الحسين الهواري - أقدم وثيقة عن تميز الطبخ المغربي الطعام عصر الأدارسة و البرغواطيين في كتاب صورة الأرض للرحالة الجغرافي الكبير ابن حوقل

الطعام عصر الأدارسة و البرغواطيين في كتاب صورة الأرض للرحالة الجغرافي الكبير ابن حوقل توفي سنة 977 ميلادية من نصيبين ( تركيا حاليا )
قال المؤلف ابن حوقل يصف المنطقة بين سجلماسة و فاس و بلاد سوس ، وهو شاهد عيان زار المغرب في القرن العاشر وكما هو معروف عنه حسن اطلاعه على أحوال كل بلدان العالم فهو مؤرخ و جغرافي ورحالة و كاتب ، يقول: ( ومن سجلماسة إلى اغمات - ضواحي مراكش قديما - نحو 8 مراحل ومثلها إلى فاس و من ورائها إلى ناحية البحر المحيط السوس الأقصى وليس بالمغرب أجمع بلد أكبر ولا ناحية أوفر خيرا منها ، ولا أرفه ولا أجمع لفنون المآكل و المشارب منها وبها الاترج و الجوز و النخل وقصب السكر و السمسم ... الخ ) . تعتبر شهادة ابن حوقل من الأدلة المتوفرة لدينا على رقي الطبخ المغربي فهي دونت تبعا لزيارته الشخصية للمغرب و هو شاهد عيان تحدث من عين المكان ومن موقع الحدث و لم ينقل عن المؤرخين الآخرين . يصف ابن حوقل خيرات هذه البلاد و انواع مزروعاتها المختلفة الفريدة من القمح و الشعير و الزعفران و قصب السكر و الجوز و الخضار والفواكه بكل انواعها يصف أصنافها الكثيرة وحلو طعمها الزكية وفخر أهلها بصفتهم مياليون إلى الخير و إعطاء الطعام و التصدق بكل ما توفر لهم من أكل و طعام للمارين و عابري السبيل ، يصف كرمهم وجودهم الناتج عن أخلاقهم النبيلة و حبهم للخير واحترامهم للتقاليد . إن الفصل الخاص بالمغرب يثير فعلا الإعجاب و قد ذكر فيه المؤلف باسهاب طويل كل مناحي الحياة في المغرب ذلك العصر و الذي يصادف حقبة دولة الأدارسة لا سيما و قد عاصر عهد الحسن بن قنون وهو عصر صراع بين الأدارسة و العامريين حكام الأندلس في القرن العاشر الميلادي و دولة البرغواطيين التي امتدت على طول المحيط الأطلسي حتى جبال الأطلس الصغير و عرفت ازدهارا كبيرا حول نهر أم الربيع . كما دولة بنو صالح في الشمال بمدنها العامرة نكور و البصرة التي لم يبقى لهما من أثر ( إنتهت الدولتان على يد المرابطين والموحدين بعد صراعات و حروب طاحنة كما هو الحال بالنسبة للنهاية المأساوية لمدينة سجلماسة الشهيرة في ذلك الزمن ) لقد أبدى ابن حوقل في كتابة المسالك و الممالك قدرا كبيرا من التفاعل الذي ظهر من التفاصيل الدقيقة لكل مواطن الحياة و نقل بصدقية وحق مشاهد مؤثرة عن حياة أجدادنا و طرق عيشهم وتفاعل معهم و أتى وصفه متكاملا خلابا في ذكر خبايا الصراع السياسي بين الأدارسة و العامريين حكام الأندلس و البرغواطيين و الزناتيين حول خيرات هذا البلد . إن الطبخ المغربي الأصيل و هو رمز العظمة و الجاه و خير دليل على رقي الأمة منذ قديم الزمان. الطعام اللذيذ الذي سيصبح ابديا .. سأعود الى ذكر تفاصيل هذا المصدر في حلقات قادمة #houari_hossin
و كتاب صورة الأرض المسمى المسالك و الممالك هو تكملة لكتابي سابقيه حول نفس الموضوع كتاب الاصطخبري وكتاب ابن سهل البلخي ، و سيصبح لاحقا مصدرا و مرجعا موثوقا به لمؤرخين لاحقين بعده لاسيما للجغرافي الكبير أبو عبيدة البكري صاحب المسالك و الممالك والذي سيزكي ما ذكره ابن حوقل فنجده يقتبس نفس الوصف في رحلتة المغربية التي كانت في القرن الحادي عشر الميلادي ..

يتبع بقلم الهواري الحسين

* هوأبو القاسم محمد بن حوقل أو محمد بن علي النصيبي (ت. 367 هـ/ 977 م) (ولد في نصيبين في شمال شرق الفرات ضمن الحدود التركية اليوم ) كاتب وجغرافي ومؤرخ ورحالة وتاجر عربي مسلم من القرن العاشر للميلاد. من أشهر أعماله «صورة الأرض» حوالي عام 977 ميلادية
المعلومات القليلة المتوفرة عن ابن حوقل مستخلصة من كتابه الذي كان مراجعة وتطويرا لكتاب «مسالك الممالك» للإصطخري ، والذي كان بدوره مراجعة لكتاب «صور الأقاليم» لأحمد بن سهل البلخي (921). كان ابن حوقل أكثر من محرر، فقد كان رحالة يمضي وقتا طويلا في الكتابة عن المناطق والأشياء التي يراها. أمضى آخر 30 عاما من حياته مسافرا إلى مناطق نائية في آسيا وأفريقيا. حطت به إحدى رحلاته 20 درجة جنوب خط الاستواء على الشاطئ الشرقي لأفريقيا.
كان وصفه دقيقا ومفيدا للرحالة. تضمن كتاب «صورة الأرض» وصفا مفصلا للأراضي التي سيطر عليها المسلمون في إسبانيا وإيطاليا (وبالأخص صقلية)، وكذلك «بلاد الروم» (الإمبراطورية البيزنطية)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى