المقاهي جاكلين سلام - يوميات المقهى الكندي...

كنت في سنوات الهجرة الاولى ارتاد مقهى اسمه ( تحت الشمس) وكنت أراقب الثلج المكدس على جانبي الطرقات واقرأ واكتب … كان الاقرب إلى سكني وواسعا ويقدم المأكولات الخفيفة بطريقة انيقة. هناك احببت ( شيز كيك والقهوة المرة ) وكنت اكتشف النكهات الكندية.
كنت التقي بالأصدقاء هناك احيانا.
( نحن في كندا لا ندع احدا لتناول القهوة في البيت قبل ان يصير صديقا /صديقة حقيقيا.
وللتاريخ، التقيت بحضرة ( القنصل سين ) وأشخاص بمراكز عالية في المقهى ذاته وكنا نختلف على من سيدفع الفاتورة .
كنت يسارية الهوى والأهواء وأحب ان امارس حقي في المساواة وانا ادفع ثمن قهوتي او الكابتشينو وادفع عن الصديق، ونادرا ما كان يقبل الضيف /الرحل ان ادفع عنه.
ذات مرة، التقيت صديقا في مقهى آخر وأثناء الانتظار لطلب ما نريد قال لي: أنا ما عندي مانع ان تدفع المرأة ثمن القهوة او العزومة.
في تلك الحالة وحين سمعت ما قال، شعرت بحاجز كبير بيني وبينه والقهوة صارت مناسبة اخيرة .

التقيت بيساري آخر وكان يكرر لي مواويل الطبقة الكادحة والبرجوازية الرأسمالية وبأنه لا يملك ثمن القهوة لاثنين، وكنت بطيب قلب وخاطر ادفع الحساب وأنا سعيدة. ولم تكن مكلفة وإلى ان افتكرت قليلا ووجدت ان ( الرفيق المناضل) يسافر كل سنة مرتين للسياحة والاستجمام شرقا وغربا…

أما المرأة التي كانت صديقتي ذات صيف- ودعتني إلى بيتها بألف رجاء واصرت مرات كثيرة، قالت لي قبل ان اصل : سوف نذهب فور وصولك إلى مخزن التسوق لشراء المأكولات ولك ان تنتقي ما يعجبك …وأخذتني إلى قسم البروزات والأجبان) و( الاكل الجاهز /تيك أوت) ايضا ثم قسم الحلويات.
وهكذا
كل واحدة فينا يدفع ثمن مشترياتها ،
مع العلم انني لا أذهب إلى اي مكان وسلتي فارغة، حتى لو زيارة لبيت ابني.
وذهبت ذات يوم إلى المقهى ذاته فوجدته مقفلا جدا. ثم أنشأوا مكانه مستودع تجاري لبيع كل شيء -أدوية، مأكولات معلبة، منظفات وقهوة في عبوات فاخرة للاستعمال المنزلي.

June30, 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى