كاظم حسن سعيد - انا ابن جلا وطلاع الثنايا...

هنالك ابيات بلغت شهرة واسعة يجهل الكثير قائليها .
ورد احد الابيات في خطبة الحجاج بن يوسف حين ولي العراق سنة ٧٥هـ فدخل مسجد الكوفة وكان مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ قد غَطَّى بها أكثرَ وَجْهِهِ، مُتَقَلِّدًا سَيْفًا، مُتَنَكِّبًا قَوْسًا، يَؤُمٌّ المِنْبرَ فقال
انا بن جلا وطلاع الثنايا
متى اضع العمامة تعرفوني .
ان ورود هذا البيت في خطبة الحجاج اكسبه شهرة واسعة .
البيت للشاعر الجاهلي المخضرم سحيم بن اثيل الحسحاس .
حقق ديوانه عبدالعزيز الميمني،الذي ولد في بلدة راجكوت في الهند.
وعيّن أستاذا بجامعة عليكرة، وصار رئيس قسم اللغة العربية فيها .
قدم محقق الديوان ترجمة موجزة للشاعر بعنوان "أخبار سحيم وترجمته"، ويذكر أنه كان يكنى بـ أبي عبدالله وقيل إن اسمه حية، وسُحِيم تصغير الأسحم بمعنى الأسود، ويشير إلى قصة مقتله لدى سيده بعد أن أطال التشبيب بنساء قومه، وقد اعتمد المحقق على نسخة خطية للديوان من صنعة نفطويه.
ذكره الأصفهاني في كتابه الاغاني تحت عنوان (أخبار عبد بني الحسحاس):

اسمه سحيم وكان عبدا أسود نوبيا أعجيما مطبوعا في الشعر فاشتراه بنو الحسحاس وهم بطن من بني أسد...فكان إذا أنشد الشعر استحسنه أم استحسنه غيره منه يقول أهشنت والله، يريد أحسنت والله وأدرك النبي ويقال إنه تمثل بكلمات من شعره (كفى الشيب و الإسلام للمرء ناهيا).
اختلف العلماء والكتاب حول بيته الشهير وقصيدته ( انا بن جلا ... ) لغة وتفسيرا فكان موضع جدل ومنافسة .
(أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
وَإِنِّي لا يَعُودُ إِلَيَّ قِرْنِي غَدَاةَ الْغِبِّ إِلَّا فِي قَرِينِ
بِذِي لِبَدٍ يَصُدُّ الرَّكْبُ عَنْهُ وَلاَ تُوتَى فَرِيسَتُهُ لِحِينِ
عَذَرْتُ البُزْلَ إذْ هِيَ خَاطَرَتْنِي فَمَا بَالِي وَبَالُ ابْنَيْ لَبُونِ
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعًا أَشُدِّي وَنَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّئُونِ
فَإِنَّ عُلاَلَتِي وَجِرَاءَ حَوْلِي لَذُو شِقٍّ عَلَى الضَّرَعِ الظَّنُونِ
سَأَحْيَا مَا حَيِيتُ وَإِنَّ ظَهْرِي لَمُسْتَنِدٌ إِلَى نَضَدٍ آمِينِ
كَرِيمُ الْخَالِ مِنْ سَلَفَيْ رِيَاحٍ كَنَصْلِ السَّيْفِ وَضَّاحُ الْجَبِينِ
فَإِنَّ قَنَاتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرِينِ ).
البيت الثاني الذي بلغ الشهرة وقل من يعرف قائله هو (اذا كان رب البيت بالدف ناقرا
فشيمة اهل البيت كلهم الرقص ).
وهو من بيتين للشاعر سبط بن التعاويذي (519 – 583) من شعراء القرن السادس.
حقق ديوانه المستشرق مرغليوت سنة 1903وجمع شعره وحققه يوسف يعقوب مسكوني سنة 1959 وقد ورد فيه 228 بيتا .
الّفت في شعره مصنفات منها رسالة ماجستير قدمت في كلية الاداب جامعة الموصل بعنوان(الثنائيات الضدية في شعر سبط ابن التعاويذي ) لنهى خير الدين سعيد العبيدي.
ورسالة ماجستير قدمت في كلية التربية للعلوم الانسانية للطالب مثنى جاسم اسود بعنوان (الذات في شعر سبط التعاويذي ).
اصاب الشاعر العمى سنة 579 وكان كاتبا بديوان الاقطاع ببغداد وله مصنف بعنوان (الحجبة والحجاب ).

( وقالوا استبانت يا بن عروة ابنتك
فقلت لهم ما ذاك في حقه نقص
اذا كان رب البيت بالدف ناقرا
فشيمة اهل البيت كلهم الرقص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى