للمرة المليون.. تتكرر الأسئلة أو تعيد فرض وجودها وكأنها تهيم في الفضاء على وجهها باحثةً عن إجابة.. غير مقتنعةٍ بما قيل لها من قبل وموقنةً بوجود إجاباتٍ لا يريد البعض التفكير فيها أو الإقتراب منها مع أنها قد تغير ملامح العالم بأسره وتنتشل معها الإنسان من شقائه، فلو سأل كل منا نفسه.. من أنا ؟ ماذا أريد ؟ ولماذا أريده ؟ وهل حقاً أريده أم أن هناك سبباً آخر يدفعنا إلى تبني ذلك الخيار أو ذاك..
سنجد أن الكثير من الضباب المحيط بوجودنا يتبدد لتتضح معالم الطريق خاصةً وأن أغلب الأشياء في زمننا الحالي باتت متاحةً بضغطة زر وقد لا يفصلنا عن بعضها سوى امتلاك رصيدٍ كافٍ في حسابنا المصرفي بمعزل عن رصيدنا الفكري والأخلاقي والنفسي والمعرفي (والذي لا علاقة له بالتحصيل العلمي)، وبعكس السائد من الآراء وبعيداً عن التشاؤم لم يعد الكثيرون يرون المشكلة كما السابق في السياسة أو المادة أو غياب العاطفة أو الأخلاق بقدر ما أصبحت المشكلة في الإنسان نفسه.. في عقليته ونظرته، في منطقه وتبريراته، في فصامه وانفصاله (الإختياري) عن منظومة أو عدد من المنظومات التي اختار أن يكون جزءًا منها لكنه لم يستطع أن يصل مع أحدها أو جميعها ولو لمرة واحدة إلى أن يكون صاحب اتجاه صادق، شفاف، واضح وحقيقي، مما خلق لنا حالة اجتماعية معقدة ومركبة ليس فقط بين العامة بل على صعيد الأسماء التي استطاعت الوصول إلى دائرة الضوء (والتي لا تشمل المثقفين والفنانين والمبدعين الحقيقيين)..
فبرغم أن الحياة فكرة والخلق فكرة والجمال فكرة والفن فكرة الا أننا نعيش عزوفاً واضحاً عن طرح الأفكار أو التفكير في تقديم أعمال أو مشاريع أو إجابات واقعية منطقية لمشكلاتنا اليومية بل ونبحث عن الحلول لدى من خلق المشكلة، ونعتقد أن مسايرة ثقافات لا تشبهنا ولم تفلح في تقديم نموذج إنساني متكامل يحتوي البشر بعيدا عن التصنيفات العنصرية هو الحل، خاصةً بعدما نسف التعاطي الرسمي والإعلامي في الغرب مع الأوضاع الكارثية في فلسطين والسودان كل هذه الإدعاءات من أساسها حتى أمام شعوبها فيم لا يزال بعض الأسماء في بلادنا يدافع عنهم أو يختلق لهم الأعذار مدفوعاً بأسباب شخصية تعود إلى تحقيق مصلحةٍ ما أو تنفيساً عن اخفاق أو عقدة من البيئة التي نشأ فيها، فنرى في الغرب العديد من الأصوات التي تدعو إلى احترام ثقافاتنا وخصوصيتنا وتعدديتنا في نفس الوقت الذي يهاجمنا فيه بعض ممن يفترض أنهم أبناء جلدتنا ارضاءا للتيارات المتطرفة التي لديها عداء مع المهاجرين من العرب والمسلمين والأفارقة على وجه الخصوص، وهو مالم يعد يخفى على أحد سواءاً كان ذلك في بلادنا أو في الغرب حيث بات الجميع يفهم قواعد اللعبة، ويفهم أن نفاق ومحاباة فئة على حساب أخرى ليس عاطفةً صادقة وإنما مناورة أمام الرأي العام من باب النكاية لا أكثر ولا أقل، وهو ما سنلحظه من إجابات الناس على اختلاف خلفياتهم وثقافاتهم وشرائحهم الإجتماعية، فإذا قمنا بسؤالهم عن عدد من الأسماء التي تفتعل الصراعات وتثير القضايا الجدلية قد نجد تبايناً طبيعياً في ردات الفعل تجاه آرائهم الا أن الغالبية لن تنظر لهم بإحترام أو تثق في ما يقدمونه أو يدلون به من آراء خاصةً وأن نتاجهم ومواقفهم في الأوقات العصيبة التي نعيشها كشفت عن حقيقة انتمائهم لنا رغم محاولة التخفي خلف عباراتٍ رنانة ومصطلحات فضفاضة كالتنوير والتقدم، لا تقدم مضموناً أو فكرة خارج الجنس والتغريب حينما كان العالم يفشل في امتحان الإنسانية ككل..
خالد جهاد..
سنجد أن الكثير من الضباب المحيط بوجودنا يتبدد لتتضح معالم الطريق خاصةً وأن أغلب الأشياء في زمننا الحالي باتت متاحةً بضغطة زر وقد لا يفصلنا عن بعضها سوى امتلاك رصيدٍ كافٍ في حسابنا المصرفي بمعزل عن رصيدنا الفكري والأخلاقي والنفسي والمعرفي (والذي لا علاقة له بالتحصيل العلمي)، وبعكس السائد من الآراء وبعيداً عن التشاؤم لم يعد الكثيرون يرون المشكلة كما السابق في السياسة أو المادة أو غياب العاطفة أو الأخلاق بقدر ما أصبحت المشكلة في الإنسان نفسه.. في عقليته ونظرته، في منطقه وتبريراته، في فصامه وانفصاله (الإختياري) عن منظومة أو عدد من المنظومات التي اختار أن يكون جزءًا منها لكنه لم يستطع أن يصل مع أحدها أو جميعها ولو لمرة واحدة إلى أن يكون صاحب اتجاه صادق، شفاف، واضح وحقيقي، مما خلق لنا حالة اجتماعية معقدة ومركبة ليس فقط بين العامة بل على صعيد الأسماء التي استطاعت الوصول إلى دائرة الضوء (والتي لا تشمل المثقفين والفنانين والمبدعين الحقيقيين)..
فبرغم أن الحياة فكرة والخلق فكرة والجمال فكرة والفن فكرة الا أننا نعيش عزوفاً واضحاً عن طرح الأفكار أو التفكير في تقديم أعمال أو مشاريع أو إجابات واقعية منطقية لمشكلاتنا اليومية بل ونبحث عن الحلول لدى من خلق المشكلة، ونعتقد أن مسايرة ثقافات لا تشبهنا ولم تفلح في تقديم نموذج إنساني متكامل يحتوي البشر بعيدا عن التصنيفات العنصرية هو الحل، خاصةً بعدما نسف التعاطي الرسمي والإعلامي في الغرب مع الأوضاع الكارثية في فلسطين والسودان كل هذه الإدعاءات من أساسها حتى أمام شعوبها فيم لا يزال بعض الأسماء في بلادنا يدافع عنهم أو يختلق لهم الأعذار مدفوعاً بأسباب شخصية تعود إلى تحقيق مصلحةٍ ما أو تنفيساً عن اخفاق أو عقدة من البيئة التي نشأ فيها، فنرى في الغرب العديد من الأصوات التي تدعو إلى احترام ثقافاتنا وخصوصيتنا وتعدديتنا في نفس الوقت الذي يهاجمنا فيه بعض ممن يفترض أنهم أبناء جلدتنا ارضاءا للتيارات المتطرفة التي لديها عداء مع المهاجرين من العرب والمسلمين والأفارقة على وجه الخصوص، وهو مالم يعد يخفى على أحد سواءاً كان ذلك في بلادنا أو في الغرب حيث بات الجميع يفهم قواعد اللعبة، ويفهم أن نفاق ومحاباة فئة على حساب أخرى ليس عاطفةً صادقة وإنما مناورة أمام الرأي العام من باب النكاية لا أكثر ولا أقل، وهو ما سنلحظه من إجابات الناس على اختلاف خلفياتهم وثقافاتهم وشرائحهم الإجتماعية، فإذا قمنا بسؤالهم عن عدد من الأسماء التي تفتعل الصراعات وتثير القضايا الجدلية قد نجد تبايناً طبيعياً في ردات الفعل تجاه آرائهم الا أن الغالبية لن تنظر لهم بإحترام أو تثق في ما يقدمونه أو يدلون به من آراء خاصةً وأن نتاجهم ومواقفهم في الأوقات العصيبة التي نعيشها كشفت عن حقيقة انتمائهم لنا رغم محاولة التخفي خلف عباراتٍ رنانة ومصطلحات فضفاضة كالتنوير والتقدم، لا تقدم مضموناً أو فكرة خارج الجنس والتغريب حينما كان العالم يفشل في امتحان الإنسانية ككل..
خالد جهاد..