د. محمد عباس محمد عرابي - عودة عكاظ وليال عربية في سماء الطائف الشعر والثقافة

عودة عكاظ وليال عربية في سماء الطائف الشعر والثقافة

عرض /محمد عباس محمد عرابي

على أرض الطائف الشعر والأدب كان سوق عكاظ حيث كان يتبارى الشعراء من مختلف جزيرة العرب، فقد كان يصل إلى سوق عكاظ العرب من كل أنحاء الجزيرة.. التهامي، واليمني، والنجدي والحجازي والعراقي واليمامي والعماني، يفدون إليه من كل مكان، ولكل قطر من هذه الأقطار لهجة عربية، ويتولى دعامة الأدب واللغة في عكاظ (المحكمون) نخل وتصفية هذه اللغات حتى يبقى الأنسب والأرشق ويطرح الثقيل المجفو.

وتعقد بمصطلح العصر مجالس الشعر وورش العمل النقدية حيث نقرأ في كتب التراث الأدبية والنقدية ما رواه وكتبهالكاتب علي حافظ نقلا عن كتب التراث أنه " جلس النابغة الذبياني تحت قبة من أدم (جلد) في عكاظ، وهو المحكم في شعر العرب يومئذ، فدخل عليه حسان بن ثابت، وكان عنده الأعشى والخنساء، وقد أنشد الأعشى شعره وحكم له النابغة، ثم أنشدت الخنساء قصيدتها:

(قذى بعينك أم بالعين عوار)

إلى أن قالت:

وإن صخرا لتأتم الهداة به *** كأنه علم في رأسه نار

وإن صخرا لكافينا وسيدنا *** وإن صخرا إذا نشتو لنحار

فقال النابغة: لولا أن أبا بصير (كنية الأعشى) أنشدني قبلك لقلت إنك أشعر الناس، أنت والله أشعر من كل ذات مثانة، قالت: ومن كل ذي خصيتين.

قال حسان: أنا أشعر منك ومنها.. قال النابغة: حيث تقول ماذا؟ قال: حيث أقول:

لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى *** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ولدنا بني العنقاء وابني محرق *** فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنها

فقال له النابغة: إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك.

ولما أراد عمرو بن كلثوم أن تسير قصيدته (ألا هبي بصحنك فاصبحينا) في الناس ذهب لعكاظ فأنشدها فيه ثم أنشدها في موسم مكة، وكل قصائد المعلقات لم يكن الإجماع ليعقد على أنها أجود الشعر لولا أن المحكمين في عكاظ شهدوا بجودتها وأقر السامعون ذلك."



عودة عكاظ :

يقول الكاتب محمد عبد الرحمن :"توالت العصور وتوقف عقد سوق عكاظ لأكثر من 1300 عام، لكن أعادت المملكة العربية السعودية إحياءه من جديد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، حتى أصبح من أشهر المعالم السياحية في البلاد.

ويستقطب سوق عكاظ أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم والذى أصبح ملتقى حضاريا يجمع الأدباء والتجار والشعراء من مختلف الأنحاء، حيث يتم تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية، إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي.



وتم إطلاق مهرجان سوق عكاظ الأول في عام 2007 والذى استقطب العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم باعتباره صرحا مهما وحدثا ثقافيا مميزا يعقد سنويا يعبر من تاريخ وحضارة."

تعم قد عاد عكاظ من جديد في حلته البهية وثوبه الجديد ونسخته الحديثة بفعاليات متنوعة إبداعية مبتكرة

وامتداد لنشر مدينة الطائف نور الشعر والأدب والثقافة ونفذ النادي الأدبي الثقافي برنامج "ليال عربية "لمثقفي وشعراء وأدباء الدول العربية لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم الثقافية والعربية وقد بدأت الأربعاء 21ذو القعدة 1445هـ بالليلة السودانية ،تلاها الليلة المصرية الأربعاء 28ذو القعدة 1445هـ



ليلة سودانية:

قدمت للأمسية الأستاذة همس بدر الدين وتضمنت الليلة عرض للتراث الشعبي السوداني وفيلم وثائقي لحضارة السودان القديمة، وشارك فيها الشعراء السودانيون هلا خزرجي، وطارقيسن، وبيات علي فايد ،وعمارالبطحاني

يقول الأستاذ عمر محمد العدواني:

((حبابك عشرة بلا كشرة))

تحية سودانية رحبت بها الأستاذة همس بدر الدين بضيوف الأمسية السودانية والتي يقيمها النادي الأدبي الثقافي ضمن برنامج (ليالي عربية)، والذي دشنه رئيس النادي الأستاذ عطاللهالجعيد ورئيس جماعة فرقد الإبداعية الدكتور أحمد الهلالي.أمسية لم يغب عنها الشعراء الكبار،وتم تكريم المشاركين .

وعن هذه الأمسية كتب الأستاذ هلال اليزيدي في صحيفة الحدث: كما عرضت مواد بصرية عن مدينة كسلا، وأفلام وثائقية عن حضارة السودان، وأهرامات البجراوية.

وقد قدمت الأستاذة همس بدرالدين، فقرة شيقة عن الأمثال السودانية، والألفاظ السودانية الدارجة، شاركها في ذلك الجمهور بمحبة.

وختم رئيس النادي عطا الله الجعيد الأمسية في كلمته بسرد بعض الذكريات مع معارف سودانيين، ومواقف، كما تحدث عن بعض الذكريات مع معارف من أدباء سودانيين، وإعلامييهم، كما تحدث عن برنامج ليالي عربية الذي يقيمه النادي، ووعد بأمسيات عربية لا تقل روعة عن ليلة السودان.



ليلة مصرية :

حيث أدارت الأمسية الدكتورة سوسن بلتاجي ،وشارك فيها كبار الشعراء المصريين المقيمين في الطائف :الدكتور أحمد نبوي ،والشاعر خالد قاسم ،والشاعر سامي أبو بدر ،والشاعر الدكتور محمد خيري ،والدكتورة سامية حمدي

فقد نشرت صحيفى عكاظ تحت عنوان "المصريون ينثرون إبداعهم في «ليالٍ عربية» بـ «أدبي الطائف»

وبدأت الأمسية بعرض تاريخي عن الأدب والشعر المصري قدمه الدكتور أحمد نبوي، إذ تحدث عن المدارس الأدبية المصرية وتطور القصيدة العربية في مصر، والأطوار والمدارس التي مرت بها، كما تحدثت الدكتورة سامية حمدي عن الرواية المصرية وتطورها وأهم مدارسها وأعلامها، فيما قدم بقية الضيوف بعضاً من قصائدهم التي نالت إعجاب واستحسان الحضور

وفي نهاية الأمسية، فتحت مديرة الأمسية الدكتورة سوسن بلتاجي الباب لمداخلات الحضور، فتحدث أستاذ التاريخ النقدي الدكتور عايض الزهراني عن مصر، وأدبائها، ثم ألقى الشاعر عادل الحصيني قصيدة رائعة عن مصر نالت إعجاب الحضور وتفاعلهم.

وتحدث رئيس النادي عطا الله الجعيد عن برنامج النادي «ليالٍ عربية»، مشيداً بالشعراء المشاركين في الأمسية، لافتاً إلى العبارة العربية الشهيرة «القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ»، كما أثنى على الحضور المتميز للأمسية



المراجع : تم عرض هذه المادة من المراجع التالية :


علي حافظ

الجمعة 30 أغسطس 2019

حوار عكاظي بين شعراء ومحكم - صحيفة الوطن


https://al-hadath.com/literature-poetry/72708

هلال اليزيدي في صحيفة الحدث :نادي الطائف الأدبي يقيم الأمسية السودانية بعنوان "ليالي عربية"2024-05-23

الكاتب محمد عبد الرحمن:سوق عكاظ.. قصة قديمة بدأت منذ زمن ما قبل الإسلام

الأربعاء، 05 مايو 2021 12:39 م،اليوم السابع .

المصريون ينثرون إبداعهم في «ليالٍ عربية» بـ «أدبي الطائف»

ثقافة وفن الخميس 06 يونيو 2024 00:59https://www.okaz.com.sa/culture/culture/2163275

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى