كاظم حسن سعيد - كتاب الحوادث الجامعة والتجارب النافعة

يعد كتاب الحوادث من اوسع التواريخ التي تناولت تاريخ العراق بعد الغزو المغولي واهميته تكمن بان مؤلفه اعتمدعلى اعظم موسوعتين في تاريخ العراق عامة وبغداد خاصة لم تصلا الينا وهما (التاريخ الوسيع لتاج الدين وكتاب روضة الاريب في التاريخ للعلامة ظهير الدين .
ولاهمية الكتاب نشره نعمان الاعظمي سنة 1932واشرف على طبعه شاب المعي هو العلامة لاحقا مصطفى جواد لكنه لاحقا وبعدما تقدم في العلم وتوسعت معارفه واطلع على كتاب تلخيص مجمع الاداب لابن الفوطي حكم باستحالة نسبة الكتاب له وقدم حججا قوية ليبرهن على ذلك .
لقد حقق الكتاب الدكتور بشار عواد معروف والدكتور عماد عبد السلام رؤوف ونشراه باسم ( كتاب الحوادث .. لمؤلف من القرن الثامن الهجري ) متجاوزين الجدل حول نسبته ومركزين على غزارة مادته .
لقد ارفقا عبارة مع العنوان تقول ( وهو الكتاب المسمى وهما بالحوادث الجامعة والتجارب النافعة والمنسوب لابن الفوطي .
يبلغ الكتاب مع التحقيق 650 صفحة .
ويعد مصدرا مهما للحكم المغولي في العراق .
رايت انقل من الكتاب حالة طريفة نقلها المؤلف حيث يروي وهو ينقل حوادث جرت سنة 645( فيها منع الوعاظ من الجلوس للوعظ ببغداد ).
( وفيها حدث باكثر اهل بغداد امراض في حلوقهم والخوانيق , ومات بذلك خلق كثير .
وذكرت امراة انها رات في المنام امراة من الجن تكنى ام عنقود قالت لها < ان ابني مات في هذه البئر واشارت الى بئر داخل سوق السلطان , ولم يعزني فيه احد فلهذا اخنقكم > فشاع ذلك في الناس فقصد البئر المذكورة جماعة من العوام والنساء والصبيان ونصبوا عند البئر خيمة واقاموا هناك العزاء وكان النساء ينحن ويقلن
أي ام عنقود الا اعذرينا قد مات عنقود وما درينا
لما درينا كلنا قد جينا لا تحردي منا فتخنقينا
وما يناسب ذلك من الهذيان واكثرن من هذا وامثاله والقى الناس فيها الثياب والحلي والدراهم والخبز واللحم المطبوخ والدجاج وانواع الحلواء واشعلوا عنها الشموع فلما اكثروا من ذلك عابه العقلاء فامر الخليفة بمنع الناس من ذلك فحضر الشحنة الى هناك وقال ( ان الديوان قد اقام ام عنقود من العزاء ) ,
وامر بسد البئر فتفرق الناس).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى