الحسين الهواري - تاريخ الطبخ المغربي التحول الكبير، ذهب اودغست وفضة جبل درن، تطور خطير حصل فعلا في المثلث سجلماسة واغمات ودرن

لماذا نقل يوسف بن تاشفين معامل ضرب سكة دينار الذهب من سجلماسة إلى مراكش Moravidi؟ ثم حولها إبنه علي بن يوسف إلى اغمات . ولماذا أغلق معامل ضرب سكة المرابطي في الأندلس (المرابطي Moravidi الحقيقي 4,50 غرام من الذهب عيار 24 قيراط بينما المرابطي الأندلسي القشتالي المزور 3,20 غرام زائد الشوائب) والمسمى المنقوش Manquch وأصبح الدينار المرابطي أكبر عملة في العالم ما يقارن اليوم بالدولار الأمريكي الحديث أي أنه كان في ذلك العصر هو العملة العالمية المعتمدة وقد وجدت منه اليوم عملات باقية في أنحاء العالم من أوروبا وهنغاريا والمكسيك وآسيا والتنقيب الأركيولوجي يثبت توسع انتشاره إلى أبعد الحدود.
و حسب إبن عدارى صاحب البيان أن عصر يوسف بن تاشفين و ابنه علي عرف تطورا و استقرارا وسلما اجتماعيا و رفاهية زائدة و أن الناس عاشوا في رخاء وازدهار .
تشير الحيثيات المتوفرة حاليا بفضل تطور تكنولوجيا تقنيات البحث العلمي و التاريخي أن تطور الطبخ المغربي الحديث عرف قفزة نوعية كبيرة في القرن الحادي عشر في المنطقة بين سجلماسة باتجاه مكناس ثم فاس و حوض السايس من جهة و من جهة أخرى باتجاه اغمات عاصمة المرابطين قديما قبل مراكش و في اتجاه الجنوب نحو درن في جبال الأطلس الصغير و حوض ماسة المؤدي إلى الصحراء أو ما يعرف بمسالك البكري ( أبي عبيدة البكري ) مكتشف هذا المسلك المؤدي إلى حوض نهر السنغال بعكس مسلك سجلماسة الذي كان يقود إلى حوض النيجر و اودغست و مالي . أي أن المرابطين و بعدهم الموحدين غيروا لأسباب ما مسالك الصحراء ربما لأسباب أمنية أهمها حماية قوافل التجارة المزدهرة مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و أساسها تجارة الذهب و الجلد و اللمط و الملح و الحبوب و العبيد و التي أدت طبعا إلى تغيير في النمط الغذائي و المعيشي المغربي و يبقى فقط أبو عبيدة البكري صاحب المسالك و الممالك والذي أشار إلى هذا المسلك السري الصنهاجي الذي سيكتشفه البرتغاليين لاحقا في القرن الخامس عشر و سيؤدي إلى توسع دولتهم . يشير الرحالة مارمول كاربخال إشارة غريبة إلى حدوث أمور مرتبطة بهذا الأمر خاصة إلى وجود أجانب كثيرين تجار و جنود في هذه المنطقة الصحراوية البعيدة و هو نفسه استغرب لوجودهم على مسافة بعيدة من بلدانهم إلا لوجود أسباب قاهرة و طارئة لتواجدهم بهذه الوفرة في ضواحي سجلماسة و لا أدري مما استقى مارمول كاربخال حكاياته و من أي مراجع أو مصادر أطلع عليها فقد زار سجلماسة و كذلك اغمات بعد انهيار المدينتين و لم يبق منهما إلا الأطلال التي تشهد على مجدهما كعاصمتين اقتصاديتين و عسكريتين لامبراطورية المرابطين والموحدين و دفنت أسرارهما تحت انقاضهما ، إن الأرشيف الكطلاني و القشتالي الذي اعتمده مارمول كاربخال لسوء الحظ غير متوفر لنا حاليا . انتظروا دراستي حول تجارة الصحراء و أثرها فى الحياة و المجتمع المغربي لاسيما في الناحية الغذائية ..

يتبع بقلم الهواري الحسين


المراجع و المصادر:
* المسالك و الممالك أبو عبيدة البكري
* البيان المغرب لابن عدارى المراكشي
* مارمول كاربخال وصف إفريقيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى