الحسين الهواري - المتخيل وإعادة بناء صورة الطبخ المغربي من عصر المرابطين و الموحدين حتى المرينيين عبر شاهدي العيان المعاصرين لحقبة النهضة المغربية .

المتخيل وإعادة بناء صورة الطبخ المغربي من عصر المرابطين و الموحدين حتى المرينيين عبر شاهدي العيان المعاصرين لحقبة النهضة المغربية . قراءة في كتب ابن رزين التجيبي ( نسخة بالخط المغربي ) و ليون الإفريقي ( وصف إفريقيا ) و المجهول وغيرهم .


كيف بدا وكيف تطور ؟
سنعيد تركيب وبناء الصورة كما كانت سائدة في المغرب قديما وكما ذكر تفاصيلها المؤرخين و المؤلفين القدماء الذين عاشوا في تلك الحقبة التاريخية وذلك العصر المجيد وكيف تمكن المغاربة من تشكيل نمط حياة ونموذج للطبخ المغربي وفنون المائدة و الطعام ( الذي ما زال مستمرا حتى يومنا هذا في المغرب ) .سيتم ذلك عبر المتخيل التاريخي الذي اعتمدنا فيه على قراءة معمقة لكثير من النصوص التاريخية في محاولة لإعادة إحياء ذلك التراث الثقافي والحضاري المغربي الذي انقرض وضاع بعضه وشوه أو تلاشى بعضه فما وصلنا منه ليس إلا جزء يسير .
قد نبدأ في مرحلة أولى بكتب تارخية متخصصة في الأطعمة والأشربة و والصيدلة وعلم الاجتماع والرحلات ولاحقا في مواضيع ذات صلة بهذا الموضوع. اخترت أن يكون كتاب الطبيخ بين العدوتين المغرب و الأندلس عصر الموحدين و الذي كتب في عصر المرينيين أحد أهم المراجع والوثائق التاريخية المدونة ويليه كتاب فضالة الخوان في طيبات الطعام و الألوان لابن رزين التجيبي الذي صدر في نفس الحقبة أي بين الموحدية و المرينية، وكتاب إبن الوزان ( ليون الإفريقي ) وصف إفريقيا الذي زار المغرب وجال فيه وكتب الكثير حول الأحوال المعيشية وحول الأطعمة والطبخ المغربي في عصر بني مرين . إلى جانب مؤلفات تاريخية أخرى سنعتمد عليها .
ما هو ثابت عندي أن الطبخ المغربي قفز وعرف تطورا كبيرا إبتداءا من عصر المرابطين ولم يكن قبل ذلك كما صار معه في هذا العصر لأسباب كثيرة أهمها عظمة واتساع رقعة مساحة الدولة و استقرار الأوضاع و ازدهار التجارة و الإقتصاد و شيوع العملة الذهبية المرابطية مما نتج عنه ميول إلى البدخ والرفاهية و توفر موارد ومفاهيم حياتية جديدة ستتطور وتترسخ في الحقب الموالية له خاصة في العصرين الموحدي و المريني الذي ورث ذلك عن العصر المرابطي وزاد في تطويره، و بالرجوع إلى حقبة ما قبل المرابطين أي القرن العاشر وحسب ما هو متوفر من مراجع تلك الحقبة التاريخية عند مروان بن حيان مثلا و البكري الذي كتب وصفا مسهبا عن بلاد المغرب و الأندلس ( المسالك و الممالك ) وغيرهما كابن حوقل صاحب صورة الأرض و المقدسي كذلك نجد أن هناك تغييرا في المشهد الثقافي والحضاري المغربي حصل ما بين القرنين العاشر و الثاني عشر .. يتبع

إن الحقيقة موجودة في طيات كتب التاريخ
و إن الحقيقة لا تخفى أبدا مهمى طال الزمن

يتبع بقلم الهواري الحسين



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى