د. محمد عباس محمد عرابي - من شعر الحكمة للشاعر الشيخ عبد الله علي العامري

عرض /محمد عباس محمد عرابي


للشاعر فضيلة الشيخ عبد الله علي العامري (بارك الله فيه وحفظه) شعر يتسم بالحكمة والروحانية والجزالة قاله في مناسبات مختلفة،وهو شعر رصين مبنى ومعنى نابع من القلب يدل على رجاحة العقل والفهم لحقائق الأمور والإحاطة بتجارب الحياة ،وحب نفع الآخرين ،وبيان لهذا الشعر الذي هو ترجمة حقيقة لما ذكرت فيما يلي ما قاله (حفظه الله في ذلك ) حول المعاني :
حسن الظن بالله:
يقول حفظه الله حول حسن الظن بالله
وحسن ظنك بالرحمن باب هدى
فأحسن الظن إن أحسنت في العمل
والتائبون أتوا ذنبًا فكان لهم
بابًا إلى الله من بوَّابة الزللِ
أن المُقلَّ بإخلاصٍوتبصرةٍ
يُجزى كثيرًا ويُكسى أحسن الحللِ
لا تيأسن فرب الناس يرحمهم
أما القنوط فمدعاةٌ إلى الفشل
الصوم شهرٌ تنقل في محاسنه
واحذر وقوعك في دوامة الملل
الذنب يمحى وخير البر أدومه
نستقبل العيد في ثوبٍ من الأملِ

الصائمون إلى الريان مدخلهم
يا حبذا مسكن الريانِ من نُزُلِ
*سبيل النجاة:
يقول الشاعر عبد الله علي العامري حول*سبيل النجاة::
حاز النجاةَ النادمُ الأوَّاهُ
العابد الأوَّابُ حيثُ تراه

النفسَ زكَّاها وشدَّ لجامها
سبحان من لهدايةٍ سوَّاهُ

إياكَ نعبدُ لا شريكَ لربنا
وعلى الثبات المستعانُ الله

الله أعطى كل شيء خلقه
من غيرُ ربي للصوابِ هداهُ

إبدأ صيامك نادمًا متواضعًا
واذكر لذنبكَ غفلةً تغشاهُ

يا عابد الحرمينِ إن جهادنا
فضلٌ من الرحمن قد أعطاه

لا ندعي فضلًا لضربِ سيوفنا
إلا لأن سيوفنا تحماهُ

صوموا تصحوا في جميع أموركم
الصوم حصنٌ والتقاةُ ذراه

محاسبة النفس واستغلال مرور الأيام:
يقول فضيلة الشيخ العامري عن ضرورة محاسبة النفس واستغلال مرور الأيام:
مرَّ أسبوعٌ لمن أحصى العدد
واتقى الله وللخير استعد

ربعُ شهرٍ قد مضتْ أوقاته
ما مضى فات وولَّى لن يعد

شهرنا يا أخوتي لما ابتدى
قد علمنا أن بالختمِ وفد

أسعد الناس بصومٍ صابرٌ
يبذرُ الخيرَ ويلقى ما حصد

واسبق الوقت و شمِّرْ صاعدًا
يُحمدُ المسرى إذا المرؤ ورد

حاسبوا النفس على تقصيرها
حكمةُ الأيامِ من جدَّ وجد

*دعوة للصبر لوداع رمضان :
يقول فضيلة الشيخ العامري وهو يدعوللصبر لوداع رمضان:
واصبر لختم الشهر صبرًا صبرا
الختم أعلى في الصيام قدرا

أبشر بأنورٍ شرحن صدرا
حمدًا لك اللهم شكرًا شكرا

عشرٌ ختامٌ فقن عشرًا عشرا
وليلة القدر أتتك ذخرا

وليلة العيد تفوح عطرا
فوزًا و تكبيرًا جمعن خيرا

*تأديب النفس:
يقول فضيلة الشيخ العامري وهو يحث على تأديب النفس:
ما زال في يومِ الختامِ مكاسبُ
فاختمْ بخير والهمامُ يواظبُ

داوم فكل العمر وقت زراعةٍ
غرسُ الجنان مضاعفٌ وأطايبُ

لا تنقطع عن ورد يومك و اتخذْ
حصنًا و في نهر القران مشاربُ

غالبْ هواك و لا تطع أشواقه
الحقُّ أقوى و التقيُّ يُغالبُ

النفسُ إن أدبتها ترضى الهدى
والنفسُ إن تُهملْ فشرٌ واقبُ

*عودة العيد بعد العيد:
يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامريحول عودة العيد بعد العيد:
إن مضى عيدٌ سيأتي عيدُ
بُشرياتٌ وخيرُها معقودُ

فضلُ ربي مباركٌ وعميمٌ
فاحمدوا الله إن ربي حميدُ

واستقيموا لربكم بثباتٍ
كلُّ عيدٍ به ثوابٌ مزيدُ

يفرح القلب بالفضائل تترى
كل عيد له جمالٌ جديدُ
*العيد أبعده قريب:
يبين الشاعر القدير عبد الله بن علي العامري أن العيد أبعده قريب فيقول:

قعيدٌ أنتَ والدنيا دروبُ
فِجاجٌ من سعى فيها يؤوبُ

بعلمٍ أو بمالٍ أو بجاهٍ
و يجمعهن سبَّاقٌ أريبُ

يشمر للأمور على هداها
و يدعوه الضلالُ فلا يُجيب

و يسأل ربه التوفيق دومًا
و من يدعوه حقًّا لا يخيبُ

فلا تعجز و لا تكسل و جاهد
فإن الفوز أبعدُه قريبُ

الدين رحمة واعتدال :
يبين الشاعر القدير عبد الله بن علي العامري أن الدين رحمة واعتدال فيقول:
ملَّت العيسُ نقلةً وارتحالا
واشتكت في سيرها الأحمالا

ليت شعري هل غيرتها صروفٌ
فعُطِّلتْ وغَيرت أحوالا

ليست الأرضُ ما عهدنا قديمًا
ليست الشمس مشرقًا و زوالا

ليس في النجم مهتدٍ لشمالٍ
أو جنوبٍ ما عاد فيها شمالا

لو سألت البحار عن أي رزق
أغرق الموجُ للجوابِ سؤالا

بُدِّلتْ لما دهاها ظلومٌ
بفسادٍ و عاث فيها ضلالا

أيها الناس إن فيكم جهولٌ
و ظلومٌ فحاربوا الجهَّالا

و امنعوا الظلمَ تسلموا و تفوزوا
و تعود البحار رزقًا حلالا

و يفيضُ الزمان من كل خيرٍ
تشربُ الأرضُ للثمار زُلالا

إنما الدين رحمةٌ و اعتدالٌ
فاجعلوا الحكم رحمةً و اعتدالا

الأصدقاء الأوفياء والخلة الصادقة
تحدث الشاعر القدير عبدالله بن علي العامري عن الأصدقاء الأوفياء والخلة الصادقة حيث يقول :
وماكانت أُخوتنا لمالٍ
و لا دنيا تؤول إلى زوال

أخوتنا بدين الله تقوى
لتبقى حصننا في كل حال

تغير بعضُ من نلقى و نبقى
على هدي النبوةِ باتصالِ

رأيتُ اللهَ أعطى كل شيئٍ
هُداه و خَلْقه ، خيرَ النوالِ

فيارباه فامنحنا سلامًا
و إخوانًا و صدقًا في الفعالِ

*مرور الوقت سريعا
تحدث الشاعر القدير عبدالله بن علي العامري عن مرور الوقت سريعا حيث يقول:

للوقت سيف يقطع
و له حبالٌ تجمع

يعطي الحبيسَ وسيلةً
و لذي المناعةِ يمنعُ

أما الحكيمُ فيتقي
أما العجول فيجزعُ

كم صانعٍ أوقاته
أو واقفٍ يتوجع

فاجعل زمانك قوةً
وقتُ الهزيمةِ يُصنعُ

و الوقتُ خير مرافق
وموافقٍ به تدفع

إن تحقرن قليله
فكثيره لا ينفع

فات الزمان بحلوه
والمرُّ تِبعٌ تابعُ

و الناسُ في أوقاتهم
ذا راحلٌ ذا راجعُ

يتنازعون مكاسبًا
والوقتُ منهم ينزع

الوقت أوسعُ منحةٍ
والفوتُ كفٌّ بلقعُ

يا ربُّ باركْ وقتنا
أهلُ الزمان تقطُعوا
وهكذا تعددت مناسبات القصائد وتنوعها إلا أن الرابط بينها الروحانية والحكمة والرصانة والمعاني القوية بألفاظ سهلة بسيطة بعيد ا عن التعقيد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى