إن أخطر آفة في مجتمعنا هذا هو الاستلاب. والاستلاب هو أن يُصبحَ الشخص خاضعا لوضع يجعل منه شخصا مُستَعْبداً تحت ضغط ظروف اجتماعية، اقتصادية، فكرية أو سياسية، الخ.
وهذا الاستلاب إما أن يكون مفروضا على الشخص وإما أن يسعى له هذا الشخصُ بمحض إرادته، أي أن الشخصَ المستلبَ تستهويه أشياءٌ مختلفة (ثقافة، فن، سياسة، سلوكات، عادات، لباس، موضة، ثيار فكري، الخ.) غير التي هو معتاد عليها. يتمثَّل الاستلابُ هنا في تقليد هذه الأشياء بكيفية عمياء.
وهنا، تكمن خطورة الاستلاب، حيث أن الشخص الذي يقلد بكيفية عمياء، يفقِدَ حريةَ تفكيره. بل إنه يفقد فكرَه النقدي ويصبح مَيقانا crédule، أي يصدق كل ما يُمليه عليه استلابُه.
حينها، يصبح لُقمةً سائغةً في الكثير من مظاهر الحياة إذ يصدق، وبكل سهولة، كلَّ مَن يجعل من استلاب عقول الناس مهنةَ اغتناء سريع. وهذا النوع من البشر فيه السياسيون وتجارُ الدين والمشعوذون والمتربِّصون والوصوليون وأصحابُ الحاجات في نفس يعقوب وصانعو الخرافات والعرَّافون، والرقاة ومحترفو البهتان… وكلُّهم، بدون استثناء، نصابون لا يملكون أدنى ذرة من الإنسانية والأخلاق الحميدة.
فكم هم عديدون أبناء آدم الذين سلبوا ويسلبون وسيسلبون عقولَ الناس وجعلهم يصدقون ما افتروا من أقوال وأفعال في شتى الميادين. وما أكثرَ المُصدِّقين!
لكن، في نظري، إن الاستلاب الأكثر خطورة هو الذي تكون السياسة مصدرا له. هذه السياسة التي سلبتْ عقولَ الناس منذ استقلال البلاد ولا تزال تسلب هذه العقول يوميا وموسميا. والاستلابُ الذي يتفنّن فيه المُسْتَلِبون السياسيون، هدفُه الأول والأخير، هو السّطو على العقول وتَجميدُها بكل ما هو براقٌ وساحرٌ يجعل مَن يصغى لهم يتخيّلُ أنه سيعيش في جنة كل شيء فيها متوفِّر.
وهنا، لا بد من الإشارة أنه لا فرقَ بتاتا بين بعض السياسيين (و خصوصا إذا كانوا مُنْتَخَبين) والمشعوذين والمتاجرين بالدين. فرغم اختلافهم من حيث أساليب استلاب عقول الناس، فكلّهم يجعلون هؤلاء الناسَ يتخيّلون أنهم سيعيشون في جنة.
ولا ننسى أن هذه الفئات الثلاثة تتشابه أيضا من حيث الأهداف إذ أن السياسي والمشعوذ والمتاجر بالدين، همُّهم الوحيد، هو الاغتناء السريع وعلى حساب الآخرين. وكما كثرت الأحزاب السياسية، كثر كذلك المشعوذون والمتاجرون بالدين وعلى رأسهم مَن يدّعون أنهم رُقاةً. فمن صدَّقَ سياسيا، فكأنه صدَّق مشعوذا أو متاجرا بالدين. فكلهم يبيعون الوهمَ وما أكثر المشترون.
والطامة الكبري تحلُّ عندما ينخرط المشعوِذ أو المتاجر بالدين في السياسةَ بدرجةٍ لم يعدْ في وسع عامة الناس أن يفرِّقَوا بين هذا وذاك. حينها، ضاع المشترون وضاع بلدُهم. أما إذا كان السياسي والمشعوذ والمتاجر بالدين أميين ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا وحضاريا، فلنصلِّي صلاة الجنازة على هذا البلد الحبيب.
فكيف لنا أن نسيرَ إلى الأمام وشأننا العام والمحلي غالبا ما يكون موضوعا بين يدي سياسيين لا فرق بينهم وبين المشعوذين والمتاجرين بالدين؟
والسياسيون المُستَلِبون والمشعوذون والمُتاجِرون بالدين كلُّهم فاسِدون ومُفسِدون. فاسدون بأخلاقهم القبيحة. ومفسدون لأنهم يبثُّون الفسادَ في المجتمع.
وهذا الاستلاب إما أن يكون مفروضا على الشخص وإما أن يسعى له هذا الشخصُ بمحض إرادته، أي أن الشخصَ المستلبَ تستهويه أشياءٌ مختلفة (ثقافة، فن، سياسة، سلوكات، عادات، لباس، موضة، ثيار فكري، الخ.) غير التي هو معتاد عليها. يتمثَّل الاستلابُ هنا في تقليد هذه الأشياء بكيفية عمياء.
وهنا، تكمن خطورة الاستلاب، حيث أن الشخص الذي يقلد بكيفية عمياء، يفقِدَ حريةَ تفكيره. بل إنه يفقد فكرَه النقدي ويصبح مَيقانا crédule، أي يصدق كل ما يُمليه عليه استلابُه.
حينها، يصبح لُقمةً سائغةً في الكثير من مظاهر الحياة إذ يصدق، وبكل سهولة، كلَّ مَن يجعل من استلاب عقول الناس مهنةَ اغتناء سريع. وهذا النوع من البشر فيه السياسيون وتجارُ الدين والمشعوذون والمتربِّصون والوصوليون وأصحابُ الحاجات في نفس يعقوب وصانعو الخرافات والعرَّافون، والرقاة ومحترفو البهتان… وكلُّهم، بدون استثناء، نصابون لا يملكون أدنى ذرة من الإنسانية والأخلاق الحميدة.
فكم هم عديدون أبناء آدم الذين سلبوا ويسلبون وسيسلبون عقولَ الناس وجعلهم يصدقون ما افتروا من أقوال وأفعال في شتى الميادين. وما أكثرَ المُصدِّقين!
لكن، في نظري، إن الاستلاب الأكثر خطورة هو الذي تكون السياسة مصدرا له. هذه السياسة التي سلبتْ عقولَ الناس منذ استقلال البلاد ولا تزال تسلب هذه العقول يوميا وموسميا. والاستلابُ الذي يتفنّن فيه المُسْتَلِبون السياسيون، هدفُه الأول والأخير، هو السّطو على العقول وتَجميدُها بكل ما هو براقٌ وساحرٌ يجعل مَن يصغى لهم يتخيّلُ أنه سيعيش في جنة كل شيء فيها متوفِّر.
وهنا، لا بد من الإشارة أنه لا فرقَ بتاتا بين بعض السياسيين (و خصوصا إذا كانوا مُنْتَخَبين) والمشعوذين والمتاجرين بالدين. فرغم اختلافهم من حيث أساليب استلاب عقول الناس، فكلّهم يجعلون هؤلاء الناسَ يتخيّلون أنهم سيعيشون في جنة.
ولا ننسى أن هذه الفئات الثلاثة تتشابه أيضا من حيث الأهداف إذ أن السياسي والمشعوذ والمتاجر بالدين، همُّهم الوحيد، هو الاغتناء السريع وعلى حساب الآخرين. وكما كثرت الأحزاب السياسية، كثر كذلك المشعوذون والمتاجرون بالدين وعلى رأسهم مَن يدّعون أنهم رُقاةً. فمن صدَّقَ سياسيا، فكأنه صدَّق مشعوذا أو متاجرا بالدين. فكلهم يبيعون الوهمَ وما أكثر المشترون.
والطامة الكبري تحلُّ عندما ينخرط المشعوِذ أو المتاجر بالدين في السياسةَ بدرجةٍ لم يعدْ في وسع عامة الناس أن يفرِّقَوا بين هذا وذاك. حينها، ضاع المشترون وضاع بلدُهم. أما إذا كان السياسي والمشعوذ والمتاجر بالدين أميين ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا وحضاريا، فلنصلِّي صلاة الجنازة على هذا البلد الحبيب.
فكيف لنا أن نسيرَ إلى الأمام وشأننا العام والمحلي غالبا ما يكون موضوعا بين يدي سياسيين لا فرق بينهم وبين المشعوذين والمتاجرين بالدين؟
والسياسيون المُستَلِبون والمشعوذون والمُتاجِرون بالدين كلُّهم فاسِدون ومُفسِدون. فاسدون بأخلاقهم القبيحة. ومفسدون لأنهم يبثُّون الفسادَ في المجتمع.