيضا نوعا أخر من الواقعية على روايتها.

المبحث الثاني: الزمان:

للزمان أثر كبير في بروز الأحداث، كما أن للتسلسل الزمنى دورًا كبيرًا في بناء الرواية خاصة وأنها تنتمي للجانب الواقعي.

لا يوجد اختلاف رئيسي بين الروايتين فيما يتصل بالزمن الذي يعاصر الحرب العالمية الثانية، حيث تفشي الظلم والفساد الذي يقع أولا بشكل عام على الطبقة الضعيفة، وهى على الأغلب طبقة الفلاحين الذين يعانون وبشدة من هذا الظلم.

كما أن الوقت المستخدم في الرواية هو نفسه زمن الاقطاعيين وملاك الأراضي، الذين يستطيعون بنفوذهم تحويل مجريات الأمور لصالحهم دونما الفلاحين قليلي الحيلة.

المبحث الثالث: المكان:

تدور أحداث الروايتين فيما يسمى قديما بالعالم القديم المتمثل في مصر والصين وذلك يدل على أن الأرض وهي المؤسس الأول لقيام أي حضارة لشعب ما. هي جزء لا يتجزأ من شعوب الحضارات القديمة سواء كان ذلك في الماضي أو في الحاضر. كما أن المكان الذي تدور به الأحداث في كلتاهما هو القرية والأرض بحد ذاتها.

المبحث الرابع: النهاية:

النهاية تعتبر عامل مؤثر للغاية في أي رواية كانت فأحيانا يحكم على فشل أو نجاح أي رواية من نهايتها، وبحكم أن القارئ للرواية هو المنتقد الأول لها والمقيم لها، فالنهاية يجب أن تتلاءم مع رغبته.

المبحث الخامس: العنوان:

العنوان هو البوابة الرئيسية لافتتاح أي رواية كانت، فهو في حد ذاته المرآة التي ينظر من خلالها القارئ على مضمون الرواية الداخلي، كما أنه الرؤية الخاصة بالكاتب التي من خلالها يرشد القارئ ويفتح ذهنه وعقله على مفاتيح روايته الداخلية.

للعنوان أهمية كبيرة للقارئ فمن خلاله يحدد القارئ إذا كان سيبدأ في الاطلاع عليها أم لا؛ ولذلك فعملية الجذب الأول للرواية يتعلق بعنوانها ومدى تأثيره على القارئ سواء كان ذلك نفسي أو عاطفي أو اجتماعي...الخ.

الفصل الثالث:

قراءة نقدية مع التحليل للعناصر الفنية في الروايتين

المبحث الأول: اللغة:

استطاع” عبدالرحمن الشرقاوي” في روايته الأرض أن يقترب من القارئ، وذلك باستخدام اللغة العربية الفصحى السهلة في الرواية، كما أن الحوار الدائر بين أبطال الرواية باللغة العامية التي يتميز بها أهل الريف. واقترب باللغة العامية من طبيعة المنطقة التي تدور بها أحداث الرواية كونها منطقة ريفية.

المبحث الثاني: التشكيل البلاغي:

تتشكل في الروايتين العديد من الرموز والنواحي الاجتماعية والتاريخية وغيرها، كما يبرز العديد من العناصر المهمة مثل الجفاف وتأثيره على الأحداث والصراع وغيرها.

كل شخصية من شخصيات الرواية عكست في ملامحها رمزًا، فـ (وصيفة) ترمز للأرض التي تتصف بالنضارة والجمال والتي يتهافت عليها الكثيرون من أجل الحصول عليها، كما أن (أولان) لا تختلف عنها فهي رمزًا للأرض، أما (عبد الهادي)و (محمد أبو سويلم) فهما الحارسان اللذان يسعان دوما لنماء الأرض، فـ (وصيفة) والأرض هما وجهان لعملة واحدة، فالأرض لا تختلف عند (محمد أبو سويلم) عن (وصيفة)، فهي ابنته التي يرعاها ونلاحظ هذا في حديثه عن الذرة الصغيرة التي سيؤول مصيرها للموت بعد انقطاع المياه، و(عبد الهادي) لا يراها سوى المحبوبة التي يريد أن يحميها ويبعدها عن جميع الأنظار، فكل ما يهمه أن يحفظها سواء من أهل بلده أو الأغراب عنها، ويمكننا أن نرمز لأهل بلده بـ (محمد أفندي )و (محمود بك) أو من الأشخاص الأغراب مثل: رجال الهندسة والحكومة.

المبحث الثالث: التناص:

مظاهر الـتأثير والتأثر واضحة بشدة في رواية الأرض، سواء كان هذا التأثر ظاهر من خلال المقاطع الغنائية الريفية التي جرت على لسان البطلة (وصيفة) وصديقتها (خضرة). كما رصدت بعض الأمثال الشعبية التي يستخدمها المصريون، وبعض الكلمات المنتشرة في هذه البيئة والتي تميل إلى اللهجة الريفية المصرية.

الفصل الرابع:

قراءة نقدية مع طرح قضايا أدبية في الروايتين:

وتطرق في هذا الفصل إلى عدد من القضايا والمسائل المتعلقة بالمواطنين؛ من الإقطاع والجوانب السياسية والتاريخية والصراعات وقضية الثورة... إلخ.



دراسة جبار عبد ضاحي: نماذج الشخصيات في رواية الأرض للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي:

يعنى هذا البحث بدراسة نماذج الشخصيات الروائية في "رواية الأرض" للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي،بأسلوب فني تحليلي،معتمدين على الدراسات النظرية والتطبيقية في هذا الميدان.وقد كان لعنصر الشخصية دور بارز في أي عمل روائي يكتبه الكتاب الواقعيون ، وتقديم شخصياتهم السردية ،ورسم ملامحها بطرق مختلفة عن طرائق المتقدمين.وكان عبد الرحمن الشرقاوي ، أبرز أدباء جيل الستينيات في مصر، المنتمين الى تيار الروائيين الواقعيين بإنتاجه الادبي. وتعد رواية الأرض أنموذجا لسعي الكاتب الى الخروج من أسلوب السابقين في رسم الشخصية. وفي ضوء ذلك اعتمدنا دراسة نماذج الشخصيات في رواية الكاتب، إذ وجدنا في روايته نماذج لشخصيات وأحداث تفي بغرض الدراسة،فشخصياته تتبلور في أدوارها وطبيعتها وأهميتها، في دفع عجلة الحدث الروائي الى الأمام،معتمدين التصنيف الآتي: (نموذج الفلاحين،نموذج أصحاب النفوذ وأتباعهم ،نموذج الموظفين ،نموذج الحرفيين).

وليد علام :الحب والثورة».. عبد الرحمن الشرقاوي صاحب ملحمة« الأرض»

الجمعة، 10 نوفمبر 2023 م ،أخبار اليوم

محمود محمد علي: عبد الرحمن الشرقاوي، أديب الفلاحين والغلابة

صحيفة المثقف

https://www.almothaqaf.com

٢ربيع الأول ١٤٤٣ هـ — محمود محمد علي: عبد الرحمن الشرقاوي، أديب الفلاحين والغلابة.. رواية الأرض (نموذجا) (1)





قراءة نقديـة في مسرحية (ثأر الله) لعبد الرحمن الشرقاويفي ضوء التصور الإسلامي

محمد عبد العزيز عبد العزيز عبد الحميد

أستاذ الأدب والنقد المساعد/ کلية اللغة العربية بالمنصورة/ جامعة الأزهر



يهدف البحث إلى تمييز الرؤية الإسلامية والمضمون الإسلامي الذي لا يهمل طبيعة الفن من المضمون الزائف المتشبع برؤى الغرب وأفکاره التي يأباها التصور الإسلامي الصحيح،ومدى اقتراب الکاتب أو بعده عن هذا المضمون.وقد توصل البحث إلى أن الشرقاوي ينطلق في مسرحيته من رؤية اشتراکيةثورية،ويرى أن الأثرياء وحدهم هم خصوم الإصلاح والعدل الاجتماعي،وکان عليه أن يهتدي بهدي الواقعية الإسلامية النابعة من تعاليم الإسلام،وقد طغت الأحداث التاريخية على المسرحية التي تتطلب التکثيفوالترکيز في الأحداث.وبدت شخصية الإمام الحسين شامخة، ذات همة عالية تقف ضد الظلم والطغيان، وتسعى للمساواة بين الناس جميعا، لکن الشرقاوي يقدمها بطريقة ثورية، فيجعلها تثور لأجل الفقراء والمعدمين، وليس لتحقيق مبدأ إسلامي وهو إتباع سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-والخلفاء الراشدين في الحکم بالخلافة والبيعة. وقد طالت الحوارات عند الشرقاوي بسبب اعتماده على التاريخ ولجوءه إلى السرد،فغلبت عليها الخطابية والتقريرية.وجاء الصراع عنده طبقيا متشبعا بالمبادئ والأفکار الثورية الاشتراکية.

الکلمات المفتاحية: قراءة نقدية، الأدب الإسلامي، المسرح الإسلامي، الحسين ثائرا، الحسين شهيدا، عبد الرحمن الشرقاوي.

رمزية الحسين رضي الله عنه في المسرح العربي - مسرح عبد الرحمن الشرقاوي أنموذجاً -

:للباحث عبد الباسط سلامه هيكل

وفيها بين أنه التزم الكاتب في تصويره للشخصية بأبعادها التاريخية ومرجعيات عصرها؛ فأضاف إلى النص موضوعية احتفظت برونق وبهاء الشخصية، متجنبًا النصوص التاريخية من مراسلات وخطب؛ ليحتفظ النص بالمغزى قريبا من عقلية القارئ، فلا ينشغل بالتفاصيل التاريخية عن الملامح الملحمية للمسرحية والرمزية لشخصية الحسين -رضي الله عنه.وتشاركت الحقائق والأخبار التاريخية مع مشاعر وأفكار الكاتب الذاتية في تشكيل الشخصية في جانبيها التاريخي والنفسي، في بعدها الواقعي كمنطلق -لابد منه- لرمزيتها، فجاءت الحوارات التي استنطق بها الكاتب شخصياته، والأحداث الفنية في تطورها وتنامى الصراع وتأزمه وصولا للنهاية متسقة مع مرويات التاريخ.ولم يكتف الكاتب بالتاريخ، فما تناقلته الكتب التاريخية بضع روايات محدودة، لا تتجاوز عدة سطور، لو نقلها الكاتب لما شيّد بناءً مسرحيا، فشخصية الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في النص السردي ليست صورة حرفية، منقولة من صفحات التاريخ، فترك الكاتب لخياله العنان؛ ليستكمل أبرز الجوانب المجهولة من شخصية الحسين رضي الله، وهو الجانب النفسي الدوافع والمبررات التي حتمت عليه أن يتخذ هذا القرار التاريخي أو ذاك.. فجاءت شخصية الحسين في النص ذات محتوى سيكولوجي خصب. كما حقق الكاتب الانسجام والتآلف بين الدواخل النفسية والحقائق التاريخية في تشكيل شخصياته التاريخية، فبدت الوقائع والأحداث متسقةً مع الدوافع الداخلية، وموظفة بدقة لجلاء حالتها النفسية، وتركيبتها الفكرية.وانطلق الكاتب من القالب الواقعي للشخصية في جانبيها التاريخي والنفسي إلى المستوى التجريدي الرمزي لشخصية الحسين ثائرا وشهيدا، فبدا رمزا للإنسانية الحالمة في مثاليتها، المعذبة في ثورتها ضد حياة الأطماع والشهوات والمخاوف، ورمزا في شهادته للتضحية بالأنا من أجل الإنسانية، ورمزا لوحشية الشر في مواجهته لأحلام التحرر.. رمزا للصفاء والنقاء والعشق الإلهي، فطريقه إلى الله هو الحب، رمزًا للثأر من كل انتكاسة وخذلان لصاحب حقٍّ، ثأر من كل لحظة ضعف أمام شهوة، أو تفريط أمام سطوة.ومن تجليات رمزية الحسين ارتباطه بمعاني الحرية ومقاومة المستبد والثورة على الظلم، فاتخذه المسلم وغير المسلم رمزا للخلاص من الحالة التي تعيشها كثير من البلدان في واقعنا من ظلم وإذلال وقمع، رأينا الحسين رمزا للثبات على المبدأ لا يعدو عنه قيد أنملة، فلا يرضى له تحريفا ولا لموقفه انحرافا أو مساومة،وأمسى بعض أنصاره رمزًا للخيانة عندما تضعف النفس الإنسانية عن الانتصار للحق، بل وتنحاز إلى ظالميها، ففي المسرحيتين أمسي مبايعوه هم مسلموه للقتل.ومن ناحية أخرى حمل زمن المسرحيتين دلالة رمزية، فزمن يزيد يتجدد ومعركة كربلاء لم تنتهِ.. بل إنها تندلع كل يوم في عالمنا في صراع مستمرٍ ما دامت الحياة بين من يعيشون لذواتهم، ومن يموتون من أجل غيرهم، بين عبيد الأنانية ودعاة الإنسانية، شخصية الحسين في المسرح العربي رمز الضمير الحرّ، والكلمة الحيّة التي لا تموت، فمن مات دون كلمته حيٌّ شهيد.. ومن عاش وكتم كلمة الحق فهو قبر يمشى بداخله ضمير ميّت.وحملت مسرحيتا الشرقاوي ثنائية وتضاد هما أبرز سمات الحياة حين يغدو الشيء ونقيضه صنوين لا يفترقان، يشكلان من مفارقات عجيبة عالم الحياة الواقعي المتناقض الغامض غموض الإنسان نفسه. وأسهمت ثنائية الشخصيات وضدية مواقفها في إبراز المعنى وتجسيد شخصيات طرفي الصراع.وأخيراً أتت لغة مسرح عبدالرحمن الشرقاوي تصويرية كاشفة للمستويين التاريخي والنفسي لشخصية الحسين رضي الله عنه، كما أنها لغة إيحائية فتحت بألقاب الحسين آفاقا غير متناهية من الدلالات في نفوس القراء، ولغة تمثيلية مرصَّعة بعدد كبير من الاستعارات المبتكرة، والتشبيهات البديعة، ونزع الكاتب في لغته منزع لغة المتصوفين في عمقها، وكثافة محمولاتها الدلالية، وإشاريتها في بعض المواقف، واتسمت لغته النثرية بموسيقية شعرية مُحلقة مستمدة من عمق الشعور وصدق العاطفة ورقة التعبير، كما ظهرت ثقافة الشرقاوي الإسلامية في ثراء الأفكار وتنوع البراهين في حوارات شخصياته، وتناص لغتهم مع بعض معاني القرآن، مبرهنا الشرقاوي على حبّه العميق الصادق لآل البيت بمسرحه الذي ارتقى إلى ذروة الصدق الفني، فيخيل للقارئ أن زينب بنت علي هي الناطقة حقيقة بعبارات الرّثاء التي تقطر أسًا ولوعة على أخيه الحسين رضي الله عنهم أجمعين



[HEADING=1]عبدالله الميالي:قراءة في مسرحية (ثأر الله) لعبد الرحمن الشرقاوي:[/HEADING]
1 – استمدت المسرحية أحداثها وشخصياتها من الإرث التاريخي والديني العربي، مصوّرة تلك الأحداث بأسلوب يتوسط بين القصة والشعر، كما يبدو الأسلوب الروائي في المسرحية ظاهراً وجليّاً، ممّا يقوّي أثرها في نفس القارئ.

2 – ركّزت المسرحية على بيان شخصية الإمام الحسين (نفسياً وخطابياً وحركياً ورسالياً) ، وقد وُفّق الشرقاوي في ذلك توفيقاً كثيراً.

3 – أفرزت المسرحية على سعة اطلاع الكاتب الشرقاوي وقراءته المستفيضة لتاريخ متشعب وواسع تناول حياة الإمام الحسين بصورة عامة، ووقائع وإرهاصات يوم عاشوراء بصورة خاصة، بإضافة إلى التاريخ العربي الإسلامي.

4 – نجح الشرقاوي في تناول الصراع (الذي هو روح وجوهر أيّ نص مسرحي) سواء أكان صراعاً باطنياً ونفسياً أم ظاهرياً واجتماعياً. ونجد ذلك الصراع في نصوص كثيرة ومتعدّدة من المسرحية لا مجال لبيانها هنا.

5 – كُتبت المسرحية بلغة العصر، تنبض بحركته وتحيى بحياته، فامتازت ألفاظها بأنها فصيحة ومتينة من جهة، وميسورة وبسيطة وبعيدة عن الألفاظ الغريبة والوعرة من جهة أخرى، فعندما نقرأ عبارات المسرحية سنجد فيها من البلاغة والحيوية بقدر ما فيها من البساطة والسلاسة.

6 – كان لخيال الشرقاوي بصمة واضحة في المسرحية، وقد تجلى هذا الخيال بأروع صوره في المنظر السادس من القسم الثاني من المسرحية (الحسين شهيداً) وهو يرسم صورة (يزيد) تائهاً في صحراء لاهبة، ويعدو حائراً مضطرباً بين منخفضات تلك الصحراء ومرتفعاتها، وقد أعياه العطش يبحث عن قطرة ماء:

يزيد: العطش! يا إلهي كِدتُ أقضي في العطش.

الحسين: نحنُ أيضاً قد هَلكنا عَطشاً.

يزيد: مَن هنا؟ .. مَن أنت؟ .. هل عندك ماء؟

الحسين: أنا خيال الحسين بن علي.

يزيد (مذهولاً) : الحسين بن علي .. آه كم عانيتَ من نار العطش؟ .. كيف بالله تغلبت على حرّ العطش؟ كيف؟ .. لا .. لا .. أنت من خمسة أعوام ذُبحت .. إنني علّقتُ في الأسواق رأسك .. مستحيل .. ليس أنت.

الحسين: إنّ مثلي يا يزيد لا يموتْ .. رُبّ ماضٍ لا يفوتْ

وقد جاء في محضر الجلسة الطارئة لمجمع البحوث الإسلامية برقم عام ٧٦، والتي انعقدت يوم الثلاثاء ٢٢ / ٢ / ١٩٧٢بقاعةالاجتماعاتبإدارةالأزهرالشريف،برئاسةفضيلةالإمامالأكبرد. محمدمحمدالفحَّام—شيخالأزهرورئيسالمجمع—عنهذهالمسرحيةمايلي: «رأىالمجلسأن المسرحية بما تناولت من موضوع تعتبر فتحًا لباب «الفتنة الكبرى» — كما عُرِفت بذلك في تاريخ المسلمين — وبعثًا لأخطار تحرَّج جمهورُ المسلمين وفقهاؤهم عن إثارته؛ مما يمثله القول المأثور عن عمر بن عبد العزيز — رضي الله عنه: «تلك دماء طهَّر الله منها سيوفنا؛ فلا نلوِّث بها ألسنتنا.» كما يرى المجلس أن إعادة مثل هذه الصور إلى الأذهان للمسلمين في حاضرهم بطريقة العرض المسرحية بخاصة يساعد على تفتيت وحدتهم، وتمزيق شملهم، وإثارة الفتنة بين طوائفهم وجماعتهم، ويُحدث بلبلة في الرأي العام الإسلامي، فوق أنه يمكن لأعدائنا من الطعن في سلفنا، واستغلال ذلك في النيل منَّا.» مصطفى عبد الغني، «مسرحية «الحسين» بين عبد الرحمن الشرقاوي والأزهر الشريف … الرأي والوثيقة»، مجلة «المسرح»، عدد ٥، يناير-فبراير-مارس ١٩٨٨، ص١٣٧

لقد أثارت مسرحيتا “الحسين ثائرًا” و”الحسين شهيدًا” اللتان كتبهما “عبدالرحمن الشرقاوي”، خلال عامي 1968 و1969، وكان خلالهما ممنوعًا من الكتابة في الصحف ويعمل مستشارًا فنيًا بمؤسسة السينما بوزارة الثقافة، وقد نشرتهما صحيفة (الجمهورية) على حلقات؛ ثم تقدم بهما في شهر تموز/يوليو 1970 إلى “مجمع البحوث الإسلامية” بالأزهر ليجيز تمثيلهما، متعهدًا بألا تظهر شخصيتا “الإمام الحسين” و”السيدة زينب” وأن يحل محلهما “راوٍ” و”راويةً” يلقي الحوار الوارد على لسانيهما، وفي 4 آب/أغسطس 1970 وافق مدير إدارة البحوث والنشر بالمجمع على تمثيل المسرحيتين، بعد إدخال عدد من التعديلات والحصول على تعهد كتابي من المؤلف، بأن يحل محل الشخصيتين المقدستين “راوٍ” و”راويةً”.


https://kitabat.com/cultural/



المحور الخامس: *جوائزه:

حصل الأديب والمفكر عبد الرحمن الشرقاوي: على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات

ومنحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي.

جائزة لينين للسلام

ويعد عبد الرحمن الشرقاوي مجددًا في الشعر والمسرح، وكان من حقه السعي للحصول على تلك الجائزة العالمية (جائزة نوبل)

وتقديرا لجهوده الأدبية وقع اختيار اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49 لعام 2018، على الكاتب والأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي؛ ليكون شخصية المعرض، والدولة مشكورة أطلقت اسمه على كبرى الشوارع تقديرا لجهوده في إثرا الثقافة والفكر والأدب العربي في مصر والوطن العربي، وإذا كان الباحثون والدارسون مشكورين قاموا بدراسة أدبه وتراثه وفكره بالدراسة والتحليل؛ فإنه مازال في حاجة لمزيد من البحث والدراسة .


المراجع

مادة هذا المقال مأخوذة من المراجع التالية :

جبار عبد ضاحي: نماذج الشخصيات في رواية الأرض للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي،مجلة كلية المعارف الجامعة ، مجلد 29 عدد 1 (2019)

رمزية الحسين رضي الله عنه في المسرح العربي - مسرح عبد الرحمن الشرقاوي أنموذجاً -

للباحث عبد الباسط سلامه هيكل

The islamic college university journal

2017,Volume 2, Issue 43, Pages 93-126

إيمان محمد: ملهمالمناضلين. عبد الرحمن الشرقاوي المفكر الذي انحاز للثورة والفقراء،موقع الجزيرة نت 11/11/2020م


https://www.aljazeera.net/arts/2020/11/11

سامح كريم:عبدالرحمن الشرقاوي كاتبا إسلاميا،مجلة العربي الكويتية ،مقالات من مجلة العربي عبدالرحمن الشرقاوي كاتبا إسلاميا



محمود القيعي : عبد الرحمن الشرقاوىفى ذكراه:

أديب المهمشين وصوت المستضعفين، صحيفة الأهرام

الأحد 16 من ربيع الثاني 1443 هــ 21 نوفمبر 2021 السنة 146 العدد 49293

محمد طه النعسان، الشرقاوي (عبد الرحمن ـ)(1920 ـ 1987م)، الشرقاوي (عبد الرحمن-)


https://ar.wikipedia.org/wiki عبد الرحمن الشرقاوي

https://www.print.sa/bookstore/i/1001360

أحمد إبراهيم الشريف،https://www.youm7.com/story/2021/8/22/100

محمد عبد الرحمن :مئويته.. تعرف على مسرحيات الأديب عبد الرحمن الشرقاوى أبرزها الحسين شهيدا

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 06:00 م


https://www.marefa.org

حسن مرسي: نجل عبد الرحمن الشرقاوي: والدي عاش حياته منحازًا لوطنه ومهمومًا بقضاياه،صحيفة مصراوي، السبت 20 نوفمبر 2021

محمد عبد الرحمن : بعد اختياره شخصية معرض الكتاب.. تعرف على أبرز 10 كتب لـ عبد الرحمن الشرقاوى،اليوم السابع

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 01:14 م


https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3159797/1

سامح العربي : عبدالرحمن الشرقاوي كاتباً إسلامياً

2017/09/26 م مجلة العربي 1992م
https://www.almadasupplements.com/view.php?cat=19046

عبد الرحمن الشرقاوي (اندبندنت عربية ـ علاء رستم)https://www.independentarabia.com/node/378401

د. محمد حسن إبراهيم: رواية الأرض لـ "عبد الرحمن الشرقاوي" أسطورة بابا سبحان لـ " محمود دولت آبادى" قواسم إنسانية مشتركة دراسة تحليلية

الخميس 09/ديسمبر/2021 -

المركز العربي للبحوث والدراسات

//www.acrseg.org/41965


https://archive.alsharekh.org/AuthorArticles/21982

عبدالرحمن الشرقاوى.. الروايات الإسلامية حين تتخلص من فهمها الخاطئ

الأحد 17-04-2022 03:34 | كتب: المصري اليوم |

عبد الرحمن الشرقاويالهيئة العامة للاستعلامات :

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009 –


http://streetstory.gov.eg



نجلاء محفوظ :عبدالرحمن الشرقاوي ونور الكلمة:
https://gate.ahram.org.eg/News/3829987.aspx


[HEADING=1]عبداللهالميالي[/HEADING]
قراءة في مسرحية (ثأر الله) لعبد الرحمن الشرقاوي: جريدة الزوراء العراقيةقراءة في مسرحية (ثأر الله) لعبد الرحمن الشرقاوي

سعيد، غادة حسن سيد أحمد حسن. رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي:

رسالة ماجستير، جامعةالإسكندرية، كلية الآداب ،2021م


https://almadasupplements.com/view.php?cat=25665

https://kitabat.com/cultural/



محمد عبد العزيز عبد العزيز عبد الحميد

قراءة نقدية في مسرحية (ثأر الله) لعبد الرحمن الشرقاوي في ضوء التصور الإسلامي

حولية کلية اللغة العربية بجرجا

Article 14, Volume 26, Issue 3, June 2022, Page 2993-3054 XMLPDF (9.51 MB)

Document Type: المقالة الأصلية

DOI: 10.21608/bfag.2022.127623.1087

View on SCiNiTO View on SCiNiTO

Author

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى