الحسين الهواري - السمن البلدي الحايل/ الحار...

خاصية مغربية متفردة لا يمكن العثور عليها في أي مكان يحفظ 5 سنوات تحت الأرض حسب جون واندوس الديبلوماسي المستشرق الإنجليزي الذي زار المغرب وألف كتابا عنه حوالي سنة 1721 تحت عنوان ( الإقامة في مكناس ..) حيث أنه كلف بمهمة شراء اسرى الحرب الأوروبيين المحتجزين في سلا بالمغرب عصر المولى إسماعيل العلوي . وكان السمن ينسم بالزعتر وهي طريقة مغربية تختلف عن ما هو متعارف عليه في بلدان أخرى مثل أوروبا beurre salé ou le beurre rance وفي الهند حيث يتداول نوع يسمى Gue لقد كان أجدادنا يخزنون جرة أو قلوش الزبدة البلدية لا سيما في البوادي و القرى في مخازن مخصصة تحت الأرض بعيدا عن أشعة الشمس لمدة خمسة سنوات قبل استعمالها مما يعطي نكهة عجيبة ورفيعة ومميزة للأطعمة المغربية أصبحت مع مرور الزمن تميز النكهة و الطعم والذوق الخاص بالأطباق وهو ما يمكن تسميته بالتهييل( طعام مهيل ) مثل الكسكس و الرفيسة والطواجن التي تهيل بالسمن البلدي الحار . #houari_hossin
واذا كان مصطلح ( السمن ) شائعا في كثير من البلدان العربية أما تقنية وطريقة تحضير هذا المنسم فهي تختلف كليا عند المغاربة مقارنتها ببعض البلدان الأخرى وقد كان المغاربة قديما يستعملون السمن البلدي الحار في الطبخ و كذلك في التطبيب للعلاج الطبيعي لعدة أمراض في الصيدلية الشعبية و كمرهم للجلد يقول المستشرق واندوس أن وفرة الحليب في بعض الفصول حتم على المغاربة إيجاد حلول للاحتفاظ بالفاءض منه ومن هذه الحلول التي اعتمدوها تصبيره في جرار لصناعة السمن . على كل حال يخبرنا واندوس بأمور كثيرة عن المغرب عصر السلطان مولاي اسماعيل فقد تقلد وظائف سامية وكلف باستبدال وشراء الأسرى الأوروبيين في المغرب عام 1721 من قبل بعثة إنجليزية كان يقودها جون ويندوس ، وهو معروف بدوره بتصميم بقايا قوس النصر والبازاليكا ...

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى