د. محمد عباس محمد عرابي - رائد القصة القصيرة الكاتب والروائي الأديب يحي حقي ( 1905م - 1992م)

عرض /محمد عباس محمد عرابي

1717489835264.png


يعد الكاتب والروائي الأديب المصري يحيى حقي محمد حقي (رحمه الله) (87)عامًا من كبار الأدباء المصريين. ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية، وقد درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي وكتابة الأعمال الأدبية.

وهو يعد من كبار الأدباء في فن الرواية والقصة القصيرة، كما أنه يعد علامة بارزة في الأدب والسينما وهو من كبار القصاصين والروائيين بجانبنجيب محفوظ ويوسف إدريس. ويعتبره النقاد "رائد فن القصة القصيرة".ومن أشهر أعماله الأدبية رواية "قنديل أم هاشم"، و"البوسطجي"، و"سارق الكحل، فلقد نشر العديد من القصص القصيرة والمقالات، والتي حفرت له مكانة في الأدب العربي، ليلقب في ضوء ذلك بـ"رائد القصة القصيرة".

وكان من أبرز سمات شخصيته عزوفه عن الشهرة عكس أبناء جيله من أمثال: توفيق الحكيم وحسين فوزى وزكى نجيب محمود الذين كانوا يحرصون على الكتابة في المنابر الثقافية والأدبية الكبيرة ذات الصوت المسموع، لكن يحيى حقي قرر أن يعيش في الظل ويبتعد عن الأضواء، فكان يحرص على أن ينشر أعماله في صحف ومجلات محدودة الانتشار؛ لأنه يحب أن يحتفظ بسلام روحه ولا يطيق الضجيج والأضواء.

وهو صاحب الفضل الأول في اكتشاف الدكتور جمال حمدان الذي كتب مقالاته الأولى على صفحات المجلة ولفتت الأنظار إلى نبوغه وعبقريته

ورغم انتمائه إلى أسرة تركية،لكنه كان عاشقاً للعرب وللغة العربية. وكان يمد يده إلى الأجيال الجديدة من الأدباء والمثقفين، وأعطاهم الكثير من وقته دون ضجر، وقرأ أعمالهم بصبر شديد. وكتب مقدمات لأعمالهم تفيض بالحنان والفهم والذكاء.

وكان حب يحيى للأدب كبيرا فنشر في مطبوعة سكندرية هي، "وادي النيل" بعض المقالات المنفصلة عن محامين مصريين وأوروبيين، كما نشر في السياسة الأسبوعية قصة قصيرة "الدرس الأول" في 19 يناير 1926، حيث قدمه أخوه إبراهيم "وهو وطني وأديب ساعد في تحرير جريدة السفور" لمجموعة أدبية هي "المدرسة الحديثة" التي كان أعضاؤها يناضلون من أجل الحقوق السياسية والعدل الاجتماعي.

وساهم يحيى في مجلتهم "الفجر" ما بين عامي "1925-1926".

ولا يُذكر اسم يحيى حقي إلا وتهلّ علينا روائح وأصداء الموسيقى العذبة الرقيقة، فهو الموصوف بعازف الكلمات، والمندرج تحت عطر الأحباب، يجمع النقاد على أن أدبه يغوص في الواقع، وأطلق عليه كثيرون الأديب الشعبي.

وعمل "حقي" كمستشار في دار الكتب والوثائق القومية، ومن أهم روايته "خليها على الله" و"صحي النوم".

ومن أهم روايته التي تم تحويلها لفيلم عربي هي رواية "قنديل أم هاشم"، والتي ناقش فيها ببساطة الصراع بين الحضارة والخرافة.

وفيما يلي نبذة موجزة عن سيرته الذاتية:


*المحور الأول: أبرز أعماله الأدبية:

يقول الكاتب حمدي عابدين:"كانت القصة القصيرة لدى يحيى حقي، كما يضيف، تعني التحديد والحتمية اما الرواية فتعتمد حسب رأي حقي نفسه على الصدفة والتجريد المصطنع. وذكر أن القصة القصيرة عند حقي تحاول أن تكشف بعضا من جوانب النفس الانسانية حيث تنقل قارئها من الصورة الجزئية المباشرة إلى المعنى الكلي خلفها وقد أخذ حقي موقف الراوي في معظم قصصه مستفيدا من تكنيك القصص الشعبية والملاحم وهو ما جعل روايته «رائقة الصوت»، متعاطفة مع أبطال القصص، وأدى في النهاية إلى خروجها بحميمية أكثر إلى القارئ، وكان حقي مغرما بالمكان من أجل تكملة اللوحة التي يتحرك فيها الأبطال، وهذا ظهر واضحا في وصف ميدان السيدة أكثر من مرة في لوحات «قنديل أم هاشم» كما أجاد وصف الأجواء الصعيدية بسبب إقامته لفترة طويلة هناك، وهذا ما تجلى في قصص مجموعته «دماء وطين» وسيرته الذاتية «خليها على الله»(الشرق الأوسط ،1424ه)

حيث يعد الأديب المصري يحيى حقي علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، والعديد من المقالات، وقد تنوعت أعماله الأدبية بين الرواية والقصص القصيرة،النقد الأدبي والتاريخي ولاجتماعي والفني.

ومن أشهرها ما يلي:

امرأة مسكينة

أترك لك اختيار العنوان

الدعابة في المجتمع المصري

دمعة فابتسامة

صفحات من تاريخ مصر

سارق الكحل

تعال معي إلى الكونسير

البوسطجي

تراب الميري

حقيبة في يد مسافر

فكرة فابتسامة

في محراب الفن

كناسة الدكان

مدرسة المسرح

من فيض الكريم

هذا الشعر

يا ليل يا عين

فجر القصة المصرية

في السينما

من باب العشم

هموم ثقافية

قنديليات

دنيا

عبد التواب أفندي

فلة -مشمش- لولو

مذكرات عابر سبيل

ذكريات دكان

مولد بلا حمص

صح النوم القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1987م

عنتر وجوليت:القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1986م

أم العواجز: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1984م

أنشودة للبساطة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1987م

خطوات في النقد، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1976م

دماء وطين: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1979م

الفراش الشاغر:القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1979م

ناس في الظل:القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،19849م

قنديل أم هاشم:سلسلة اقرأ، القاهرة، دار المعارف

خليها على الله:القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1987م

عطر الأحبابالقاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1986م

عشق الكلمة: القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1987م

كتاب عشق الكلمة عرض فيه الكاتب الكبير يحي حقي مجموعة من المقالات عدداً من القضايا الهامة والتي تنوعت بين: الصراع بين الفصحى والعامية وصراع الإنجليزية والعربية، واللغة والدستور، والأزهر ودوره، والجامعة ومستقبلها، وطبيعة العلاقة بين الكاتب ودور النشر، وغيرها من القضايا الفكرية والأدبية واللغوية وأثرها في عشق الكلمة.



*حبه الشديد للغة العربية:

وقال يحيى حقي يوماً عن نفسه إنه عاشق من عشاق اللغة العربية ووصف نفسه بأنه» مهووس» بهذه اللغة، وأحياناً كان يسمى نفسه باسم» الجاسوس» على «القاموس» فقد كان من عاداته أن يقوم بجولة في صفحات المعاجم العربية ليس من أجل البحث عن معنى كلمة من الكلمات ولكن من أجل إيجاد مناخ لغوى عربي حميم يعيش فيه ويشعر بالألفة معه، وقد زادته هذه الجاسوسية معرفة بلغته العربية وما فيها من إمكانيات فتفجرت ينابيع الجمال من قلبه الغنى بالعواطف والتجارب.فيقول: «أصل أسرتيتركى نعم ولكنى نشأت في بيت لا يتكلم إلا العربية ومع ذلك لا أسير في الشوارع إلا ونوديت: يا خواجة،أضحك وأقول في سرى آه لو كانوا يعلمون.



*مساهمات يحيى حقي في أدب السيرة الذاتية:

بين الكاتب حمدي عابدين أنه "أشار محمد جبريل إلى مساهمات يحيى حقي في أدب السيرة الذاتية، وقدرته على التعبير، من خلال كتابه «خليها على الله» عن التطور النفسي والفني له ولإبداعاته فضلا عن تصويرها الجيد للبيئات المختلفة التي عاش فيها حقي، ولم يغفل جبريل خلال حديثه كتابات حقي النقدية وما قدمه في مجال ادب الرحلات بالإضافة الى مقالاته وخواطره الادبية وترجماته التي قدمها للمكتبة العربية عبر أعمال مهمة مثل «دكتور كنوك» لجول رومان، و«العصفور الأزرق» لمكوريسميترلنك و«الأب الضليل» دايثسوندرز."(الشرق الأوسط ،1424ه)

*نظرية حتمية اللفظ

يقول الكاتب والروائي خالد إسماعيل: كتب يحي حقيقصصه القصيرة، منها مجموعته التي حملت عنوان: "أم العواجز"، ومجموعته: "دماء وطين"، وقبل هاتين المجموعتين، لم يكن "مجتمع الصعيد" معروفًا لدى الأدباء أو القُرّاء، حتى السيرة الذاتية " الأيام " التي صوّر فيها "طه حسين " حياته في "المنيا " في شمال الصعيد ظهرت في العام 1929، وليس فيها ما يمكن اعتباره رصدًا لتفاصيل الحياة في "شمال الصعيد".

وفي مشروعه الإبداعي كله، انتصر لنظرية أطلق عليها "حتمية اللفظ"، وشرحها في مقالاته النقدية، فقال؛ إن "اللفظ" القادر على التعبير عن المعنى الذي يريده الكاتب هو الأَولى ووجوده "حتمي " دون النظر إلى أصله " الفصيح أو العامي

القنديل كانت إقامته في الأحياء الشعبية أحد الأسباب التي جعلته يقترب من الحياة الشعبية البسيطة، ويصورها ببراعة واتقان، ويتفّهم الروح المصرية، ويصفها وصفاً دقيقاً، وصادقاً في أعماله، وظهر ذلك بوضوح في قصة «قنديل أم هاشم»، و«أم العواجز». في عام 1991، صدر له كتاب «خليها على الله»، ويبيّن غلافه الداخلي أنه السيرة الذاتية ليحيى حقي، عاشق اللغة العربية تحدثاً وكتابة وقراءة، وعالج أديبنا الكبير معظم فنون القول، من قصة قصيرة ورواية ونقــد ودراسة أدبية وسيرة ذاتية ومقال أدبي، كذلك ترجم عدداً من القصص والمسرحيات، وإن ظلت القصة القصيرة هواه الأول بعدما كتب آخر كتبه «ناس في الظل» عام 1974. كان يحيى حقي صادقاً مع نفسه أولاً، فتواصل القراء والمبدعون معه، وكان ينشر كتاباته في صحف بسيطة مثل «العمال» و«المساء» و«التعاون»، خصوصاً تلك التي وقّعها تحت أسماء مستعارة من بينها عبد الرحمن بن حسن، والمؤرخ المصري الشهير «الجبرتي»، ولبيب، وشاكر فضل الله، وأبو شنب فضة.
https://www.aljarida.com/articles/1482250625030886500

وقد قطع يحيى حقي في علاقته بالسينما شوطاً بعيداً، وتنوعت اتجاهات تلك العلاقة وأوجهها، فهو أولاً متفرج من داخل صالة السينما، وقد ظل حريصاً على تلك العادة حتى نهاية حياته، كما أنه ناقد متابع للأفلام المعروضة في دور السينما وله بعض الآراء المهمة المقدرة التي تمتلك إلى جانب الذوق الشخصي خبرة ذاتية كبيرة اكتسبها من جولاتها في المعاقل السينمائية الكبرى في أوروبا، ثم توجت السينما المصرية عام 1968 علاقتها بيحيى حقي بالالتفات إلى أعماله الأدبية والاستقاء منها، فأنتجت أربعة من الأعمال السينمائية المميزة التي رسخت في وجدان المشاهدين ومن أبرزها (البوسطجي)، ثم (قنديل أم هاشم)، وهما أهم ما أنتجت السينما المصرية بعامة، وقد سبقهما من أعمال يحيى حقي فيلم (إفلاس خاطبة)، ووليهما فيلم (امرأة ورجل).





*قنديل أم هاشم

الرواية الشهيرة «قنديل أم هاشم» التي ظهرت عام 1944

وتعتبر من أهم روايات يحيي حقي التي ناقش خلالها الحياة اليومية للمجتمع المصري، والتي رصد من خلالها مشاهد مختلفة ومميزة للشوارع والأحياء المصرية، ووثَّق الكثير من العادات القديمة، والفجوة بينها وبين الحضارة والرقي.

تقوم على شخصية إسماعيل ابن السيدة زينب الذى تعلم في إنجلترا وعاد بعد سبع سنوات ليعمل طبيباً للعيون،وإذا به يعود فيجد ابنة عمه« فاطمة» مريضة بعينيها ومهددة بأن تفقد بصرها،وكانت أمها تعالجها بزيت مأخوذ من « قنديل أم هاشم» – وأم هاشم طبعاً هي السيدة زينب- ويغضب إسماعيل، ويذهب إلى مقام السيدة، ويحطم القنديل، وينهال الناس على إسماعيل ضرباً وإهانة؛عقاباً له على جريمته في حق مقام السيدة،ويستمر الصراع حتى يتنبه إسماعيل إلى أنه مخطئ عندما أراد ن يفرض على أبناء بلده – بالقوة- طريقة الحياة والتفكير في الغرب.وقد اكتشف طبيب العيون أن هذا لا يجدى، وأن الذى يجدى حقاً هو أن يتعاطف مع أهله، وأن يساعدهم على الخروج من تخلفهم بالحسنى،والمحبة واحترام تراثهم الروحيوالعقلي .وبعد أن اهتدى إسماعيل إلى ذلك استطاع أن يعالج فاطمة وأن يرد إليها البصر ؛لأنها وثقت به واطمأنت إليه وأحست بما يحمله لها من تعاطف ومحبة، وتنتهى القصة بزواج إسماعيل من فاطمة.

يذكر حمدي عابدين أن الناقد الكبير جبريل ذكر "أن أشهر أعماله «قنديل أم هاشم» يصعب تصنيفها كرواية ويمكن الحديث عنها بوصفها قصة قصيرة مطولة، ونفس الحكم يمكن أن ينطبق على رواية حقي «صح النوم» لأنها أقرب الى مجموعة قصص قصيرة منها إلى الرواية، وتبدو كما لو كانت لوحات لا رابط بينها سوى الزمان والمكان. وتحدث جبريل عن رؤى يحيى حقي الإبداعية، ورؤيته لفني الرواية والقصة، مشيرا إلى أن حقي كان يعنى بالشخصية أكثر من عنايته بالحدث، فكان ينشغل بإبراز ملامح أبطاله ومشكلاتهم ونوازعهم النفسية وتأثيرات البيئة عليهم.


*أم العواجز:

تناقش تلك الرواية أيضاً فترات من حياة يحيى حقي، يستعرض خلالها العادات والتقاليد الشعبية، خلال ذكريات شبابه، ولتلك القصة أسلوب مغاير بعض الشيء، حيث اعتمد فيها على الكتابة التشويقية والجذابة.

*كناسة الدكان

تعد تلك الرواية واحدة من الروايات التي تتضمن أجزاء من السيرة الذاتية ليحيى حقي، وتحتوي على 3 أقسام من المقالات، الأولى "عالم الطفولة"، والثانية "ذكريات الحجاز" والثالثة "درب الحياة".

*صحّ النوم:

تعد تلك واحدة من الروايات الفلسفية التي تدور أحداثها في الريف المصري، بيّن فيها طِباع الريف، والصراع بينه وبين الحضر.

*البوسطجي:

تدور الرواية حول شاب يمتهن توصيل الخطابات، قبل أن ينتقل إلى إحدى القرى قادماً من القاهرة، وهناك يعاني من جهل أهل القرية وسوء معاملتهم له، لينتقم منهم بالتجسّس على رسائلهم.

*المقالات:

كتب العديد من المقالات وعمل محرراً لمجلة أدبية وهي

(المجلة) من عام 1961 إلى عام 1971، حيث تولى رئاسة التحرير فيها من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهي أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة في تاريخها.

ارتبط اسم «المجلة» باسم يحيى حقي، حتى لقد كان شائعاً أن يقول الناس: «مجلة يحيى حقي» واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، في القصة والشعر والنقد والفكر ليصنع نجوم جيل الستينيات في «شرفة المجلة» بشارع عبد الخالق ثروت، وظل يحيي حقي يقوم بهذا الدور حتى العام الأخير من رئاسته للتحرير، حيث فوض نائبه الدكتور شكري محمد عياد لإدارة المجلة في خلال الشهور الأخيرة قبل أن يتركها في أكتوبر 1970 ليتولى رئاسة تحريرها الدكتور عبد القادر القط منذ نوفمبر 1970 وبعدها بقليل أعلن اعتزاله الكتابة والحياة الثقافية.

ويقول الكاتبوالناقد رجاالقحطاني:"المطّلع على كتابات يحيى حقي يلاحظ تأثره بالآداب الغربية تأثراً كبيراً إلى جانب تأثره بالأدب الروسي، وقد ساعد على ذلك أن يحيى حقي عاش في أسرة تركية الأصل، وكانت كل الكتب التي تقع تحت يديه إما من الأدب الإنكليزي وإما الفرنسي، وهذا على الرغم من أنه قرأ ديوان المتنبي ومقامات الحريري والبخلاء للجاحظ، كما قرأ لكتاب عصره أمثال العقاد والمازني والمنفلوطي وغيرهم. وقد كان لهذا كله تأثيره المباشر على ابداعاته الأدبية. ففي «قنديل أم هاشم» يلاحظ القارئ خلو القصة من الحوادث ولكن هذا لا يفقدها قيمتها، حيث إنها تبرز فكرة من البداية إلى النهاية وتقول شيئاً ذا معنى. وفي بقية أعمال يحيى حقي نرى اهتمامه بصلب الموضوع دون الخوض في سرد أشياء لا أهمية لها. وقد كان أول تلاميذ مدرسته النابغين هو الروائي إسماعيل ولي الدين الذي قدم له روايته الأولى «حمام الملاطيلي» - التي تحولت إلى فيلم سينمائي - وبعدها أصدر الروائي الشاب روايات «الأقمر»، «حمص أخضر»، «السلخانة»، «تجربة حب»، «الموت خلف الفندق»، «حب تحت الحراسة» وكلها روايات تعتمد على الجملة القصيرة المركزة مما يدلل على أن القارئ مستعد لاستيعاب هذه النوعية الأدبية تمشياً مع سرعة العصر الحديث، وتدليلاً على أن أسلوب يحيى حقي مقبول للقارئ شكلاً وموضوعاً بالإضافة إلى أنه يمتلك الناحيتين الفنية والبنائية لأعماله كلها بلا نقصان."
//www.alqabas.com



*المحور الثاني: مميزات أسلوبه:

ذكر رجا القحطاني في مقال له بعنوان:" يحيى حقي يستخدم اللغة الثالثة في بناء أعماله القصصية:

يمتاز إنتاج يحيى حقي الأدبي -كما يقول النقاد -بدقة الوصف والقدرة على ترتيب الأفكار، والتركيز بعيداً من الاستطراد، فمعانيه تصل إلى القارئ في جمل قصيرة مركزة لا تحتاج إلى وسيط لتتسلل إلى قلبه.

وهذا الأسلوب الذي تميز به الكاتب والذي يهتم فيه بالدقة والعمق أسماه الأسلوب العلمي، وهو أسلوب يخص صاحبه ويصعب تقليده في أي ظروف.

ويبدو أن الحوار في أعمال يحيى حقي كان اللمسة السحرية التي أضفاها على كتاباته، حيث تتسم جمله بالبساطة والواقعية في خليط من العامية والفصحى أو كما يقول النقاد اللغة الثالثة، فهو يتخذها منهاجاً لتصوير الشخصيات الشعبية التي يحبها، كما أنها وسيلة لتصوير البيئة التي تدور فيها القصة، ولعل هذا كان أهم أسباب نجاح يحيى حقي كقصاص متميز حتى أطلق عليه شيخ القصة المصرية.

ويذكر القحطاني قول الناقد الأدبي يوسف الشاروني: إن يحيى حقي -إلى جانب تميزه بالأسلوب المركز الذي يبتعد عن السرد -تغلب على قصصه الصورة القصصية المرسومة بدقة، وهذا من آثار اطلاعه على آداب الغرب وتأثره ببعضها من ناحية التكنيك لا من ناحية الروح، وخير مثال على هذا هي مجموعته «عنتر وجوليت» التي تضم تسع قصص قصيرة في قسمها الأول، وإحدى عشرة لوحة قصصية في قسمها الثاني وهذا التقسيم صنفه الكاتب بنفسه بغرض وصف الحياة وطبائع البشر في كتابات تقرب بين شكل المقال والقصة في آن واحد.



و ذكر الكاتب القحطاني أيضًا تعليق الناقد علي شلش على ذلك في قوله : «إن ميول يحيى حقي إلى كتابة اللوحات القصصية يرجع إلى ميله إلى الاتجاه النقدي. فهو بهذا يجمع بين روعة الصورة الفنية وبين حرصة على التقاط الواقع المحيط به بدقة وحرص شديدين».

1979| يحيى حقي يستخدم اللغة الثالثة في بناء أعماله القصصية :



المحورالثالث : أبرز الدراسات عنه:

دراسة: عثمان، عبد الفتاح: الأسلوب القصصي عند يحي حقي، القاهرة، مكتبة الشباب ،1990م

واشتملت على تقديم وقسمين:

القسم الأول: التنظير النقدي

الفصل الأول: المنهج الأسلوبي.

الفصل الثاني: المنهج الأسلوب العلمي.

القسم الثاني: الإبداع الأدبي

الفصل الأول: اللوحة الوصفية.

الفصل الثاني: الصورة البيانية.

الفصل الثالث: المفارقة التصويرية.

الفصل الرابع: الفصحى والعامية.

الفصل الخامس: الاعتراض والاستفهام.

المحور جوائزه:

حصل يحي حقي على العديد من الجوائز الوطنية والعربية والعالمية أبرزها:جائزة الدولة التقديرية في الأدبالتي تُمنَح للمفكرين والأدباء المصريين


  • وسام فارس من الحكومة الفرنسية تقديرًا لجهوده الأدبية.
ومنحته جامعة المنيا الدكتوراه الفخرية سنة 1983، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية (فرع الأدب العربي) عام 1990.

اعتزاله الكتابة الأدبية:

لم يكتفِ يحي حقي بدوره الريادي والتعليمي من خلال الكتب والمقالات، ولكنه بعد أن قال كلمته، اعتزل الكتابة الأدبية، وهذه خطوة غير مسبوقة، وشرح ذلك بقوله في مقابلات تلفزيونية وإذاعيّة أجرتها معه تلفزيونات وإذاعات عربية: إن "الكاتب " الذكي، هو من لا يكرر نفسه، ويعتزل إذا ما أحسّ بأنه لن يضيف جديدًا.

المراجع:

مادة هذا المقال مأخوذة للعرض من المراجع التالية :

في ذكرى وفاته.. أبرز 5 أعمال للكاتب يحيى حقي

العين الإخبارية - إسلامالشرنوبي،
https://al-ain.com/article/novels-memory-yahya-haqqi الإثنين 2018/12/10

https://ar.wikipedia.org/wikiيحي حقي

https://www.goodreads.com/ar/book/show/7041989

30/4/2015 يحيى حقي https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2015/4/30

خالد إسماعيل، في ذكرى ميلاد "يحيى حقي " المعلم الثاني للمبدعين العرب،17/1/2024

ttps://www.aljarida.com/articles/1482250625030886500

يحيى حقي... «عازف الكلمات» الذي صنع من كل موقف حكمة ذكرى رحيله تمرّ في صمت وشبه تجاهل الجريدة – القاهرة

في ذكرى ميلاده.. محطات من حياة يحيى حقي رائد القصة القصيرة| فيديو،الإثنين، 17 يناير 2022 ،
https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3641457/1

https://www.marefa.org يحي حقي .

https://abdae-alaealami.com/articles/29619/

مي فهمي، 9 ديسمبر ذكرى وفاة الأديب يحيى حقي.. ملهم المبدعين ورائد القصة القصيرة، السبت 9 ديسمبر 2023 -

رجا القحطاني في مقال له بعنوان:" يحيى حقي يستخدم اللغة الثالثة في بناء أعماله القصصية:
1979| يحيى حقي يستخدم اللغة الثالثة في بناء أعماله القصصية ،صحيفة القبس

حمدي عابدين :يحيحقي.. إنحاز للمهمشين المصريين رغم أصوله التركية،كتاب ونقاد مصريون يستذكرون يحيى حقي وتأثيره في الحياة الثقافية،صحيفة الشرق الأوسط ،القاهرة:

الاثنيـن 13 محـرم 1424 هـ 17 مارس 2003 العدد8875

صحيفة روزاليوسف :فى الذكرى الـ 26 لرحيله يحيى حقى الكاتب النبيل، الأربعاء 5 ديسمبر 2018م
https://daily.rosaelyoussef.com/234080

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى