بهيرة صديقتي منذ الطفولة في منزلة الأخت لي لأني بلا أخوات، وأقوم في نفسها مقام أختها التي توفيت منذ أعوام، المحبة والصداقة المتينة تربط بيننا منذ تعاهدنا على الإخلاص وأصبحنا نتكاشف بالأسرار.
قالت ذات صباح تسر لي شاكية: "أصبحت یا سميحة لا أقوى على العيش بغير كريم وهو عني لاهِ.. هذا المتمرد المستهين بمشاعري! وكلما شعر بخضوعي لحبه ازداد في تباعده وتجافيه.. منحته کل کنوزي ومع هذا قلبه حدید بارد.. إني أتعذب، احترق!..
وقلت في إخلاص حنون: "المرأة تحب وتعبد كلما تنسم الرجل في أجواء كوكبها كلمة المستحيل.. وغلطتك يا صديقتي أنك تريقين مشاعرك وتتهافتين.. فأنا تجدينني صامدة متحكمة رغم جيشان حبي لسمير، وقد تفلت مني أحيانا بارقات تحيي أمله فتتدفق مشاعره ويترامى مفتونا مدلها.. والغريب أني مع ذلك أتعذب وأحترق.. وهذا هو اللغز في الحب!".
وذهبت بهيرة صديقتي الحميمة في الحال إلى سمير ووسوست له: إلى متى ستظل مسحورا بهذه الفتاة؟ ألا تدري أنها لا تحبك نصف ما تحبها وتغدق عليها؟.. هي بخيلة لا تبذل ما يبرهن على صدق عاطفتها.. أرايت كم أنا كريمة سخية لا أنتظر المقابل من حبيبي الجاحد؟.
وفي المساء حين التقيت برجلي كشر لي عن أنيابه هادرا.. "اغربي عن وجهي يا بخيلة!.. بهيرة خر منك، تحب بصدق.. تعطى بلا مقابل".
وصرخت بكبرياء أنوثتي: "كأنك لم تكن في حياتي أبدا.. أبدا!" ومضيت لا أدري.. هل أبکي جرح قلبي والحب الذي أضاعة الكبرياء، أم أبکي تمزق نفسي وفجیعتي في الصداقة التي أضاعها الحسد.
مجلة الهلال
في 1 سبتمبر 1978،
==============
أليفة رفعت
واسمها الحقيقي «فاطمة عبد الله رفعت»
(5 يونيو 1930 - يناير 1996)
كاتبة ومؤلفة مصرية مثيرة للجدل. لها مجموعة من القصص القصيرة التي عكست حياة النساء المصريات في الريف المصري. مُنعت مجموعتها القصصية «بعيدًا عن المئذنة» في مصر، حتى وفاتها، ونَشرت مرارًا تحت أسماء مستعارة، كـ «بنت بنها»، و«عايدة».
كانت أليفة رفعت تأمل في شبابها بالالتحاق بالجامعة، لكن والديها عارضا ذلك، بل وخططا لزواجها بدلا من ذلك. كان لهذا الحدث تأثير بارز على كتاباتها التي انتقدت فيها الطريقة التي تعامل بها المرأة محتجة على وضع المرأة في بيئة لا تمنحها حرية الاختيار، فيما يسمى بـ «أدب الاحتجاج».
وصفت أليفة رفعت في قصصها، حالة الوحدة التي عانت منها النساء، والفصل الحاد بين عالم الرجل وعالم المرأة، بل ودعت الأزواج لاحترام رغبات زوجاتهم الجنسية. وقد انطلقت في هذا الميدان حتى كتبت أقاصيص عن السحاق وعن اتخاذ الحبيبة بديلاً عن الزوج في أداء وظائفه، وعن فضول المراهقات والمراهقين لاكتشاف وظائف الأعضاء لدى كل منهما، وغير ذلك من الموضوعات.
أدى ذلك لمهاجمتها لِما في كتاباتها من تحدٍ للتقاليد الإسلامية.
توفيت هي في القاهرة عام 1996
من أعمالها:
حواء تعود لآدم (مجموعة قصصية).
من يكون الرجل (مجموعة قصصية).
بعيداً عن المئذنة (مجموعة قصصية).
جوهرة فرعون (رواية).
قالت ذات صباح تسر لي شاكية: "أصبحت یا سميحة لا أقوى على العيش بغير كريم وهو عني لاهِ.. هذا المتمرد المستهين بمشاعري! وكلما شعر بخضوعي لحبه ازداد في تباعده وتجافيه.. منحته کل کنوزي ومع هذا قلبه حدید بارد.. إني أتعذب، احترق!..
وقلت في إخلاص حنون: "المرأة تحب وتعبد كلما تنسم الرجل في أجواء كوكبها كلمة المستحيل.. وغلطتك يا صديقتي أنك تريقين مشاعرك وتتهافتين.. فأنا تجدينني صامدة متحكمة رغم جيشان حبي لسمير، وقد تفلت مني أحيانا بارقات تحيي أمله فتتدفق مشاعره ويترامى مفتونا مدلها.. والغريب أني مع ذلك أتعذب وأحترق.. وهذا هو اللغز في الحب!".
وذهبت بهيرة صديقتي الحميمة في الحال إلى سمير ووسوست له: إلى متى ستظل مسحورا بهذه الفتاة؟ ألا تدري أنها لا تحبك نصف ما تحبها وتغدق عليها؟.. هي بخيلة لا تبذل ما يبرهن على صدق عاطفتها.. أرايت كم أنا كريمة سخية لا أنتظر المقابل من حبيبي الجاحد؟.
وفي المساء حين التقيت برجلي كشر لي عن أنيابه هادرا.. "اغربي عن وجهي يا بخيلة!.. بهيرة خر منك، تحب بصدق.. تعطى بلا مقابل".
وصرخت بكبرياء أنوثتي: "كأنك لم تكن في حياتي أبدا.. أبدا!" ومضيت لا أدري.. هل أبکي جرح قلبي والحب الذي أضاعة الكبرياء، أم أبکي تمزق نفسي وفجیعتي في الصداقة التي أضاعها الحسد.
مجلة الهلال
في 1 سبتمبر 1978،
==============
أليفة رفعت
واسمها الحقيقي «فاطمة عبد الله رفعت»
(5 يونيو 1930 - يناير 1996)
كاتبة ومؤلفة مصرية مثيرة للجدل. لها مجموعة من القصص القصيرة التي عكست حياة النساء المصريات في الريف المصري. مُنعت مجموعتها القصصية «بعيدًا عن المئذنة» في مصر، حتى وفاتها، ونَشرت مرارًا تحت أسماء مستعارة، كـ «بنت بنها»، و«عايدة».
كانت أليفة رفعت تأمل في شبابها بالالتحاق بالجامعة، لكن والديها عارضا ذلك، بل وخططا لزواجها بدلا من ذلك. كان لهذا الحدث تأثير بارز على كتاباتها التي انتقدت فيها الطريقة التي تعامل بها المرأة محتجة على وضع المرأة في بيئة لا تمنحها حرية الاختيار، فيما يسمى بـ «أدب الاحتجاج».
وصفت أليفة رفعت في قصصها، حالة الوحدة التي عانت منها النساء، والفصل الحاد بين عالم الرجل وعالم المرأة، بل ودعت الأزواج لاحترام رغبات زوجاتهم الجنسية. وقد انطلقت في هذا الميدان حتى كتبت أقاصيص عن السحاق وعن اتخاذ الحبيبة بديلاً عن الزوج في أداء وظائفه، وعن فضول المراهقات والمراهقين لاكتشاف وظائف الأعضاء لدى كل منهما، وغير ذلك من الموضوعات.
أدى ذلك لمهاجمتها لِما في كتاباتها من تحدٍ للتقاليد الإسلامية.
توفيت هي في القاهرة عام 1996
من أعمالها:
حواء تعود لآدم (مجموعة قصصية).
من يكون الرجل (مجموعة قصصية).
بعيداً عن المئذنة (مجموعة قصصية).
جوهرة فرعون (رواية).