الهواري الحسين - أمخاخ : وجبة سلاطين المرابطين " التمخميخة" مخمخ... حكاية الوزير المتهور و السلطان المرابطي

كانت وجبة أمخاخ من أشهر الوصفات القديمة والتي انقرضت لسوء الحظ من الطبخ المغربي وهي تتكون أساسا من مخاخ الدباءح من الماشية و الصيد و حتى مخاخ الطيور و التي تجمع من الدكاكين و الأسواق والمدابح ( حسب ما ذكره صاحب كتاب الطبيخ بين العدوتين المغرب و الأندلس عصر الموحدين ) وكان ينسم ويهيل بالتوابل الفاخرة والثمينة ويصبغ بالزعفران الحر والسمن الخ .. #houari_hossin
وهو طبق طعام خاص بالسلاطين والأمراء وكبار الشخصيات أي أنه كان طعاما يخص الطبقة الارستقراطية.
أما حكاية الوزير المنحوس في عصر السلطان المرابطي أو الموحدي كما أتى ذكره في الروايات والقصص القديمة
(و حكايته تشبه إلى حد ما حكاية اشعب عند الجاحظ)
يحكى أنه أثناء مأدبة ملكية حضرها السلطان المرابطي
قدم كما جرت عليه الحالة الأطباق الساخنة النفسية الخاصة بالسلطان وضمنها طبقه المفضل " أمخاخ " المكون من عدة مخاخ متنوعة مخاخ الاكباش و العجول و الحيوانات البرية والطيور ما يشكل طبق أمخاخ ( جمع مخ ومنه اشتقت الكلمات مخمخ و تمخميخة ) وكان السلطان المرابطي مولعا بهذه الوجبة بل يعتبر طبقه المفضل ، لكن الوزير النزق و الملهوف مد يده إلى صحن المخاخ وأخذ أفضلها دون أن يضرب حسابا لفعلته فصر السلطان غيضه لكي لا يثير إنتباه ضيوفه وكتمها في نفسه ، لكنه حقد على وزيره حتى تحين له الفرصة. وهكذا كان فبعد انتهاء الحفل وتفرق المدعوين كل إلى حال سبيله خرج الوزير المنحوس ضمنهم متظاهر بأنه بريء لا يعلم سوء ما صنعه. وبعد يوم جاءه رسول من السلطان( موظف الجبايات ) يسأله عن ثروته و مقدار أمواله وأملاكه مما جعله يحتار في أمره و يطير النوم من عينيه و الوسواس والقلق يخيم عليه . وكان أول ما جال في ذهنه هي تلك النظرات الثاقبة التي رماه بها سلطانه لما ترامى على طعامه وامخاخه ( وهي مثل الارتماء على أملاكه ) فبات يفكر في ورطته وكيف سيلاقي سيده و بأية طريقة ووسيلة سيصلح خطأه ويعتدر إلى سلطانه على سوء تصرفه بات يفكر في ورطته التي أصبحت بمثابة جريمة وفي العقاب الذي سيناله وفكر هل تهوره سيدخله السجن وما هي كفارة ذنبه . وانطلق يجري لا يلوي على شيء حتى مثل أمام السلطان في قصره وأقسم اليمين أمام السلطان المرابطي أن طبق المخاخ اغواه و فتنه وناداه كي يغوص فيه ويأكل وانه كان فاقد للوعي ولا يتذكر شيئا عن تلك الليلة المشؤومة السالفة .. وعلى كل حال فإن السلطان المرابطي ضحك و سامحه والله أعلم ..

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى