الحسين الهواري - وجبة طقوسية وقرابين: الشرشم و شرشمة ورمزية رقم 7

في كتاب (بحث في الفلكلور المغربي) لفرنسواز لوجي ولدت حوالي 1870 كتبته أثناء إقامتها بمراكش صدر في 1902. تتناول فيه كل ما يتعلق بالمعتقدات والعادات والتقاليد المغربية الشعبية . وقد كانت تعمل طبيبة في مراكش أصبح إسمها Doctoresse Legy تصنع هذه الوجبة من سبعة 7 أنواع من القطاني واللحم
Sept légumes secs et viande
ذكرت المؤلفة دوكتريس لوجي في كتابها عن المغرب وسأحاول ترجمة نص صفحة وجبة الشرشمة والتعقيب عليه بين مزدوجتين ( ) قالت الكاتبة: في دار المخزن بمراكش ( وهي ما كانت تعرف بدار الكرم أو الضيافة في عصر الموحدين و المرينيين ) أنه يوجد حوض كبير وفي كل سنة وأثناء شهر شعبان يقوم عمال دار الكرم بدبح بقرة سوداء للجن ( عفاريت ) في هذا الحوض ويعملون حضرة (derdeba كلمة أظنها يستعملها كناوة في الموسيقى الكناوية وهي مقدمة وقد اعتمدت نص المؤلفة التي اعتبرت الدردبة إجتماع réunion او قريب منه هو يشبه إجتماع مجلس للتشاور واستحضار الجن استحضار الوحي واستدعاء العفاريت في كثير من طقوس الحضرة وهي لحضة انفعالات وانفجاربالموسيقى والطلاسم طبعا)) أو إجتماع لشرف جن الماء بمشاركة فرق كناوة. ولما تتأخر عودة السلطان إلى مراكش( كان غيابه الطويل بسبب الحركة harqua و نزاعات القبائل المحلية مما يحتم عليه الغياب طويلا عن قصره ) لما يتأخر طويلا عن قصره يقوم العبيد المقيمين في قصره يعلمون احتفالات خاصة ( مقصود بها احتفالات الحضرة طقوسية أو سحرية ) لكي يعملوا على عودة السلطان إلى قصره ولكي يحميه الجن ويصبح تحت حماية جن الحوض. وهكذا يحضرون إلى الحوض وينظفونه جيدا ويقومون بتعطيره بالعطر والبخور المفضل عند هؤلاء الجن ثم يقومون بعمل الفأل( ضرب الفال) بدبح بقرة سوداء في وسط الحوض و هنا سيعرفون عبر حركات البقرة المدبوحة و دمها إن كان السلطان بخير وسلامة وسيعود فإذا كان الدم المسال من الدبيحة وفيرا و كثيرا و إذا وقفت البهيمة المدبوحة فهذا فأل خير و علامة على أن السلطان بخير وعلامة على رضى ، أما لو كان العكس ولم تتحرك البقرة فهذا فأل سيء ( وتبعا لتلك النتيجة ستكون طقوس ذلك الإحتفال ) بعد ذلك يحرقون carboniser ( باللغة الدارجة المغربية يقال يشوطون من شوط ) رأس البقرة في إفران كبير لبعطر ويبخر ( من بخور) كل الأماكن بما فيها سكن السلطان . أما الأرجل( الكوارع ) و لحم الحيوان المدبوح ( البقرة ) فيحضر و يطهى مع شرشمة ( Cherchema ) وهي خليط من سبعة( 7 ) قطاني ( légumes secs ) تطهى بدون ملح ( أي مسوس sans sel) . ولما ينتهي طبخها يضعون كل ذلك على طبق كبير وينظمون استعراضا كبيرا في المدينة( مراكش ) وعلى رأس هذا الاستعراض يحمل هذا الطبق من الشرشمة و اطباق أخرى منه على أطباق تصنع من سعف النخيل
( plateaux de feuilles de palmier )
كما توضع معها كل العطور وكل الألبسة وكل الأدوات التي تستخدم في الاحتفالات التي تقدم ( قرابين ) للجن وتسمى الصدقة ....) ترجمة الهواري الحسين

ويبدو لي أنه قريب من وجبة الهركمة المغربية وكذلك قريب من الحريرة المغربية وما لفت نظري هو تحديد رقم سبعة في المفهوم الروحاني و الطقوس القديمة التي كانت سائدة في المغرب قديما ( إستعمال 7 سبعة مكونات ضرورية في بعض الوصفات وهو رقم يتضمن الكثير من الدلالات والرموز وكان لهذا الرقم وضائف روحانية في الطبخ المغربي فنجد هذا الرقم في كثير من الأطعمة و الوجبات المغربية مثل الكسكس بسبعة خضار مثلا ) وأمر آخر محير هو أن هذا الطبق يطهى بدون ملح أي مسوس ودلالة ذلك روحية متجدرة في الوجدان الشعبي لا سيما عند بعض الفرق الصوفية مثل كناوة و حمادشة و عيساوة لما له من علاقة بالجن و طقوس الحضرة ..

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى