[HEADING=2] الشهرستاني هو ابو الفتح تاج الدين (ت548هجرية= 1153 ميلادية)، منسوب الى بلدة شهرستان فى ايران، أعجمي الأصل شافعي المذهب. كان عالما فى الشريعة ويتقن اللغتين العربية والفارسية. ألف ما يزيد على عشرين مؤلفا أشهرها كتاب (الملل والنحل). وقد ذكر الشهرستاني فيه عن إحتجاج مزعوم مسطر فى التوراة من إبليس على ربه، ووجه إليه سبعة أسئلة. يظهر لى أن هذه القصة مختلقة، إذ لو كانت قد حصلت فمن أعلن عنها ؟ رب العزة لم يذكرها فى قرآنه، ولم يتطرق اليها الرسول الكريم. أغلب الظن أن هذه الأسئلة كانت تدور فى رأس الشهرستاني ولم يجرأ على المجاهرة بها خشية أن تثير الناس عليه ويتهمونه بالكفر والزندقة. الأسئلة نفسها مذكورة فى كتاب الدكتور على الوردي (مهزلة العقل البشري) بالاضافة الى كتاب (الملل والنحل)، وكلا الكتابين يمكن للقارىء تنزيلهما من الانترنيت.[/HEADING]
الأسئلة السبعة هي:
أولا : إذا كان قد علمنى قبل خلقى اي شيء يصدر عنى ويحصل منى، فماذا خلقنى أولا، وما الحكمة من خلقه إياي؟
ثانيا : وهو قد خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته، فلماذا كلفنى بمعرفته وطاعته ؟ وما الحكمة فى هذا التكليف مع العلم أنه لا ينتفع بطاعة أحد ولا يتضرر بمعصيته.
ثالثا : هو خلقنى وكلفنى فالتزمت بتكليفه بالمعرفة والطاعة.. فلماذا كلفنى بطاعة آدم والسجود له ؟ وما الحكمة فى هذا التكليف على الخصوص ؟
رابعا : وإنى لم أرتكب قبيحا سوى قولى quot;لا أسجد إلا لك وحدكquot;، فلماذا لعننى وأخرجنى من الجنة وما الحكمة فى ذلك ؟
خامسا : وهو بعدما لعننى وطردنى فتح لى طريقا الى آدم حتى دخلت الجنة ووسوست له فأكل من الشجرة المنهي عنها. وهو لوكان منعنى من دخول الجنة لاستراح آدم وبقي خالدا فيها.. فما الحكمة فى ذلك؟
سادسا : وهو بعد أن فتح لى طريقا الى آدم وجعل الخصومة بينى وبينه، لماذا سلطنى على أولاده حتى صرت أراهم من حيث لا يروننى وتؤثر فيهم وسوستى ؟ فلو خلقهم على الفطرة دون أن يحولهم عنها فعاشوا طاهرين سامعين مطيعين لكان ذلك أحرى بهم وأليق بالحكمة.
سابعا : هو بعد ذلك أمهلنى وأخر أجلى الى يوم القيامة، فلو أنه أهلكنى فى الحال لاستراح آدم وأولاده منى ولما بقى عند ذلك شر فى العالم. أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر ؟
الواقع أننا كثيرا ما نسمع بمثل هذه الأسئلة وهى تدور بين بعض الناس همسا تجنبا لتهمة الكفر، ولا أظن أن هناك أحدا من شيوخ الظلام (أقصد بهم الجهلاء الذين اتخذوا من الدين مصدرا للكسب الحرام ) مستعد للخوض فى هذا الموضوع، خاصة وان معظمهم مشغولون بجمع الأموال واستثمارها، والتدخل فى السياسة والنزاع حول كراسي السلطة، وفرض الحجاب على النساء، ومنع الشبان من قص شعورهم بصورة لا تعجبهم، ويتدخلون حتى فى أشكال وألوان الملابس التى يرتدونها، ويمنعوهم من كل ما يدخل السرور الى أنفسهم، ربما لأنهم لم يقرأوا الآية الكريمة (إن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). ولا أدرى كيف غفلوا عن منع السروال (البنطلون) الذى لم يعرفه أحد فى عصر النبوة، فشكرا على تساهلهم!.
الذى يبعث على الأسى هو أن شعوب العالم تتسابق نحوالعلم والمعرفة، وشيوخنا مصرون ليس فقط على عدم التقدم بل على الرجوع الى الوراء الى زمن حرق مكتبة الاسكندرية لأن (فى كتاب الله ما يغنينا عنها). إن القرآن المجيد أنزله الله تعالى على رسوله هدى ورحمة للعالمين، يهديهم الى عبادة الله الواحد الأحد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس لتعليم الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة، وأمر بطلب العلم (وقل ربى زدنى علما)، ولو كان فيه كل شيء -كما يدعون- لما قال الرسول الكريم : (اطلبوا العلم ولو فى الصين) و (اطلبوا العلم من المهد الى اللحد)، وكما قال الامام علي بن ابى طالب (ربوا أولادكم على غير ما درجتم عليه لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم). الخليفة عمر بن الخطاب لم يتحرج من الاستعانة بالنظم الادارية التى كانت عند الفرس مثل نظام (الديوان) لتنظيم مصالح المسلمين، تلك النظم التى لم يكن للمسلمين علما بها. ولم يتردد الرسول الكريم باستشارة صاحبه سلمان الفارسي عن كيفية صد جيوش قريش الجرارة عن المدينة فيشير عليه سلمان ببناء خندق حول المدينة كما يفعل الفرس عندما يتعرضون لهجمات من جيوش لا قبل لهم بصدها.
الأسئلة السبعة هي:
أولا : إذا كان قد علمنى قبل خلقى اي شيء يصدر عنى ويحصل منى، فماذا خلقنى أولا، وما الحكمة من خلقه إياي؟
ثانيا : وهو قد خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته، فلماذا كلفنى بمعرفته وطاعته ؟ وما الحكمة فى هذا التكليف مع العلم أنه لا ينتفع بطاعة أحد ولا يتضرر بمعصيته.
ثالثا : هو خلقنى وكلفنى فالتزمت بتكليفه بالمعرفة والطاعة.. فلماذا كلفنى بطاعة آدم والسجود له ؟ وما الحكمة فى هذا التكليف على الخصوص ؟
رابعا : وإنى لم أرتكب قبيحا سوى قولى quot;لا أسجد إلا لك وحدكquot;، فلماذا لعننى وأخرجنى من الجنة وما الحكمة فى ذلك ؟
خامسا : وهو بعدما لعننى وطردنى فتح لى طريقا الى آدم حتى دخلت الجنة ووسوست له فأكل من الشجرة المنهي عنها. وهو لوكان منعنى من دخول الجنة لاستراح آدم وبقي خالدا فيها.. فما الحكمة فى ذلك؟
سادسا : وهو بعد أن فتح لى طريقا الى آدم وجعل الخصومة بينى وبينه، لماذا سلطنى على أولاده حتى صرت أراهم من حيث لا يروننى وتؤثر فيهم وسوستى ؟ فلو خلقهم على الفطرة دون أن يحولهم عنها فعاشوا طاهرين سامعين مطيعين لكان ذلك أحرى بهم وأليق بالحكمة.
سابعا : هو بعد ذلك أمهلنى وأخر أجلى الى يوم القيامة، فلو أنه أهلكنى فى الحال لاستراح آدم وأولاده منى ولما بقى عند ذلك شر فى العالم. أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر ؟
الواقع أننا كثيرا ما نسمع بمثل هذه الأسئلة وهى تدور بين بعض الناس همسا تجنبا لتهمة الكفر، ولا أظن أن هناك أحدا من شيوخ الظلام (أقصد بهم الجهلاء الذين اتخذوا من الدين مصدرا للكسب الحرام ) مستعد للخوض فى هذا الموضوع، خاصة وان معظمهم مشغولون بجمع الأموال واستثمارها، والتدخل فى السياسة والنزاع حول كراسي السلطة، وفرض الحجاب على النساء، ومنع الشبان من قص شعورهم بصورة لا تعجبهم، ويتدخلون حتى فى أشكال وألوان الملابس التى يرتدونها، ويمنعوهم من كل ما يدخل السرور الى أنفسهم، ربما لأنهم لم يقرأوا الآية الكريمة (إن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). ولا أدرى كيف غفلوا عن منع السروال (البنطلون) الذى لم يعرفه أحد فى عصر النبوة، فشكرا على تساهلهم!.
الذى يبعث على الأسى هو أن شعوب العالم تتسابق نحوالعلم والمعرفة، وشيوخنا مصرون ليس فقط على عدم التقدم بل على الرجوع الى الوراء الى زمن حرق مكتبة الاسكندرية لأن (فى كتاب الله ما يغنينا عنها). إن القرآن المجيد أنزله الله تعالى على رسوله هدى ورحمة للعالمين، يهديهم الى عبادة الله الواحد الأحد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس لتعليم الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة، وأمر بطلب العلم (وقل ربى زدنى علما)، ولو كان فيه كل شيء -كما يدعون- لما قال الرسول الكريم : (اطلبوا العلم ولو فى الصين) و (اطلبوا العلم من المهد الى اللحد)، وكما قال الامام علي بن ابى طالب (ربوا أولادكم على غير ما درجتم عليه لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم). الخليفة عمر بن الخطاب لم يتحرج من الاستعانة بالنظم الادارية التى كانت عند الفرس مثل نظام (الديوان) لتنظيم مصالح المسلمين، تلك النظم التى لم يكن للمسلمين علما بها. ولم يتردد الرسول الكريم باستشارة صاحبه سلمان الفارسي عن كيفية صد جيوش قريش الجرارة عن المدينة فيشير عليه سلمان ببناء خندق حول المدينة كما يفعل الفرس عندما يتعرضون لهجمات من جيوش لا قبل لهم بصدها.