جعفر الديري - دراسات في الشعر والنقد.. الدكتور محمد عبدالرحيم كافود

عرض – جعفر الديري:​

"دراسات في الشعر والنقد"، عبارة عن مجموعة من الدراسات والمقالات التي تندرج في مجال النقد النظري والنقد التطبيقي. وهي دراسات نقدية حديثة العهد إلى حد ما - بحسب ما ذكر مؤلف الكتاب - الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة قطر الدكتور محمد عبدالرحيم كافود.

تناول كافود في القسم الأول وهو المعني بالدراسات الشعرية. موضوع الاغتراب الاجتماعي والتمرد في شعر فهد العسكر. وديوان السندباد للشاعر حسن توفيق ووقوعه بين واقع مأزوم وعالم مثالي. مع دراسة لشعر جورج طربية بين المعاناة والتحدي. أما في القسم الثاني فكان حديث كافود فيه عن أوليات النقد الأدبي في دول مجلس التعاون خلال النصف الأول من القرن العشرين. ومقال بعنوان لا تعصب إقليمي وإنما هي دراسات منهجية مع رسالة بعثها كافود إلى "مجلة الدوحة" تعقيبا على المقال النقدي للمفكر البحريني محمد جابر الأنصاري والذي تناول فيه كتاب كافود "الأدب القطري الحديث".

الدراسة الخاصة بالشاعر الكويتي فهد العسكر من أحدث الدراسات بالنسبة إلى ما يحويه الكتاب وهي دراسة حاول المؤلف من خلالها تناول ظاهرة الاغتراب الاجتماعي والتمرد في شعر العسر، وخصوصا أن المؤلف استخدم المنهج الاجتماعي النفسي في الدراسة وهو الأقرب في تحليل ظاهرة التمرد والخروج على المألوف في مجتمع محافظ مثل المجتمع الكويتي في العشرينات من القرن الماضي.

وأورد المؤلف وجهة نظره بشأن المنهج الذي استخدمه في دراساته بقوله: "إذا كان الموضوع وطبيعة النصوص هي الموجه لاستخدام المنهج النقدي فإن ذلك لا يعني حصر العمل الفني في إطار هذا المنهج أو ذاك، من دون النظر إلى البعد الفني، الذي هو العنصر الأساسي في أي عمل إبداعي. وإذا كان النص أو العمل الفني حمال أوجه من حيث مضمونه أو محتواه، فكذلك هو إذا نظرنا إليه من الزاوية الفنية، فالعنصر الفني هو الآخر قد يستدعي أكثر من منهج نقدي لمعالجته بحسب طبيعة النص. لذلك نرى أن التحديد أو الالتزام بمنهج نقدي معين يعد هدرا وتجنيا على طاقات النص الأدبي ومن ثم يصبح المنهج التكاملي هو الأجدى في المعالجة الشمولية للنص الأدبي، ولكن قد يكون هدف الدارس أو الناقد أحيانا هو الوصول إلى الكشف عن ظاهرة معينة لدى الشاعر أو المبدع، فيتم التركيز عليها، ومن ثم يصبح المنهج النقدي الملائم لتلك الظاهرة هو الأساس، ومن ثم لا يعني إغفال الأبعاد الأخرى في تلك الأعمال".

وذلك ما بدا جليا في تناول كافود في دراسته لديوان "ما رآه السندباد" للشاعر حسن توفيق، فقد تنوعت الدراسة بحسب طبيعة تلك النصوص من دون الوقوف عند منهج نقدي بعينه، فهناك القصيدة القومية ذات البعد السياسي التي كانت مرتبطة بظروفها الزمانية وأبعادها القومية والوطنية... وهناك القصيدة الرومانسية بأبعادها الذاتية ومعاناتها الاجتماعية ونزعتها الإنسانية، وهناك قصيدة الوصف والتغني بجمال الطبيعة ولكنها لا تخلو من الاسقاطات السياسية، أو المعاناة الذاتية... ومن ثم توخى كافود أن تكون المرجعيات والمقاييس والمعايير خاضعة لطبيعة تلك النصوص في عملية التحليل والدراسة والكشف عن أبعاد النص.

وعلى هذا المنوال كانت وقفته مع الشاعر والناقد جورج طربية في بعض قصائده التي تعبر عن أزمة الإنسان المعاصر وموقفه من الوجود من خلال المعاناة التي يواجه بها الشاعر واقعه المأزوم وانعكاس ذلك بصورة واضحة في شعر الشاعر.

المصدر: صحيفة الوسط البحرينية: العدد 1026 - الإثنين 27 يونيو 2005م الموافق 20 جمادى الأولى 1426ه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى