لو تمكنا من استرجاع الصورة الكونية لما سبق السابع من اكتوبر بما يخص القضية الفلسطينية، لاكتشفنا سمات النمطية في الطرح والعرض والرتابة والتكرار والوعود التي تصل لمستوى الجمود، وكذلك التغييب، والاتجاه لتقديم قضايا اكثر اهمية واهتمام بالنسبة للمنظومة الدولية في العالم، مثل حرب روسيا واكرانيا، والحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة الامريكية،سواء لجهة العملقة الاقتصادية،أو لجهة قضية أزمة تايوان، ومآلات الملف النووي الايراني،وحرب الحلفاء وحصار اليمن،وحرب في سوريا وحصارها بقانون قيصر، وما الى ذلك من قضايا تجاوزت القضية الفلسطينية في الاهتمام والتحرك،ولم تكن القضية الفلسطينية في تلك الفترة تظهر إلا في بعض المواجهات في شمال الضفة وقساوة تعامل الاحتلال الاسرائيلي،سواء كان ذلك في الاقتحامات المتكررة لمخيمات ومدن شمال الضفة ( مخيَّم جنين ومخيَّم نورشمس ونابلس ومخيَّم بلاطة خيَّم عسكر وطوباس والفارعة ومخيّم عقبة جبر) والاغتيالات المتكررة للنواة الصلبة لظاهرة المجموعات والكتائب المسلحة،أو للمعارك أو الموجهات المحدودة التي كانت تظهر من حين لآخر بين قوى المقاومة مجتمعة او بشكل فردي بين جيش الاحتلال والمقاومة في غزة،أو لجهة انتظار الخطاب النمطي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدة سنوات في شهر ايلول من كل عام والذي يصادف ذكرى انشاء اكبر مؤسسة امن دولية وهيئة امم تشمل نحو مئة وأربعة وتسعون دولة تمثل سكان و شعوب المعمورة.حتى جاء السابع من اكتوبر الذي استفاق فيه العالم على أكبر عملية هجوم فلسطيني مباغت "لكتائب القسام" الجناح العسكري لحماس والفصائل الاخرى على معسكرات ومستوطنات غلاف غزة،وما نتج عنه من قتل واسر لأكثر من الف وثلاثماية وخمسين ضابط وجندي ومستوطن اسرائيلي،الحدث الذي هز المنطقة والعالم،ولا زالت تداعياته التي نتج عنها عدوان اسرائيلي وحرب ابادة شرسة على قطاع غزة في اطول حرب اسرائيلية على الفلسطينيين منذ العام 1948،وهذه الحرب،وهذا العدوان المدمر والدامي المتواصل منذ ثمانية اشهر،روَّع بمشاهده ونتائجه امم المعمورة وشعوبها من هول ما جرى ويجري،الامر الذي أحدث انقلابا في رأي شريحة كبيرة من شعوب وأمم ودول العالم،حتى تلك التي كانت الى جانب اسرائيل بشكل تلقائي،خاصة في الساحات الاوروبية والأمريكية مركز شد الظهر الاسرائيلي المعتاد،محطما بذلك حواجز عقدة معاداة السامية التي كانت تستخدمها اسرائيل بشكل متواصل لإخافة الافراد والجماعات من التجرؤ على نقدها،ورفض تصرفاتها،وهذا الانقلاب وهذا التغيير لم يتراجع مع مرور الوقت،بل تصاعد كما ونوعا،وتوسع مكانا وزمانا،وعلا صوتا وحضورا،الامر الذي جعل اكبر حلفاء اسرائيل في العالم وهم الولايات المتحدة ورئيس ادارتها بايدن يعيش تحت ضغط داخليّ وخارجي كبير وثقيل،دق ناقوس الخطر امامه من احتمالية خسارته في الانتخابات القادمة في الخامس من تشرين ثاني المقبل حسب استطلاعات الرأي الامريكية المتواصلة بسبب موقف ادارته من اسرائيل وأفعالها في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة،حتى ان احد الاستطلاعات التي اجريت في داخل اعضاء الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة اظهر ان 54% من جيل الشاب في الحزب المذكور يؤيدون قيام دولة فلسطينية من النهر الى البحر!!،وكذلك في الدول الاوروبية الاخرى مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا والدنمارك وسويسرا وايطاليا،مما دفع دولا اروبية وازنه مثل اسبانيا والنرويج وايرلندا للاعتراف بدولة فلسطين لتضاف هذه الدول لمجموعة دول اروبية سبق وان اعترفت بدولة فلسطين مثل السويد ورومانيا ومالطا وقبرص وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وبولندا ورومانيا،أي ما يزيد عن ثلث القارة العجوز،الثقل والتكتل الثاني سياسيا في العالم،اضافة بقيت قارات العام التي تضم مع هذه الدول 146 دولة تعترف الان بدولة فلسطين من اصل 193 دولة،بالإضافة لعديد الدول التي تسابقت لرفع الدعوى امام المحاكم الدولية لإدانة ولجم اسرائيل مثل جنوب افريقيا والمكسيك والبرازيل،وعديد الدول التي قطعت علاقاتها مع اسرائيل مثل كولمبيا وبوليفيا وهندوراس وتشيلي والبرازيل بالإضافة للأردن والبحرين،وهي صورة من صور الغضب العالمية على ما تقترفه اسرائيل من جرائم في غزة.ناهيك عن قطع العلاقات الاقتصادية والثقافية واجتماعية وغيرها من دول ومنظمات اهلية وحكومية مع اسرائيل.
كل ذلك التغيرات والهزات التي جرت وتجري،ما كانت لتحدث لولا ما جرى في السابع من اكتوبر وتداعياته،فقد ادى هذا الحدث المتواصل منذ ثمانية اشهر والذي وضع ولا يزال المنطقة برمتها ان لم نقل العالم على شفى حرب اقليمية واسعة ومدمرة قد تمتد لحرب عالمية تأخذ البشرية إلى المجهول،الامر الذي كسر نمطية المطالبة بحل جذري للصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب " إسرائيل وفق ما يسمى بحل الدولتين من حالة الرجاء والتمني الى حالة الفعل،وإلى تفكير جدي وملح بعد أن اصبح السلم العالمي في خطر حقيقي إزاء هذه الصراع،وما ابرزه الى سطح العالم هو السابع من اكتوبر وما بعده،وما نقل التأييد الجارف لقضية شعب فلسطين في العالم إلا عدالة القضية الفلسطينية ومظلومية شعب فلسطين التي شاهدها ويشاهدها العالم صباح مساء.
لقد كانت صرخة مدوية في أذن العالم وشعوبه،وخزة في ضميره المتلبد طويلا،قفزة انتباه في سماءه المنشغل بذاته ومصالحه الطاغية،وان حصاد السابع من اكتوبر فَعَلَ فِعْلْ أكثر من عشرات السنوات من الدبلوماسية واللهاث وراء التسويات رغم جبل التضحيات ونهر الدم المتدفق،وكأنه مصير الشعب الذي طالب وما زال يطالب بحريته وحقوقه المشروعة بالوسائل التي اقرتها المواثيق والشرائع السماوية والدنيوية،الذي يعترض لأبشع واقسى إحتلال إحلالي في التاريخ المعاصر،ليكون هذا الثمن الباهظ والكبير قيمة الفاتورة الاخيـــرة ــ إن شاء الله ــ من التضحيات قبل الاستقلال وانتزاع الحقوق،وليكون مثالا جديدا،وانموذجا يحتذى في الحرية والاستقلال.
كل ذلك التغيرات والهزات التي جرت وتجري،ما كانت لتحدث لولا ما جرى في السابع من اكتوبر وتداعياته،فقد ادى هذا الحدث المتواصل منذ ثمانية اشهر والذي وضع ولا يزال المنطقة برمتها ان لم نقل العالم على شفى حرب اقليمية واسعة ومدمرة قد تمتد لحرب عالمية تأخذ البشرية إلى المجهول،الامر الذي كسر نمطية المطالبة بحل جذري للصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب " إسرائيل وفق ما يسمى بحل الدولتين من حالة الرجاء والتمني الى حالة الفعل،وإلى تفكير جدي وملح بعد أن اصبح السلم العالمي في خطر حقيقي إزاء هذه الصراع،وما ابرزه الى سطح العالم هو السابع من اكتوبر وما بعده،وما نقل التأييد الجارف لقضية شعب فلسطين في العالم إلا عدالة القضية الفلسطينية ومظلومية شعب فلسطين التي شاهدها ويشاهدها العالم صباح مساء.
لقد كانت صرخة مدوية في أذن العالم وشعوبه،وخزة في ضميره المتلبد طويلا،قفزة انتباه في سماءه المنشغل بذاته ومصالحه الطاغية،وان حصاد السابع من اكتوبر فَعَلَ فِعْلْ أكثر من عشرات السنوات من الدبلوماسية واللهاث وراء التسويات رغم جبل التضحيات ونهر الدم المتدفق،وكأنه مصير الشعب الذي طالب وما زال يطالب بحريته وحقوقه المشروعة بالوسائل التي اقرتها المواثيق والشرائع السماوية والدنيوية،الذي يعترض لأبشع واقسى إحتلال إحلالي في التاريخ المعاصر،ليكون هذا الثمن الباهظ والكبير قيمة الفاتورة الاخيـــرة ــ إن شاء الله ــ من التضحيات قبل الاستقلال وانتزاع الحقوق،وليكون مثالا جديدا،وانموذجا يحتذى في الحرية والاستقلال.