تألقت عينا الرجل بالرضاء يوصيني بزوجتي!

-«سعيدان أنتما لا شك.. أكرمها !».

كان يسير في الطريق إلى جواري.. وكان يسألني لماذا لم يعد يراني، وكنت مهمومًا مثقلاً..

دس ذراعه تحت إبطي مبتسما:

- فضلتك عن الآخر.. لأني ضمنتك عندها!..

ومن لحظات تداريت منه في سيارة الأوتوبيس، حتى لا أدفع ثمن تذكرته، كنت

أشعر بالذنب تجاهه.. غلفت ملامحي بغلاف يختلف:

- رغباتها لا تقف عند حد.. تتعبني..

فكز بكوعه ضلوعي:

- مدللة .. أحتملها..

- أمس فقط كلفتني شراء أشياء لا ضرورة لها.. الأمر أصبح لا يطاق..

- اصبر تكسبها أكثر..

أنسل ذراعه مسحوبا من جانب ضلوعي.

سلم ومضى..

تباطأت قدماي علی سلالم البيت، توقفت مرات.. كنت أخشى مواجهة زوجتي في ركن الصالة الخالية كان الدولاب المفكك مكوما، ينتظر مشتريا، سحبت نفسي من أمام نظرة زوجتي.. جرت نفسها مقهورة.. قعدت في الركن المواجه للدولاب متبلدة الوجه.. أحس لوعتها في الأعماق.

لعنة العمالة الزائدة، ولعنة الاستغناء، والحظ المعاثر.. وتوالت الضربات بغير

توقف.. رفعت زوجتي وجهها للسقف المعتم.. حدقت فيها مصفوعا وهي تدعو على الرجل بخراب البيت، وعلى ابنته أن تقع كما وقعت - لتخيب خيبتها..


1972

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى