رضا أحمد - الأب الذي تخلى عن الوزن والقافية...

متخوفًا كالعادة
تنثر ضحكةً على وجهك،
وتجلس قُرْبَ امرأةٍ نائمةٍ
تحيط صدرها بأنفاسك
وتحاول وطء قلبها الحجري.
سكرٌ عالقٌ في أصابعك
ترسم به كلَّ ليلة
خريطةَ جسدك على أرضية المطبخ
وتكنسه زوجتك دائمًا
رغم سَرِيَّة النمل الذي يتناوب حراسته.
تعتمد الغزل في صفقات
مشاويرك الليلية
وتربح غالبًا
جزءًا غائبًا عنك
أو ربما قلبًا نائبًا عن امرأةٍ وثقت بكَ.
تنعس
فتسقط كتفيك عن مشابك الغسيل؛
ومتألمًا تهرول خلف قطةٍ
سرقت أصبعين من كفك،
وتشير إلى طفلتك ألا تقلق
ستعود محملًا بالشيكولا
جريدة الصباح
والأب الذي يشبهها.
تخبر الأسفلت عن حذائك الخائف
المختبئ تحت سريرك
وهموم الشهقة الأولى
حين تلتقط أنفاسك
من رف الرئات المستعملة
ولا تجد أبدًا قدمًا تليق بالأخرى.
تقف عاريًا أمام المرآة
متطلعًا إلى فراغٍ يكبرُ
دون كلمة سر تفرج عنك.
تفتح فمك في نوبة حنينٍ
تبدأ الكلمات تسلق أحبالك الصوتية
مثل جنودٍ ضاعوا
في مهمةٍ انتحاريّة.
تنصح طفلتك ألا تتلطف معك؛
فأنت مهربُ كتبٍ خطر
وتاجر بالونات خارجةٍ عن قانون الطفو،
تنظر إليك كأنك تعرفها
فتبتعد بظلّك
وتبعثر نظراتها بسعالك الواهن،
وقبل أن تمضي وحيدًا
تنزع شوكةً من تاجك الفضيّ
وتهمس: غدًا تنبت زهرةٌ حمراء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى