الحسين الهواري - هل ميلفاي millefeuille أصلها مغربي تطورت عن حلوة جوهرة ؟ بسطيلة الحليب وأصل العجين المورق pâte feuilletée

تسابق فرنسا الزمن لتسجيل تراثها الغذائي الثقافي في المنظمات الدولية و إعطائه الأولوية في الماركات العالمية طابع الوسم الخالص و الكامل Labellisation ومنه حلوى المورقات المعروف ب الميلفاي ألف ورقة (و الألف ورقة مشتقة من الجملة العربية لحكايات ألف ليلة وليلة ) millefeuille و بالرجوع إلى التاريخ المدون حسب كثير من المؤرخين و الباحثين في مجال الطعام والأغذية وهم كثيرون بلا عدد ودون حدود منذ زمن طويل يتضح أن أغلبهم لا يمكن الوثوق بأبحاثهم المنحازة و نستتثني قسم منهم متنورين باحثين و مدافعين عن الحقيقة كلفهم ذلك صراعات مع زمرة الوطنيين المتشددين ( chauvinisme ) #houari_hossin
و لا بد هنا من أن نحيي هؤلاء الباحثين العمالقة الذين وقفوا مع الحق وكانت آراؤهم و أبحاثهم صادمة للمشككين في الجدوى التاريخية ومنهم بول كويشار Guichard و ماسيمو مونتناري Montanari و ماكولين توسين سامات
Maguelonne Toussaint-Samat
صاحبة الكثير من كتب تاريخ الطبخ و الغذاء وكتابها الذي نعتبره وثيقة لنا في هذه المسألة و التي تشير فيه إلى أن العجائن المسمات العجين المورق pâte feuilletée أو phyllo الرقائق لم تكن موجودة أبدا في فرنسا أو أوروبا قبل مجيء العرب وأن العرب هم من أدخلها إلى جنوب فرنسا في القرون الوسطى و إذا عدنا إلى التاريخ فإن تواجد العرب في جنوب فرنسا ابتدأ من القرن الثامن الميلادي عصر الملك شارلمان Charlemagne وحتى القرن الحادي عشر عصر المرابطين بعد سقوط الخلافة في الأندلس و تحولها إلى دويلات تحكمها الطوائف وبعدها انتقلت إلى حكم المرابطين ثم الموحدين أي القرن الثالث عشر وما بعده و إذا كان الباحثون في التاريخ يجملون كل العناصر و الفئات التي تواجدت هناك من غير المسيحيين تحت تصنيف و تعميم ( عرب و مسلمين و سرزان ) , Arabes ,Musulmans Sarrasins فإن الدراسات والبحوث الحديثة تشير إلى أن أغلب العناصر الأجنبية التي تواجدت في جنوب فرنسا و شرق الأندلس من سرقسطة حتى ورأس الفراكسيني Fraxinet في البروفانس Provence ( جبل القلال ) هم من المغاربة Maures / Moros وهم خليط من العرب و الأمازيغ المغاربة الذين عاشوا هناك حتى القرن الخامس عشر وقد جاء ذكرهم عند رابلي في الكركونطيا Rabelais gargantua وذكر تفاصيل كثيرة من اطعمتهم و نمط حياتهم ومنه الكسكس الموري coscoton mauresque . فإذا كان لكل طبق وطعام أصل و تاريخ و مرجع يتتبعه العلماء و الباحثون للرجوع إلى أصوله و منطلقه و مصدره الأصلي أي الرجوع إلى المنطلق الأول و إلى نقطة الصفر في تكونه لإعادة الإعتبار و الحقوق ولو المعنوية لأصحابه الحقيقيين ( و لا أقول الحقوق المادية ) بل لحفظ حقوق الملكية الفكرية للمغرب في هذا التراث الثقافي والحضاري العالمي و توثيقه ليبقى محفوظا للإنسانية و الأجيال القادمة . لقد تضاربت آراء الخبراء و الباحثين في أصل هذا الطبق الذي أصبح عالميا فمن قاءل أنه يعود إلى حقبة الرومان( وهذا غير صحيح ولا دليل متوفر لذلك في كتب الطبخ الروماني سواء عند ابيسيوس Apicuis صاحب معجم الطبخ الروماني De Coqinaria و لا عند فيرجيل في مأدبة المتصوفة التي جمعت أغلب الوصفات التي كانت سائدة عند الرومان قديما ) و لا دليل لها في الطبخ الإيطالي وريث الطبخ الروماني و لا في المستعمرات الرومانية التي هي نصف الكرة الأرضية لاتساعها و شساعتها ، بينما يذهب باحثون آخرون إلى أن تلك العجائن ظهرت في القرن السابع عشر و اخترعها طباخ أنطوان كارم Antoine Carême طاهي ملوك فرنسا و الآراء كثيرة في هذا الشأن سواء منها القديم أو الحديث ..

يتبع بقلم الهواري الحسين


تاريخ تواجد المغاربة المور في جنوب فرنسا و المسمى في الأدبيات وأناشيد رولان chants de Roland الذي أرخوا
التسلسل الزمني للصراعات بين شارلمان و السارسين : غزوات الساراسين sarrasins (830-990) .
يتوافق وجود المسلمين عموما في فرنسا وخاصة شمال جبال البرانس مع التواجد خلال عدة فترات بين 719 م و 973 م في مقاطعة سبتماني ثم في بروفانس حتى 1197م وهو يوافق عصر المرابطين لمجموعات أجنبية من العرب و البربر (العرب والبربر) وحتى المولدون. ( الأوروبيون الذين اعتنقوا الإسلام).
تم تسجيل المرحلة الأولى من هذل الوجود بعد غزو شبه الجزيرة الأيبيرية من قبل الجيوش الأموية ، بين 719 و 759 في مقاطعة سبتماني مع ناربون Narbonne التي صارت كعاصمة لهم .
اما المرحلة الثانية من الوجود فقد استمرت قرابة 80 عامًا ، بين عامي 890م و 973م ، حيث أقاموا خلالها العديد من المعسكرات المحصنة بالقرب من سان تروبيه st-Tropez في وسط سلسلة جبال مويس وكان القائد هو - مكان Fraxinet الذي تدعى المصادر العربية المكتوبة جبل القلال (او جبل القمم ) (النسخ الصوتي لـ Fraxinetum) ، أي المناطق النائية الحالية لخليج سان تروبيه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى