الحسين الهواري - ما انقرض من عادات مغربية منذ 3000 عام طعام الاحتفال ب تيمشرط ،الوزيعة و التويزة السهمة في التآزر وسلف وتوزيع الطعام

الوزيعة في فتوى ابن عبدوس قاضي فاس في وثيقة مدونة تعود إلى العصر المريني وجدت في مكتبة باريس تحمل عنوان ( مسألة الوزيعة ). وحسب الأستاذ السالمي فإن عادة تيمشرط/ الوزيعة تعود إلى حقبة قديمة في المغرب منذ حوالي 3000 سنة لكن الوثائق المدونة هي من عصر بني مرين في فتاوي ابن عبدوس المكناسي قاضي فاس يقول: ( .. و الناس يقسمون اللحم بالتحري / القرعة وإن شاءوا قسم وزنا... ويوزعونه رأفة بالمساكين .. ) وهي عادة كانت سائدة في المغرب قديما كله وتختلف أسماءها حسب كل منطقة من مناطق المغرب ، لكن ما لا يختلف عليه هي تلك الاحتفالات التي تقام في هذه المناسبة والتي تقدم فيها ولاءم ووجبات خاصة من ألوان الأطعمة الكثيرة فرحا بالبركة و بالخير و تلك الوليمة الجماعية تقام في كل المداشر و القرى و البوادي حسب طقوس كل منطقة ومن الوجبات التي كانت تقدم أنواع مختلفة من الكسكس و الاسفنج بالعسل و انواع من الطواجن اللذيذة . #houari_hossin
تعريف الوزيعة:
نجد تعريفا للوزيعة في المعاجم والقواميس
العربية، لكن من الواضح أن أصل اللفظة عربي، مشتقة من التوزيع ، وهو التفريق والمشاركة. وهي عادة قديمة جدا متوارثة منتشرة عند أمازيغ المغرب اإلسالمي منذ أكثر من ثالثة آالف سنة، وتدعىِ تيمشرط (ـ ثيَْم ْشَر ْط َّ ) أو لوزيعت وقد تسمى في بعض الجهات بـ القرعة أو التويزة أو السهمة أوالنفقة وهي تعتمد على توزيع اللحم من أبقار أو أغنام أو ماعز أو ابل . ويشارك ويتعاون فيها القبيلة ٍ وتتمثل في عملية اجتماع ٍ على ذبح لثور أو أكثر أوجميع سكان الدشرة )القرية(، ويستفيدون غنيُ ُ هم وفقيرهم من اللحم.
وهي بذلك مظهر بهيج من مظاهر التضامن والتآزر والتكافل، الغرض منه تمكين الفقيرّ من تناول اللحم ولو مرة واحدة في العام،ً كل عام على الأقل، ولذلك تجرى الوزيعة مرة و تجري في مناسبات دينية: كعاشوراء، ومواسم العام كالسنة الفلاحية واستقبال فصل الربيع، أو موسم الحرث والبذر أو وقت عودة مياه السقي إلى مجاريها بل وحتى عيد الفطر.
تبدأ عملية الوزيعة في اجتماع تحضيري لأعيانَ القرية )جْمع القرية( وهو مجلس القرية المتكون َ من الض ِامِنيْن ) مفرده الضامن و يجتمعون كل ضامن من كل عائلة في القرية (،
ويتم الإشراف والاتفاق في المسجد عادة، إذ يتعرضون فيه لتفاصيل العملية من أولها إلىُ آخرها. ويشترك في تنفيذها معظم سكان القرية ُجمع التبرعات لشراء ٌّكل قدر استطاعته.
لجمع التبرعات و ثمنٌّ ألاضاحي، وكل يدفع حسب استطاعته او يعفى اذا كان معوزا أو مسكينا لا سيما منهم الفقراء.
ويتم توزيع الأدوار والمهام: كإعداد مكان الذبح وإحضار بهيمة الأنعام ومباشرة ذبحها، فالشباب ينظفون مكان الذبح -وهو عادة ساحة المسجد-، ٍ بينما ينظم الشيوخ حلقات للذكر وتالوة القرآن عن مقربة من المكان، مستقبلين صدقات
وإعانات الزوار الوافدين، رافعين إلى ا تعالى وحده دعواتهم بالخير والبركة. أما النسوة فيقمن بإعداد الحلويات و الأطعمة و الأكلات الخاصة بتلك المناسبة . #حسين_هواري
تقوم بعض النسوة بتحضير السفنج( وأطباق الكسكس بمَر ق الخضروات ،وما يتعلق بضيافة الزوار الوافدين. وفي الأخير تقسم الوزيعة على كل عائلة فيٍ القرية حسب عدد الأفراد، بعد عملية إحصاء دقيقة دون إقصاء ألحد.ُ وهذه الوزيعة عٌرف مغربي قديم قد انقرض و نجد له ذكرا في التراث الفقهي المغربي و الفتاوى القرن الثاني عشر، عند فقهاء الموحدين و المرينيين و قد ذكره من المحدثين
المختار السوسي في مقدمة المعسول المسماة
سوس العالمة ...

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى