حسين عبروس - مجد الكتابة الإبداعية...

***
معذرة لكلّ الكتّاب والأدباء والقرّاء في وطننا الكبيرالذين أكنّ لهم وافر التقدير والإحترام ممن يقفون مع نص الرواية "هوارية" ومع صاحبتها،والذين يقفون في الطرف الثاني الرافض لها. لقد قرأت نص الرّواية فوجدت فيه ما يفوح من رائحة الأدب الإيريوتيكي ،والذي مهما حاولنا التماس المبرّر لم نجد ما ينفع من مبررات،ومهما حاول دعاة النقد الفلسفي فلسفة النّص تحت تيمة حريّة الكتابةالإبداعيةوتحت طائل النظريات النقدية الغربيةمن التفكيكية والبنويّة والتركيبية
والتحليلية ،فإنّ كلّ تلك المدارس النقديّة لا تمنح الرّواية صبغة فنية معيّنة كما لا تمنح النّص تحميل تلك القراءة الإجتماعية التي تكشف عن مستور أي منطقة أو فئة اجتماعية،فالواقع الإباحي لا يعطي الكاتب الحق في إدانة المجتمع إلا بقدر ما تمليه اللحظة الأدبية التي تتناول تلك اللمحة الخاطفة في شكلها الإباحي الذي لا يمهّد للإستنماء الثقافي في المحتمع المتحضّر. إنّني هنا لا أقف في طابور العارضين،ولا في طابورالمستهلكين،بل في مساحة النقد الإدبي التي تملي على القارئ الناقد المتخصص أحقية القراءة الواعية لأيّ نص مهما كان موضوعه ومهما كان اسم كاتبه،فالإيريوتيكية لا يمكنها أن تصنع نصا أدبيا متألقا إلا إذا كان كاتبه يمتلك قواعد وفنيات الكتابة التي لا تخدش حياء القارئ،وهنا أجد الكثير من تلك المنشورات التي يقدّمها أصحابها على أنّها من النقد يمرّون مرور الكرام على الإحتفالية الفضائحية للنص،ويقفون في مساحة واحدة متقاربة توصيفية للنص،وينسون أنّ أيّ نص نقديّ لا يغفل لغة الكتابة التي هي طين بناء النّص،ومهما حاولوا التغافل عن ذلك سهوا أو عمدا ،واستدرجوا النص نحو الحداثية المحسوبة على النظريات النقدية ،فهم في الواقع يسخرون من أنفسهم كي يمنحواللرواية مبررات لتخفف من ثورة الغضب عند الطرف الآخر،ولنفترض أنّ التطوّر الأدبي والإبداعي الذي يقود الى العالمية ، فهل خلّد تاريخناالأدبي في العالم تلك الأعمال التي يمتنح صاحبها حق قراءتها أمام الملأ في قاعة حتى وإن كان جمهورها من الشواذ والمنحرفين والمثليين،لعلّ الكثير منكم يراني على غير صواب،وأنا في موقع الكتابة لست ممن يحملون وسامة الفقيه،ولا عمامة الإمام ،بل من موقع الأديب المتذوق لكل النصوص ومشاربها ومضامينها بشرط ألا تكون الإباحية هي المضمون الخفي والمعلن في النص،ويمكن للكاتب أن يكتب ذلك بلغة تجعل القارئ يتسامح قليلا مع النص وشخصياته الفنية،ومع كاتبه..ولعلّ ما حدث مع نص الرواية "هوارية" هناك ما يبرره من حيث اكتشاف تلك الورطة التي وقعت فيها الكاتبة ظنا منها أنّها على أبواب العالمية،وهي الورطة التي وقع فيها أعضاء اللجنة لأنّ المنافسة في الجائزة لم يتقدم إليها اسم بحجم كاتبة الرواية،وهنا الكارثة عندما انبرى فريق من الأصدقاء ليدافع عن الجميع،وفريق أخر يرفض بشدة الرواية جملة وتفصيلا،والطريقة التي أفرزت النص فائزا وحيدا في المسابقة لنيل الجائزة..
أيّها الاصدقاء النقاد الذين تنتمون الى مدرسة النقد الأكاديمي،وغير الأكاديمي فبصمتكم هذا ترسخون قاعدة ضرب مجد الكتابة الإبداعية وتحلون دماء الكتّاب والمبدعين تحت ذرائع ومسميات لاداعي للخوض في ذكرها،وكان عليكم من المفتوض أن تدافعوا عن النصوص الإبداعية بحمايتها من السفاهة ومن السذاجة ومن الإنحراف الفكري والفنيّ بعيدا عن ولاية الفقيه وبعيدا عن الإرهاب اللفظي والفكري،ليكون النص منطلقا حرّا واعدا بعيدا عن العنتريات،وبعيدا عن....تحيتي لكم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى