الحسين الهواري - طاجين اللحم المغربي و صاحبه حسن شر الطريق. من كتاب ألف ليلة و ليلة .

وفي الليلة السادسة والسبعين بعد الستمائة. ( بحث في الهوية ) قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن علياً المصري لما مد يده ليأخذ الكيس خشخشت الأجراس والحلق، فقال له زريق: مادخل علي منصفك ولو جئتني في صورة سائس فأنا عرفتك من قبض يدك على الفلوس والصحن وضربه رغيف من رصاص فزاغ عنه علي المصري، فلم ينزل الرغيف إلا في طاجن ملآن باللحم الساخن فانكسر ونزل بمرقته على كتف القاضي وهو سائر ونزل الجميع في عب القاضي حتى وصل إلى محاشمه فقال القاضي: يا محاشمي ما أقبحك يا شقي من عمل معي هذه العملة؟ فقال له الناس: يا مولانا هذا ولد صغير رجم بحجر فوقع في الطاجن ما دفع الله كان أعظم ثم التفتوا فوجدوا الرغيف الرصاص والذي رماه إنما زريق السماك فقاموا عليه وقالوا: ما يحل منك يا زريق نزل الكيس أحسن لك فقال: إن شاء الله أنزله، وأما علي المصري فإنه راح إلى القاعة ودخل على الرجال فقالوا له: أين الكيس؟ فحكى لهم جيمع ما جرى له فقالوا له: أنت أضعت ثلثي شطارته،
أول وصف لطاجين باللحم و صاحبه المغربي ( حسن شر الطريق ) = - طاجن مليان باللحم الساخن..

.... بقلم الهواري الحسين ، البحث عن الهوية في المطبخ المغربي

....………………..………..

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة السادسة والأربعين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن زينب النصابة لما قالت لأمها: قومي اعملي لنا حيلاً ومناصف لعل بذلك يشيع لنا صيت في بغداد فتكون لنا جامكية أبينا فقالت لها: وحياتك يا بنتي لألعبن في بغداد مناصف أقوى من مناصف أحمد الدنف وحسن شومان، فقامت وضربت لثاماً ولبست لباس الفقراء من الصوفية ولبست لباساً نازلاً لكعبها وجبة صوف، وتحزمت بمنطقة عريضة، وأخذت إبريقاً وملأته ماء لرقبته وحطت في فمه ثلاثة دنانير وغطت فم الإبريق بليفة وتقلدت بسج قدر حملة حطب وأخذت راية في يدا وفيها شراطيط حمر وصفر، وطلعت تقول: الله الله واللسان ناطق بالتسبيح والقلب راكض في ميدان القبيح وصارت تتلمج لمنصف تلعبه في البلد فسارت من زقاق إلى زقاق حتى وصلت إلى زقاق مكنوس مرشوش وبالرخام مفروش فرأت باباً مقوصراً بعتبته من مرمر ورجلاً مغربياً واقفاً بالباب وكانت تلك الدار لرئيس الشاويشية عند الخليفة وكان صاحب الدار ذا زرع وبلاد جامكية واسعة وكان يسمى حسن شر الطريق وما سموه بذلك إلا لكون ضربته تسبق كلمته…

…………………………………
* معلومة مهمة : هذا اول نص يشير إلى طاجن اللحم ، لم يذكر اي كتاب شرقي او غربي قبل هذا الكتاب و صفة للطاجين باللحم ، بل كان يذكر طاجين البيض او الأرز ... يتبع ..

( من كتاب الهواري الحسين : تاريخ المطبخ المغربي )




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى